تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

صمت رسمي بانتظار قرار الأسد..جنبلاط أراد أن يطوي صفحة فتعقدت الأمور

 

مهدت الصحافة اللبنانية لحديث النائب اللبناني وليد جنبلاط لـ«الجزيرة» بكثير من التوقعات، ونقلت عنه أنه سيقول «آخر الكلام» ويصمت، وما قاله في الواقع فتح إمكانية إثارة جدل جديد لا إغلاق صفحة قديمة شائكة مع سورية.
أكثر من محلل سياسي أكد أن النائب جنبلاط لم يكن موفقاً عندما وضع سورية في موقع التفاوض أو «الصفقة». ولا كان مصيباً في اتهامها بقتل والده كمال بك.
يرغب جنبلاط في علاقة جيدة مع دمشق، أو هكذا يبدي حالياً، وسورية ترغب في علاقة مع كل أطياف لبنان المحبة لسورية وللمقاومة والقومية العربية. لكن طريق دمشق لا يمكن أن يفتح إن لم يكن لمواطني البلدين على جانبي الحدود رأي إيجابي في محاولة النائب جنبلاط طي صفحة الماضي الأليمة والمهينة لتاريخ البلدين وتحديداً رأي الرئيس الأسد الذي سبق أن أشرنا إلى أنه الوحيد في سورية من يقرر إن كان جنبلاط سيزورها أم لا.
مساء السبت انتظر السوريون، وترصدوا قبلها في صحيفة «السفير» ما يمكن البناء عليه في هذا التوجه. ولم يقدم جنبلاط سوى ما يدفع لانتظار المزيد لدى من هو متفائل، والإحباط لمن فقد الرغبة في الانتظار.
لا شك في أن لوليد بك، ثقلاً طائفياً ونيابياً في لبنان. وهو من دون تشكيك مؤثر في سياسة هذا البلد الشقيق، واعتبارات كهذه لا شك تشجع مع محطات قديمة بين الطرفين على استيعاب الرجل وهفواته. إلا أن أخطاءه الكبيرة تحتاج لما هو أكثر من ملاحم مشتركة يكثر من ذكرها.
لم تكن مقابلة جنبلاط موفقة حسب أغلبية المراقبين، ولا كانت أعذاره مشجعة، وعلى الرغم من أن شرح التعبير الدارج درزياً (التخلي) يأتي في سياق الاعتذار والتبرؤ من تلك اللحظة من «التوتر الداخلي الهائل»، إلا أن عرض «الصفقة»: كرامة دمشق مقابل «نسيان» ما يراه إرثاً شخصياً مريراً، قد يستدعي من الرجل توضيحاً جديداً.
ولهذا، لديه الكثير من الوقت، إذ تنشغل دمشق بموضوع أكبر حالياً، هو المصالحات التي يأمل أن تحويها قمة ليبيا عربياً لمواجهة أخطار على مستوى الأمة لا الأقطار أو الأشخاص.
وبعد ذلك، وبعد القمة حسب ما توفر من معلومات لـ«الوطن» ينظر الرئيس الأسد إن كان ما قيل يبرر همته للصفح والتسامح أم لا، وإن كانت حسابات القيادة في سورية ومصالحها تسمح باحتواء زعيم التقدمي الاشتراكي على «علاته» و«لحظات التخلي».
شعبياً، كلام وليد بك لم يمر مرور الكرام في سورية، وانقسم الشارع بين «مقتنع بالاعتذار» وغير مقتنع على الإطلاق، وكان ثمة من لا يبالي، وبعض من استطلعت آراءهم «الوطن» شفهياً وجدوا في الكلام «اعتذاراً واضحاً» لا لبس فيه، ويُترك للرئيس الأسد أن يقبله بشكله الحالي أم لا، مشددين في الوقت ذاته على أن وليد جنبلاط يريد العودة إلى حضن سورية وقد يكون من المفيد استيعابه مع ما يمثله على الساحة اللبنانية لتحصين المقاومة وتحصين عروبة لبنان، أما آخرون فلم تتشكل لديهم قناعة مشابهة، معتبرين أن جنبلاط أبقى على مواقفه متأرجحة بل أضاف إلى ما قاله بعداً جديداً يتمثل في استعادة قصة اغتيال والده واتهام سورية مباشرة، الأمر الذي لم يثبت يوماً. أما بين «غير المبالين» فهناك من يقول: «جنبلاط يبقى جنبلاط.. يوم معك ويوم عليك! لكن الاعتذار ضروري».
ورسمياً يبقى الصمت سيد الموقف، بانتظار أن يقرر الرئيس الأسد إن كان هذا الكلام كافياً أم لا، فدمشق مشغولة حالياً بالعديد من المواضيع السياسية أهمها القمة وأيضاً استقبالها لرئيسي دولتين هما إيطاليا وأرمينيا.
ولمن يرغب في التعليق على كلام جنبلاط يمكن متابعة موقع «الوطن أونلاين» الذي يرصد آراء السوريين
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.