تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير خاص : معهد ابحاث الأمن القومي الإسرائيلي : خلاصة توصيات المؤتمر حول الوضع في سورية ومواجهة ايران

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية

المركز اليروشالمي: تقديرات أمريكية: مفاتيح نجاح خطة ترامب في أيدي السعودية

قال المحلل يوني بن مناحيم، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقوم بتسخين المحركات استعداداً للإعلان عن "صفقة القرن" وهو يعرف أن نجاح الخطة يتوقف بدرجة كبيرة على السعودية التي تبنت في الأشهر الأخيرة موقف السلطة الفلسطينية.

وأضاف المحلل، إن غاريد كوشنير، كبير مستشاري ترامب، سيصل الى المنطقة نهاية شباط الجاري في جولة تشمل السعودية وسلطنة عمان والامارات والبحرين وقطر والمغرب، كي يطلع قادتها على مضمون الخطة ويطلب منهم إعلان تأييدها حين يتم الإعلان عنها، إضافة للتعهد بتمويل الجانب الاقتصادي في الخطة.

وأشار المحلل الى حصول تطورات سلبية بالنسبة للرئيس ترامب، في كل ما يتعلق بموقف السعودية التي تعتبر زعيمة المعسكر "السنّي"، إذ لا يمكن لأي دولة عربية أن توافق على الخطة الأمريكية دون موافقة السعودية عليها. لذلك، فإن مفتاح نجاح الخطة موجود في أيدي السعودية.

معهد أبحاث الأمن القومي: خلاصة توصيات المؤتمر حول الوضع في سورية ومواجهة إيران

تبنى المعهد في ختام مؤتمره السنوي الشهر الماضي، مجموعة توصيات حذّرت من خطر نشوب مواجهات عسكرية على أكثر من جبهة، وأشارت الى قيود تفرضها السياسة الإسرائيلية الحالية، التي تركز على العمل العسكري دون محاولة استنفاد الفرص أو الآفاق السياسية.

وأشارت التقييمات الى أن إسرائيل فضّلت في معظم مجـالات الأمن القومي، باستثناء منع "التموضع الإيراني "  في سورية ونقل أسلحة إلى حزب الله، الحفاظ على الوضع القائم واعتمدت النهج الاستباقي، لدفع غاياتها الإستراتيجية القومية. لكن هناك جملة من العقبات الاستراتيجية، والمصاعب التي تواجهها إسرائيل في رسم غاياتها الاستراتيجية وتطبيقها، هي:

العقبة الأولى: في ما يتعلق بالغارات الجوية والقصف الصاروخي على سورية الذي تسميه إسرائيل "المعركة بين الحروب"، وتدّعي أنها تبعد حرباً واسعة وتحقق ردعاً، هناك ثمة شك في ما إذا حققت إسرائيل الغاية الاستراتيجية لجهة إبعاد إيران عن سورية ووقف نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله، بل ربما أصبح تحقيق هذه الغاية بعيداً. والسبب هو امتناع المستوى السياسي عن القيام بخطوة سياسية مكملة بالاستناد إلى هذه المعركة.

العقبة الثانية: رغم أن إسرائيل و إيران وحزب الله وحماس لا تريد الحرب، بسبب الردع المتبادل، إلا أن سباق التسلح و"التموضع العسكري" الإيراني، قد يؤديا إلى أحداث تضع هذه المعركة في خطر متزايد من خلال التصعيد واشتعال الوضع. 

العقبة الثالثة: القلق من سياسة الولايات المتحدة بالخروج من الشرق الأوسط، والتناقضات في سياسة الرئيس دونالد ترامب، الذي يمس بتحالفات كانت أحد أهم أسس قوة الولايات المتحدة، ويتخلى عن الشرق الأوسط لصالح هيمنة روسيا. إذ أن تحقيق غاية إسرائيل المركزية بخصوص لجم "التموضع الإيراني" في سورية وإبعادها من هناك، يتطلب تدخلاً أميركياً، لإغلاق الممر البري الإيراني بين العراق وسورية وقيادة خطوات دولية لإخراج القوات الأجنبية من سورية، وأولها إيران والجهات الموالية لها. بالتالي، فإن انسحابا ً أميركيا أحادي الجانب من سورية وترك الحلبة بأيدي إيران وروسيا، سيزيد من صعوبة تحقيق هذه الغاية.

العقبة الرابعة: رغم العلاقات الوثيقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، إلا أن الرئيس ترامب قد يغيّر مزاجه تجاه إسرائيل، في حال قامت إسرائيل بخطوات من شأنها توريط الولايات المتحدة بحرب أخرى في الشرق الأوسط، والتسبب بالمس بالقوات الأميركية.

العقبة الخامسة: أهمية الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني في السياق الإقليمي والدولي، آخذة بالأفول، وتشهد تراجعاً كبيراً قياساً بقضايا أخرى، في ظل عدم وجود أسس لعلاقات إسرائيل مع دول الخليج والعالم العربي والإسلامي، على الرغم من العلاقات غير الرسمية والتعاون غير المسبوق الذي يستند إلى مصالح متطابقة، خاصة ضد مساعي إيران للتأثير على المنطقة. يضاف الى ذلك أن العقبة المركزية أمام تحسين العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي، هي عدم وجود تقدم سياسي مع الفلسطينيين.

وخلص المعهد الى القول: إن دور العمل السياسي في الجبهة الشمالية، هام . فإيران لن تتخلى عن غايتها الاستراتيجية المتمثلة بامتلاك قدرات نووية وتأثير إقليمي، ولن "تسحب قواتها" من سورية، طواعية. وبالنسبة لإسرائيل، لا توجد طريقة لوقف "التموضع الإيراني" في سورية بواسطة العمليات العسكرية فقط، وإنما المطلوب هو خطوات سياسية. وروسيا هي العنوان المركزي لذلك. بالتالي، يتعين على إسرائيل دفع خطوات مكملة، تستند على روسيا، لإقناعها بأن مواصلة "بناء القواعد الإيرانية" في سورية لن يساعد في استقرار الوضع والبدء بعملية الإعمار. وهنا بإمكان إسرائيل ان تشكل تحالفا مع الدول العربية "السنّية البراغماتية"، التي ستكون مستعدة للاسهام في إعمار سورية شريطة إبعاد إيران. ففي المحصلة، فان تحسين وضع إسرائيل الاستراتيجي يكون من خلال تحسين مكانتها الإقليمية، على ضوء المصالح المشتركة مع دول عربية "سنية مركزية"، ومفتاح ذلك هو حدوث اختراق في العملية السياسية مع الفلسطينيين.

                                                                                  ترجمة: غسان محمد

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.