تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: عـون من الأحـلام إلى الألغام والعقدة السورية.. إسرائيليون: حزب الله ينتصر على السعوديّة..؟!

مصدر الصورة
sns

كتب سامي كليب في السفير: إذا سارت كل الأمور على نحوها المأمول اليوم، فان الجنرال ميشال عون سيحقق حلمه الشرعي وحلم كثير من محبيه ومؤيديه بالوصول الى الرئاسة، وهو استحقها بجدارة الصبر والموقف والجهد؛ ولا شك ان الرئيس الأسد سيكون في طليعة مهنئي الرئيس ميشال عون. سيتصل هاتفيا، ويبعث ببرقية تهنئة حميمة تؤكد على خصال عون والأمل بنجاحه، لكن سوريا لن ترسل وفداً للتهنئة (خلافا لما تسرّب) حرصا على عدم الإحراج. دمشق مرتاحة لهذا الخيار في رئاسة لبنان. علاقتها بعون ممتازة. هي ترى فيه «الرجل الذي خاصم بشرف وصالح بشرف». هي تراه أيضا الرجل الذي قرّب للمرة الأولى فعلياً الرأي العام المسيحي من المقاومة ضد إسرائيل. وهي خصوصا تدرك أن جزءا كبيرا من وصول عون الى الرئاسة كان ثمرة وفاء حليفها «حزب الله» لوعده. لذلك ربما كانت تفضل أن لا يشن عليه حليفها الآخر «الصديق المخلص» سليمان فرنجية هذا الهجوم الأخير، خصوصاً أن فرنجية نفسه هو الثاني على لائحة الرؤساء المقبلين بعد عون.

أما بالنسبة لتولي الرئيس سعد الحريري رئاسة الحكومة، فهذه قضية أخرى تستدعي الحذر السوري. يبدو أن مقابلة الحريري الأخيرة عبر الـ «أل بي سي» التي تحدث فيها ضد الأسد، عكست بالنسبة لدمشق «رغبة واضحة ببقاء الحريري دائراً في كنف الحرب السعودية على سوريا». هذا أول الألغام.

وأضاف كليب، أنه ومع تسارع وتيرة التطورات العسكرية في حلب. تفيد معلومات مؤكدة ان الروس راغبون بتسريع خطوات استعادة كل المدينة.. ووفق التقديرات الأمنية السورية، فان الأمر لن يستغرق أكثر من أسابيع قليلة أي انه قد يسبق استقرار الإدارة الاميركية الجديدة. لو حصل هذا الأمر الذي يواجه حتى الآن قتالا شرسا من قبل المسلحين، ولو تمت السيطرة على مدينة «الباب» الشمالية أيضاً، فان الأمر سينعكس إيجابا على حلفاء دمشق في لبنان مقابل ضبابية المشهد السعودي، وضبابية العلاقات السعودية المصرية. سيرتاح عون أكثر، ويضيق الهامش عند الحريري أكثر. وتابع كليب: حصل تطور سياسي وأمني مهم مؤخرا بين سوريا ومصر. طُرحت جديا مسألة إعادة العلاقات الديبلوماسية وعودة السفيرين. القيادة المصرية التي تنافرت مع السعودية مؤخرا والتي تتعرض لضغوط أميركية بشأن حقوق الانسان والحريات واشراك الاخوان المسلمين مجددا بالسلطة، أرادت من خلال استقبال المملوك علانية توجيه رسائل متعددة الاتجاهات وتعزيز التقارب مع روسيا؛ لو ارتفع مستوى العلاقات المصرية السورية وتم تأمين غطاء عربي أوسع للتطورات المقبلة فان حلفاء سوريا في لبنان قد يشعرون براحة أكبر في المرحلة المقبلة.

وأردف الكاتب: ثمة معلومات أوروبية تفيد بأن لقاءات إيرانية أميركية على مستويات أمنية وسياسية عُقدت مؤخرا بعيدا عن الأضواء بغية تخفيف بؤر التوتر في المنطقة وتسهيل نهاية عهد مريحة لأوباما؛ إذا صدقت المعلومات فهي توضح ربما سبب التريث قليلا في معركة حلب وتسهيل الانتخابات اللبنانية والتعاون في الملف العراقي قبل معركة الموصل وتشدد اميركا ضد السعودية في اليمن. ماذا نستنتج من كل ما تقدم؟

واعتبر الكاتب أنّ ميشال عون يُنهي بوصوله اليوم الى بعبدا أعقد مهام «حزب الله» والتزاماته. اليوم تبدأ عند الحزب مرحلة أخرى، أولها بذل كل ما أمكن لتقريب الرئيس بري من العماد عون، وبذل كل ما أمكن لعدم تحويل رئاسة سعد الحريري انتصارا له أو للسعودية، وثالثها منع «القوات اللبنانية» من قطف الثمار. ولفت الكاتب إلى أنّ العماد عون كان قد كرر غير مرة أمام زواره أن لا كلام في عهده عن سلاح المقاومة او عن انسحاب «حزب الله» من سورية؛ تشكيلة الحكومة وقضية سلاح «حزب الله» والموقف من سوريا، أمور مفصلية امام العهد المقبل. فالمحور الذي يشعر بأن رئاسة عون انتصار له، لن يقبل ان يُنسف الانتصار بفخاخ الحكومة المقبلة.. هنا تتوقف الأحلام لتبدأ مرحلة تفكيك الألغام.

وأبرزت السفير أيضاً: الإسرائيليّون عن انتخاب عون: «حزب الله» ينتصر على السعوديّة. وافادت أنه منذ أن أعلن سمير جعجع دعمه لترشيح عون رئيساً، وإسرائيل تراقب بقلق التطوّرات في لبنان، ليزداد منسوبه مع يوم الانتخاب؛ تستمدّ إسرائيل قلقها من قناعتها بأنّ خطوة جعجع وسعد الحريري بدعم الترشيح واقتراب اللبنانيين من حل أزمتهم السياسية يشكّلان رافعة للدور الإيراني ومكانة «حزب الله» في لبنان وتراجعاً لدور ما يعرف بـ «محور الاعتدال» العربي. ووصف معلّقون إسرائيليّون قبول جعجع بترشيح عون نوعاً من «القنبلة الثقيلة» التي سقطت ووصلت شظاياها إلى كل الزوايا. ورأى هؤلاء أنّ «جعجع قلب بذلك طاولة السياسة في لبنان عندما أيّد مرشح المعسكر المعادي بزعامة «حزب الله»، مضيفين: «إن رئيساً لبنانياً، هو حليف لـ «حزب الله»، سيُنتخب وهذا ما يبهج إيران ويشكل هزيمة إضافية للموقف السعودي إقليمياً».

وبحسب «هآرتس» فإن «حزب الله» شعر بالرضا جراء هذه التطورات، لأنه إذا حدث التوافق داخلياً فإن هذا يضعف دور السعودية. فمعركة الرئاسة اللبنانية في نظر عدد من المعلقين الإسرائيليين «كانت ولا تزال معركة إنزال أياد بين السعودية وإيران».

وكتب الخبير في الشؤون السورية البروفسور إيال زيسر في «إسرائيل اليوم»، أمس، أنه إذا لم تحدث مفاجأة غير متوقعة فإن عون سيفوز. «وإذا كان عون سيفي بوعوده قبل الانتخابات، فإنه سيُعيّن خصمه اللدود، سعد الحريري، رئيساً للحكومة. وقد قام بمباركة هذه الخطوة، وسمح بها منذ البداية، حليف عون، زعيم «حزب الله» حسن نصرالله». وبحسب زيسر، فإنّ «نصر الله سيكون الرابح الأكبر من الانتخابات الرئاسية، حتى لو اضطر هو وأبناء طائفته الشيعية الى الانتظار بضع سنوات الى أن تُفتح أمامهم مناصب الرئاسة أو رئاسة الحكومة». وتابع: «مثلما قال عون ذات مرة: إيران والشيعة هما القوة الصاعدة في المنطقة، لذلك من المهم التحالف معهما. وبوساطة نصرالله، تصالح عون مع بشار الأسد». ورأى زيسر أنّ «الحريري على مدى العقد الماضي قاد الصراع السني في لبنان ضد محاولات سيطرة إيران و«حزب الله» على الدولة. والآن هو يعتقد أن الوقت حان لطيّ الراية. في العراق وسوريا تميل الكفة من جديد لمصلحة إيران التي تحظى بالمظلة الروسية. ولا يجب ذكر الولايات المتحدة ـ حيث تنازلت بإرادتها عن مكانتها في المنطقة وكفّت عن أداء دور حقيقي فيها. وتساءل زيسر: «هل يريد الحريري أن يتحول الى ذيل الثعالب الإيرانيين ونصرالله؟ إذا كان الأمر كذلك فسيكتشف أن المنصب في يد عون. ويمكن أن يكون الحريري وجبة أولى في قائمة الطعام في احتفال نصرالله وعون».

وكتب ابراهيم الأمين في الأخبار: مع اندلاع الأزمة السورية، تبين للجميع أن الطائف بنسخته الثانية لم يكن ليشكل حلاً لمعضلة التمثيل السياسي في لبنان. ولم يكن نسف العلاقات مع سوريا، إلا المدخل لاستخدام لبنان ممراً للتآمر على سوريا. يومها قرر مسلمو أميركا والسعودية استبدال العروبة البعثية والناصرية، بالعروبة الوهابية، ظناً أنهم في ذلك يحمون ظهر لبنانهم. ومنذ ذلك التاريخ، سقطت النسخة الثانية من اتفاق الطائف بعدما فقد عناصر الضمانة الخارجية له، قبل أن تندلع أكبر أزمة سياسية داخلية في لبنان. كان الثابت الوحيد فيها، رغبة الإسلام السياسي الذي قام مع «الطائف1» وتعزز مع «الطائف2» في الإبقاء على تركيبة السلطة وفق المبدأ الذي يجعل التمثيل المسيحي فيها على شاكلة ميشال سليمان... لكن على الأرض، كانت الصورة تتوضح أكثر لمصلحة مركز التمثيل الحقيقي للمسيحيين. حتى انسحاب جعجع، ولو كان تكتيكياً، باتجاه العماد عون، كشف عمق أزمة النظام السياسي في لبنان. وصار البديل، إما ثورة كاملة تنتج نظاماً مختلفاً، وإما تسوية تفتح الباب أمام محاولة جديدة لإدارة الأزمة تحت عنوان «الطائف3». وهو ما فرض على الإسلام السياسي النافذ منذ عام 1990، ودون الوقوف على رأي مسيحيي 14 آذار، الذهاب نحو الحل. وربما كان الحريري أكثرهم جرأة، عندما قرر عدم انتظار بقية حلفائه في الإسلامية السياسية، ومضى في مشروع انتخاب ميشال عون. وأوجز الكاتب: اليوم، سندخل مرحلة جديدة من حكم لبنان. والنسخة الثالثة من الطائف، لا تفتقر فقط إلى الضمانات الخارجية الأكيدة، بل تفتقر إلى إطار داخلي يعالج المشكلات التي قد تنجم، وستنجم، نتيجة تضارب المصالح والصلاحيات. لكن، هناك فرصة، سيرفضها كثيرون اليوم، ويكابرون، وربما لسنوات، قبل أن يعودوا، وكما كل مرة، للأخذ بها مرغمين؛ هذه الفرصة، تقول إنه صار بإمكان غالبية اللاعبين أن يتخذوا من حزب الله حكماً، يفصل بينهم بالعدل والعقل... فهل يقبلون!

وعنونت الحياة السعودية: الجنرال يسترجع قصر بعبدا اليوم. وتساءلت: مع وصول عون الى القصر الجمهوري يطرح السؤال: هل يبدأ عهده بالتعاون مع الحريري في فك الحصار المفروض عليه جراء التفاهمات التي توصل إليها في وقت سابق كأساس لإرساء تفاهم «بعبدا- 2» يعيد خلط الأوراق السياسية لمصلحة خليط غير مقيد بانقسام البلد بين «14 آذار» و «8 آذار»؟

وكتب غسان شربل في افتتاحية الحياة السعودية: مشكلة عون أنه يتولى الرئاسة في منطقة تتآكل فيها فكرة الدولة لمصلحة تجاذب المكونات والميليشيات. منطقة تعيش على نار فتنة مذهبية واختراقات إقليمية ودولية عاصفة. لا نهاية الحرب السورية قريبة ولا عودة «حزب الله» من دوره الإقليمي الجديد وشيكة؛ مشكلة عون أن شعبيته أوسع بكثير من صلاحيات موقعه الجديد. والأمر نفسه بالنسبة إلى الآمال التي يعلقها عليه أنصاره. وأن ترتيب التعايش في نهجه، بين تفاهماته مع السيد حسن نصرالله وسعد الحريري وسمير جعجع، لن يكون بسيطاً. إنه يتولى رئاسة جمهورية متصدعة بسبب إبحار مكونيها الأكبر في اتجاهين متناقضين. وهي تنوء تحت أهوال الفساد والتهرؤ وتحت أعباء وجود أكثر من مليون لاجئ سوري لا يلوح في الأفق أن عودتهم قريبة؛ ومشكلة خصوم عون، أنه لا يمكن الانتصار عليه من دون الانتصار على المكون الذي ينتمي إليه، خصوصاً إذا تمسك بتفاهمه مع جعجع. وأي محاولة لمحاصرته وإفشاله ستدفعه إلى الاستعانة بجمهوره، ما سيضع لبنان أمام أزمة مكونات تهدد الجمهورية والتركيبة معاً. وأردف الكاتب: لا شك في أن الخطوة الأولى لفرملة اندفاعة «الرئيس القوي» ستتم عبر محاولة استنزافه تحت شعار استنزاف الحريري العائد هو الآخر إلى السرايا. محاولة الاستنزاف الأخرى ستتم عبر ضغوط وإغراءات لإبعاده عن جعجع حليفه الجديد وعدوه السابق. لا مصلحة للبلد في هذا الاستنزاف المبكر. ولتفاديه ممر إلزامي هو التفاهم مع بري، ما يساعد على تجنيب البلد حديث الثنائية المسيحية- السنية وأخطار التجاذب بين الثنائية الشيعية والثنائية المارونية؛ لا يحتاج لبنان إلى «قائد تاريخي».. يحتاج لبنان رئيساً يعيد إطلاق الأمل بدولة تتسع لجميع أبنائها. أمل بالاستقرار وأمل بالازدهار.

ورأت كلمة الخليج الإماراتية، أنّ الأزمة في لبنان ليست رئاسية؛ أزمة لبنان تكمن في نظامه الطائفي الذي يستولد كل الأزمات والخلافات، ويعيد لبنان عند كل أزمة إلى حافة الحرب الأهلية؛ النظام الطائفي هو آلة لتفريخ الأزمات المتتالية، وطالما لم يتم وضع نظام جديد لا طائفي سوف تتجدد الأزمات بأشكال مختلفة.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.