تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: تدخل كاميرون في ليبيا هو دليل آخر على حماقته..؟!

مصدر الصورة
sns

اعتبرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن "ما حدث في ليبيا هو مثال آخر على حماقة رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون، وأن التاريخ لن يكون رحيما به"، مشيرة الى أن "تقرير لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني أدان كاميرون ووصف تدخله في ليبيا بأنه كان متهورا قصير الأمد". وأوضحت ان "التقرير جاء محملا بالإدانة لكل مرحلة من مراحل عملية ليبيا، فلم يكن هناك تحليلا كافيا للمعلومات الاستخباراتية، ولم يتم القيام بأي شيء من أجل ليبيا بعد التدخل العسكري فيها"، لافتة الى أن "الاتهام الأوضح لكاميرون هو أنه سمح للمهمة الأصلية للتدخل بالحدوث دون تخطيط واضح لما سيحدث بشأن تغيير النظام في ليبيا، والأسوأ من ذلك هو أن كاميرون كان قليل الاهتمام بليبيا بعد التدخل العسكري"، مضيفة "من المؤكد أنه شعر بالسعادة في التقاط الصور له كأنه محرر البلاد لكنه لم يفعل شيئا بعد ذلك، كما لم يفعل أعضاء البرلمان البريطاني شيئا لليبيا وهي تنزلق إلى الحرب الأهلية، والفوضى، والخراب إلى درجة أن يطلق عليها الآن صومال البحر المتوسط". ورأت الصحيفة أن "هذا يوضح كيف سيرسم التاريخ صورة لكاميرون كشخص محدود الرؤية بشكل بائس، وأنه كان يقوم بما يحتاج القيام به لمجرد الخروج من مأزق مؤقت لكنه غير قادر على رؤية الصورة الكاملة".

وأكد الكاتب الفرنسي برنارد ليفي، والمعروف بعراب "الربيع" العربي أن الديمقراطية في ليبيا لا تتحقق في خمسة أشهر أو خمس سنين وأنها قد تتطلب مئة عام كما حدث في فرنسا. وعلق ليفي في حوار تلفزيوني مؤخرا على أوضاع ليبيا المزرية والمصائب التي حلت بها بعد التدخل العسكري الغربي الذي أسقط نظام القذافي عام 2011 بالقول إن نتيجة أي حرب لا تكون جيدة مئة بالمئة، ورأى أيضا أن الديمقراطية لا تتحقق دوما مئة بالمئة؛ بالمقابل وجد الفيلسوف الفرنسي حسنات ومزايا في الوضع الليبي الراهن متمثلة في إنهاء الدكتاتورية وإتاحة المجال للشعب بأكمله للرهان على الحرية وخوض هذا الرهان!

وأوضح محمد الطاهر في روسيا اليوم، أنّ ليفي وغيره يحاولون أن يجعلوا من الأزمة السورية شماعة يعلقون عليها الأخطاء القاتلة التي تسببت في كوارث متلاحقة في العراق وأفغانستان وليبيا، وهم يفعلون ذلك بإصدار الأحكام السريعة دون التوقف أمام التفاصيل؛ وهم يتحدثون عن سوريا كما لو أن نزاعا داخليا صرفا يدور هناك بين سوريين، فلا مقاتلين أجانب ولا أسلحة ولا أموال عبرت الحدود وأضرمت نيران حرب دموية هناك؛ كما أن هؤلاء لا يريدون أن يتوقفوا لبرهة ويتساءلوا: لماذا كلما حملوا قنابلهم إلى مكان، ظهر "داعش" في أثرهم، وزاد الخراب وحمامات الدم؟ لماذا حين يغرس الغرب "الديمقراطية" و"الحرية" بقوة الحديد والنار في أرضنا، بعد أن يحطموا أسوارها ويقتلوا مناعتها، ينمو بدلا عنها التطرف؟ وختم الطاهر: ليس لدى برنارد ليفي إجابات حقيقية يمكن لمسها وهو لا يستطيع أن يجادل الواقع المأساوي الكئيب الذي تعيشه ليبيا الآن، وذلك ببساطة لأنه لا يعرفه مطلقا ولا يعنيه، فهو قد مر بالبلاد على عجل وتركها قاعا صفصفا، وها هو الآن يجلس أمام الشاشات ينظر ويشارك الليبيين همومهم ويقول لهم كما لو أنه يواسيهم: "أفضل أن أكون اليوم ليبيا من أن أكون سوريا".

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.