قال وزير الخارجية وليد المعلم "إن قادة إسرائيل يهددون أمن المنطقة وعليهم الكف عن لعب دور الزعران فيها.. مرة يهددون غزة.. وتارة جنوب لبنان ثم إيران والآن سورية.
وأضاف المعلم خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإسباني ميغل انخل موراتينوس اليوم الاربعاء في دمشق" لا تختبروا أيها الإسرائيليون عزم سورية، تعلمون أن الحرب في هذا الوقت ستنتقل إلى مدنكم، عودوا إلى رشدكم وانهجوا طريق السلام".
وحول المناورات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي قال المعلم: إن "كل جيش يقوم بتدريبات فإما أنهم يخاطبون وضعا داخليا إسرائيليا أو لإشعال مناخ الحرب في المنطقة بسبب عجزهم عن الإيفاء بمتطلبات السلام" ، مضيفاً أنه "بدون شك إذا افترضنا أن مثل هذه الحرب اندلعت ...فستكون شاملة سواء أصابت جنوب لبنان أو سورية واستبعد كثيرا أن يشهد جيلنا بعدها محادثات سلام ".
وأعرب المعلم عن أمله في أن يكون للولايات المتحدة دور في عملية السلام "الدور الأمريكي مفصلي في عملية السلام نظرا لطبيعة العلاقة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ولذلك لا نفقد الأمل بهذا الدور إذا رغبت الولايات المتحدة في أن يكون بناء".
وفي اول تعليق رسمي سوري على ترشيح الولايات المتحدة الأميركية روبرت فورد سفيرا لدى دمشق، قال المعلم: "إن الولايات المتحدة رشحت سفيراً وهذا أمر نعتبره شأناً سيادياً أميركي كما ومن حق السيادة أن تدرس سورية الموافقة على هذا الترشيح".
وشدد المعلم على أهمية الدور الأوربي لأسباب عديدة لأن أوروبا "الجار المباشر لمنطقتنا ولأن الحرب والسلام في المنطقة يؤثران على أوروبا مباشرة ولأن الدور الأوروبي والأمريكي يتكاملان سواء في مرحلة التحضير لاستئناف المحادثات أو خلالها".
وجدد وزير الخارجية موقف سورية الداعي إلى "الحوار السياسي الذي يؤدي إلى حل الخلاف القائم بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية" مشددا على "رفض أي تصعيد عسكري يستخدم القوة في هذا الموضوع ".
وأضاف "مازلنا نعتقد أن من حق إيران أن تحوز التكنولوجيا النووية السلمية"، لافتا إلى "ما تملكه إسرائيل من قدرات عسكرية نووية ومنتقدا الغرب لازدواجية المعايير هذه".
ونفى المعلم أن يكون قد جرى بحث موضوع المصالحة بين سورية ومصر خلال زيارة الأسد إلى ليبيا الاسبوع الماضي، وقال: "كما تعلمون في القمم دينامية ذاتية وتحدث أشياء يفاجأ بها المشاركون".
وحول علاقات السورية العراقية والانتخابات العراقية القادمة أكد المعلم أن دمشق ستحكم "على نتائجها في ضوء الموقف الذي ستنتهجه أي حكومة عراقية قادمة من موضوع العلاقات مع دول الجوار بصورة عامة وسورية بصورة خاصة " .
وأضاف "الوضع الراهن لعلاقتنا ليس كما نرغب، وقعنا مع العراق اتفاقا لإنشاء مجلس استراتيجي العام الماضي ومازلنا ملتزمون بهذا الاتفاق لأن الجغرافيا والتاريخ ووحدة المصير تجعل من تكامل الشعبين ضرورة لا يستطيع أحد حجبها".
وتابع "اليوم لا مبرر لأحد إطلاقا أن يعطل هذا الاتفاق وخاصة أن المنطقة بعد اتفاق التعاون الإستراتيجي بين سورية وتركيا تتجه نحو إقامة منطقة شراكة في الشرق الأوسط بأيدي أبنائها".
كما جدد المعلم موقف سورية الداعي لتحقيق المصالحة الفلسطينية من أجل حماية القضية الفلسطينية، لافتا إلى الجهود التي بذلت لمساعدة الأطراف لتحقيق ذلك، وأضاف أن "المصالحة قرار الفلسطينيين أنفسهم وعلينا تشجيعهم لاتخاذ هذا القرار".
من جانبه أكد موراتينوس أن" السلام في الشرق الأوسط من أولويات فترة الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي وقد ارتأينا أن ننخرط مع جميع الأطراف من أجل دفع عملية السلام"، مشيرا إلى "أن محادثاته في إسرائيل التي زارها قبل سورية شملت المسارين الفلسطيني والسوري" .
وقال موراتينوس إنه "خلال لقاءاته بالمسؤولين الإسرائيليين لم يسمع "قرعا لطبول الحرب بل كلاما عن السلام".
وشدد موراتينوس على دعم الوساطة التركية في المحادثات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل ، لافتا إلى أنه وجد خلال مباحثاته مع المسؤولين الإسرائيليين "رغبة والتزاما بدفع عملية السلام للأمام" وكشف موراتينوس عن حوار ثنائي بين مدريد وأنقرة في هذا الخصوص لافتا إلى قمة ثنائية ستعقد بين البلدين في 22 من الشهر الحالي في اسبانيا" .
وأكد وزير الخارجية الإسباني أن "الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يعملان بطريقة متكاملة، مشيرا إلى "اتصالات بينه وبين المبعوث الأمريكي للمنطقة جورج ميتشيل".
ودعا موراتينوس إلى" تخفيف المعاناة الإنسانية عن سكان قطاع غزة وإلى إيجاد آليات لتمرير البضائع والحاجات الضرورية إلى غزة"، معتبرا أن "وجود دولة إسرائيلية يستلزم وجود دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وديمقراطية".
