تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

عطري : المجلس الاستراتيجي استجابة لارادة شعبينا

مصدر الصورة
SNS

 بدأت في مبنى رئاسة مجلس الوزراء اليوم أعمال الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى بين سورية وتركيا برئاسة رئيس مجلس الوزراء السوري المهندس محمد ناجي عطري ونظيره التركي رجب طيب اردوغان.

 
وقال محمد ناجي عطري " أن الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى بين البلدين جاء تتويجاً طيباً للعلاقات المتميزة، واستجابة للصلات والوشائج التاريخية والثقافية والاجتماعية التي تربط بين بلدينا الجارين، وشعبينا الشقيقين ويعد بمنطلقاته وأهدافه مرتكزاً هاماً لبناء شراكة عميقة الجذور ترسخ التنسيق والتكامل بينهما.
 
وأضاف عطري خلال كلمته امام الاجتماع " أن سورية أكدت على خيار السلام العادل والشامل الذي يعيد الحقوق لأصحابها وفق مبدأ الأرض مقابل السلام وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ولكن تعنت إسرائيل وعدم استجابتها لاستحقاقات السلام ومتطلباته أدى إلى تجميد عملية السلام وتعطيل المبادرات الإقليمية والدولية في هذا المجال لافتا إلى أن سورية إذ تنوه بمواقف تركيا البلد الصديق إزاء القضايا العربية، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني، وبالدور الهام الذي تقوم به من أجل وضع حد للحروب والمنازعات الإقليمية، وتسوية المشاكل القائمة بالطرق الدبلوماسية والوسائل السياسية فإنها تثمن عالياً جهود تركيا لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة التي تمثلت بشكل خاص بقيامها بدور الراعي النزيه للمباحثات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل والتي لم تصل إلى النتائج المطلوبة نظراً لشن إسرائيل عدوانها الهمجي المدمر على أهلنا وشعبنا في غزة.
 
وشدد رئيس الوزراء السوري على الدوري التركي وقال "أن سورية أكدت وتؤكد الآن على أهمية الدور التركي في رعاية أية مباحثات غير مباشرة قادمة وترى أن عدم قبول استمرار هذا الدور أو تعطيله يعني تهرباً إسرائيلياً من استحقاقات عملية السلام وعدم وجود شريك إسرائيلي لتحقيق السلام المنشود".
مؤكداً  أن "سياسة إسرائيل القائمة على تهديد دول المنطقة وتكريس نهج الاحتلال والاستمرار ببناء المستوطنات ومواصلة الحصار الجائر على غزة وما تفرضه من تمييز عنصري بحق الشعب الفلسطيني وما تواصله من إجراءات لتهويد القدس يشكل خرقاً للقانون الدولي وتحدياً للإرادة الدولية وعقبة حقيقية في طريق السلام الذي هو هدف شعوب المنطقة".
 
وأشار المهندس عطري إلى أن "الرئيس الأسد أكد أن تأسيس هذا المجلس يشكل باباً للدخول إلى المستقبل وطريقاً لتحقيق الازدهار ونموذجاً يحتذى للعلاقات بين دول المنطقة وهو خطوة هامة تجعل العلاقات السورية ـ التركية تتجاوز بقوتها ومتانتها وتنوع مجالاتها وتعدد نشاطاتها المفهوم التقليدي للعلاقات الطبيعية بين بلدين جارين لتصبح علاقات أخوية متميزة ملؤها الدفء والمحبة والثقة المتبادلة.
وأضاف المهندس عطري أن الاجتماع يأتي تأكيداً على عقدنا العزم على المضي في النهج الذي اخترناه وترجمة لما تم التخطيط له والاتفاق عليه من برامج وأفكار ومقترحات ترمي إلى دفع علاقات تعاوننا المشترك واستكشاف آفاق جديدة لها وإعطائها زخماً قوياً وبحث طرق تطويرها وتذليل أية عوائق قد تعترض بعض مجالاتها".
 
ولفت رئيس مجلس الوزراء السوري إلى " أنه بفضل الإرادة الصادقة والجهود المخلصة والمتابعة الجادة ارتقت علاقات التعاون بين سورية وتركيا إلى مستويات رفيعة تبعث على الرضا والارتياح الكبيرين وهي علاقات متنامية في تطورها أسست لها العلاقات الأخوية الوثيقة والعميقة القائمة بين شعبي البلدين وقادتهما من جهة وجملة الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وبروتوكولات التعاون الاقتصادية والتجارية والصناعية والاستثمارية والتعليمية والصحية والثقافية والسياحية والمالية وحماية الاستثمارات".
 
 إضافة إلى "الاتفاقيات المبرمة في مجالات الطاقة والنفط والغاز والنقل والزراعة والري والاتصالات والإسكان والتعمير والإعلام والإدارة المحلية مؤكدا أن ما عزز هذه المعطيات وزادها قوة ومتانة ومنحها بعداً دينامياً هي الزيارات الرسمية وتبادل اللقاءات بين رجال الأعمال والفعاليات الاقتصادية وتنظيم المؤتمرات والملتقيات الاقتصادية والعلمية في البلدين وهذه المكونات هيأت المناخ الملائم والأرضية الصلبة لبناء قاعدة شراكة إستراتيجية وتوسيع قاعدة التعاون الاقتصادي وزيادة حجم التبادل التجاري الذي ارتقت حصيلته من /350 / مليون دولار عام 2004 إلى ما يقارب ملياري دولار عام 2009 مؤكدا العزم على رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى خمسة مليارات دولار سنوياً تنفيذاً للإجراءات التي تم اتخاذها وترجمة للعمل بالاتفاقيات التي تم توقيعها وعلى رأسها اتفاق الشراكة المؤسس لمنطقة تجارة حرة بين سورية وتركيا مطلع عام2007.
 
ولفت رئيس مجلس الوزراء السوري إلى " اهتمام حكومتي البلدين بدرجة كبيرة باستكمال ما تحقق والعمل على إغنائه وتطويره باتخاذ حزمة من الإجراءات التي تترجم أهداف مجلس التعاون الإستراتيجي وتجسيد غاياته ومراميه في خطوات عملية وإجراءات تنفيذية ذات أثر ملموس تنعكس نتائجه على أرض الواقع ".
 
وأشار المهندس عطري إلى أن " منطقة الشرق الأوسط تشهد تحديات اقتصادية وسياسية تنعكس تداعياتها وآثارها المختلفة على الأمن والاستقرار وفرص البناء والتنمية فيها مؤكدا أن أخطر ما يهدد أمن المنطقة واستقرارها هو المطامع الخارجية المتناغمة مع المطامع الإسرائيلية وما يراودها من أحلام التوسع والهيمنة على مقدرات المنطقة وثروات شعوبها".
 
 
وعلى صعيد تطورات الأوضاع على الساحة العراقية أكد رئيس مجلس الوزراء "أن سورية عملت ما بوسعها للمساهمة في تحقيق أمن العراق واستقراره، وتحملت جراء ذلك أعباء اقتصادية وتبعات سياسية، ولأن العراق بلد شقيق وهو يجاور سورية وتركيا فمن الطبيعي أن يحرص البلدان على عودة الهدوء الاستقرار إليه، بما يمكنه من الحفاظ على وحدة أرضه وشعبه، وهويته العربية والإسلامية مجددا تأكيد موقف سورية الداعي إلى بناء جسور الثقة وتشجيع عملية المصالحة السياسية بين كافة قوى المجتمع العراقي ومكوناته السياسية والاجتماعية والثقافية.
 
من جانبه قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ان "الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى بين سورية وتركيا يوم تاريخي فى العلاقات بين البلدين اللذين يتقاسمان تاريخا وثقافة وقيما مشتركة ولهذا السبب نرى سورية بلدا شقيقا وصديقا".
 
وأشار أردوغان خلال الاجتماع الأول لمجلس التعاون السوري التركي عالي المستوى الذي بدأ أعماله بدمشق اليوم إلى "ما حققته علاقات البلدين من تطور فى مجالات الاقتصاد والتجارة لافتا إلى أن البلدين حققا خطوات متقدمة ستعززها الاتفاقيات التي سيتم توقيعها اليوم".
 
وأضاف أردوغان أن" إلغاء تأشيرات الدخول بين البلدين واتفاقية منطقة التجارة الحرة أدت الى زيادة حجم التبادل التجاري الذي سنعمل على زيادته خلال السنوات القادمة الى خمسة مليارات دولار".
 
وأكد أردوغان على متابعة الخطوات والإجراءات المتخذة بهدف زيادة انسياب حركة البضائع ودخول الأفراد الأمر الذي يحتاج الى تطوير المنافذ الحدودية والبنى الخدمية وتفعيل الاتفاقيات
 
المبرمة وتعزيز عمليات الربط الطرقي والسككي بين البلدين.
 
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.