تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: تـركيـا: نجح الانقلاب العسكري ولو فشل..؟!!

مصدر الصورة
sns

بعد إعلانه عن فشل الانقلاب على السلطة الشرعية في تركيا، ظهر أردوغان بين حشد من أنصاره في إسطنبول، مؤكدا البقاء في الشوارع والميادين حتى نهاية الأزمة بشكل كامل. وأضاف أن ذلك العمل الذي قامت به قوات من الجيش يمثل عملا من أعمال الخيانة وسيكون سببا "لتطهير" القوات المسلحة، على حد قوله. بدوره، أكد رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، فشل المحاولة الانقلابية التي قام بها عناصر من الجيش التركي، كاشفا عن "السيطرة إلى حد كبير" شاكرا الشعب لتصديه للانقلاب ووقوفه بجانب الشرعية، مؤكدا في ذات الوقت تحرير رئيس الأركان خلوصي آكار ومزاولته عمله. بالقابل، خرج الداعية الاسلامي فتح الله غولن، خصم أردوغان، عن صمته، بعد توجيه أصابع الاتهام إليه في محاولة الانقلاب والإطاحة بالحكومة، خرج ودان "بأشد العبارات" هذا العمل في تركيا، في بيان مقتضب أصدره قبيل منتصف ليل الجمعة.

وأعلن مسؤولون أتراك أمس، عن فشل محاولة قام بها عسكريون للانقلاب على الحكومة الشرعية، واعتقال 1563 عسكريا مشاركا في الانقلاب في مختلف أنحاء البلاد. وأكد رئيس هيئة الأركان العامة التركية بالإنابة، الجنرال أوميت دوندار، فشل محاولة قام بها عسكريون للانقلاب على الحكومة المنتخبة ديمقراطيا، موضحا أن محاولة الانقلاب نفذتها قوات من سلاح الجو وبعض قوات الأمن وعناصر من القوات المدرعة، لافتا إلى أن مدبري محاولة الانقلاب احتجزوا الكثير من القادة العسكريين ونقلوهم إلى أماكن غير معروفة. وأكدت مصادر تركية أن 200 جندي من المشاركين في الانقلاب، كانوا يسيطرون على مقر رئاسة الأركان التركية، سلموا أنفسهم لقيادة الجيش. وتم عزل 34 من قيادات الجيش التركي، من ضمنهم 5 جنرالات ، بتهمة ضلوعهم في محاولة الانقلاب. وتم تحرير رئيس هيئة أركان الجيش التركي خلوصي آكار، الذي كان قد احتجز سابقا من قبل مجموعة من الانقلابيين. ونقلت وسائل إعلام محلية أن رئيس الاستخبارات التركية تم نقله إلى مكان آمن أيضا، وذلك بعد تعرض مركز الاستخبارات التركية إلى هجوم نفذته مروحية عسكرية تابعة للانقلابيين.

وأفادت وسائل إعلام بمقتل أكثر من 90 شخصا حتى الآن جراء الاشتباكات المسلحة في تركيا، وقالت مصادر في الشرطة التركية، إن 16 شخصا من منظمي الانقلاب قتلوا خلال اشتباكات قرب مبنى البرلمان في أنقرة. كما أعلن الهلال الأحمر التركي عن إصابة نحو 1000 شخص نتيجة للاشتباكات بين قوات الأمن التركي والانقلابيين، هم 800 في أنقرة و200 في اسطنبول.

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس، إن واشنطن لم تتلق من أنقرة طلبا بتسليمها الداعية فتح الله غولن. وأشار كيري في تصريحات أثناء زيارته إلى لوكسمبورغ إلى أنه يأمل في التزام السلطات التركية بمبادئ دستور البلاد فيما يخص بالتعامل مع منظمي محاولة الانقلاب على السلطة في الدولة والمشاركين فيها. كما دعا كيري تركيا إلى تقديم أدلة تثبت ضلوع غولن في تنظيم وتخطيط محاولة الانقلاب، مشددا على أن الحكومة الأمريكية ستساعد أنقرة في عملية التحقيق بملابسات محاولة الانقلاب. وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم قد أعلن أن أنقرة ستعتبر أي دولة تحمي فتح الله غولن عدوة لتركيا.

وفي ردود فعل المجتمع الدولي أيضاً، أعرب الاتحاد الأوروبي عن دعمه الكامل للحكومة المنتخبة ديمقراطيا في تركيا، داعيا العودة إلى النظام الدستوري بأسرع وقت، وجاء ذلك على لسان رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك. كما دعت فيديريكا موغيريني، مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية والأمن، إلى احترام المؤسسات الديمقراطية في تركيا. وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن "تدخل الجيش في شؤون أي دولة غير مقبول، ومن المهم أن يتم وبسرعة وبشكل سلمي تأكيد نظام مدني دستوري وفقا للمبادئ الديمقراطية في تركيا". وعبّرت الصين عن أملها في عودة الهدوء والاستقرار إلى تركيا في أقرب وقت.

وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس، إنه يتوقع أن تعود تركيا إلى فترة القمع في أعقاب الانقلاب الفاشل الذي نفذته بعض العناصر بالجيش هناك. وأعلن وزير خارجيته جان مارك إيرولت أن محاولة الانقلاب العسكري التي شهدتها تركيا تستحق إدانة شديدة. وذكر أن "الشعب التركي أبدى جرأة في الدفاع عن مؤسسات الدولة، ودفع ثمنا غاليا على ذلك". من جهته أعرب وزير الخارجية الإيطالي في حديث هاتفي مع نظيره التركي عن ارتياحه لقدرات السلطات التركية على الدفاع عن مؤسساتها الشرعية بفضل التعبئة الشعبية.

وطبقاً لروسيا اليوم، أعلنت الخارجية الروسية، أمس، أن موسكو تؤكد استعدادها للعمل المشترك والبناء مع القيادة التركية الشرعية المنتخبة، معتبرة أنّ احتدام الأوضاع في تركيا على خلفية التهديدات الإرهابية في البلاد، يشكل خطرا على الاستقرار الدولي والإقليمي.

واعتبر نائب قائد شرطة دبي السابق ضاحي خلفان إن ما شهدته تركيا من أحداث قد تكون مفبركة، والهدف من ذلك هو اعطاء الفرصة لأردغان لتوقيع التصالح مع نظيره الرئيس الأسد، والمبرر موجود، وهو تحقيق الأمن التركي، والحد من الخصومات مع الجيران، وتابع: أردوغان فقد المصداقية منذ أن أعلن نيته التصالح مع الاسد ومع إيران، ووقع مواثيق تعاون مع إسرائيل، واعتذر للرئيس بوتين، وبقي معاديا لمصر. وسأل خلفان: "من هو أردوغان؟ هو أحد المتلونين الذين لا عهد لهم؛ مرة معك، وأخرى ضدك، صديق لإسرائيل وإيران ويحاول ويترجى بشار أن يصالحه الآن وعدو لمصر".

وأكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أمس، لأردوغان، وقوف بلاده إلى جانب السلطات التركية، منوها بمتانة العلاقات بين البلدين. وأفادت وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء، بأن روحاني شدد، في اتصال هاتفي أجراه مع نظيره التركي، على "وقوف طهران إلى جانب أنقرة، وضرورة توسيع آفاق العلاقات بين البلدين". من جانبه، قال أردوغان، بحسب الوكالة، إن من الممكن القضاء على الإرهاب وضمن التعاون بين أنقرة وطهران.

وهنأت الرياض والدوحة، أمس، أردوغان بفشل محاولة الانقلاب العسكري، وبالتفاف الشعب التركي حول قيادته. وهنأ كل من الائتلاف الوطني السوري المعارض، وحركة حماس، أمس، الشعب التركي بفشل محاولة الانقلاب العسكري في البلاد.

وهبطت الليرة التركية مقابل الدولار، في أواخر تعاملات الجمعة، إلى مستويات قياسية، بعدما أعلن رئيس الوزراء التركي أن مجموعة من داخل الجيش حاولت الإطاحة بالحكومة. وانخفضت العملة التركية إلى أدنى مستوى لها في نحو 6 أشهر، وجرى تداول الدولار في نهاية التعاملات عند 3.0157 ليرة تركية مرتفعا بنسبة 4.78%، أفادت روسيا اليوم.

ووفقاً للحياة السعودية، توحدت تركيا وأجهضت انقلاب العسكر. واجتاز أردوغان أمس أخطر تحدٍ لحكمه في تركيا، اذ «أنقذه» أنصاره في القوات المسلحة والشرطة والشعب من انقلاب نفذّه عسكريون، شهد معارك جوية وتفجيرات وإطلاق رصاص، واشتباكات بين الجيش والشرطة، ومواجهة مدنيين جنوداً في دباباتهم، ما أوقع مئات القتلى. واعتقلت السلطات آلافاً من العسكريين، بينهم قائد الجيش الثاني الجنرال آدم حدودي، وقائد الجيش الثالث الجنرال اردال أوزتورك، وعضو المحكمة الدستورية البرسلان ألطان. كما عزلت 2745 قاضياً، تشتبه بأنهم من جماعة الداعية المعارض فتح الله غولن الذي اتهمته أنقرة بتدبير المحاولة الانقلابية، متعهدة «تطهير الجيش منها». وأثار سحق المحاولة مخاوف من احتمال سعي أردوغان إلى تعزيز حكمه والاستفادة من زخم الحدث، من خلال تنظيم انتخابات مبكرة تمنحه غالبية في البرلمان، على حساب المعارضة التي رفضت الانقلاب ودعمت الشرعية، على رغم خلافها مع أردوغان الطامح إلى تحويل النظام رئاسياً. لكن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم حرص على تبديد مخاوف المعارضة، اذ أعلن أمام البرلمان أن التعاون بين الأحزاب سيشهد «بداية جديدة»، متعهداً أن تجد قاعدة مشتركة. واعتبر أن مدبري الانقلاب ليسوا جنوداً، بل إرهابيون استهدفوا البرلمان. ودانت الأحزاب الأربعة الرئيسة محاولة الانقلاب، في بيان مشترك تُلي في البرلمان، مشددة على أن موقفها دفاعاً عن الديموقراطية في تركيا، لا يُقدر بثمن.  وأجمعت ردود الفعل الدولية، وفي دول الخليج، على ادانة الانقلاب العسكري في تركيا والترحيب بفشله. لكن ألمانيا رجّحت أن يستغلّ أردوغان الأمر لإحكام قبضته على السلطة.

وأبرزت النهار اللبنانية: تركيا بعد الانقلاب الفاشل .. غيرها قبله؟ وأوضحت أن الحدث التركي الذي شغل العالم بأسره وتقدم مجزرة نيس الفرنسية لن يحط رحاله بسرعة لجهة التداعيات التي تركها على المسرح الاقليمي والدولي. ظفر اردوغان بسرعة بالمظلة الدولية والاقليمية والعربية لشرعيته من خلال مسارعة معظم الدول الغربية والخليجية والاقليمية بما فيها ايران والسعودية الى تأكيد وقوفها الى جانب شرعيته ورفض المحاولة الانقلابية. وهو امر سيرخي ظلالا وأثرا كبيرا على التعامل الدولي والاقليمي مع تركيا ما بعد الانقلاب الفاشل بما يثبت ان الانقلاب كان يتيما مبدئيا اي من دون سند خارجي ظاهر اقله وفق ما تعكس المعطيات المباشرة والفورية التي اعقبت اسقاط الانقلاب؛ وأضافت النهار: يبدو من التسرع الركون الى استخلاصات متعجلة حول ما يمكن ان يطرأ من تبديلات على السياسات التركية في المسرح السوري المشتعل او العراقي حيث لتركيا اليد الطولى خصوصا من الباب الكردي الذي يعنيها بالدرجة الاولى؛ أنظار الدول الاقليمية اولا ستتركز اولا على ما سيقوم به اردوغان في الداخل التركي في ظل التحدي الخطير الذي شكله انكشاف حالة اعتراض قوية على حكمه وكادت لو نجحت ان تعيد عقارب الدولة التركية الى العسكرة؛ أمر بات امام الرصد الدولي ايضا لان اخفاق الانقلاب لم يحجب نواة قابلة للانفجار في وجه اردوغان ولو وقف الى جانبه العالم؛ الحدث الانقلابي الفاشل اعاد تسليط الاضواء على اهمية الموقع الاستراتيجي الضخم الذي تحتله تركيا في ملعب الازمات والعلاقات الاقليمية والاوروبية كونها الممر الحتمي لمشاريع التسويات ما دامت حدودها وتركيبتها الديموغرافية تتشابك بقوة مع كل الحروب الناشبة على امتداد محيطها الجغرافي والاستراتيجي .

وتحت عنوان: نجح الانقلاب العسكري ولو فشل، كتب جهاد الزين في النهار: لقد احترمتْ القوى السياسية التركية المعارِضة نفسها وأخذت موقفا حاسما ضد الانقلاب العسكري كان يجب أن تأخذه حتى لو نجح الانقلاب؛ التمسك بالقيم الديموقراطية أمر ضروري. المشكلة ليست هنا في مجتمع تركي ذي تقاليد حداثية؛ كتبتُ مراراً منذ بدأت مظاهرات تقسيم كمؤشِّر فعلي على بدء انفصال النخبة الشبابية والطليعية الليبرالية في اسطنبول والمدن التركية عن حكم أردوغان؛ هذه الطليعة هي التي تطلق صفّارة الإنذار نحو المستقبل وتعلن اتجاه التحولات العميقة. صار كبار المثقفين والفنانين والصحافيين الأتراك يعلنون معارضتهم لانحراف أردوغان في كل مناسبة دولية كبيرة تخصهم؛ ثبت فعلا أن الصدام الأول الذي قمع فيه أردوغان في ساحة تقسيم بداية صيف عام 2013 الحركة الشبابية والثقافية كان صفّارة الإنذار الأولى التي أعلنت بداية انحدار حكم حزب العدالة والتنمية وتحوّلِه إلى قوة "رجعية" في المجتمع التركي؛ كل حكم طويل الأمد مُهيأ للفساد والاستنزاف بطبيعة الأمور في أي مكان في العالم؛ ليست محاولة الانقلاب العسكري غير مؤشِّر على طريق اللاعودة في مسار انحدار أردوغان السياسي؛ لستُ متأكِّداً أن أردوغان سيستخلص الدرس الجوهري من هذا الانقلاب وهو أنه لم يعد يستطيع أن يكمل كما كان؛ لقد أسقط هذا الانقلاب "الفاشل" سلطة أردوغان حتى لو لم يسقط هو شخصيا.

وأردف الزين: كما خبِرْنا من ديكتاتوريّي العالم وبصورة خاصة الشرق الأوسط فهم يلجأون إلى تقديم تنازلات في السياسة الخارجية لضمان تقوية قبضتهم على السلطة في السياسة الداخلية. لكنْ هذا ما كان أردوغان قد بدأه قبل محاولة الانقلاب. ولهذا بعد الانقلاب لم تعد معادلة "التنازل للخارج- تشديد القبضة على الداخل" معادلةً كافية؛ فقد خرج أردوغان من تجربة الانقلاب مديناً لمعارضته السياسية ومديناً للقيادة العسكرية اللتين مَنَحتاه، من "جيبه"، موقف رفض الانقلاب والتمسك بالديموقراطية؛ بهذا المعنى نجح الانقلاب العسكري ولو فشل. فلن يستطيع أردوغان أن يمسك بالسلطة بعد اليوم كما كان مهما كانت الظروف؛ تركيا دخلت مرحلة من عدم الاستقرار حتى داخل المؤسسة العسكرية؛ تركيا دخلت حتى أمد طويل مرحلة عدم استقرار عالمثالثي ومعها ينطفِئ وهج نموذج ريادي فريد في العالم المسلم للعلاقة بين الإسلام والحداثة؛ هنا الخسارة ليست تركية فقط بل غير تركية أيضاً. وأسوأ استخلاص يمكن أن نسمعه الآن من أردوغان هو القول أن هناك مؤامرة على تركيا؛ وعالمثالثية تركيا، البادئة قبل الانقلاب، والتي تأكّدتْ مع حصوله، هي الخسارة. خسارتنا جميعا.

وتساءل ماهر ابو طير في الدستور الأردنية: هل ستتغير تركيا بعد الانقلاب؟! وأوضح: خرجت تركيا من انقلاب عسكري، لايمكن اعتباره في الاساس مكتمل الاركان، خصوصا ان اردوغان ورئيس الحكومة، بقيا بمأمن من يد الانقلابيين، ولو سقطا، لربما تغير كل السيناريو الذي رأيناه في تركيا. عدد الانقلابيين الفا عنصر عسكري، من اصل ربع مليون عسكري تركي، والعدد قليل جدا، وغير قادر على تنفيذ انقلاب عسكري محكم، هذا فوق ان اغلبية الجيش التركي اليوم، موالية للنظام، بعد تطهير الجيش مرارا من مراكز قوى مناوئة لحزب التقدم والعدالة. لكن علينا ان نسأل السؤال المهم، عما ستكون عليه تركيا بعد الانقلاب، والارجح انها ستنزع نحو تغييرات على الصعيد المحلي والاقليمي والدولي، اذ ان تركيا تواجه اخطارا كبيرة، تجلت في عداوة الروس، وتآمر الاسرائيليين، واخطار الاكراد الانفصاليين، وتنظيمات التشدد، ووجود امتداد لحركة الخدمة التي يتزعمها فتح الله غولن داخل المؤسسة التركية، المدنية والعسكرية، والخلافات مع سورية والعراق ومصر، ووجود مآخذ من دول غربية على تركيا جراء سياساتها المختلفة؛ كل هذه العقد سيتم العمل على تفكيكها، لازالة اي دوافع لدى اي اطراف محلية او اقليمية او دولية بالعبث في تركيا، وقد رأينا كيف تفجر جهات في مطار اتاتورك، مثلما يستعد الاكراد لانفصال لم ينضج بعد، والواضح تماما، ان هناك من يريد خلخلة تركيا، لاعتبارات مختلفة، وحتى الانقلاب الفاشل سوف يترك اثره السلبي اجتماعيا واقتصاديا على الحياة في تركيا، ففشله، لايعني ان لا اثار له.

وأردف الكاتب: تقييمات انقرة، دقيقة، صالحت الروس، وطبّعت مع الاسرائيليين، والمحت الى تخفيف العداوة مع دمشق الرسمية، والارجح اليوم، ان تتجه لعلاقات اكبر واوسع وافضل مع سوريا الحالية، لاعتبارات كثيرة اقلها حصر الاكراد، وخنق داعش، بما يعني ان تركيا سترفع يدها عن الملف السوري، وسوف تقوم بإدارته بشكل مختلف؛ وسيتم تخفيف العداوة او ازالتها مع القاهرة الرسمية؛ فلا يمكن لتركيا بعد الانقلاب، ان تبقى تركيا مثلما كانت؛ في الاغلب ان تركيا ايضا، سوف تسعى الى تطوير علاقاتها مع دول كثيرة، وتسوية ملفات، فهذا الانقلاب الفاشل، بمثابة هزة صغيرة، ستؤدي الى مراجعة الحسابات، فالانقلاب الذي فشل، لا يعني ان لا اخطار محتملة على الطريق من باب انقلابات اخرى، صغيرة ام كبيرة، او تصدير الارهاب الى تركيا، او تصعيد الاكراد لمواجهتهم.

وكتب عريب الرنتاوي في الدستور أيضاً، تحت عنوان: خمس ساعات هزت الإقليم: سيمضي وقت، قد يطول وقد يقصر، قبل أن نتعرّف بدقة ملابسات ما حصل ودوافعه، ومن قام بالتخطيط وأعطى الأوامر ومن نفذ، وقد يشتري بعضنا حكاية “الكيان الموازي”، وقد يرى فيها آخرون، محاولة لتصدير الأزمة والبحث عن مشجبٍ لتعليق أخطاء النظام وخطاياه... بيد أن “الساعات الخمس التي هزّت تركيا” زادتنا يقيناً، بجملة من الحقائق والمعطيات، أهمها: أولاً: أن زمن الانقلابات العسكرية الخاطفة و”البيان رقم 1”، قد انتهى، فالطبقة السياسة في كثير من دول المنطقة باتت أكثر ذكاء من أن تسلم أمر قيادها لحكم العسكر؛ ثانياً: أن الديمقراطية في المقابل، لا يمكن أن تستقر على قاعدة “التحريض والتجييش” الإيديولوجي، سيما إن كان مغلفاً بخطاب ديني، طائفي أو مذهبي كما هي الحال في تجربة السنوات الخمس من حكم العدالة والتنمية ورجب طيب أردوغان؛ ثالثاً: إن الانقلاب العسكري كشف من حيث يريد أو لا يريد القائمون عليه، ان نظام الـ “check and balance”، الذي تقوم عليه العملية الديمقراطية برمتها، قد عانى اختلالاً حقيقياً في السنوات الأخيرة من حكم “الإسلاميين” في تركيا؛

رابعاً: إن الأسئلة الأهم، هي تلك التي لم تطرح بعد، بسبب “طزاجة” الحدث: أين ستسير تركيا بعد محاولة الانقلاب؟ في أي اتجاه سيقود أردوغان تركيا في السنوات القادمة؟ هل نقول “رب ضارة نافعة” أم “رب ضارة استجلبت ضرراً أشد”؟ هل من أثر للحدث على سياسة تركيا الخارجية، وتحديداً الأزمات المشتعلة في كل من سوريا والعراق؟ خامساً: أظهرت أحداث الساعات الخمس التي هزت تركيا والإقليم، أن العديد من عواصم الكبرى، تخفي من مشاعر العداء للرئيس التركي وحزبه أكثر مما تظهر من مشاعر الود؛ سادساً، أما الرأي العام العربي، الأردني بخاصة، فقد انقسم بين مؤيد لأردوغان (غالبية واضحة) ومعارض له ... لم تزد المحاولة الانقلابية المؤيدين إلا مزيداً من التأييد، والمعارضين سوى مزيداً من المعارضة؛ لكن المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا كشفت عن نقاط ضعف التجربة التركية ونقاط قوتها، لكنها في المقابل، تكشفت عن نقاط ضعفنا، وهذا سبب إضافي آخر يبعث على الأسى والأسف والحزن.

وأبرزت العرب الإماراتية: الانقلاب المرتبك يطلق يد أردوغان في مواجهة الخصوم. وتساءلت: هل يفهم أردوغان الرسالة بعد الإفلات من الانقلاب. وأضافت: نزل الانقلاب المرتبك الذي نفذته مجموعة من الضباط الصغار كهدية من السماء على أردوغان ليبدأ سريعا بتصفية حساباته مع الخصوم الذين لم يتمكن منهم في السابق بسبب الأزمات المتكررة التي تعيشها تركيا تحت حكمه. ولا يستبعد محللون وخبراء أن يستفيد الرئيس من الفرص التي يتيحها الانقلاب الفاشل من أجل إحكام السيطرة على وسائل الإعلام المختلفة، بما في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي التي مثلت تحديا كبيرا له خلال الأشهر الأخيرة. وأضافت العرب: رغم أن الانقلاب الفاشل أطلق يده لتصفية الحساب مع خصومه، إلا أن متابعين للشأن التركي يشيرون إلى أن أردوغان سيخرج ضعيفا ولن يسمح له بالاستمرار في خوض معارك خارجية وداخلية تضعف من دور تركيا وتهدد وحدتها. وليس بمقدور الرئيس التركي أن يستمر بمغامراته العسكرية إلى ما لا نهاية خاصة أن الثقة في الجيش صارت مهزوزة، خصوصا وأن الضربة جاءته من الضباط الصغار وليس من الضباط الكبار الذين أمضى السنوات الماضية في حرب مفتوحة معهم.

ويقول المتابعون إن ضغوطا كبيرة تمارس على الرئيس التركي، داخل حزبه، ستفرض عليه التخلي عن الشعارات، وأن الانقلاب قد يمثل فرصة نادرة لأردوغان من أجل الاستمرار في تطبيع الأوضاع مع المحيط الإقليمي. وليس مستبعدا أن تشهد المرحلة القادمة مواقف تركية أكثر صرامة تجاه المعارضة السورية، وقد تبدأ أنقرة بتوجيه رسائل سلبية للمجموعات الإخوانية على أراضيها، في سياق رغبتها في الانفتاح على دول مثل مصر.

وكتب طراد بن سعيد العمري في العرب، تحت عنوان: الزلزال في تركيا: مسرحية أم انقلاب، أنّ الدولة التركية الحائرة بين العلمانية والإسلام السياسي تمر بأسوأ مراحلها بعد محاولة انقلاب باءت بالفشل وزعزعت عرش اردوغان. وأوضح الكاتب السعودي: نجادل بأن سقوط تركيا الدولة بات وشيكا بصرف النظر عن سقوط النظام وحزب العدالة والتنمية وأردوغان. فتركيا تعيش أسوأ مراحلها السياسية على مدى تاريخها منذ سنوات الربيع العربي وتحديدا مع التدخل التركي السافر في سوريا، ودعم الإرهابيين القادمين إلى سوريا، وتمرير اللاجئين إلى دول الاتحاد الأوروبي، والعلاقة مع الأكراد في الداخل التركي والعراق وسوريا، وتأزم العلاقة مع الولايات المتحدة، وروسيا، والاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي. وأضاف: لم ينجح الانقلاب العسكري مما يعد نشازا بين تاريخ الانقلابات العسكرية في تركيا، لكن المحاولة في حد ذاتها حققت لتركيا وحزب العدالة والتنمية ولأردوغان، تحديدا، فرصة ذهبية لكشف المشاعر الداخلية والدولية. وتابع الكاتب: محاولة الانقلاب هي فصل من فصول الارتباك السياسي وبوادر الفوضى التي ضربت تركيا مؤخرا. ولا يمكن فصلها عن مسلسل التفجيرات الإرهابية التي تعرضت لها تركيا خلال العام الماضي. الأكيد، أن تركيا الدولة أوشكت على السقوط بسبب وقوفها حائرة بين العلمانية والإسلام السياسي منذ تولي أردوغان زمام القيادة في حزب العدالة والتنمية وترقّيه في السلطة بتسارع نحو حكم الفرد، كما هو منهج “الإخوان” في التعامل مع السلطة السياسية.

وتحت عنوان: علي مسؤوليتي: نهاية أردوغان اقتربت، اعتبر أحمد موسى في الأهرام: ما حدث في تركيا هو بداية سقوط النظام الراديكالي للعدالة والتنمية برئاسة أردوغان والذى ظهر أمام العالم بالمهزوم والمهزوز وفاقد السيطرة على زمام الأمور، بعد أن قام ضده الجيش بعملية خاطفة ومباغتة هي الأولى التي تحدث منذ توليه المسؤولية ولن تكون الأخيرة بطبيعة الحال.... سواء استمر نظام العدالة والتنمية في الحكم أو انتهى، فإن تركيا لن تكون نفسها قبل حركة الجيش، ستصبح بلدا غير مستقر ولن يكون صالحا للسياحة والاستثمار على مدى الفترة المقبلة نظرا للقلاقل والاضطرابات والتفجيرات نتيجة لتداعيات ليلة الجمعة، يحاول أردوغان الذى ظهر وحيدا دون قادة الجيش أو رجال الأمن وأحاط به حاشيته من حزبه فقط داخل قاعة الضيافة في مطار أتاتورك أن يعطى رسالة للعالم بأنه يمسك بزمام الأمور كاملة، لكن ما حدث جعله يدفع مؤيديه لمواجهة الجيش وتقديم الناس قرابين للدفاع عن شرعيته المنقوصة.

وتحت عنوان: كشف حقائق دول! أوضح زهير ماجد في الوطن العمانية، أنّ المصالح حكمت الانقلاب التركي وبانت حقائق دول على حقيقتها، حيث ليس كل ما يعرف يقال، أو أن الشعارات التي ترفعها دول تختلف عن العلاقات الموضوعية التي تربطها تلك المصالح؛ فمنذ ساعات الانقلاب الأولى، كان كلام لافروف يفسر موقف بلاده المفهوم بأنه ضد الانقلاب، حين تحدث عن الشرعية والدستور .. وأما إيران فلم يكن موقفها كثير الالتباس بقدر ما فهم أيضا على أنه غير موافق على الانقلاب. في الوقت الذي كان جون كيري يلخص موقف بلاده في اللحظات الأولى على أنه مع كل ما تراه تركيا مناسبا، وتبين أن المناسب للأميركي فشل الانقلابيين .. لكن الأوضح في هذه البانوراما كان موقف الأحزاب التركية وخصوصا المعارضة. وأضاف الكاتب: سوف تفيق تركيا مما مرت به من مفاجأة، وبيد رئيسها عناوين جديدة داخلية وخارجية، لكن الشك الحقيقي، معرفة ما سيكون عليه ملف سوريا..؟!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.