تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

المعلم: كنا ننتظر من إدارة أوباما أن تساعدنا وإذ المطلوب أن نساعدها

 
قال وزير الخارجية وليد المعلم: إن اعتماد إدارة أوباما على سياسة الحوار أسهم في انفراج العلاقات السورية الأميركية، موضحاً أنه لا تزال هناك أسئلة كثيرة تدور حول قدرة الرئيس أوباما على تلبيه وعوده، مع وجود العديد من اللوبيات ومراكز الضغط التي تضع العراقيل أمامه.
وتابع المعلم في لقاء مع صحيفة الشروق المصرية على هامش الدورة 132 لمجلس وزراء الخارجية العرب بالقاهرة الأسبوع الماضي، نشرته أمس الأول: كنا ننتظر من إدارة أوباما أن تساعدنا وإذ المطلوب أن نساعدها، مشيراً إلى أن أهم من يمكنه أن يساعد أوباما في اللحظة الحالية هو الاتحاد الأوروبي لأنه الشريك التجاري الأول لإسرائيل، مضيفاً: إن العرب يمكنهم المساعدة أيضاً عبر اتخاذ موقف موحد تجاه القضية الفلسطينية.
وحول الانقسامات العربية أضاف إن الانقسامات العربية خففت من وزن الأمة العربية على الساحة الدولية، رغم إمكانياتها، وهو ما أدى إلى سياسات متباينة وصلت إلى حد الاختلاف حول تقييم الصراع العربي الإسرائيلي، مضيفاً: إن السلام لا يتحقق إلا بموقف عربي موحد يقوم ضرورة انسحاب إسرائيل من كامل الأراضي المحتلة، ومؤكداً في الوقت ذاته أن سورية لا تدخل في سباق مسارات.
كما أعرب المعلم عن مخاوفه من أن يكون هدف الحكومة العراقية مع دمشق هو تصفية هوية العراق العربية.
وكشف المعلم عن خشيته، في ظل هذا الوضع العربي، أن تنجح إسرائيل في لعبة كسب الوقت التي تمارسها للحد من اندفاع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لتحقيق سلام في المنطقة.
وحدد المعلم قائمة أولويات العمل المشترك بقضية فلسطين أولاً، يتلوها إقامة سلام عادل وشامل، ثم إزالة الخلافات العربية، وأخيراً تحقيق التكامل الاقتصادي العربي.
وفي رد على سؤال حول «المحور المصري السوري السعودي» الذي برز في العقد الماضي، أكد المعلم أن الهدف كان تشكيل نواة تجمع حولها الجسم العربي. متسائلاً إن كان هذا ممكناً اليوم؟
وأشار المعلم، في رد على سؤال، إلى القواسم المشتركة التي تجمع كلاً من مصر وسورية والسعودية مع الإقليميين الجارين تركيا وإيران، وأبرزها نصرة قضية فلسطين، إلا أنه أشار في الوقت ذاته إلى أنهم ليسوا في موقع موحد.
وأكد المعلم مجدداً ضرورة تنسيق السياسات والمواقف، منوهاً بالوزن الإقليمي لهذه الدول مع الحاجة إلى من يتحرك بهذه القناعة. وعلى صعيد محادثات المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس أكد المعلم أن القرار الأخير هو قرار فلسطين، مشيراً إلى أنه بإمكان مصر وسورية أن تساعدا وتشجعا وتحثا الطرفين على تجاوز خلافاتهما، مناشداً الرئيس الفلسطيني محمود عباس ألا يكون طرفاً بل رئيساً للطرفين.
وأوضح المعلم أن سورية تقف على مسافة واحدة من الطرفين، كما أنها ليست على تنافس مع مصر، مؤكداً «أن اليوم والوقت قد حانا من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية»، وأن هناك أرضية موضوعية لذلك. لكنه شكك في أن يحصل الشعب الفلسطيني على الحد الأدنى من حقوقه إذا استمر هذا الانقسام.
ورداً على سؤال حول الحديث عن تقديم العرب لهدايا مجانية تشجيعاً لإسرائيل لوقف الاستيطان، قال المعلم إنه لم يسمع وزيراً عربياً يتحدث عن مكافأة لإسرائيل خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير، موضحاً أن استمرار عملية السلام وفق الوضع الحالي يعني أنه «لن يكون هناك سلام».
وعن المسار السوري وأرجحيته بالنسبة للأميركيين على المسار الفلسطيني، أوضح المعلم أن سورية لا تدخل في سباق مسارات، وأن الأميركيين يدركون رؤية سورية من جهة أن السلام العادل والشامل لا يكون إلا بتسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية والانسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة.
وتابع المعلم: إن السلام لا يحتاج إلى أفكار جديدة، في إشارة إلى ورقة الأفكار المتوقع أن يقدمها أوباما حول عملية السلام قريباً، بما في ذلك متطلبات استئناف المحادثات على المسار السوري، مؤكداً أن عملية السلام أقرت في مرجعية مدريد.
وبخصوص الأزمة العراقية السورية، أكد المعلم حرص سورية على وحدة العراق وأمنه وعلى رؤية العراق «عربياً إسلامياً»، قادراً على مواجهة مرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي. وأضاف: «ربما هناك في القيادات السياسية العراقية من لا يريد ذلك، من لا يريد للمصالحة الوطنية أن تتحقق، ولترسيخ هوية العراق العربية ألا تتحقق».
وأكد المعلم أن الحكومة العراقية لم تقدم حتى الآن دليلاً محسوساً عن المسؤول عن التفجيرات، وخلص المعلم إلى القول: «ما أخشاه هو أن هذه التفجيرات الدامية استغلت لأغراض سياسية تستهدف معارضي النظام العراقي وهوية العراق العربية، وإلا فلماذا تتهم سورية؟ لأن سورية بقيت قاعدة وحصناً منيعاً يحمل راية القومية العربية».
 
 
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.