تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

فيلتمان: الولايات المتحدة هي المعزولة وليس سورية

مصدر الصورة
SNS- النهار - وكالات

قال مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط  وصلنا الى مرحلة صرنا فيها نحو المعزولين، وليس سوريا معزولة، الولايات المتحدة باتت هي معزولة. وقررت هذه الحكومة ان الحوار هو شيء علينا ان نجربه".

 وصف مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط السفير جيفري فيلتمان، نتائج الحوار الاميركي – السوري حتى الآن بانها "متواضعة في احسن الحالات". واشار الى ان المفاوضات مع السوريين "صعبة"، وراى ان "خطوط الاتصالات الجديدة هذه لا تعني في شكل من الاشكال اننا وضعنا جانبا قلقنا من السياسات السورية، او اننا نتطلع الى التخلي فجأة عن شركائنا اللبنانيين وشركائنا العراقيين".
 
واضاف فيلتمان في ندوة عقدتها مؤسسة هدسون للابحاث عن سياسة الرئيس باراك اوباما في الشرق الاوسط، ان الرسالة التي حملها المسؤولون الاميركيون الذين التقوا المسؤولين السوريين العام الماضي "قد تم ايضاحها بشكل لا لبس فيه علنا وفي الاتصالات المباشرة وهي اننا لن نبيع شركاءنا. وقال مبتسما في اشارة الى خدمته في بيروت سفيرا لبلاده: "انا اعرف لبنان جيدا، كي اعترف بكل صدق بان اصدقاءنا في لبنان لا تزال تساورهم اسئلة حول هذه السياسة".
 
لكنه اعترف ايضا بان انهيار الاجماع الدولي الذي عقب اغتيال الرئيس رفيق الحريري ووحد اللبنانيين ومن ورائهم المجتمع الدولي لاخراج القوات السورية من لبنان لم يبق طويلا، الامر الذي اخرج سوريا من عزلتها وباتت الولايات المتحدة هي المعزولة وليس سوريا.
 
والتقى فيلتمان مع اليوت ابرامز مسؤول قسم الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي خلال ولاية الرئيس السابق جورج بوش، الذي شارك معه في الندوة، على ان اسرائيل بقبولها التفاوض غير المباشر مع سوريا عبر الوساطة التركية، قد ساهمت في اخراج سوريا من عزلتها الدولية. وبينما اشار الى ذلك من دون توجيه انتقاد مباشر الى اسرائيل، انتقد ابرامز المعروف بتأييده القوي لاسرائيل، الدولة العبرية على قرارها هذا، واكد ما كانت قد قالته مصادر اميركية مسؤولة في السابق من ان ادارة بوش "لم تؤيد المفاوضات الاسرائيلية – السورية عندما بدأت" وان تكن قبلت بها امراً واقعاً لاحقاً. وشدد على ان "الثمن الذي دفعته سوريا للخروج من عزلتها" او من الصندوق الذي وضعتها فيه ادارة بوش "كان صفراً، وهذا انتقاد لحكومة اسرائيل، وبقدر اقل لحكومة تركيا".
 
وقال فيلتمان في سياق شرحه لخلفية قرار ادارة اوباما اعتماد سياسة الحوار مع سوريا ان "احد مصادر القوة للبنانيين في 2005 كان الاجماع الدولي والاقليمي، باستثناء سوريا وايران... ورد الفعل على اغتيال الرئيس الحريري وحّد اللبنانيين ومن ورائهم المجتمع الدولي، وسار اللبنانيون والمجتمع الدولي في الاتجاه ذاته".
 
وفي اشارة الى الاتصالات الاميركية – الفرنسية التي ادت الى استصدار القرار 1559، قال ان "ادارة الرئيس بوش كانت قد وضعت مع فرنسا اسس الاجماع الدولي على ضرورة انسحاب سوريا من لبنان، قبل اغتيال الحريري، بدءاً من صيف وخريف 2004... لكن اغتيال رفيق الحريري اوجد اجماعاً دولياً. لكن الاجماع الدولي لم يدم، ويا للاسف. وكما قال أليوت (ابرامز) فإن الاسرائيليين فتحوا الباب لاعادة الحوار مع سوريا، عبر المفاوضات غير المباشرة من خلال الوساطة التركية". واضاف ان الاجماع الدولي تضعضع اكثر "عندما قرر الرئيس (الفرنسي نيكولا) ساركوزي اجراء تحوّل جذري في سياسة سلفه وقرر محاولة الحوار مع سوريا بطريقة تجعل السلوك السوري اكثر اعتدالاً، واخيراً رأينا محاولة التقرب السعودي من سوريا واعتقد ان لذلك علاقة بما يحصل في العراق"... ولهذا وصلنا الى مرحلة صرنا فيها نحو المعزولين، وليس سوريا معزولة، الولايات المتحدة باتت هي معزولة. وقررت هذه الحكومة ان الحوار هو شيء علينا ان نجربه".
 
وكرر اكثر من مرة خلال الندوة ان "التحاور لا يعني المعانقة، والتحاور لا يعني تأييد سياسات معينة، او القول للرئيس (بشار) الاسد نحن نحب كل ما تفعله. التحاور ببساطة هو استخدام وسيلة اخرى لتحقيق الاهداف عينها، وحتى الآن، النتائج هي متواضعة في احسن الحالات، لكن هذه العملية ليست مستمرة منذ وقت طويل". ورأى ان الحوار مع دمشق لا يعني التخلي عن الاساليب العقابية، مشيراً في هذا السياق الى ان اوباما جدد بعض العقوبات التي كان قد فرضها بوش بقرارات رئاسية.
 
وعن فرص احياء الوساطة التركية، قال فيلتمان: "ادارة الرئيس اوباما تعترف بأن تركيا هي لاعب مهم في المنطقة. ومصلحة تركيا في المنطقة تنطلق من موقعها كجار لسوريا والعراق وايران. علاقة تركيا بالعراق هي عامل مهم في عودة اندماج العراق في المنطقة... احد اهدافنا هو تحقيق سلام شامل في المنطقة، وهذا يعني سلاما بين سوريا واسرائيل. واذا قرر الاسرائيليون والسوريون ان الوساطة التركية سوف تساهم في احياء هذه المفاوضات، فإننا سندعم ذلك... ولكن هذا يبدو صعباً في هذا الوقت... لكننا نعتقد ان المفاوضات يجب ان تبدأ في نقطة معينة، واذا قرر الطرفان الاعتماد على الوساطة التركية فإننا سندعم ذلك".
 
من جانبه قال مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى فيليب كراولي، خلال مؤتمر صحافي في واشنطن، إنه «عندما يزور مسؤول أميركي دمشق، ستكون هناك فرصة للتأمل في الوضع الراهن للعلاقات الأميركية السورية، ولمواصلة المحادثات حول فرص إحراز تقدم على كافة المسارات في عملية السلام»، مشككاً في أنّ تكون هناك «مواضيع أخرى للنقاش».
 
 ويصل المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل الى دمشق اليوم حيث سيلتقي الرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم، على ان يتوجه بعدها إلى الأراضي المحتلة، حيث سيلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقال المصدر الأميركي: «سنواصل التركيز على تشجيع الجانبين على العودة إلى المفاوضات، بهدف التوصل إلى سلام دائم وشامل في المنطقة».
 
وكان ميتشل وصل، أمس، إلى بيروت في زيارة تستمر يومين، يرافقه مساعده فريديريك هوف ونائب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد هيل. والتقى ميتشل، مساءً، رئيس الحكومة سعد الحريري حيث «تناول البحث آخر المستجدات على الساحتين المحلية والإقليمية وتطورات عملية السلام في الشرق الأوسط. واستكملت المباحثات على مأدبة عشاء أقامها الرئيس الحريري على شرف المبعوث الأميركي والوفد المرافق»، حسبما أعلن المكتب الإعلامي للحريري.
وسبق ذلك، لقاء بين ميتشل ووزير الخارجية علي الشامي، في وزارة الخارجية. وقالت مصادر مطلعة إن ميتشل لم يحمل جديداً باستثناء تأكيده على أن عملية السلام في المنطقة ستشهد دفعاً في مطلع العام الحالي على المسارات كافّة، مشيراً إلى ان «لا حلّ سيكون على حساب الشعب اللبناني». ومن المتوقع أن يلتقي المبعوث الأميركي الرئيس نبيه بري والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في المنطقة مايكل ويليام، اليوم.
   

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.