تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: الإرهاب يضرب «لبنان والمهجر»: الفتنة بعد العقوبات..؟!

مصدر الصورة
sns

ليس خافياً على أحد أن حزب الله دخل في مواجهة مع بعض القطاع المصرفي، بعدما قرر جزء من هذا القطاع تنفيذ قانون العقوبات الأميركية على الحزب، بطريقة تسعى إلى خنق بيئة المقاومة في مؤسساتها الاستشفائية والاجتماعية. وفي هذه اللحظة، قرّر طرف ما أن يدخل على الخط، بتفجير إرهابي استهدف «بنك لبنان والمهجر»، ليضع المقاومة في خانة الاتهام، ومحاولة محاصرتها بالفتنة بعد العقوبات. وأفادت صحيفة الأخبار: الساعة تشير إلى الثامنة و10 دقائق مساءً. دوّى الانفجار في فردان. هو أشبه ما يكون بالصوت الناجم عن غارة طائرة. هكذا بدا للموجودين في الحي. أول ما يتبادر إلى الذهن مبنى وزارة الداخلية. ربما هو المستهدف. لكن النزول إلى الشارع يكشف الدخان المتصاعد من داخل المبنى الرئيسي لبنك لبنان والمهجر. رجال الأمن المتوترون يتوزّعون على مداخل المصرف. فالباب الرئيسي للبنك فُتِح بعزم الانفجار الذي وقع في الشارع الفرعي الملاصق للمصرف، من الجهة الجنوبية. هو الشارع الذي يفصل بين «لبنان والمهجر»، ومدرسة رينيه معوّض.

سياسياً، وقع التفجير في لحظة اشتباك بين بعض المصارف (وعلى رأسها «لبنان والمهجر») من جهة، وحزب الله من جهة أخرى، على خلفية قانون العقوبات الأميركي بحق الحزب. وهذا الاشتباك يجري كسفينة بلا ربّان. فالبلاد بلا رئيس، والحكومة نفضت يدها من الازمة، وحاكم المصرف المركزي رياض سلامة عاجز، حتى الآن، عن الإمساك بالعصا من وسطها. أما أمنياً، فالانفجار دوّى بعدما أوقفت الأجهزة الامنية خلايا تابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي، أقرّ أعضاؤها بالإعداد لتنفيذ هجمات في بيروت، ضد مؤسسات غير عسكرية، وأماكن يرتادها المدنيون. وقبل الانفجار بيومين، عمّمت استخبارات الجيش برقية على مختلف الاجهزة الأمنية، تقول فيها إن لديها معلومات عن تخطيط «جبهة النصرة» للقيام بأعمال إرهابية تستهدف منطقة بيروت ــ الحمرا. وبناءً على معلومات الجيش، عمّمت بعض السفارات والأمم المتحدة على موظفيها ورعاياها ضرورة أخذ الحيطة والحذر، وعدم التوجه إلى المنطقة المذكورة.

وأضافت الأخبار انه وكما في كل مرة، بدأت موجة «الاتهام السياسي»، مستفيدة من الأجواء السياسية التي سبقت الانفجار. لكن هذا الاتهام بقي محصوراً إلى حدّ بعيد في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. رئيس مجلس إدارة بنك «لبنان والمهجر» سعد الأزهري بدا أمس على قدر الحدث، فأتى تعليقه عليه هادئاً، قائلاً: «لا نتهم أحداً بتفجير اليوم الذي استهدف المصرف وننتظر التحقيقات». وليد جنبلاط كان أكثر المستشعرين للخطر، فرأى أن «لبنان دخل في مسلسل تفجيرات يستهدف القطاع المصرفي»، معتبراً أن «إسرائيل هي أول المستفيدين منه، وحزب الله متضرر». ورأى أن «هناك جهات تريد ضرب النظام المصرفي اللبناني»، طالباً من القطاع التماسك. وقال جنبلاط لأحد سائليه، إن هذا الحدث، فيما لو تحوّل إلى مسلسل، فسيكون أكثر خطورة على البلاد من اغتيال الرئيس رفيق الحريري!

بدوره رأى سمير جعجع أن «الهدف من التفجير ليس إنزال أضرار بشرية، بل إرسال رسالة في جوّ العقوبات الأميركية، لكن كل هذا لا يخوّلنا الجزم بأي استنتاجات»، داعياً الأجهزة الأمنية إلى «قطع الطريق على أي استنتاجات من خلال كشف المرتكبين، وإلا يكون هناك تجهيل للفاعل». واستنكر سعد الحريري الانفجار، مؤكداً أن «لبنان سيبقى يواجه حتى النهاية عمليات التفجير والقتل». وأكد أن «معركتنا مع الإرهاب والتفجير وعمليات القتل والاغتيال والرسائل المباشرة وغير المباشرة طويلة». أما وزير الداخلية نهاد المشنوق فقد أشار إلى أن «الانفجار ليس له علاقة بالمعلومات التي كنا نتكلم عنها مسبقاً، وهو خارج سياق التفجيرات التقليدية التي كنا نشهدها».

وكتب ابراهيم الأمين في الأخبار: كل المعطيات تشير الى أن بنك لبنان والمهجر هو المستهدف من التفجير الارهابي أمس. طريقة زرع العبوة ومكانها وتوقيت تفجيرها تؤكّد أن من يقف خلف العملية الاجرامية أراد أن تتجاوز مفاعيلها الأضرار التي أحدثتها.. الاستنتاجات السريعة تشير، بوضوح، إلى أن هناك من سيوجّه أصابع الاتهام الى حزب الله.. ولكن: يدرك كل المعنيين والمتعاطين عن قرب بالشؤون المحلية والاقليمية أن بلادنا تواجه أسابيع قاسية، تمثل انعكاساً طبيعياً لما يجري من حولنا، حيث تشتد المواجهة بين محورين حول مستقبل المنطقة، وحيث يستمر الارهاب على أنواعه، السياسي والاعلامي والامني والاقتصادي، في محاولة لخنق الاحرار في كل المنطقة، وفي لبنان أيضاً. وبالتالي، فإن رسم صورة واضحة لكل المشكلة من شأنه دفع الجميع الى مزيد من الهدوء والتبصّر، سواء خلال مقاربة ما حصل أمس، أو من خلال مقاربة كل ما هو مطلوب من لبنان الالتزام به.

وأبرزت السفير: سلامة يُطمئن.. و«المصارف» تجتمع.. وموقف لـ«حزب الله».. تفجير «لبنان والمهجر»: الفتنة.. عدّاً ونقداً؟ وأوضحت أنه إذا كانت العناية الإلهية قد حالت دون سقوط ضحايا (جريحان أصيبا بجروح طفيفة)، إلا أن الرسائل التي انطوى عليها التفجير بدت هي الأخطر، من حيث استهدافاتها ومراميها التي هزت لبنان، بمصارفه وصيفه وأمنه ونسيجه الداخلي الهش.. واعتبرت انّ القليل من التمعن في ما حصل، يقود إلى الاستنتاج الأقرب إلى المنطق، وهو أن من فجّر المصرف، المعروف بأنه الأكثر تشددا في تطبيق العقوبات، إنما أراد بالدرجة الأولى الاستثمار في الخلاف بين المصارف و«حزب الله»، لتوسيع الهوة بينهما، وللتحريض على الحزب وتوجيه أصابع الاتهام نحوه، مع ما سيجره ذلك من تداعيات داخلية، من شأنها أن تؤجج الاحتقان المذهبي والتوتر السياسي، وبالتالي تهيئة المسرح أمام عروض الفتنة، المتنقلة بين ساحات المنطقة، والتي نجح لبنان حتى الآن في تفاديها. وبالفعل، وقبل أن ينقشع دخان الانفجار، هرول البعض إلى «الفخ» المنصوب، عبر اتهام الحزب تصريحا أو تلميحا، من دون الاتعاظ من التجارب السابقة الحافلة بالدروس والعبر. سارع المصطادون في الماء العكر إلى ممارسة هوايتهم في الهواء الطلق.. في حين ان أضعف الإيمان يستوجب انتظار انتهاء التحقيقات.

ومن المفارقات، أن بعض الإعلام المحسوب على جهات خليجية لم يتردد في تحميل «حزب الله» مسؤولية تعريض القطاع المصرفي إلى الخطر، في حين أنه لم يمضِ وقت طويل بعد على تدابير موجعة اتخذتها السعودية، على سبيل المثال، من قبيل إقفال البنك الأهلي السعودي في لبنان وسحب ودائع مالية، الأمر الذي كان له التأثير السلبي المباشر على الوضع المصرفي في لبنان! إن ما يكاد يكون واضحا، برغم الضجيج والغبار، هو أن المستهدَف من تفجير «بنك لبنان والمهجر» هما «حزب الله» والقطاع المصرفي على حد سواء، وأي تفسير آخر يخدم الجريمة ويساهم في تحقيق أهدافها، عن قصد أو غير قصد.

وأبرزت الشرق الأوسط السعودية: تفجير «تحذيري» للقطاع المصرفي في بيروت.. وزير الداخلية ربط بين العملية وأزمة «حزب الله» مع البنوك.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.