تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: الأميركيون يحتلون أراضي في تل أبيض.. وأوباما يخفي دور الولايات المتحدة في سورية عن الأمريكيين..؟!

مصدر الصورة
sns

ذكرت وسائل إعلام كردية أن الولايات المتحدة بدأت تشغيل قاعدة جوية أقامتها في ريف مدينة عين العرب «كوباني»، في وقت كانت قوات خاصة أميركية تتخذ من منزل في قرية المنبطح، أمس، مقراً لها وترفع العلم الاميركي فوق تلة مرتفعة على الحدود مع تركيا.

 وطبقاً لصحيفة الأخبار، يواصل الأميركيون تعزيز مواقع خبرائهم في منطقة المالحة في بادية دير الزور بالعتاد والذخيرة. وأفاد مصدر ميداني بأن «أكثر من عشر سيارات أقلّت خبراء أميركيين من قاعدة أميركية قرب معمل لافارج للإسمنت في ريف عين العرب، رافقها عددٌ من قياديي وحدات حماية الشعب الكردية، باتجاه قرية المنبطح (1 كلم غربي تل أبيض)، حيث احتلوا عدداً من المباني في القرية، ورفعوا أعلاماً أميركية فوقها»، موضحاً أنهم «احتلوا مبنى البريد، واتخذوه مقرّاً لهم، ورفعوا العلم الأميركي فوقه، باعتباره أعلى نقطة في المدينة». كذلك رفع العلم الاميركي جنوب نهر الساجور بين منبج وجرابلس. ويفسّر مراقبون الخطوات الأميركية بأنها تطمينات لحلفائهم، أي «الوحدات» الكردية، والتأكيد على استمرار دعمها، وحمايتهم من أي توغل تركي بري باتجاه مواقعهم، إضافةً إلى تبديد مخاوفهم من التحركات التركية على الحدود، وذلك بعد أيام على طرد المجموعات المسلحة المدعومة من تركيا مقاتلي «مجلس جرابلس العسكري» من ثماني قرى في ريف جرابلس.

وجاء التحرك بعد أيّام على تحرك مماثل باتجاه المالحة في بادية دير الزور، حيث بدأت القوات الأميركية بتعزيز معسكرات تابعة لـ«قسد» و«قوات النخبة السورية»، التابعة لرئيس تيار «الغد السوري» أحمد الجربا، بعد أن وقّع الطرفان (العرب والأكراد) على تحالف سياسي برعاية أميركية في القاهرة، إذ تشي الإشارات برغبة أميركية في الاعتماد على «النخبة»، كحلفاء في المنطقة، وهي قوى قوامها الرئيس أبناء عشيرة الشعيطات، الذين قتل التنظيم أكثر من 1500 فرد منهم، وشرّد آخرين. وبالتالي فإن الأميركيين سيعتمدون عليهم لرغبتهم الكبيرة في قتال التنظيم، وهو ما يتيح لأميركا مواجهة التنظيم بأبناء المنطقة، ما يسمّى «المعارضة المعتدلة»، خصوصاً بعد تحالف «النخبة» و«قسد»، وبالتالي اتساع خيارات واشنطن في اختيار حلفائها.

في موازاة ذلك، أكّدت مصادر ميدانية أن «الأتراك بدأوا بتجهيز مجموعات عربية من عشائر المنطقة، تمهيداً لطرد مسلحي داعش من مدينة الباب، والدخول إلى تل أبيض ومنبج، في ريفي الرقة وحلب، لقطع الأوصال بين مقاطعات الأكراد في عفرين وعين العرب»، مشيرةً إلى أن «الأتراك يجهزون معسكرات لتدريب هذه القوات، تمهيداً لزجّها في معركة قريبة ضد داعش وقوات سوريا الديموقراطية». ورافق تجهيز القاعدة البرية في المالحة تكثيف طائرات «التحالف الدولي» لغاراتها على مدينتي الميادين والبوكمال وريفيهما، إضافة إلى إلقاء منشورات كتب فيها «الضربات الجوية لقوات التحالف قادمة لتدمير الجسور في هذه المنطقة، ابتعد عن الجسور والطرق المؤدية إليها». وبذلك، تشير المنشورات إلى رغبة أميركية كبيرة في التوسع على الأرض في المنطقة الشرقية، بذريعة محاربة «داعش»، والتي يتخذها الأخير معقلاً له.

ونشرت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" مقالا للاقتصادي الأمريكي الشهير جيفري ساكس، يؤكد فيه أن الأزمة السورية هي الأخطر والأشد تدميرا. وأوضحت الصحيفة: يواصل صاحب نظرية "العلاج بالصدمة" البروفيسور جيفري ساكس فضح سياسة البيت الأبيض السرية. ويصف ساكس الحرب الأهلية في سوريا بأنها الأزمة الأكثر تدميرا والأخطر على وجه الأرض. إذ منذ عام 2011 قتل هنا مئات ألوف الأشخاص، واضطر زهاء 10 ملايين من السوريين إلى ترك منازلهم. وبدأت أوروبا تترنح من إرهاب "داعش" ومن العواقب السياسية لتدفق اللاجئين؛ أما واشنطن وحلفاؤها في الناتو، فكانوا غير مرة قاب قوسين من المواجهة المباشرة مع روسيا.

يقول ساكس إن "أوباما، مع الأسف، يفاقم هذه المخاطر، ويخفي دور الولايات المتحدة في سوريا عن الشعب الأمريكي والرأي العام الدولي". ويضيف أن من الضروري "لإنهاء الحرب في سوريا أن تقدم الولايات المتحدة تقريرا صادقا عن دورها في النزاع السوري الذي تلعبه منذ عام 2011 ولغاية هذا اليوم؛ يجب أن يتضمن التقرير معلومات عمن يمول ويسلح ويدرب ويحرّض؛ وهذا التقرير سيساعد في وضع نهاية للسلوك غير العقلاني للعديد من الدول". ويقول ساكس إن "هناك اعتقادا سائدا ولكنْ خاطئا يشير إلى أن أوباما حال دون تدخل الولايات المتحدة في الحرب السورية، وينتقد اليمين أوباما لأنه في البداية أعلن أن استخدام السلاح الكيميائي خط أحمر بالنسبة إلى الرئيس الأسد، ولكن عندما تجاوز الأسد كما يزعمون هذا الخط، تراجع أوباما". ولكن أوباما بالذات هو الذي أصدر أمرا سريا عام 2013 إلى وكالة الاستخبارات المركزية لتسليح المعارضة السورية. وهو ما كتبت عنه "نيويورك تايمز" في كانون الثاني؛ حينها خصصت السعودية مبالغ كبيرة لتمويل هذه العملية. ومن جانبها ضمنت الوكالة تنظيم وإعداد ومساندة المعارضة. ويأسف ساكس لعدم إجراء السلطات الأمريكية ووسائل الإعلام تحقيقات في هذه المسائل. وهكذا، "بقيت الجماهير تجهل حجم العمليات التي تقوم بها وكالة الاستخبارات المركزية والسعودية، وكم تنفق الولايات المتحدة في سوريا سنويا؟ وما هي أنواع الأسلحة التي ترسلها الولايات المتحدة والسعودية وتركيا وقطر وغيرها إلى المعارضة؟ وأي المجموعات تتسلمها؟ وما هو دور القوات الأمريكية في هذه الحرب؟ وهل هو توفير الغطاء الجوي؟ لاتجيب الحكومة الأمريكية عن هذه الأسئلة، وخاصة أن وسائل الإعلام الرئيسة لا تطرحها.

ويضيف ساكس أن "أوباما تعهد أكثر من عشر مرات بألا تطأ أقدام الجنود الأمريكيين أرض سوريا. ومع ذلك، تعلن الحكومة بين فترة وأخرى عن وجود قوات أمريكية خاصة في سوريا. والبنتاغون ينفي باستمرار وجود هذه القوات في خط المواجهة. ولكن عندما قصفت الطائرات الروسية والسورية مواقع المتمردين في شمال سوريا، أبلغ البيت الأبيض الكرملين بأن هذه الهجمات تهدد حياة أفراد القوات الأمريكية الموجودة في هذه المنطقة. ولم تقدم السلطات أي توضيح لمهمة هذه القوات وكلفتها".

ويتابع ساكس: لقد أنفقت الولايات المتحدة مليارات الدولارات على تسليح وتدريب القوات الخاصة والهجمات الجوية والدعم اللوجستي للمتمردين ومن ضمنهم مرتزقة أجانب. كما أنفق حلفاؤها المليارات أيضا، ولكن لا أحد يعرف حجم هذه النفقات"، ولم يُمنح المجتمع الأمريكي حق التصويت عند اتخاذ هذه القرارات، ولا على المبالغ المخصصة لها. ولم يوضح أحد أو يبرر دور وكالة الاستخبارات المركزية، لا للشعب الأمريكي ولا للمجتمع الدولي. ويقول ساكس: "أنا إلى جانب الرأي الآخر الذي يفيد بأن الحرب يجب أن تكون الوسيلة الأخيرة في الإمكانات المتوفرة، ويجب أن تقتصر على عمليات ديمقراطية صارمة. ومن هذا المنطلق، فإن الحرب السرية للولايات المتحدة في سوريا هي غير مشروعة حتى من وجهة نظر الدستور الأمريكي وميثاق الأمم المتحدة. وإن الحرب الأمريكية على جبهتين في سوريا هي مغامرة ومقامرة غير عقلانية. وإن المحاولات التي تقومها بها الولايات المتحدة لإطاحة الرئيس السوري ليس هدفها حماية الشعب السوري كما يؤكد أوباما وكلينتون"؛ عمليا إنها حرب بالوكالة ضد روسيا وإيران على الأرض السورية، وإن مخاطر هذه الحرب هي أكبر بكثير وأخطر مما يتصورون؛

فعندما أعلنت الولايات المتحدة الحرب على الأسد، زادت روسيا من دعمه. وقد رأت وسائل الإعلام الأمريكية أن تصرف روسيا هو تحدٍ مهين. وسألت: كيف يجرأ الكرملين على منع واشنطن من إسقاط الحكومة السورية؟ ونجم عن ذلك مواجهات دبلوماسية مع روسيا، التي يمكن أن تؤدي إلى نزاع مسلح غير مقصود في حال تصعيدها؛ ويختتم ساكس: إن هذه المسائل يجب أن تكون موضع دراسة قانونية وتحت رقابة ديمقراطية. و"أنا واثق من أن الشعب الأمريكي سيقول "لا" صارمة للحرب التي تقودها الولايات المتحدة في سوريا؛ لأن الشعب الأمريكي يريد السلام والأمن، ويريد القضاء على "داعش"؛ لأنه يتذكر جيدا عواقب ما فعلته حكومته في أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا وأمريكا الوسطى وإفريقيا وفي جنوب شرق آسيا.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.