تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: الرئيس عون ينجح في عدم تكبير "حجر" خطاب القسم: لبنان انتخبني رئيساً في زمن عسير..؟!

مصدر الصورة
sns

فاز العماد ميشال عون في انتخابات الرئاسة اللبنانية التي جرت بمجلس النواب في بيروت، أمس، لينتهي بذلك الفراغ الرئاسي الذي استمر لعامين ونصف منذ عام 2014. يذكر أن معارضي انتخاب عون اختاروا الاقتراع بأوراق بيضاء، للتعبير عن موقفهم الرافض للتسوية الرئاسية، وفي مقدمة هؤلاء رئيس المجلس نبيه بري ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل وعدد من النواب المستقلين. وأدى عون اليمين الدستورية رئيسا للجمهورية وألقى كلمة أمام نواب بلاده.

وقال عون في كلمته إنه أتى رئيسا "في زمن عسير"، مشيرا إلى ضرورة تخطي الصعاب وليس مجرد التآلف والتأقلم معها وتأمين استقرار يتوق إليه اللبنانيون، مشددا على ضرورة تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني بكاملها. وأكد أن "لبنان السائر بين الألغام لا يزال بمنأى عن النيران المشتعلة حوله في المنطقة ويبقى في طليعة أولوياتنا منع انتقال أي شرارة إليه"، مشددا على "ضرورة ابتعاده عن الصراعات الخارجية ملتزمين باحترام ميثاق جامعة الدول العربية مع اعتماد سياسة خارجية مستقلة". وحول الأزمة السورية قال: "علينا معالجة مسألة النزوح السوري عبر تأمين العودة السريعة ساعين أن لا تتحول المخيمات وتجمعات النزوح إلى محميات أمنية، كل ذلك بالتعاون مع الدول والسلطات المعنية وبالتنسيق المسؤول مع الأمم المتحدة".

وتطرق إلى الصراع مع إسرائيل ومكافحة الإرهاب قائلا: "لن نألو جهدا ولن نوفر مقاومة في سبيل تحرير ما تبقى من أرضنا المحتلة وحماية وطننا من عدو لما يزل يطمح بثروتنا ومياهنا وسنتعامل مع الإرهاب استباقيا وردعيا وتصديا حتى القضاء عليه". وتحدث عن الوضع الأمني وقال: "مشروع تعزيز الجيش سيكون هاجسي ليصبح جيشنا قادرا على ردع المعتدي على أرضنا"، مضيفا أن بلوغ الاستقرار الأمني لا يتم إلا بتنسيق كامل بين المؤسسات الأمنية والقضاء"، مطالبا بتحريرهما من التبعية السياسية، نقلت روسيا اليوم.

وأبرزت السفير: خطاب القسم يرضي الجميع: حماية الطائف.. والمقاومة: «الشعوب» اللبنانية ترحب برئيسها الجديد: فرح وخوف! وكتبت الصحيفة: هو الرئيس الثالث عشر للجمهورية، لكنه الرئيس الأول الذي يكسر التقاليد (تجربة بشير الجميل لم تكتمل)، فيسبق الترحيب الشعبي، كل ترحيب رسمي وسياسي، من الداخل والخارج... هذا الترحيب الشعبي لا يحجب حقيقة ثانية، هي أنّ شريحة كبيرة من اللبنانيين، وأيضاً من كل الطوائف والمناطق، بدت متهيبة أو خائفة أو لا مبالية، إزاء سيد العهد الجديد. شريحة تعتريها مشاعر متناقضة. لا تريد أن ترى الحاضر والمستقبل إلا بعين الماضي. هذه الاستعادة تجعلها تخشى من تكرار «حروب» خيضت سابقاً بالمدافع، وربما تخاض غداً بالسياسة والمفردات وبممارسات كيدية يمقتها اللبنانيون. هنا تقع المسؤولية أيضاً على الرئيس الجديد أن يطمئن هذه الشريحة، وأن يقدم نفسه رئيساً لكل اللبنانيين لا لفئة دون أخرى.

ولعل عون قد نجح في عدم تكبير حجر خطاب القسم الدستوري. أصلاً كان واضحاً أنه كان يرغب بأن يكتفي بالقسم فقط، لكنه أضاف إليه لزوم تثبيت تفاهمه مع سعد الحريري، وخصوصاً في قضايا سياسية، سيتكرر مضمونها إلى حد كبير في البيان الوزاري لحكومة العهد الأولى. لذلك، تعمّد طمأنة «الخائفين» على اتفاق «الطائف»، في لبنان والخارج، بتأكيد حرصه على «ضرورة تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني»، بكاملها من دون انتقائية أو استنسابية»، واستخدم تعبيراً قاله سعد الحريري في خطاب تبني ترشيحه بفتحه الباب أمام تطوير الطائف من خلال توافق وإجماع وطني.

وأضافت السفير: هكذا، بدا أول المتمردين على الطائف.. وأول ضحاياه، في طليعة حماته اليوم، فور وصوله إلى الموقع الرسمي الأول في الجمهورية الثانية، لكأن «فخامة الرئيس» يريد أن يعترف بأن النظام في لبنان، مهما تم تجميله أو تعديله، يبقَ بمضمونه الطائفي التحاصصي، أقوى من كل قوى التغيير والإصلاح، وهذه هي حصيلة الكثير من التجارب منذ الاستقلال حتى يومنا هذا.

وإذا كان الرئيس بري، قد نجح، أمس، في إدارة جلسة الانتخاب، برغم ما اعتراها من «فاولات ديموقراطية»، فإن نجاحه الأكبر، تمثل في قدرته وحليفه سليمان فرنجية على توسيع هامش الأوراق البيضاء، حيث أظهرت نتائج الجلسة الرئاسية، وبالملموس، قدرة المعترضين على صبّ أصواتهم في اتجاه واحد، بل تمكنهم من تحقيق اختراق في «كتلة المستقبل» والنواب المستقلين، فارتفعت أرقام الأوراق البيضاء الى 36، وأظهرت عدم قدرة سعد الحريري على «المونة» على أكثر من عشرة نواب من كتلته الثلاثينية. وأضافت السفير أنه يسجل للرئيس بري أنه تمكن من «الثأر» لكرامته ولكرامة المجلس النيابي عندما رحّب بـ «فخامة الرئيس تحت قبة البرلمان الذي أنت أحد أركان شرعيته الدستورية»، في إشارة مبطنة إلى أن «الجنرال» انتخب رئيساً بأصوات مجلس نيابي كان يردد دائماً أنه «غير دستوري».

وعلى صورة الترحيب السياسي الجامع بانتخاب الرئيس، وسط مزاحمة «قواتية» واضحة لمصادرة «الفرحة» في الشارع المسيحي، كان لافتاً للانتباه أن أول اتصال تلقاه عون بعد وصوله إلى القصر الجمهوري، كان من السيد حسن نصر الله الذي هنأه بانتخابه رئيساً للجمهورية، متمنياً له التوفيق. ورد عون شاكراً للسيد نصرالله تهنئته، معتبراً أن الفرحة مشتركة. ومن الخارج، تلقى الرئيس ميشال عون اتصالات تهنئة، أبرزها من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني والرئيس بشار الأسد والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر، كما صدرت مواقف غربية وعربية مرحّبة.

وأبرزت صحيفة الأخبار: حزب الله لن يسمي الحريري لرئاسة الحكومة. وذكرت أنّ كل التوقعات والاتفاقات المعقودة قبل الانتخابات الرئاسية، تشير إلى تكليف الحريري ترؤس الحكومة. لكن الأنظار تتجه في اليومين المقبلين صوب كتلتين أساسيتين، هما كتلتا حزب الله وحركة أمل. بيد أنّ ما رشح في ما خص استحقاق الرئاسة الثالثة، يشير إلى أن حزب الله يتجه إلى عدم تسمية الحريري، لأسباب عدّة: أولاً، حزب الله متفق مسبقاً مع عون على أن التفاهم «ما بعد الرئاسي» مع الحريري ليس مُلزماً للحزب. «المرونة» التي أبداها السيد حسن نصر الله تتعلق حصراً بإعلان عدم ممانعته تكليف الحريري تأليف الحكومة؛ ثانياً، عدم توقف الحريري عن التهجم على المقاومة؛ ثالثاً، موقف الحريري من الحرب الدائرة في سوريا وشراكته ورعاته الإقليميين في تقديم الدعم للجماعات التي يُقاتلها الحزب هناك.

وأضافت الأخبار: على ضفة الرئيس بري، وحتى ساعات متأخرة من ليل أمس، كان الكلام الصادر عن مصادره يؤكد أنّ قرار اسم الرئيس المُكلف لم يُتخذ بعد. ولكن من المتوقع أن يُسمي بري الحريري على قاعدة أنه يؤيده «ظالماً أو مظلوماً»، رغم أن رئيس المجلس يتهم رئيس «المستقبل» بطعنه في التسوية الرئاسية. لكن المعركة الحقيقية ستبدأ بعد تكليف الحريري. محور هذه «الحرب» سيكون موقف بري المدعوم بشكل مطلق من قبل حزب الله. ويبدو محسوماً منذ هذه اللحظة، أنه في حال فشل المفاوضات بين بري والحريري حول توزيع الوزارات داخل الحكومة، فإنّ حزب الله لن يُشارك في أي حكومة تغيب عنها كتلة التنمية والتحرير. هذا الأمر، بالنسبة إلى حزب الله، يبدو غير قابل للنقاش.

وفي المواقف، أعلن رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل أنّ الانتصار الذي تحقق مبني على أساسين: صمود ميشال عون، وموقف السيد حسن نصرالله. وتوجه إلى نصرالله قائلاً: «لم نشكك يوما بصدقك يا سيد الوفاء.. موقفك معنا ليس موقف وفاء، بل هو موقف صدق ليتعلم جميع اللبنانيين أنه ما زال هناك أخلاق في السياسة». وأكد أنّ موقف التيار الوطني الحر خلال حرب تموز «كان قناعتنا وواجبنا ولم نكن ننتظر شيئاً في المقابل». وتوجه إلى الحريري أيضاً، واعداً بملاقاته «بنفس الشجاعة والتضحية لنقيم الشراكة الوطنية الحقيقية».

إلى ذلك، ذكرت صحيفة الأخبار أنها، المرّة الثانية التي تصل فيها «لقمة» رئاسة الجمهورية إلى فم النائب سليمان فرنجية، ثمّ تذهب إلى مرشّح آخر. في المرّة الأولى، عشيّة انتهاء ولاية الرئيس إميل لحود نهاية صيف 2004، كاد فرنجية أن يكون رئيساً، قبل أن تفرض الظروف المتسارعة على سوريا وصديقه الرئيس بشّار الأسد، التمديد للحود؛ لم تكن جلسة انتخاب الرئيس عون أمس، سوى محطّة جديدة في حياة فرنجية السياسية. هنّأ فرنجية عون، معتبراً انتخابه نصراً لـ«خطّنا السياسي»، الذي دعم عون وأصرّ على بقائه مرشّحاً وحيداً، ولو على حساب فرنجية.

وكتب ابراهيم الأمين في افتتاحية الأخبار، تحت عنوان: خاسرون ومكابرون؛ سينشغل اللبنانيون قريباً بعملية سياسية كبيرة، هي تشكيل الحكومة الأولى في عهد الرئيس عون. لكن القوى السياسية الكبيرة ستنشغل بالمقاصّة الإلزامية لمرحلة انتخاب الرئيس، لمعرفة حجم الأرباح أو الخسائر. وأوضح: اليوم، تعرض الرئيس بري لعملية غش كبيرة، فمنعته المعطيات بين يديه من الرؤية الواضحة. وجاء تصويته بالورقة البيضاء أقرب إلى احتجاج، لا يعطل قراراً كبيراً بانتخاب عون. ورغم إدراكه، بقوة، أن العناصر المحلية ظلت هي المتقدمة على أي عنصر خارجي في هذه العملية. إلا أنه أصر على وجود تسوية خارجية، في خطوة أظهرته رافضاً لفكرة أن قوى محلية يمكن أن تتشكل وتكون قادرة على إنتاج واقع جديد. وهذا المنطق يجعله أكثر شراسة في مرحلة تأليف الحكومة. وهو، هنا، لن يتكل على قدرات غير معلومة لتحصيل مكاسبه، بل سيتكل، حصراً، على حليفه القوي حزب الله لانتزاع التزام بحقوقه، تماماً كالتزام الحزب انتخاب عون.

في جانب آخر، ليس واضحاً متى ستطلق السعودية سراح الحريري وتحرّره من قيود لم تعد تؤثر فعلاً في خطواته المحلية. وهو عندما قرّر اللحاق بركب عون الرئاسي، لم يبق من دفتر الوصايا السعودية سوى عبارات وجمل يوردها في بياناته ومواقفه، تركز على نقد حزب الله. علماً أن الحريري يحظى اليوم بفرصة تلقّي الدعم من غالبية لبنانية حقيقية، يتقدمها حزب الله نفسه، إلى جانب عون وبقية الأطراف، بمن فيهم خصومه داخل طائفته. لكن شرط ذلك هو الوقوف على منصة تجعله خالياً من أعباء المرحلة الماضية. وهذه عملية تقتضي منه، ليس إدخال تعديلات جوهرية على خطابه، بل على فريق عمله، وعلى طموحاته الشخصية أو العامة، ما يمكّنه من حصر الخسائر في ما مضى.

واعتبر الأمين أنّ المشكلة الكبرى هي التي ستواجه وليد جنبلاط وفريق «القوات اللبنانية». الأول تمتع بمزايا كثيرة في خلال العقود الثلاثة. لكنه صرف معظم رصيده العام، حتى بقي في يده ما يسمى «بيضة القبان». وجاء تردده، وسعيه إلى منطق المسافة الواحدة من الجميع، ليكشف المستور، وهو أن هذه «البيضة»، انتهت فعاليتها... أو هي «مَوْدرت» فرميت في سلة مهملات التاريخ. أم سمير جعجع فتنقصه الجرأة للقول إنه خسر. وقد بدأت خسارته، عندما أقر حلفاؤه من المسلمين، في لبنان والإقليم والعالم، بأن الرئيس سينتمي حكماً إلى الفريق الخصم له، وأن دوره لن يتجاوز المشاغبة على عون. وعندما أُلزم بأن يختار بين خصمين ومنافسين هما العماد عون والنائب سليمان فرنجية. هذه خسارة ليست قليلة. ومحاولة التصدي لها لا تتيح مناورات كبيرة.. وأوجز الأمين: تاريخ بلادنا، ومواصفات قادتنا العظام، لا توحي بإمكانية تغيير حقيقي. لذلك، على الأرجح، سنكون أمام جولات من الانفعال والصراخ، بحثاً عن آليات تعيد إنتاج منظومة المصالح نفسها القائمة منذ سلخ الاستعمار لبنان عن بلاد الشام...

وأبرزت الحياة السعودية: عون الرئيس يلتزم اتفاق الطائف والقرارات العربية. وأفادت أنّ عون عاد إلى القصر الجمهوري رئيساً للبنان، بعد إخراجه منه قبل 26 عاماً بالقوة إلى المنفى عندما كان رئيساً لحكومة انتقالية، طامحاً للرئاسة وحالماً بها. وأنهى تبوءه المنصب الأول في لبنان، أمس، سنتين ونصف السنة من الشغور الرئاسي نتيجة تعطيل الانتخاب، إذا لم تؤل إليه الرئاسة، إلا بعدما سلّم بعض معارضيه، لاسيما كتلة الحريري، بالاقتراع له لإنهاء الشغور الذي سبب تدهوراً خطيراً في عمل المؤسسات الدستورية اللبنانية، انعكست تداعياته على شتى المجالات. وأضافت أنّ خطاب الرئيس عون الذي «أعجَبَ» أحد معارضيه رئيس الحكومة السابق رئيس كتلة «المستقبل»، فؤاد السنيورة وغيره، فتميز بعناوين برنامجه على الصعد كافة. ووقع عون عصراً أول مرسوم اعتبر حكومة الرئيس تمام سلام مستقيلة وفقاً لأحكام الدستور وطلب منها تصريف الأعمال ريثما تتشكل الحكومة الجديدة. وحددت الرئاسة يومي الأربعاء والخميس لإجراء الاستشارات النيابية الملزمة من أجل تكليف رئيس الحكومة.

ولفتت الشرق الأوسط السعودية إلى أنّ ثامر السبهان٬ وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي٬ أعرب عن أمله في ألا يكون عون تابعا لطائفة معينة وأن يكون «ممثلا لجميع اللبنانيين». وذكرت الصحيفة أيضاً أنّ دولة الإمارات ومملكة البحرين تحركتا أمس ضد جواسيس وعملاء إيران وما يسمى «حزب الله» بأحكام بالسجن وإحالات إلى المحاكمة.

ورأت كلمة الرياض أنّ لبنان خرج من عنق الزجاجة بعد انتخاب عون رئيسا، ولكنها، اعتبرت أنّ الصورة في لبنان لم تكتمل؛ فما زلنا ننتظر تشكيل الوزارة الجديد والذي من المتوقع أن يشكلها الحريري عطفا على التفاهمات التي جرت قبيل انتخاب الرئيس وأدت إلى انتخابه، وتلك الحكومة حال تشكيلها ستواجه ملفات عديدة لازالت محل انتظار وترقب من دول الإقليم وحتى المجتمع الدولي. وتمنت أن يكون انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة فرصة للبنان أن يعيد بناء نفسه بعد أن تمت شرذمته بفعل فاعل.

وعنونت العرب الإماراتية: تشكيل حكومة الحريري سريعا الامتحان الأول لعهد عون. عون يستهل خطابه الأول بلغة تصالحية مع دول الخليج. وطبقاً للصحيفة، تميّز خطاب القسم الذي ألقاه الرئيس المنتخب بلهجة تصالحية، إذ ركّز على أهمية معالجة الوضع الاقتصادي فضلا عن مشكلة النزوح السوري. كذلك كان ملفتا في خطاب القسم إعلان الرئيس المنتخب تمسّك لبنان بميثاق جامعة الدول العربية في محاولة واضحة لعدم استفزاز دول الخليج. وطبقاً للصحيفة، انقسم الشارع اللبناني بين متفائل بقدرة عون على تنفيذ وعوده ومتشائم بذلك في ضوء العلاقة العضوية التي تربطه بحزب الله.. وتقول مصادر سياسية إن تسهيل مهمة الحريري ستعكس رغبة لدى حزب الله وحلفائه في دعم عهد عون، أقلّه في الأشهر القليلة المقبلة، وذلك في انتظار ما سيستقر عليه الوضع في سوريا.

وعنونت القدس العربي: الأسد وروحاني والسيسي أول المهنئين.. والحريري يستعد للعودة للسراي.. عون الرئيس الـ 13 للبنان بعد 26 سنة على مغادرته قسرا. ورأت افتتاحية الصحيفة: مفارقات الرئيس الثالث عشر للبنان، أنّ المفارقة الكبرى هي في أنّ عون ضابط المدفعية الذي خدم في الجنوب وصيدا وتل الزعتر وخاض معارك عنيفة مع الجيش السوري و"القوات اللبنانية"، وبعدها معارك سياسية مع النظام السوري وشارك في إقناع الولايات المتحدة الأمريكية بقانون «محاسبة سوريا» اختار لاحقاً التحالف مع هذا النظام نفسه ومع «حزب الله» بل واستطاع تحت ظل هذا الحلف أن يصل إلى منصب الرئيس، وعليه لم يكن مستغرباً أن تجيء التهنئة السريعة بانتخابه من إيران. وأردفت القدس أنّ ظلال هذا التحالف حضرت في خطاب القسم الذي ألقاه عون؛ فمن المتوقع أن يعلو خطاب العنصرية تجاه السوريين والفلسطينيين بدعوى منع المخيمات من التحول إلى «بؤر أمنية»، فهذا خطاب يعجب «حلف الأقوياء» الذي دفع بعون نحو الرئاسة، ولكنه يتناقض في الحقيقة مع تعهده بـ"ابعاد لبنان عن الصراعات الخارجية"، فالتصعيد ضد السوريين والفلسطينيين هو فاتورة مدفوعة سلفاً لصالح النظام السوري وكذلك لإسرائيل، وهو تراجع عن الشعارات التي رفعها الجنرال العتيق ودفع لبنان ثمنها آلاف القتلى.

بالمقابل، رأت افتتاحية الوطن العمانية أن وصول عون إلى قصر بعبدا يعني أن لبنان يملك من الأدوات الديمقراطية والدبلوماسية والسياسية، ومن النضج السياسي ما يجعله اليوم ينتصر على ذاته وينحي الوصاية جانبًا لصالحه ولصالح مواطنيه... ما أحدثه اللبنانيون يوم أمس من إنجاز رئاسي رغم الكم الهائل من الضغوط الخارجية والولاءات المقسومة، وإرادة أعداء لبنان أن يكون رأس حربة في مشاريعهم التآمرية على المنطقة، من شأنه أن يعطي دروسًا قيِّمة للآخرين في معنى الاختلاف والمعارضة، وأن لا يكون ذلك على حساب وطنهم ومصلحة مواطنيه، وأن يحذو حذوه. لكن كل ما نأمله أن يكون اللبنانيون أحد مداميك النجاح لهذا العرس الديمقراطي والانتصار على الذات وأن يكونوا الحصن المنيع في مواجهة المريدين والمتربصين شرًّا بلبنان.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.