تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الخارجية اللبنانية تنبه سفيرها في دمشق وتدعوه إلى الالتزام بالقوانين

مصدر الصورة
صحيفة الاخبار اللبنانية - sns

 

محطة أخبار سورية

وجهت وزارة الخارجية اللبنانية تنبيهات شفوية عدّة إلى السفير اللبناني في سورية ميشال خوري تدعوه إلى الالتزام بالقوانين، وخصوصاً لناحية إبلاغ الوزارة بلقاءاته مع المسؤولين السوريين، وبينما يقوم السفير السوري في لبنان، علي عبد الكريم، بجهد جبار من دون أن تسجل المؤسسات اللبنانية أي مأخذ عليه، فإنه يسمع ـ في المقابل ـ في دمشق انتقادات قاسية للسفير خوري على خلفيات عدّة، منها ما هو سياسي ومنها ما هو اجتماعي.

 

 الى ذلك يُنتظر أن يزور الرئيس سعد الحريري سورية بعد انتهاء أعمال القمة العربية «لبحث مجموعة من الملفات العالقة بين البلدين»، في وقت يتخوف فيه بعض النافذين في الإدارة السورية من أن يدخل الحريري في دوامة البحث لمجرد البحث، وذلك بناءً على تقويمهم لنتائج المباحثات السابقة.. البحث بين الرئيس بشار الأسد والرئيس سعد الحريري لم يتشعب خلال زيارة الحريري الأولى لدمشق. لكن كلا الطرفين قال جوهر ما يفكر فيه.

 

طالب الحريري باحترام مؤسسات الدولة اللبنانية، محاولاً أخذ تعهد من الرئيس الأسد بالمساعدة على ضبط السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، ولمّح إلى رغبته في البحث مستقبلاً في تعديل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، وخصوصاً ما يتعلق منها بالمجلس الأعلى اللبناني ـ السوري... وفي المقابل، ركز كلام الرئيس الأسد على بناء الثقة... بين الزيارة الأولى للحريري وزيارته المرتقبة فور انتهاء القمة العربية، يُجري المسؤولون السوريون المحيطون بالرئيس الأسد جردة حساب للأشهر الثلاثة.

 

مطالب الحريري:

ـ احترام للمؤسسات، يقول زوار دمشق إن القيادة السورية رسمت قواعد أساسية تحكم أداءها في العلاقة بين لبنان وسورية وكيفية إدارة المصالح المشتركة بين البلدين، وإنها لا تريد أبداً العودة بالتاريخ إلى العهد السابق، رافضة اعتبار العلاقة مع لبنان ملفاً. ولجمت نسبياً دور الضباط السوريين الذين لديهم صداقات ومصالح في لبنان. لكن الدولة اللبنانية، «المشغولة في معظمها بمحاصرة حزب الله في عز التهديدات الإسرائيلية للبنان وسورية» ـ على حد تعبير مصدر ـ لم تحدد أيّة رؤية رسمية جدية تتجاوز ما يتخيله النائبان السابقان فارس سعيد وسمير فرنجية على هذا الصعيد. ومثّل تعامل المؤسسات الرسمية اللبنانية مع الاستنابات القضائية السورية نموذجاً سلبياً جداً على صعيد احترام اللبنانيين للمؤسسات السورية.

 

ـ في ما يخص السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، أبدى الأسد في اجتماعه الأول مع الحريري حسن النيات تجاه هذا الموضوع. لكن، يقول المصدر السوري، سارع الحريري إلى مناقشة رئيس حركة حماس خالد مشعل في الموضوع، طالباً منه توفير غطاء لجمع هذا السلاح، وكأن الحريري «يتشكك بكلمة الأسد، أو يعتقد أن الحل عند مشعل»، وهو ما استدعى حضوراً سريعاً وصاخباً لأبو موسى. هنا أيضاً، يقول السوريون: يتصرف الحريري بمبادرة فردية في ما يخص السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، إذ لم يصدر قرار حكومي رسمي بهذا الشأن، تعمل الحكومة السورية وفق مقتضاه.

 

بعض وزراء 14 آذار الذين نادراً ما يجيبون على هواتفهم يسارعون إلى الرد إذا كان الرقم المتصل سورياً ـ على صعيد الاتفاقيات الموقعة بين لبنان وسورية، يبرز كلام سوري جديد، إذ يبدي المسؤولون السوريون ـ غير الأمنيين ـ مرونة كبيرة في مقاربة هذه الاتفاقيات ودور المجلس الأعلى اللبناني السوري.

 

ويبدأ بعض هؤلاء المسؤولين الكلام على الموافقة على إعادة النظر في الاتفاقيات ليصل إلى حد إبداء الاستعداد لإعادة النظر في المجلس الأعلى كله، وسط تأكيد هؤلاء المسؤولين أن الأولوية اليوم هي لتعزيز دور السفارتين ولتكامل دورهما مع المجلس الأعلى.

 

ويشير أحد المسؤولين السوريين في هذا السياق إلى وجود تعارض بين بعض مؤسسات المجلس الأعلى وصلاحياته من جهة، وصلاحيات السفارات وفق اتفاقية فيينا من جهة أخرى (في ظل حرص سوري على احتضان رئيس المجلس الأعلى اللبناني السوري، نصري خوري، وحفظ حقه كاملاً).

 

ويؤكد المسؤولون السوريون أنهم ينتظرون أن يقدم الجانب اللبناني الذي اقترح إعادة النظر بهذه الاتفاقية تصوره. لكن، في المقابل، لم تقدم الحكومة اللبنانية بعد على أي نقاش في هذا الموضوع (هذا إذا استثنت مداخلات النائب أنطوان زهرا بهذا الشأن)، علماً بأن بتّ مصير المجلس الأعلى اللبناني ـ السوري، لبنانياً، ليس في يد الحريري وحده. ففي نهاية الأمر المجلس وليد اتفاقية لبنانية ـ سورية يعنى كل أركان الدولة اللبنانية بتعديلها.

 

يذكر هنا، أن الحريري في سياق الاستعداد لزيارته المقبلة طلب من بعض الوزراء إعداد ملاحظات بشأن المعاهدات التي تعني وزاراتهم، لكن بعد تدقيق هؤلاء الوزراء بالمعاهدات عادوا ليبلغوا الحريري أن الميزان، في غالبيتها، يميل إلى مصلحة لبنان.

 

يضيف المسؤولون السوريون أن إعادة تحديد دور المجلس الأعلى لمصلحة تعزيز السفارة يفرض على اللبنانيين الاهتمام قليلاً بسفارتهم في دمشق. ففيما يعمل السوريون في لبنان على إنشاء واحدة من أهم سفاراتهم في العالم، دبلوماسية ولوجستية، تعيش السفارة اللبنانية في دمشق بأقل من الحد الأدنى الدبلوماسي (إلى جانب السفير هناك دبلوماسي واحد) وموظف تقني.

 

مطالب سورية:

يشرح أحد المسؤولين السوريين أن القيادة السورية لم تتعامل مع الحريري وفق مبدأ واحدة بواحدة، فقامت بواجبها كما سبق وذكر. لكن، في المقابل، تجاهل الحريري بالكامل مطلب السوريين ببناء الثقة، أو اعتقد أن كثافة الاتصالات الهاتفية وبعض التصريحات الصحافية الإيجابية (بموازاة أخرى سلبية) تكفي لبناء الثقة المفقودة. وفي رأي أحد المقربين من القيادة السورية، فإن لبناء الثقة خريطة طريق واضحة:

ـ لجم كل الإعلام الممول من آل الحريري، الذي لا تشغله كوارث طبيعية ولا حروب دولية عن اصطياد الفرص لانتقاد سوريا بسلبية كبيرة.

 

ـ توحيد لغة النواب الحاليين والسابقين في المستقبل وعدم ترداد خطابين سياسيين، واحد علني يؤيد الانفتاح على سوريا، والثاني داخلي يستمر بالتعبئة ضدها، وخصوصاً أن عيون سوريا وآذانها، سواء أكان في أحياء بيروت وصيدا وطرابلس أم في بلدات المنية والضنية وعكار ترصد جيداً.

 

ـ تجاوز مبدأ الهرب الحريريّ إلى الأمام. ويتوقف السوريون هنا عند مجموعة مناسبات، منها خطابه في 14 شباط واضطراره إلى السفر ليتغيب عن اجتماع البريستول في 14 آذار، بالإضافة إلى تبنيه الواضح لفريق القوات اللبنانية، بقيادة سمير جعجع.

 

على الهامش مما سبق، يروي المقرب نفسه أن كثيرين يرون أن تواضع الرئيس السوري فرصة للتشاطر عليه، لكن الأسد يراقب جيداً، يستمع أكثر مما يتكلم، يترك لمحاوره قول ما يشاء ثم يحاسبه على كلامه.

 

وبالنسبة إلى المصدر، فإن لبنان مدرسة في كل شيء، معدداً مجموعة دروس تعلمها السوريون من لبنان، من أهمها اكتشاف الوصوليين والانتهازيين. ليؤكد أن في سورية الرسمية اليوم عودة اهتمام بالأوضاع السياسيّة للبنانيين، مكاتب بعض الضباط السوريين تغص بالقائلين بخجل: «فاجأناكم مووو»، بعض وزراء 14 آذار الذين نادراً ما يجيبون على هواتفهم يسارعون بالرد إذا كان الرقم المتصل سورياً. لكن ذلك كله لا يمس حقيقة أن سورية دولة تعرف مصالحها جيداً وتضع تحقيقها على رأس أولوياتها.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.