تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أردوغان : سورية دولة شقيقة لنا وليست دولة صديقة فقط

قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان  إنني أشعر ببالغ السعادة لأنني أتقاسم هذه المأدبة التي يقيمها فرع حزب العدالة والتنمية باسطنبول مع صديقي وأخي العزيز السيد الرئيس بشار الأسد . ‏

وأضاف أرودغان: إن رمضان هو شهر التشارك والتعاون والتضامن وهو شهر الرحمة وهو الشهر الذي يجب ان تتشارك فيه كل شرائح المجتمع من فقراء وأغنياء كما ان رمضان دليل نعمة من نعم وعطاءات الله عز وجل فهو الشهر الذي يجب أن يتقاسم فيه الناس جميعا نعمة الله عز وجل, وكما نشاهد من خلال هذه المأدبة فإن هذا الشهر هو شهر البركات والخيرات, كما يسعدني أيضا أن أتقاسم بركة وخير هذا الشهر الكريم مع أشقائنا السوريين على مائدة واحدة, وأساسا نحن نتقاسم تاريخا وماضيا جغرافيا طويلا, ان تركيا وسورية تجلسان على مائدة واحدة منذ الف عام وتتشاركان نفس الماء والطعام وتتقاسمان أيضا مصيرا وأفكارا مشتركة وقد حاربنا معاً عبر التاريخ كتفاً الى كتف ضد أعداء مشتركين, كما أننا دافعنا عن دمشق وحلب والقدس وقدمنا العديد من الشهداء . ‏
وقال أردوغان: أنا على يقين أن أخي السوري الذي يأتي الى اسطنبول لن يشعر بأنه غريب عن هذه المدينة وأنا أثق بأن أي شخص سيزور اسطنبول لن يشعر نفسه غريبا عنها, وفي نفس الوقت أي تركي يزور أي مدينة سورية لن يشعر بغربة بل انه سيظن نفسه انه في مدينة تركية أيضا فمثلا الجامع الاموي في سورية يذكرنا بجامع السلطان احمد في اسطنبول وسوق الحميدية بالسوق المغطى لدينا في اسطنبول كما ان الموسيقا والطعام كلها أمور مشتركة بيننا, انكم تستمعون الى المطربين الاتراك في سورية وهناك صلات قربى وصداقة بيننا فكلنا اخوة, ان سورية هي دولة أخ لنا وليست دولة صديقة فقط فنحن خطونا اليوم خطوة جديدة وهذه بشرى بمناسبة العيد, لقد ألغينا سمات الدخول بين بلدينا فهذا كان المنتظر وهذا كان الامل حتى إن هناك بعض الاخوان قال لي بشكل مازح: إن هناك اتفاقية "شينغن" وهناك اتفاق "شام غن" وهذا يعني فيما يخص الاتفاقية التجارية بين البلدين وهذا الامر يعتبر هاما جدا, بمناسبة العيد أيضا هناك زيارات متبادلة في العيد على طول الحدودين وسيتمكن مواطنو البلدين من العبور الى البلد الآخر بكل راحة. ‏
وتابع أردوغان: إن السيد الرئيس أعطى تعليمات للوزراء ونحن أعطينا تعليماتنا من اجل تنفيذ هذا القرار فهذه هي المحبة والتضامن والمحبة, ونحن نخطو مع سورية معاً الى غد أجمل في المجالات التجارية والاقتصادية والسياسية والثقافية وسنعزز هذه العلاقات وقد عززناها ومازلنا نعززها. ‏
وقال أردوغان: إن تركيا اعتبرت قضايا سورية قضايا لها وكذلك سورية نفس الشيء وبهذا الشكل أتيح المجال لنا ان نتمكن من مساعدة بعضنا بعضاً في حل مشاكلنا والعلاقات السورية - التركية قطعت شوطا كبيرا في السنوات السبع الماضية وأساسا اننا نتقاسم هذا الامر ليس بين السياسيين فحسب وانما بين شعبينا ورحلات القطار التي ابتدأت بين مدينة حلب ومرسين قد لاقت اعجابا شديدا من مواطني البلدين وان هذا الخط الحديدي الذي يربط بين بلدينا نال اعجاب جميع الناس في كلا البلدين. ‏
وأضاف أردوغان: إن العلاقات الاخوية بين سورية وتركيا ستشهد في المرحلة القادمة تطورا أكثر, فتركيا بوابة أوروبا وسورية بوابة آسيا وأنا أؤمن بأنه يجب علينا تطوير العلاقات الاخوية بيننا وأؤمن ان هذه العلاقات ستساهم في تعزيز السلام والامن في المنطقة وأؤمن ان هذه العلاقة ستسهم في دعم الامن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط وأننا سننجح في جهودنا لبلوغ هذا الهدف. ‏
وقال أردوغان: إن سورية قوية ومتقدمة وقد حلت جميع مشاكلها مع الدول الجارة وبالمقدار الذي تكون فيه سورية قوية فان تركيا تكون قوية أيضا وهذا مصدر امتنان وسعادة بالنسبة لنا, وان سورية وتركيا سوف تستمران في التضامن والتعاون فيما بينهما. ‏
وأضاف أردوغان: انه منذ شهرين من الآن بدأ بيننا عملية وحدة قومية ونؤمن بأن تعزيز الديمقراطية في بلدينا سيسهم في استقرار المنطقة وان تركيا قدمت خلال 30 عاما الآلاف من قوات الامن تقريبا, 30 ألف شهيد قضوا في سبيل الدفاع ومكافحة الارهاب فعندما ننظر الى هذه المسألة نرى ان الخاسر هو تركيا والشعب التركي, والاكثر من ذلك هم الامهات والاباء والخاسرون هم الشباب في عمر الورود ونحن لا نريد ان نعيش مثل هذه الحوادث أو ان تستمر واننا نرى الناس في العراق وايران وسورية يعيشون نفس هذه المشاكل. ‏
وقال أردوغان: إن هناك مسألة هي مسألة الإرهاب وهناك البطالة وهناك مسائل كثيرة ونحن مصممون على حل كل هذه المسائل عبر الانفتاح الديمقراطي وان المعني بهذا الامر في النهاية هو الشعب وسنحل كل مشاكلنا يداً بيد, ومع الاسف هناك من يحاولون استغلال الاوضاع وهم مخطئون لان شهداءنا لا يمكن ان تكون دماؤهم رخيصة ولا يمكن لاحد ان يستغل هذه الامور وهذا لايليق بوطننا فهناك حكومات سابقة أتت قبلنا, وعندما أسست حزبي كنت قد كتبت كثيرا عن هذا الموضوع وطبعا نحن نتحمل مسؤولياتنا ولا يمكننا السكوت عن بكاء الامهات عندما يفقدن أبناءهن. ‏
وأضاف أردوغان: إننا نشعر ببالغ السعادة لان سورية تشاركنا في هذا الانفتاح الديمقراطي وفي حال وصول هذاالانفتاح الديمقراطي الى النجاح فاننا سنكون سعيدين جدا وقد تابعت اللقاء الذي أجراه الصحفيون مع سيادة الرئيس بشار الأسد وقرأت ما جاء فيه ونحن نؤمن ان هذه العملية التي بدأناها مع سورية أيضا ستسهم في وقف دموع الامهات السوريات فيما اذا كن يعانين من المشاكل التي نعاني منها, ان هدفنا هو وقف سيل الدماء ونؤمن ان سورية يمكن ان تسهم أيضا في مساعدتنا لبلوغ هذا الهدف والاخوة يتعاونون في مثل هذه الامور, ولا نريد ان نذكر منطقة الشرق الاوسط على أنها منطقة عدم استقرار ومشاكل وأعتقد أننا سننجح في جعل هذه المنطقة منطقة امن وسلام, وطبعا هناك دور ملقى على المجتمع الدولي أيضا الا أننا يجب ألاننسى ان حل المشاكل يجب ان يأتي بمبادرة منا ومن شعوبنا أيضا. ‏
وحول الموضوع الفلسطيني قال أردوغان: نحن نؤمن بأن يكون هناك وفاق بين الفلسطينيين والتضامن العربي أيضا والوحدة العربية كلها أمور ضرورية والوحدة الفلسطينية ضرورية جداً بالنسبة لعملية السلام وفي حال تحقق ذلك فان المفاوضات الاسرائيلية- الفلسطينية ستأخذ منحى آخر ومختلفا, ونحن مستعدون دائما ان نقدم أي مساعدة لكي تكون هناك مباحثات بين سورية واسرائيل وبين الفلسطينيين واسرائيل, كما تسعدنا جداً الزيارات التي يقوم بها المسؤولون الامريكيون والاوروبيون في المرحلة الاخيرة الى سورية والتطور الحاصل في علاقات سورية مع الدول العربية أيضا أمر يسعدنا جدا, فنحن نؤمن أيضا بأن المشاكل التي تظهر بين الاشقاء يمكن حلها عن طريق الحوار فنحن لا نحب ان نكسب, نحن حزب يؤمن بخلق الصداقات مع الناس ومع الدول, وسورية وتركيا اختارتا هذا الطريق وهما تسعيان الى غد مشرق وهما قطعتا شوطا كبيرا في هذا المجال وهناك اتفاق تعاون استراتيجي لإنشاء مجلس التعاون الاستراتيجي وهذه الاتفاقية ستكون فأل خير بالنسبة لبلدينا ونؤمن بذلك. ‏
وأضاف أردوغان: لقد عقدنا مباحثات ناجحة جدا مع أخي السيد الرئيس بشار الأسد اليوم ونهدف بهذه المباحثات إلى توطيد وتطوير علاقاتنا الى الافضل حيث إننا عقدنا اجتماعا اليوم مع السيد الرئيس وسنواصل معه متابعة هذه الاجتماعات ومع الوزراء المختصين لدينا, وقد وقعت هذه الاتفاقية من قبل وزيري خارجية بلدينا وأتمنى ان تكون خيراً لكلا بلدينا وخاصة ان هذا سيزيد من علاقاتنا التجارية والاقتصادية فالعلاقات التجارية بين بلدينا في السنوات السبع الاخيرة قد ازدادت بشكل كبير فقد كان التبادل التجاري بين بلدينا عندما أتينا الى الحكم 773 مليون دولار والآن ارتفع الى مليار و754 مليون دولار, ونتمنى ان يزيد حجم هذا التبادل التجاري في المستقبل الى الاكثر. ‏
وختم أردوغان بالقول: إنني أعود وأكرر وأرحب بأخي السيد الرئيس الأسد والوفد السوري في بلده الثاني تركيا وأتمنى ان يكون شهر رمضان المبارك يحمل الامن والسلام لجميع شعوبنا وشعوب المنطقة.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.