تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

زيارة نتنياهو "السرية" لروسيا وأهدافها

 

زيارة نتنياهو "السرية" لروسيا وأهدافها
 
أثار موضوع إختفاء رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو عن الأنظار لمدة 14 ساعة يوم الاثنين 7 أيلول/سبتمبر الحالي موجة من التكهنات حول وجهته: هل كانت للأردن، للخليج العربي أو لمصر، وفي النهاية كشف النقاب عن أن سبب الاختفاء هو توجهه إلى روسيا حيث التقى نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
والتساؤل: إذا كانت زيارته لروسيا؟ فلماذا السرية في ذلك؟
والأجابة أن نتنياهو أراد الاختفاء ومن ثم إحداث ضجيج إعلامي كبير واهتمام باختفائه وليعلن فيما بعد – وعبر مستشاريه – أن زيارته السرية كانت لروسيا، ليعطي أهمية كبيرة جداً لهذه الزيارة التي أكدتها مصادر روسية فيما بعد مع أن هناك من ما زال يشكك بأن الزيارة كانت لروسيا وليس لمكان آخر...
وتؤكد المصادر الصحفية الخاصة ان اراء المراقبين الاعلاميين تتفق على ان الاسباب الحقيقية لهذا الضجيج الاعلامي حول الزيارة ينحصر بالنقاط التالية:  
 
 
1.   أراد نتنياهو توجيه رسالة للرئيس الأميركي اوباما بأن هناك اتصالات قوية وسرية بين اسرائيل وروسيا، وأن اسرائيل قد تتوجه نحو روسيا أكثر وأكثر إذا استمر اوباما في مطالبته بايقاف البناء في المستوطنات، وان اسرائيل قادرة على التحرك والاعتماد على ذاتها إذا ما فرض عليها ذلك.
2.   أراد نتنياهو تعزيز العلاقات الروسية الاسرائيلية، ومحاولة إقناع روسيا  بعدم دعم ايران في امتلاك سلاح نووي، وكذلك عدم التركيز كثيراً على عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط لأنه لن يعطي أي فائدة، وكذلك مطالبة روسيا بعدم تزويد سورية بأسلحة متطورة ولو كانت دفاعية لأن ذلك سيمس التفوق العسكري الاسرائيلي في المنطقة، وبالتالي يعرضها لمواجهة أخطار من العالم العربي وخاصة سورية.
3.   مشروع التعاون الصناعي العسكري المشترك في انتاج طائرة "ميغ" المتطورة جداً، إذ تقوم روسيا بتصنيع الجسم والمحرك في حين أن اسرائيل تقوم بتصنيع كل الأجهزة الالكترونية ويتم تجميع ذلك كله في مصانع الهند لانتاج طائرات الميغ.
بوتين موافق على مثل هذا التعاون "الاقتصادي"، ولكن اسرائيل تصر على أن هذه الطائرة لن تباع لأية دولة عربية أو إسلامية على عداء مع اسرائيل . رئيس الوزراء بوتين شبه موافق على ذلك، ولكن نص الاتفاق النهائي لم يتم بعد وبحاجة إلى مزيد من الوقت.
 
يأتي هذا التوجه الاسرائيلي بعد أن ترددت اميركا في بيع اسرائيل طائرات "اف 35" المتطورة جدا من دون أجهزتها الالكترونية لأن اسرائيل ترغب في تركيب الأجهزة الالكترونية الخاصة بها والتي تصنعها بذاتها، وتصر اميركا على بيع "اف 35" كاملة. واسرائيل ترغب في شراء الطائرة المتطورة من دون الأجهزة لأنه من عادتها أن تغيّر الأجهزة الالكترونية لأي طائرة اميركية تتسلمها من اميركا، وهذه المرة تريد تخفيض ثمن الطائرة، ووضع الأجهزة الالكترونية التي ترغبها وتؤدي ثمارها ومهامها بالنسبة لها.
الاتفاق مع روسيا يأتي مناكفة ونكاية بالموقف الاميركي إذ أن اسرائيل تريد تعزيز صناعتها العسكرية وخاصة التكنولوجيا المتطورة وتسويقها واميركا لا تريد ذلك، فوجدت أن تصنيع طائرات "ميغ" المتطورة جدا قد يلبي ذلك ويعزز في الوقت نفسه رويدا رويدا العلاقات الاستراتيجية الاسرائيلية مع كل من روسيا والهند. والعلاقة الحميمة القائمة على العمل الـ "Business" مع روسيا  ستفيد اسرائيل مستقبلاً من خلال دعم مواقفها الأخرى السياسية وغير السياسية في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط بالتحديد.
قادة اسرائيل يعتبرون الرئيس "أوباما" منحازاً للعالم الاسلامي، وانه يسعى لمد يد المصافحة والتعاون مع دول معادية لاسرائيل، ولذلك فإن هؤلاء القادة سيسلكون شتى  أنواع الطرق للتأثير على أوباما، واعادته إلى حظيرة النفوذ الاسرائيلي، والتعاون الاستراتيجي المشترك.
وتعتبر اسرائيل نفسها دولة قوية ولها كيانها لذلك تحاول أن تفلت من أي ضغط أميركي قد يمارس عليها مستقبلاً، فهي تعد نفسها لكي تعتمد على ذاتها مستغلة الصراع بين روسيا واميركا على توسيع نفوذهما في العالم أجمع.. وان التعاون الصناعي العسكري مع روسيا قد يساهم أيضاً في منع روسيا من تزويد سورية بأي سلاح متطور ولو كان سلاحاً دفاعياً.
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.