تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

بدء فعاليات المؤتمر الوطني الأول لصناعة المحتوى الرقمي

مصدر الصورة
SNS

بدأت مساء اليوم فعاليات المؤتمر الوطني الأول لصناعة المحتوى الرقمي العربي الذي تقيمه وزارتا الإعلام والاتصالات والتقانة والجمعية العلمية السورية للمعلوماتية بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم بمشاركة ست دول عربية وعدد من المنظمات الإقليمية والدولية في قصر الأمويين للمؤتمرات بدمشق.

 
ويهدف المؤتمر إلى استكشاف الآليات التي تساعد على تدارك النقص الهائل في المحتوى الرقمي العربي بمختلف أنواعه وبخاصة توفره على شبكة الإنترنت ورسم الملامح العامة لاستراتيجية وطنية لتوفير هذا المحتوى عن طريق صناعة واضحة الأسس والأهداف والبحث في كيفية توجيه هذا المحتوى نحو تحقيق أهداف التنمية الوطنية والحفاظ على الهوية العربية والتفاعل مع العالم الخارجي.
 
وتتركز محاور المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام على إشكاليات مفهوم صناعة المحتوى وتطبيقاته ومجالاته ومقوماته ومتطلباته وإشكاليات إنتاج وتوليد المحتوى وتوظيفه في التنمية والأبعاد الاقتصادية لصناعة المحتوى الرقمي وخصوصيات المنطقة العربية في هذا المجال بالإضافة إلى جوانب التطوير والبحث في مجالات صناعة المحتوى الرقمي وحمايته واستراتيجياته ومشاريعه الوطنية والعربية.
 
وقالت نائب رئيس الجمهورية الدكتورة نجاح العطار التي افتتحت المؤتمر: " إن سورية تنشط على أكثر من صعيد وتلقى كل التوجهات التحديثية فيها دعماً كبيراً من رئيس البلاد الذي أحدث كلية للمعلوماتية وجامعة افتراضية وعزز وزارة الاتصالات والتقانة.. كما حرص على تمكين اللغة العربية وحمايتها ودفع الأذى عنها لأنه يدرك أن اللغة العربية هي من أهم أسس قوميتنا لافتة إلى أنه إذا كنا حريصين على موقعنا في قلب العصر فإن هذا لا يعني أن تضيع الهوية الجامعة والثقافة المتجذرة والثوابت المرتكزة على الإيمان بالأمة العربية لغة وتراثاً وتاريخاً وانتماء من المحيط إلى الخليج".
 
وأوضحت الدكتورة العطار: " أنه في ظل هذا التطور المعلوماتي الكبير وجد العرب أنفسهم مضطرين لاستخدام اللغة الأجنبية للدخول إلى عالم الإنترنت كون معظم المحتوى باللغات الأجنبية الأمر الذي دفعهم إلى التفكير بضرورة الاهتمام بالمحتوى العربي نظراً لاتساع تطبيقات المعلوماتية بما يغني الحياة الثقافية ويطور الأداء ويختصر الزمن ويحمي التراث ويوفر المرجعيات بيسر وسهولة ودقة علمية بالغة".
 
وأضافت: " إن اللغة العربية لا تحظى سوى بنسبة 5ر1 بالمئة من لغة المحتوى على الشابكة وتقتصر على خدمات بسيطة وألعاب مقارنة باللغة الإنكليزية التي تحتل المرتبة الأولى الأمر الذي يحتم على العرب العمل على تعزيز المحتوى العربي وتلافي التقصير من كل الجهات المعنية سواء في الوزارات أو الجمعيات أو الجامعات، مشيرة بهذا الصدد إلى عدة مشاريع أطلقت في هذا الاتجاه منها المشروع الذي تبنته الجامعة العربية الذي يعنى بالنتاج اللغوي، وإيجاد بنك نصوص يتضمن أمهات الكتب الأدبية والعلمية والتقنية ووضع هذه النصوص في موقع على الإنترنت بمشاركة أكبر عدد من المؤسسات العلمية في الوطن العربي".
 
 
ودعت العطار إلى "إحداث مواقع خاصة بسورية على الشابكات يتولى الكتابة فيها مفكرون ومثقفون وعلماء وسياسيون مناضلون بالقدر الذي نستطيع، تحقيقاً لوجودنا الدولي وتصحيحاً للمفاهيم الخاطئة، ولتوضيح المفاهيم وشرح المصطلحات المستخدمة والكلمات الخاصة وتجنب التعقيد في النصوص وتحويل الشابكة والحواسيب إلى حق عام للناس لتكون في متناولهم وجزءاً من ثقافتهم وأن توفر لهم إمكانات الإفادة من ثورة المعلومات الراهنة مع توجيه اهتمام خاص للأبناء في كل مراحل التعليم بدءاً من الطفولة الأولى.
 
من جهته أشار معاون وزير الإعلام المهندس نبيل الدبس إلى "أن المشهد السوري على صعيد صناعة المحتوى الرقمي يتمثل في جهود منفردة وأحياناً فردية لصناعة ما يشبه المحتوى الرقمي ودراسات واجتهادات ظلت في غالبيتها على الورق وبضع مشاريع طموحة حاولت وتحاول الصمود.. بينما يتجه العالم الرأسمالي إلى صناعة محتوى عابر للأوطان مبني بأدوات تقنية بالغة التطور يواكب ويتفاعل مع مجتمع معلومات عالمي وليد يمتاز بشراهته المذهلة للمحتوى وتلهث التجمعات الإعلامية والاتصالاتية الاحتكارية متعددة الجنسيات إلى جعله مجتمع معلومات معولماً يسوده ويحكمه قانون السوق".
بدوره قال الدكتور راكان رزوق رئيس الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية " إن التجارب أثبتت أن تطوير المحتوى الرقمي هو عمل تشاركي تساهم به كل شرائح المجتمع ومؤسساته كما تبين أن ماحققناه في وطننا العربي في مجال صناعة المحتوى الرقمي العربي مازال دون المطلوب كماً ونوعاً فنسبة المحتوى العربي على الإنترنت لا تتناسب أبداً مع نسبة عدد الناطقين بالعربية كما أن هذا المحتوى يفتقر إلى الكثير من المقومات اللازمة لجعله يرتقي إلى المستوى العالمي".
 
وأِشار مسؤول قطاعات الاتصالات والمعلومات في المكتب الإقليمي لليونيسكو جورج عواد إلى "أن تعزيز المحتوى الرقمي العربي يتطلب تطوير بنية متكاملة تأخذ في الحسبان الترتيبات السياسية والإدارية والمعايير والتطبيقات الجديدة وجودة البيانات المنشورة والبحث والتطوير ومن أحد عناصر هذه البيئة سهولة الوصول إلى هذا المحتوى ولاسيما عن طريق الإنترنت".
 
ويترافق المؤتمر بمجموعة من الجلسات التخصصية تتناول مسح الواقع المحلي في صناعة المحتوى من تجارب وتطبيقات عملية وقصص نجاح وفشل في إطار المحتويات التعليمية والإعلامية والسياحية والثقافية والخدمية الحكومية والخدمية الصحية والتجارية الإلكترونية إضافة إلى كيفية الاستفادة من التجارب العالمية في كل من كوريا الجنوبية والصين وإيران والهند واليابان.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.