يبدو أن الوساطة الإماراتية بين مصر والسعودية بدأت تؤتي ثمارها؛ فالأخيرة أعفت إياد مدني من منصب أمين «منظمة التعاون الإسلامي» على شكل «استقالة لأسباب صحية»، وذلك بعد طلب مصري، بسبب سخرية مدني من حديث الرئيس السيسي عن بقاء ثلاجته لمدة عشر سنوات لا يوجد فيها سوى الماء، وهي الخطوة التي تأتي ضمن سلسلة خطوات تواصل بها الرياض محاولة إعادة العلاقات إلى ما كانت عليه مع القاهرة، قبل توترها مؤخراً. ووفق مصادر، فإن السعودية استجابت للطلب المصري بعد ضغوط إماراتية مكثفة، عقب إبلاغ الخارجية المصرية نظيرتها الإماراتية أنه في حال التمسك بمدني أميناً عاماً للمنظمة، فسوف تجمّد القاهرة عضويتها في الأخيرة حتى انتهاء ولاية الرجل بعد عامين. وقال مصدر دبلوماسي رفيع في الخارجية المصرية: «المملكة تفهّمت الغضبة المصرية، ومسؤولون كبار يسعون إلى احتواء الأزمة، وهناك اتصالات معلنة على مستوى القادة قريباً، لكن يجب التأكد من أن سبب التوتر قد زال أولاً من جانبهم، خاصة ما يتعلق بضرورة تقبّل وجود مواقف متعارضة في القضايا المصيرية في المنطقة». وتحدث المصدر عن زيارة وزير الدولة لشؤون الخليج، السعودي ثامر السبهان، أول من أمس، للقاء عدد من المسؤولين في الخارجية المصرية، وذلك من أجل «تنسيق وتقريب» المواقف بين البلدين، وإبلاغ رسائل من المسؤولين السعوديين حول قضايا عدة، في مقدمتها الأوضاع في اليمن وسوريا، وإطلاع الوزير سامح شكري على تفاصيل الأوضاع في اليمن تحديداً، ونتائج المباحثات التي ترعاها الأمم المتحدة ورؤية الرياض لمسار المفاوضات مع «جماعة أنصار الله».
ورأى الكاتب رؤوفين باركو في صحيفة اسرائيل اليوم القريبة من نتنياهو، أن تعامل الزعماء العرب في دول الخليج مع مصرـ السيسي، يعد مثالا جيداً لجنون أجزاء واسعة من العالم العربي؛ إن قادة الخليج يعرفون جيداً على خلفية الافلاس الامريكي في الشرق الاوسط، أن الغطاء الوحيد الذي يمكنهم توقعه على ضوء هجمات ايرانية متوقعة على شبه الجزيرة العربية، هو القوة العسكرية المصرية. ورغم ذلك، ولاعتبارات غريبة وتلون ولغة مزدوجة وأجندة اسلامية راديكالية، يقطع القادة العرب الغصن المصري الذين يجلسون عليه.
وأضاف الكاتب، إن السعي لتحقيق المصالح السياسية والاقتصادية المعقدة والمتناقضة وأحابيل الدفاع الذاتي، إضافة الى التوسع والبقاء، هو الذي يرسم سياسة دول الخليج في تسليح وتمويل الحركات الارهابية الراديكالية السنّية في سورية والعراق من أجل كبح إرهاب وتعاظم قوة ايران الشيعية، وكلما زاد التحرش والتهديد الايراني العسكري المباشر بالدول العربية السنّية في الخليج، كلما قامت بتشجيع الارهاب الاسلامي في مصر؛ فتركيا وقطر، لم تُسلِّما بالقضاء على نظام محمد مرسي والاخوان المسلمين، والسعودية بفضل اموالها، تمنع عن مصر لقب "أم العرب". وكل محاولات التملق من قبل مصر والضمانات العسكرية والوفود والهدايا للسعودية على شاكلة جزر تيران وصنافير، لم تنجح.
وأردف الكاتب: يقول المثل العربي "جوّع كلبك كي يخضع لك"؛ ففي الوقت الذي تحارب فيه ضد ايران، تحرّض دول الخليج على اسقاط السيسي وتتبرع بقليل من الاموال والنفط من أجل إهانته وإبقائه على قيد الحياة مضروبا ومحتاجا؛ وفي الوقت الذي تصوره قناة "الجزيرة" بأنه مجرم وجاسوس ايراني واسرائيلي وامريكي وفاسد يبيع السلاح للحوثيين، فان النظام يتعرض للتحريض والارهاب من قبل الاخوان المسلمين ومن يؤيدونهم في الخليج. وحين قال السيسي انه عاش عقد مع ثلاجة فارغة لا يوجد فيها سوى زجاجات المياه، سخر منه ملك السعودية وقام بعرقلة ارساليات الوقود ومنع تأشيرات الدخول للمصريين، وهدد بأن السيسي سيسقط مثل مبارك. وختم الكاتب قائلا: يدرك السيسي أن سقوط (الرئيس) الاسد ونجاح الاسلاميين، يعني أنه سيكون الهدف التالي؛ فالعرب لم يفهموا أن السيسي موجود في الحكم كي يبقى، واذا لم يغيروا سياستهم تجاهه بسرعة، فسيحصلون منه على ثلاجة مفخخة.
وتساءلت افتتاحية الأهرام: لماذا التباطؤ في الإصلاح؟ ورأت أن التباطؤ في تنفيذ البرنامج أمر يثير الدهشة، خاصة أن كل يوم يمر ونحن على هذا المنوال يعقد من تداعيات الوضع الاقتصادي، ويزيد من تكاليف عملية الإصلاح. وتساءلت أيضاً: لماذا صمت مجلس النواب طوال الفترة الماضية ولم يطالب الحكومة بسرعة تنفيذ برنامج الاصلاح واتخاذ الاجراءات الكفيلة باعادة هيكلة الاقتصاد المصري..
