تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: الرياض والدوحة تنضمان إلى «الأطلسي» للسيطرة على الرقة والموصل..؟!

قبل نحو عام، أعلن جون كيري، عن «قناعته» بأنّ دولاً في الشرق الأوسط سترسل «في الوقت المناسب» قوات برية إلى سوريا لقتال تنظيم «داعش». اليوم، يبدو الوقت مناسباً للدفع بقوات برية يدعمها حلف شمال الأطلسي، لموازنة الوجود القوي للقوات الروسية في المنطقة، ولمواجهة فعالية عمل الدولة السورية، بمؤازرة إيران، في الميدان. وأوضحت صحيفة الأخبار أنه وبعد يوم واحد على حديث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، عن ضرورة إشراك عدد من الدول إلى جانب تركيا في معركة «تحرير» مدينة الرقة من قبضة تنظيم «داعش»، وزيارة رئيس الوزراء القطري، عبدالله بن ناصر بن خليفة، ووزير الخارجية السعودي، عادل الجبير،أنقرة، كشفت، أمس، صحيفة «يني شفق» المقربة من الرئاسة التركية، عن خطة لعملية مشتركة، بين تركيا والولايات المتحدة والسعودية وقطر، لـ«تحرير» مدينتي الموصل والرقة (المعقلين الأساسيين لتنظيم داعش في العراق وسوريا)، بعد عيد الأضحى.

ووفق الصحيفة، فإن الخطة التي تسعى إلى إنهاء وجود التنظيم على الحدود الشمالية لسوريا والعراق، جرى بحثها في قمة مجموعة العشرين في مدينة هانغتشو الصينية، على أن تقر تفاصيلها النهائية ضمن اجتماعات الأمم المتحدة التي ستعقد في نيويورك بين 13 و20 من الشهر الجاري. وفي تفاصيل العملية، ستتولى قوات حلف شمال الأطلسي الممثلة ضمن «التحالف الدولي» بالتعاون مع القوات التركية استهداف مواقع التنظيم في المدينتين، بينما ستتكفل الرياض والدوحة بتقديم السلاح والمعدات للعملية والمقاتلين المشاركين في العملية. ومن المتوقع أن تتولى فصائل «الجيش الحر» والمجموعات المتحالفة معه، التي تعمل تحت قيادة الجيش التركي، العمليات البرية على الأرض في سوريا، بينما سيتولى «الحشد الوطني» إلى جانب قوات «البشمركة» هذا الدور في العراق.

وفي سياق متصل، رأى المتحدث باسم قوات «التحالف الدولي»، جون دوريان، أن «المنطقة العازلة» التي أنشأتها تركيا على حدود سوريا «مفيدة للغاية»، مشيراً إلى أن عملية «درع الفرات» التي يقودها الجيش التركي وغارات «التحالف»، هيأت الظروف «لتطهير مدينة الرقة من داعش». ولفت إلى أن «هذه المنطقة (الحدودية) مهمة لأنها طريق التسلل لعناصر داعش»، معتبراً أن «تحرك الجيش التركي هناك وبناء منطقة عازلة، مثّلا انتكاسة حقيقية لداعش». وأتت هذه التصريحات في وقت أعلنت فيه رئاسة الأركان التركية مقتل ثلاثة جنود وإصابة رابع، أمس، إثر استهداف عناصر من تنظيم «داعش» إحدى الدبابات التركية التي تشارك في عملية «درع الفرات»، خلال اشتباكات شرق قرية الراعي بريف حلب الشمالي.

من جهته، لفت وزير الخارجية السعودي، خلال ندوة خاصة عقدها مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية (سيتا) في أنقرة، إلى أنَّ «المقاتلات السعودية ستزيد طلعاتها الجوية من قاعدة إنجرليك الجوية من أجل ضرب مواقع داعش»، مشدداً على أهمية «إقامة منطقة آمنة في سوريا». واعتبر الجبير أن «حزب الاتحاد الديموقراطي» وجناحه العسكري «منظمة إرهابية»، مؤكداً رفض بلاده إشراك الحزب كطرف في «التحالف الدولي».

وبخصوص الموصل في العراق، دعا قائد قوات «الحشد الوطني» ومحافظ نينوى السابق، أثيل النجيفي، أنقرة إلى اداء دور في معركة المدينة، مضيفاً أن «أهل الموصل يرغبون في أن تشهد مدينتهم ما حدث في جرابلس»، في إشارة إلى عملية «درع الفرات». وأوضح أن «الجيش التركي مستمر في دعم قوات الحشد الوطني»، مشيراً الى أن على «تركيا اداء دور أكبر في المنطقة، لتعويض تطور دور إيران ونشاطاتها». وأشار إلى أن «المعركة (في الموصل) ستجري من دون الحشد الشعبي»، بعد «اعتراض واشنطن على دخوله الى الموصل»، إضافة إلى اعتراض أهالي المدينة، وفقاً له. وأوضح النجيفي أن الاستعدادات لخوض معركة الموصل جاهزة من الناحية العسكرية «لكن المفقود هو الاتفاق بين بغداد وأربيل، والخلاف هو حول الوضع السياسي للموصل بعد التحرير وكيفية إدارة هذه المنطقة ومستقبلها». ونفى ما تردد عن احتمال انسحاب القوات التركية من معسكر زليكان.

بدوره، أعلن رئيس إقليم كردستان في العراق، مسعود البرزاني، لصحيفة «لوموند» في باريس، أن لبغداد والسلطات الكردية خطة عسكرية لاستعادة الموصل، لكن يجب التوصل اولا الى اتفاق حول الشق السياسي والادارة المقبلة لثاني مدن العراق. وقال: «جرى التوصل الى اتفاق بشأن الشق العسكري، لكن لم يتم بعد التوصل الى اتفاق سياسي. وفي ظل عدم وجود اتفاق سياسي لا معركة لاستعادة الموصل»، مشيراً الى أن مثل هذا الاتفاق يجب أن يتناول الادارة المقبلة للمدينة «وتمثيل كل الاقليات الاتنية والدينية وامكانية حماية هذه الاقليات لمناطقها».

ووفقاً للحياة السعودية، اغتنمت تركيا استضافتها الأمين العام للحلف الأطلسي ومسؤولَين أوروبيَّين بارزين، لتكرّر دعوتها الى منطقة حظر جوي فوق شمال سورية. وأشاد أمين عام الحلف بجهود أنقرة في محاربة تنظيم «داعش» في سورية، مقرّاً بحقها في «الدفاع عن نفسها»، لكنه رفض أي دور ميداني لقوات الحلف في سورية، وتجنّب سؤالاً عن مسألة الحظر الجوي.

وفي السفير، وتحت عنوان: شريط احتلال من الإسكندرون إلى تلعفر مروراً بسنجار.. تركيا و«الاستدارة» السورية: الطبع يغلب التطبع! كتب محمد نور الدين: لم تنفع كثيراً، ولا حتى قليلاً، «المشاعر الجياشة» لكل من موسكو وطهران تنديداً بالمحاولة الانقلابية «منذ ساعاتها الأولى» في تغيير الطبع التركي، في تأكيد على ان «الطبع يغلب التطبع». لم يكن انقلاباً تركياً على ما أظهرته انقرة، بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة، من انفتاح على روسيا وإيران في المسألة السورية. اردوغان يرى الآن الفرصة سانحةً للتعويض عن الهزائم وتراجع المشروع بعدما وطأت قدم أول محتل تركي أرض سوريا في 24 آب الماضي؛ تركيا داخل سوريا غير تركيا خارج سوريا. هذه ليست مجرد خطوة موقتة او ظرفية او تكتيكية. هذا معطى جديد وخطير. وهو جزء من خطة واسعة وكبيرة تشمل سوريا والعراق معاً، وتؤشر إلى أن سوريا دخلت مرحلة جديدة لا أحد يمكن ان يتوقع طبيعتها ونهاياتها. لكن المؤكد ان تركيا خدعت وغدرت ولدغت «المؤمنتين»، روسيا وإيران، مرتين وثلاثا وأربعا منذ بدء الأزمة السورية، رغم ان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين. لكن المسألة، بتقديرنا، ليست مسألة خداع وغدر ولدغ بقدر ما هي خطأ في المنطلقات الفكرية لتحديد طبيعة التهديدات والمخاطر والأعداء، حيث يكون «العدو المؤمن» أحياناً، وربما غالباً، أكثر خطورة من «العدو العلماني والعسكري» وفي الحالة التركية بالذات.

وأضاف الكاتب: عملية جرابلس التي بدأتها تركيا في اليوم نفسه لذكرى معركة مرج دابق لن تدعها انقرة تنتهي إلا وقد خلقت إسكندروناً ثانية وثالثة في الشمال السوري بدءاً من شمال حلب وصولا إلى تل أبيض؛ أو بمعنى آخر، توسيع اسكندرون العام 1939 لتشمل كل المناطق الواقعة إلى الشرق منها داخل سوريا، وصولاً في مرحلة اولى إلى نهر الفرات، ليكتمل الكانتون التركي الجديد بالوصول إلى الرقة و.. الموصل؛ تركيا منذ بداية الأزمة السورية عام 2011 كانت تتطلع إلى خط يمتد من اللاذقية وحلب وصولاً إلى الموصل والسليمانية. هذا هو الخط الذي أعلنه صراحة قبل أن يعزل من منصبه احمد داود اوغلو. لم يعزل داود اوغلو لتحقيق تغييرات في سياسة تركيا الخارجية؛ ما تحققه تركيا اليوم في سوريا من أهداف عسكرية وميدانية وجغرافية وديموغرافية هو ترجمة لما كان مرسوماً في عهد داود اوغلو. وما تحقق من تطبيع مع روسيا وإسرائيل بدأ في عهد الأخير، ولم يكن متبقياً سوى بعض الرتوش.

وتابع الكاتب أنّ تصريحات اردوغان حملت ما يكفي للاعتقاد ان تركيا ليس فقط لن تغادر ذلك الشريط الممتد من حلب إلى الحدود التركية ومن الإسكندرون إلى نهر الفرات، بل إن كلام اردوغان حول استعداد تركيا لمشاركة أميركا في تحرير الرقة يحمل إشارة بالغة الخطورة على مستقبل الخريطة الميدانية لسوريا لاسيما في شمالها. كذلك الإشارة إلى ضرورة إعادة العرب إلى تل أبيض وارتباط ذلك بمعركة الرقة ما يحمل معاني إضافية؛ خط اللاذقية السليمانية الذي يمر بحلب، يمر أيضاً بالموصل. لم يكن عبثاً ان تضع صحيفة «يني شفق» الموالية لاردوغان عنواناً لحوار اردوغان مع الصحافيين الأتراك مرتبطاً بإشارة اردوغان إلى الموصل قائلة: «إشارة الموصل»؛ من الواضح ان تركيا تعمل على شريط احتلال تركي مباشر او غير مباشر يمتد من حدود الاسكندرون وصولاً إلى الموصل مروراً بالرقة وتل ابيض وسنجار التي لا تريدها «جبل قنديل ثانياً» لـ «الكردستاني».

واعتبر الكاتب أنّ المطلوب هو أن يجلس الطرف الكردي بكل ألوانه، والطرف السوري الرسمي، باعتباره الجهة المخاطبة لكل السوريين، معاً. فلا مطلب الفدرالية واقعي ولا إنكار الحقوق الكردية ولا اتهامهم بأنهم يسعون إلى إنشاء إسرائيل ثانية مقبول. وعندما يقول رضا ألتون، مسؤول العلاقات الخارجية في «حزب العمال الكردستاني»، إن التعبير عن الهوية بحرية وليس الاستقلال هو مطلب الأكراد، فإن التوصل إلى صيغ حلول تضع الطرفين، وهما سوريان في النهاية، في خندق واحد ضد الأعداء المشتركين، سيكون سهلاً ويكون من مصلحة وحدة سوريا واستقرارها وقوتها، بل يكون خطوة نموذجية لإحراج تركيا نفسها في مواجهة أكرادها هي.

وكتب عريب الرنتاوي في الدستور الأردنية، تحت عنوان: بوتين إذ يلـدغ في الجحـر السـوري مرتيـن! ثمة ما ينبئ بأن إحساساً بالخديعة والخذلان، يهيمن على الكرملين، بعد التحولات المتسارعة في المواقف التركية؛ أنقرة لا تثبت على موقف، مواقفها تتبدل وتحالفاتها مثل الكثبان الرميلة؛ هذا هو المعنى المستبطن في بيان الخارجية الروسية الذي أدان بعبارات قوية التوسع في الغزو التركي لشمال سوريا، والرسائل المتناقضة التي تصدر عن “القصر الأبيض”؛ نحن إذن أمام “استدارة ثانية” على “الاستدارة الأولى”؛ لكأن السياسة التركية تتحرك في إطار لولبي، كلما أكلمت حلقة، دخلت في أخرى، مبقية حلفائها جميعاً في حالة من التيه والضياع، وآخر ضحايا هذه السياسة المخادعة، هو “القيصر” الذي برغم ما قيل ويقال، عن حنكته وذكائه المتقدين، إلا إنه برهن في أكثر من مناسبة، بأنه من النوع الذي يمكن أن “يلدغ من الجحر الواحد مرتين”. وختم الكاتب بالقول: يبدو أن سوريا تتحول إلى مستنقع قادر على جذب مختلف اللاعبين إلى قعره المظلم والكريه؛ الإيراني خاض فيه حتى ركبيته، والروسي يكاد يختنق بروائحه الكريهة، أما التركي فلا ندري متى سيأتي وقت إطلاق الصيحات والبحث عن المخارج؛ وحدها واشنطن، تخوض حروبها ومعاركها السورية عن بعد، وعبر الوسطاء، وبأقل كلفة ممكنة، وتراقب سقوط القتلى والجرحى من مختلف الأطراف المتصارعة، وتحسبهم جميعا في عداد إنجازاتها ومكتسباتها، فجُلّهم إن لم نقل كلهم، مندرجون أصلاً في قائمة “أعداء الولايات المتحدة”.

ولفتت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" إلى تأكيد بن علي يلدريم تطهير القطاع، البالغ طوله 91 كيلومترا على الحدود مع سوريا، بالكامل من الإرهابيين. وعلّق مدير معهد دراسات البحر الأسود وبحر قزوين السياسية والاجتماعية فيكتور ناديين-راييفسكي على هذا الموضوع بقوله إن الحديث يدور هنا عن "احتلال تركي سافر ومكشوف" للأراضي السورية، بذريعة تقديم العون والمساعدة العسكرية لـ"الجيش السوري الحر" في تحرير الحدود التركية-السورية من القوى الإرهابية. وأعرب راييفسكي عن ثقته بأن القوات الخاصة التركية تشكل أكثر من نصف عدد "المحرِّرين" الذين عبروا الحدود من تركيا إلى سوريا، وأن ما تبقى هم من التركمان وآخرين يخضعون لأمرة السلطات التركية. لذلك، وكما يرى راييفسكي، فإن الحديث هنا يدور عن احتلال حقيقي لأراضي الشمال السوري، والتي حاول الأتراك دائما بواسطتها حل مشكلة تزايد العدد السكاني في بلادهم عبر توطين الأتراك على هذه الأراضي. ويخلص راييفسكي إلى أن أنقرة تعتزم تغيير التكوين العرقي جذريا لسكان شمال سوريا.

وفي الأهرام، اعتبر د. جهاد عودة أنّ المشكلة الجيوبلوتكية في شمال سوريا هي أن انتصار قوات سوريا الديمقراطية على داعش، وبالتالي بزوغ فرصة الحكم الذاتي الكردي خارج منطقة كردستان العراق في شمال سوريا، يعتبر خطا أحمر بالنسبة إلى تركيا، وحتى لا يتم عبور هذا الخط الأحمر، عرفت تركيا أن عليها القبول بحل وسط تاريخي... وبعد تحرير منبج وتقلص حجم داعش وانكساره أمام قوات سورية الديمقراطية، اتفقت المخابرات السورية والتركية على التدخل في الجزء الشمالي من سوريا وجرابلس تحديداً، بحجة محاربة الإرهاب. ولا يخفى على أحد بأنهم بذلك يحاولون إنعاش المفاوضات التي ستجرى في جنيف. ولكن بوجود الأكراد هذه المرة، لأنه وبعد تحرير الحسكة دخل الأكراد إلى المعادلة السورية بقوة أكبر وأصبح وجودهم في مفاوضات تسوية القضية السورية ضرورة.

وكتبت افتتاحية الأهرام: لا يختلف اثنان على أن حجم التحديات والمخاطر المحيقة بالعرب هذه الأيام فاق كل التصورات، إذ لم يشهد العرب طوال تاريخهم المعاصر ما يتهدد وجودهم كما هو حادث الآن، وما لم يقفوا مع أنفسهم وقفة صادقة وجادة وحازمة فإن القادم ـ لا قدر الله ـ سوف يكون أسوأ.. ويكفينا التذكير بأن أربع دول على الأقل ـ هي سوريا وليبيا والعراق واليمن ـ باتت مهددة بخطر التقسيم والتفتت... وأمام هذا الخطر الوجودي المحدق لا سبيل إلا وحدة الصف، وتعزيز التضامن العربي، مهما كانت تكلفة تلك الوحدة وهذا التضامن. ورأت الصحيفة أنّ الأمن القومي العربي واحد، لا فرق فيه بين أمن مصر، أو أمن الخليج، أو أمن الهلال الخصيب، أو أمن المغرب العربي.. وربما يكون من المفيد في هذا السياق التذكير بحقيقة جوهرية، وهى أن أمن العرب لن يحققه القادة والزعماء وحدهم، ولا الحكومات وحدها، ولا الجيوش الجرارة بمفردها، بل سوف يتحقق بالشعوب، ولا أحد غير الشعوب، ولذلك فإن وحدة الشعوب هي الأهم في تلك اللحظة الفارقة!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.