تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الوفد اللبناني أخطأ بروتوكولياً وأحرج رئاسة الحكومة

المسؤولون في بيروت، ولاسيما في رئاسة الحكومة، «استحقوا»، كما هو الانطباع السائد في بيروت، تأجيل دمشق زيارة وفد فني لبناني، كان مقرراً أن يصل إلى العاصمة السورية أمس، إلى موعد لاحق، بعدما تبين أن الوفد مؤلف من مستويات إدارية أقل مما تم الاتفاق عليه سابقاً، ولا يليق بحجم الملفات التي سيتم بحثها، ولا بمستوى التعامل البروتوكولي المتعارف عليه بين الدول.

وحرص نواب ووزراء من فريق تيار «المستقبل» على توضيح الخطأ البروتوكولي أو السهو الذي حصل، لافتين إلى أن ثلاثة مديرين عامين من أصل خمسة كان مفترضاً أن يكونوا في الوفد التحضيري لزيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى دمشق، وهم من وزارات الصناعة والنقل والزراعة، لكنهم ارتبطوا بانشغالات أخرى أو تغيبوا ما أوجب تعيين ممثلين لهم، ما يعني خفض مستوى التمثيل الذي كان مقرراً.
وأشار هؤلاء الوزراء والنواب إلى أن القيادة السورية طلبت إرجاء زيارة الوفد لأن ليس في الإدارة السورية ممثلون للمديرين العامين، خصوصاً أن دمشق كانت سمت في عداد وفدها معاوني وزراء إلى جانب مديرين عامين، قبل أن تخفض رئاسة الحكومة اللبنانية مستوى تمثيلها إلى مندوبي مديريات، علماً أن لبنان لا يعتمد في وزاراته تسمية معاون وزير.
وعلمت «الوطن» أن الوفد الإداري والتقني المتحفظ على تركيبته، كان يضم كلاً من: المستشار الاقتصادي لرئيس الحكومة مازن حنا والمستشارة هزار كركلا، المدير العام لوزارة الداخلية بالوكالة العميد نقولا الهبر، المدير العام للاقتصاد بالوكالة فؤاد فليفل، مستشار وزير الزراعة صلاح الحاج حسن، وحسان شعبان من وزارة النقل ومنال ياسين من وزارة الصناعة.
وأوضح النائب في كتلة «المستقبل» عاطف مجدلاني أن «اللقاء تأجل لأسباب تقنية فقط»، لافتاً إلى أن «رئيس الحكومة يعمل ليل نهار على أن تبقى العلاقات جيدة مع سورية، والقيادة السورية تلاقيه في هذا الإطار»، وأشار إلى أن «الاجتماع لم يلغ ولكنه تأجل إلى وقت يحدد لاحقاً».
وسأل مراقبون في بيروت: ألم تكن الحكومة اللبنانية تعرف مسبقاً أن مديريها العامين غير جاهزين، أم إنها لم تكن مطلعة على أسباب غيابهم وانشغالاتهم، ما أدى إلى تأخير زيارة الحريري المنتظرة إلى دمشق؟
واعتبر هؤلاء المراقبون أنه كان في مقدور رئاسة الحكومة تفادي الحرج الذي أصابها، وتفادي إزعاج القيادة السورية، لو أنها تنبهت إلى أبسط القواعد البروتوكولية في التعاون بين الدول.
وعزا وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي اعتذار المدير العام للنقل عبد الحفيظ القيسي عن عدم المشاركة، إلى ارتباطه بمناسبة رسمية عائدة إلى الوزارة تتصل بتدشين معهد التدريب البحري في البترون يحضرها رئيس منظمة الملاحة البحرية في لبنان. وقال: إن «الاتصال والتنسيق بين الوزارة ووزارة النقل السورية لم ينقطعا إطلاقاً وإنهما صبا في إطار الجهود المبذولة من الجانبين، لتذليل العقبات التي تعترض حركة النقل بين البلدين فضلاً عن التعاون والتنسيق في أكثر من ملف ولاسيما كارثتي غرق السفينة في طرابلس وتحطم الطائرة الإثيوبية». وصرح وزير الصناعة ابراهام دده يان أن سبب عدم مشاركة المدير العام للصناعة في الوفد اللبناني عائد إلى كونه في المغرب في زيارة عمل لن تنتهي قبل يومين، بتكليف من الوزير، ما استدعى تكليف أحد مساعديه الانضمام إلى الوفد، وهو شخص يملك معلومات وافية حول اتفاقية التعاون الصناعي الموقعة مع سورية. وقال وزير الداخلية زياد بارود: إنه انتدب إلى عضوية الوفد اللبناني المدير العام للوزارة بالوكالة نقولا الهبر بسبب شغور موقع المدير الأصيل منذ عام 2005، لافتاً الانتباه إلى أن الموظف الذي انتدبه يشغل راهناً أعلى منصب إداري في وزارة الداخلية. هذا ولفتت مصادر قريبة من السراي إلى أن رئيس الحكومة سعد الحريري يبدي إيجابية كبيرة في التعاطي مع الجانب السوري والتواصل مستمر بشكل يومي بين لبنان وسورية على مستويات متعددة بين الحريري والرئيس بشار الأسد أو نظيره محمد ناجي العطري أو على مستوى المستشارين بين نادر الحريري والسيدة بثينة شعبان. ولفتت إلى أن الرئيس الحريري قد يزور سورية قبل نهاية الشهر الجاري.
 
 
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.