تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: يلدريم رئيسا رسميا لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا:

مصدر الصورة
sns

انتخب حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا، أمس، وزير النقل والملاحة والمواصلات بن علي يلدريم رئيسا له بشكل رسمي ليخلف أحمد داود أوغلو، وبالتالي يكون رئيسا للوزراء. وأفادت قناة "تي أر تي" التلفزيونية التركية، بأن يلدريم جرى انتخابه بالإجماع بعد حصوله على 1405 صوتا من أعضاء الحزب.

وطبقاً لروسيا اليوم، اعتبر بن علي يلدريم، في مؤتمر استثنائي عقده الحزب الحاكم لانتخاب رئيس له في منصب هو المرشح الوحيد لتوليه، أن الانتقال إلى نظام رئاسي حسبما يدعو أردوغان هو "أولوية لتركيا". وقال يلدريم: "ما علينا القيام به بشكل أولي هو الانتقال من هذا الوضع كأمر واقع إلى وضع قانوني من خلال تغيير الدستور لإقامة نظام سياسي رئاسي". وأضاف "علينا أن ننهي عدم الوضوح في نظامنا وأن نضمن النظام الرئاسي في دستورنا الجديد... الحرب ضد الإرهاب ستتواصل، ولن تؤدي التغييرات المرتقبة في الحكومة إلى تعطيل حربنا ضد الإرهابيين... من هنا أعلن أننا لن ننهي العمليات العسكرية والأمنية حتى نطهر تركيا من الإرهابيين ونقضي على المخاطر التي تهدد أمننا". وتعليقا على موضوع انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي لفت يلديريم إلى أن على أوروبا أن تحسم قرارها تجاه هذا الشأن، واعدا بأن تركيا ستحسن من وضع حقوق الإنسان. واعتبر أن هناك ارتباك في التعاطي مع ملف اللاجئين الذي تتحمله أنقرة. وبن علي يلدريم هو سياسي تركي من عائلة كردية يشغل حاليا منصب وزير النقل والملاحة والمواصلات، وهو عضو عن الحزب الحاكم في البرلمان عن إزمير وهو أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية.

بالمقابل، أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي تستعد لزيارة تركيا، عن قلقها الشديد من "بعض التطورات" في هذا البلد ووعدت ببحث "المسائل الخلافية" خلال لقاءات خاصة وعامة. وقالت ميركل لمجلة "فرانكفورتر الغماين سونتاغ تسايتونغ": "بالطبع بعض التطورات في تركيا تشكل مصدر مخاوف كبيرة". وأبدت "قلقا شديدا" إزاء احتمال رفع الحصانة عن عدد كبير من النواب المعارضين في البرلمان التركي، وهو قرار ستكون له في نظرها "عواقب وخيمة" على السياسيين الأكراد، مشيرة في الوقت نفسه أن ألمانيا تعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية. وأضافت ميركل: "سنضع دائما على الطاولة الجوانب الحساسة لتطور أي بلد، سواء في اللقاءات العامة أو الخاصة"، مؤكدة أنها تتابع بعناية، "كيف تنفذ تركيا التزاماتها".

بدوره، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أمس لقناة ITV، أن تركيا لن تصبح عضوا في الاتحاد الأوروبي قبل عام3000. وأضاف كاميرون: "لا توجد إمكانية لذلك، ولا حتى في الخطط لكي تصبح تركيا عضوا في الاتحاد الأوروبي في القريب العاجل، هم قدموا في عام 1987 طلبا للانضمام، وفي حال الحفاظ على وتيرة التقدم الحالية(بالنسبة لتركيا)، قد يصلون إلى لحظة الانضمام في عام 3000 تقريبا، إذا صدقنا التنبؤات الأخيرة". في سياق متصل كان كاميرون قد أعلن سابقا أن لندن لن تؤيد إلغاء نظام التأشيرات للمواطنين الأتراك، حتى إذا وافقت بروكسل على ذلك.

وعنونت الحياة: يلدرم يتعهد اتباع نهج أردوغان. وطبقاً للصحيفة، تعهد وزير النقل والاتصالات بن علي يلدرم الذي خلف أحمد داود أوغلو رسمياً في زعامة حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا، ورئاسة الحكومة، بالسير على نهج أردوغان الذي كلفه تشكيل الحكومة أمس، والسعي إلى تحقيق حلمه في تحويل النظام رئاسياً. وأكد داود أوغلو في كلمة وداعية أن استقالته لم تكن «خياره»، متحدثاً عن «تضحيته بالمنصب خشية انقسام الحزب». وتابع: «ليس هناك شخص لا يمكن الاستغناء عنه في هذه الحركة». واعتبر أنه نجح في قيادته الحزب الذي «تتجاوز شعبيته 55 في المئة»، والحكومة التي «نفّذت كل وعودها الانتخابية». وشدد على زعامة أردوغان، لكنه لم يشكره في نهاية خطابه، مكتفياً بأن تمنى النجاح ليلدرم في قيادة الحزب. وقدّم داود أوغلو لاحقاً استقالته رسمياً إلى الرئيس الذي قَبِلها، ممهداً لتكليف يلدرم تشكيل الحكومة.

يلدرم الذي حصل على شبه إجماع لدى مندوبي الحزب (1405 من 1470)، اختار جميع أعضاء اللجنة التنفيذية الموالية لأردوغان، بعد تغيير 23 اسماً من 50. إذ استبعد كل الأسماء المحسوبة على داود أوغلو، أو التي يجمعها ودّ مع الرئيس السابق عبدالله غل، في إطار تصفية جديدة لجميع مَن لا يتبع الرئيس مباشرة، علماً أنه ترك الحزب بعد انتخابه رئيساً للجمهورية، وفق الدستور. وأوضحت الحياة أنّ أسماء مهمة غادرت اللجنة المركزية، مثل نائب رئيس الوزراء نعمان كورطولمش، ونائب رئيس الوزراء مسؤول الملف الكردي يالتشن أكدوغان، والنائبَين السابقين لرئيس الوزراء محمد علي شاهين وجميل شيشيك. وكان لافتاً أن كلمة غل خلال المؤتمر لقيت تجاهلاً وعدم تصفيق، أثناء تلاوتها.

وعلى رغم غيابه عن المؤتمر، كان أردوغان حاضراً بقوة، إذ وقف مندوبو الحزب، خلال تلاوة كلمة للرئيس، مكرراً رغبته في صوغ دستور جديد وتصحيح نظام إداري «مشوّه». ويترقّب الجميع مصير رئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان الذي اعتبره بعضهم محسوباً على داود أوغلو، وكذلك وكيل وزارة الخارجية فريدون سينيرلي أوغلو، العقل المفكر في الوزارة.

وأوجز مصطفى اللباد استخلاصات أولية في السفير، في مقاله الذي تضمن فقرات عن؛ رجل أردوغان المطيع، وإلغاء الأكراد من البرلمان التركي؛ أولاً: يدل عمق الصراع الداخلي في تركيا والخطوات المتلاحقة لتغيير الدستور وملامح النظام السياسي أن تركيا خلال الشهور القليلة المقبلة ليست في وارد توسيع دائرة الاشتباك في جوارها الجغرافي، إلا للتصعيد المتقطع ضد الأكراد في العراق وسوريا بهدف التخديم المحسوب على التصعيد المبرمج ضد الأكراد داخل تركيا. ثانياً: يملك أردوغان ناصية القرار منفرداً في «حزب العدالة والتنمية»، ويستطيع استبدال رئيس الوزراء بآخر بسهولة نسبية، ما يعني أن الحزب الحاكم مصطفّ حتى الآن وراء شخص أردوغان ولا يوجد تهديد من أي نوع لزعامته داخل الحزب في الوقت الراهن. ثالثاً: أفلح أردوغان في تسييد الاستقطاب القومي على الساحة السياسية التركية بدلاً من الاستقطاب السياسي الطبيعي بين اليمين واليسار، والدليل هنا السلوك التصويتي على قرار رفع الحصانة عن النواب في البرلمان. رابعاً: ستتمثل الخطوة المقبلة لأردوغان في استغلال المحاكمات المرتقبة لأعضاء البرلمان من الأكراد لتحصين الحزب الحاكم ضد أي خسارات محتملة في الانتخابات المقبلة، حيث يأتي الحزب الحاكم ثانياً في جنوبي شرق تركيا، حيث معاقل الأكراد. خامساً: خطوات أردوغان التصعيدية وغير الديموقراطية لا تخلو من حسابات سياسية تتعلق بالتوازنات، حيث لا يريد أردوغان الذهاب إلى حظر الحزب الكردي بقرار من المحكمة الدستورية، لأن فتح ذلك الباب سيجعل حزب «العدالة والتنمية» الحاكم نفسه معرضاً للحظر.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.