تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

قيادة آل الحريري في لبنان على محك أزمة سعودي أوجيه..؟!

مصدر الصورة
العرب

ألقت الأزمة المالية التي تمر بها شركة سعودي أوجيه بظلالها على المشهد السياسي في لبنان، حيث سارع خصوم سعد الحريري إلى الربط بين الوضع المالي للشركة والوضع السياسي لزعيم تيار المستقبل، معتبرين أن مشاكله المالية تنذر بأفول نجمه السياسي، فيما أكّد أنصاره أن لا غنى عن سعد الحريري. وأوضحت صحيفة العرب في تقرير لها، أنه راجت في الآونة الأخيرة تحليلات تفيد بأن رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بصدد اتخاذ قرار الخروج من الحياة السياسية. يدافع أصحاب هذه التحليلات عن وجهة نظرهم وبالتأكيد على عمق الأزمة المالية التي يعاني منها الحريري وعلى ما يعتبرونه فتورا للعلاقة بينه وبين السعودية؛ يضاف إلى ذلك بروز شخصيات سنية قد تكون أكثر قدرة على الاستجابة لطبيعة المرحلة والانسجام مع تحول السعودية إلى دولة ميالة إلى المواجهة.

ويؤكد هؤلاء أن الأزمة التي تعصف بشركة سعودي أوجيه والتي يتوقع أن تسفر عن خسارة الآلاف من العمال اللبنانيين فيها لوظائفهم، وإجراءات إعادة الهيكلة التي تجري في كل المؤسسات التابعة لتيار المستقبل من شأنها أن تتسبب بتقليص كبير في شعبية الحريري وحضوره السياسي. كذلك لم يعد خطاب الاعتدال الذي ينادي به يلاقي أصداء إيجابية في الوسط السني، وبات، في ظل التحولات الكبرى والمتسارعة في المنطقة، والتي تفرض تأثيرات كبيرة على لبنان، نوعا من الترف السياسي الذي لا محل له على أرض الواقع. وكان سعد الحريري قد غاب عن البلاد إثر تهديدات أمنية جدية. وقد أسست فترة غيابه، التي تعد طويلة جدا قياسا إلى تسارع التطورات وكثافة التحولات، لحالة من الترهل السياسي والفساد في مؤسساته.

ولم تنجح عودة زعيم تيار المستقبل في إعادة الزخم المطلوب إلى تياره ومؤسساته. وقد عمد خصوم الحريري، على الاستفادة من عدم ملاءمة فكرة الاعتدال التي لازال الحريري يصر عليها مع تحولات الميادين الملتهبة في سوريا بشكل خاص، والتي ينظر إليها قسم كبير من السنة في لبنان بوصفها حربا على السنة. ومؤخرا نشر تقرير لوكالة رويترز يفيد بأن قيمة المبالغ المالية العائدة للحريري عند الحكومة السعودية تبلغ ثمانية مليارات دولار، وأن قيمة الديون الواجب سدادها للبنوك السعودية وقيمة تعويضات العمال والرواتب المتأخرة تبلغ خمسة مليارات دولار. هذا يعني أنه يتبقى للحريري حوالي ثلاثة مليارات دولار في حال تم دفع المبالغ بالكامل. ذكر التقرير كذلك أن المصارف المدينة لشركة سعودي أوجيه التي يملكها الحريري تتجه إلى الموافقة على إعادة جدولة ديونها. ويعني كل هذا أن الترويج لنهاية سعد الحريري انطلاقا من الأزمة المالية ليس صحيحا؛ عوامل عديدة متناقضة تجعل من احتمال خروج سعد الحريري من الحياة السياسية موضوعا افتراضيا غير محسوم. توجد بعض الظروف التي تجعله احتمالا واقعيا وممكنا ولكنّ ظروفا مغايرة تجعله احتمالا بعيدا وغير منسجم مع واقع الحال.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.