تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

لجنة "تقصي الحقائق" تنهي جولتها في الشرق الأوسط وتتسلم تقرير الخارجية

 

محطة أخبار سورية

سلمت سورية وفد لجنة الأمم المتحدة المعنية بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية  "اللجنة الدولية لتقصي الحقائق" في الأراضي العربية المحتلة التابعة للأمم المتحدة تقريرا حول الممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني وغيره من السكان العرب في الأراضي المحتلة بما فيها الجولان السوري، وذلك في ختام جولتها بالمنطقة والتي شملت سوريا والأردن ومصر واستمرت ثلاثة عشرة يوما.

 

ودعا رئيس إدارة المنظمات الدولية في  وزارة الخارجية السورية ميلاد عطية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة  الى "ضرورة ممارسة الضغط الحقيقي والمتعدد الاشكال على اسرائيل لانها تقف في عائقا في طريق تحقيق السلام العادل والشامل وترفض تنفيذ قرارات الامم المتحدة ذات الصلة".

 

واستعرض عطية في بيان الخارجية السورية خلال مؤتمر صحافي عقد في دمشق مساء اليوم الجمعة 18-6-2010 "الممارسات الاسرائيلية في الجولان السوري المحتل من خلال تنفيذ سياستها الممنهجة وخططها في مصادرة الأراضي وانتهاك الحريات واستمرار اعتقال الأسرى السوريين مددا زادت عن خمس وعشرين عاما في ظروف قاسية ومهينة، مشيرا إلى التعسف في استغلال المياه والثروات الطبيعية لمصلحة المستوطنين الاسرائيليين ورفضها تحديد مواقع  حقول الألغام، واستمرارها في دفن النفايات النووية والمشعة والسامة في بعض مناطق الجولان المحتل".

 

ولفت عطية إلى قيام إسرائيل خلال شهر أيار الماضي" بمصادرة أراض واقتلاع أشجار من أراضي مواطنين سوريين في قرية بقعاتا وإشعال النار عمدا بالقرب من بلدة مجدل شمس بهدف تجريد المنطقة من الأشجار والنباتات".

 

 واوضح مدير إدارة المنظمات الدولية إن إسرائيل " تستدعي وبشكل مستمر مواطنين سوريين للتحقيق معهم بسبب تمسكهم بالهوية السورية ورفضهم لقانون الاحتلال الاسرائيلي".

 

وجدد عطية مطالبة بلاده للأمم المتحدة ومجلس الأمن بالضغط على إسرائيل لإطلاق سراح الأسرى السوريين فورا ودون تأخير بمن فيهم الصحافي السوري عطا فرحات وزميله يوسف شمس والتي أصدرت اسرائيل بحقهم حكما بالسجن لمدة ست سنوات.

 

وكشف عطية عن "الانتهاك الاسرائيلي الفاضح للقانون الدولي الإنساني في إجراء غريب من نوعه بفرض الإقامة الجبرية على الطفل السوري فهد لؤي شقير البالغ من العمر عامين بسبب ولادته في سورية أثناء دراسة والديه في الجامعات السورية" معتبرا أن ذلك "يشكل انتهاكات لاتفاقية حقوق الطفل".

 

وطالب عطية لجنة التقصي " بالضغط على إسرائيل للسماح باستئناف زيارة المواطنين السوريين في الجولان المحتل لوطنهم سورية عبر معبر القنيطرة فورا ودون تأخير وتسهيل الزيارات العائلية لسكان الأراضي المحتلة لذويهم".

 

وأكد بيان الخارجية "ضرورة تنفيذ اسرائيل لقرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981 الذي اعتبر القرار الاسرائيل بضم الجولان باطلا ولاغيا، وطالب إسرائيل بالانسحاب من الجولان فورا، مشددا على أن سورية تؤكد على خيارها الاستراتيجي القائم على تحقيق السلام العادل والشامل وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وخاصة القرارين 242 و 338 ومبدأ الأرض مقابل السلام وبما يضمن انسحاب اسرائيل التام من كامل الجولان المحتل إلى خط الرابع من حزيران 1967 وباقي الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس وعلى صيغة مبادرة السلام العربية.

ووصف وفد لجنة الأمم المتحدة المعنية بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية بايتا كوهونا " الأوضاع في الأراضي العربية المحتلة بالصعبة للغاية وغير مقبولة، مؤكدا أنها تمثل انتهاكا فاضحا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية".

 

وأشار إلى أن" اللجنة مدركة لما يتسبب به الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أربع سنوات من مصاعب غير مسبوقة من خلال منعهم من استيراد مواد البناء الضرورية لبناء المدارس والمنازل التي تدمرت خلال الهجمة الاسرائيلية"، لافتا  إلى أن " اللجنة استمعت إلى العديد من الشهود حول الاعتداءات على الفلسطينين المدنيين وكذلك وضع الصحة والتعليم والقيود التي تفرضها إسرائيل على الصياديين ما يشكل عائقا اقتصاديا كبيرا. مشددا على ضرورة وضع حد لهذه الأوضاع".

 

وخلص كوهونا إلى أن "الأوضاع في الأراضي المحتلة صعبة للغاية نتيجة لاستمرار الاحتلال والممارسات الاسرائيلية بحق المواطنين الفلسطينيين والعرب على كافة الأصعدة ومن أبرزها التمييز في توزيع المياه ما بين المستوطنين وسكان الجولان لأن المياه هي عصب الزراعة في تلك المنطقة وكذلك تفكيك أواصر الأسر من خلال من التواصل فيما بينهم".

 

وأشاد رئيس اللجنة " بتعاون دول سورية والأردن ومصر مع اللجنة التي استمر عملها لمدة ثلاثة عشر يوما تسنى لها خلالها الاستماع إلى أربعين شهادة فضلا عن لقاءات مع وزراء خارجية تلك الدول والامين العام لجامعة الدول العربية".

 

وفي الوقت نفسه أكد أن" إسرائيل مازالت ترفض طلب اللجنة بالسماح لها بدخول إلى الاراضي المحتلة للإطلاع على حقيقة الأوضاع هناك".

 

يشار إلى أن اللجنة زارت اليوم الجمعة موقع عين التينة في مدينة القنيطرة السورية المحررة والتقت بمحافظها الذي أكد أن" إسرائيل زرعت أكثر من مليوني لغم وصل عدد ضحاياها إلى 202 شهيد و329 معاق أكثرهم من الأطفال، ولفت المحافظ إلى أن اسرائيل دفنت نفايات نووية في عشرين موقعا في الجولان منها 1500 برميل من المواد المشعة والسامة في بلدة مجدل شمس، ولغّمت خط وقف اطلاق النار بألغام نووية تكتيكية ونترونية ومواد مشعة". مشيرا إلى أن " دراسة تحليل التربة على احتوائها على كمية كبيرة من الاشعاعات الذرية والرونفين الاشعاعي الذي تستخدمه اسرائيل كمخصبات زراعية مايؤدي إلى تلوث المياه الجوفية".

 

يذكر أن لجنة التقصي تشكلت في العام 1968 بموجب قرار من الجمعية العامة للنظر في أوضاع حقوق الإنسان في الجولان السوري المحتل وفي الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية وفي قطاع غزة، وفي العام 2010 تم تجديد ولايتها لعام آخر.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.