تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: تركيا: حزب أردوغان يختار رئيساً «مطيعاً للمؤسّس والقائد»!!

مصدر الصورة
sns

بعد تنحّي أحمد داود أوغلو عن رئاسة «حزب العدالة والتنمية»، أُعلن، أمس، اسم وزير النقل الحالي، بن علي يلديريم، كرئيس جديد مرجّح للحزب، والذي سيتولى رئاسة الوزراء، ما قد يعزز قبضة الرئيس أردوغان على الحكومة في إطار سعيه لتعديل الدستور وتوسيع سلطاته، فيما تخرج انتقادات من الجانب الأوروبي ضد «الطموحات السلطوية» للرئيس التركي. وقال المتحدث باسم «العدالة والتنمية»، عمر جليك، في مؤتمر صحافي بعد اجتماع للهيئة التنفيذية للحزب، إن يلديريم، الحليف الوثيق لأردوغان منذ نحو عقدين، سيكون المرشح الوحيد لرئاسة الحزب في مؤتمر حزبي خاص سيعقد يوم الأحد المقبل، مضيفاً أن الترشيح جاء «بعد فترة تشاور وبتوافق كبير في الآراء».

ويلديريم هو من الأعضاء المؤسّسين لـ«حزب العدالة والتنمية»، وينظر إلى توليه منصب الرئاسة على أنه تدعيم لمساعي أردوغان لتعديل الدستور ووضع نظام رئاسي، على غرار النظام الأميركي والفرنسي، يراه أردوغان بمثابة ضمان لتجنّب الحكومات الائتلافية الهشة. في المقابل، يرى معارضو «العدالة والتنمية» أن هذه الخطوة (تعديل الدستور) ستؤدي إلى مزيد من الاستبداد، وإلى تعزيز طموحات الرئيس التركي.

وذكرت صحيفة الأخبار أنّ النظرة إلى تولي يلديريم كتسهيل لطموحات أردوغان لا تأتي من سراب، فالرجل معروف بكونه حليفاً مقرّباً من مؤسس «العدالة والتنمية». وقد تعهد يلديريم قبيل ترشيحه، أمس، بالعمل «بانسجام تام» مع أردوغان، واصفاً إياه بـ«رئيسنا المؤسس والقائد».

ويشير الباحث في «تينيو إينتليجانس»، وولفانغو بيكوللي، إلى أن «مؤهلات يلديريم لتولي رئاسة العدالة والتنمية ليست قدراته، بل طاعته للرئيس»، مضيفاً أنه «في هذا الإطار، فإن أولوية رئيس الحكومة الجديد ستكون العمل على تركيز نظام رئاسي في البلاد». وكان يلديريم قد قال في كلمته الأولى التي اعتبرت قسم ولاء، بعد الإعلان عن انسحاب داود أوغلو في بداية أيار، في ملاطية: «والآن، سنقيم نظاماً رئاسياً». إضافة إلى ذلك، وتأكيداً للثقة التي يوليه إياها الرئيس أردوغان، تولى يلديريم حتى الآن الإشراف على مشاريع البنى التحتية العملاقة، التي توجه إليها المعارضة والمدافعون عن البيئة انتقادات حادة، ويقولون إنها غيّرت وجه تركيا.

من جهة ثانية، تسبّب الرئيس المقبل للحكومة باندلاع نقاشات كثيرة. ففي 2004، انحرف قطار عن خط جديد للقطار السريع، ما أدى إلى مصرع حوالى 40 مسافراً في شمال غرب تركيا، وطالبت المعارضة حينها باستقالة يلديريم. وفي السنة التالية، تسببت حياته الشخصية في بلبلة؛ فصورة زوجته المحجبة تتناول الطعام وحدها، فيما يتناول يلديريم الغداء إلى طاولة مجاورة مع مجموعة من الرجال فقط، أثارت جدالاً ووجهت اليه اتهامات بالتمييز بين الجنسين. وفي مناسبة أخرى، قال إنه لم يشأ أن يتعلم في جامعة البوسفور الذائعة الصيت، بعدما «شاهد الصبيان والبنات جالسين ويتحدثون معاً في الحرم الجامعي».

وقالت مصادر من الحزب إن التشكيل الوزاري الجديد قد يعلن يوم الاثنين المقبل على أقرب تقدير. في سياق متصل، فإنه إلى جانب تعديل النظام السياسي في البلاد، يسعى «العدالة والتنمية» إلى تمرير مشروع قانون مثير للجدل لرفع الحصانة النيابية عن نواب تستهدفهم إجراءات قضائية، في إجراء يعتبر أنه يستهدف «حزب الشعوب الديموقراطي» المعارض.

وقد انتقد رئيس البوندستاغ الألماني، نوربرت لاميرت، أمس، وهو العضو في «الاتحاد المسيحي الديموقراطي» الذي تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل، هذا المشروع، إلى جانب انتقاده ما وصفه بـ«الطموحات السلطوية» للرئيس التركي، قبل أسبوعين من التصويت في مجلس النواب الألماني على قرار حول الإبادة الأرمنية من شأنه توتير العلاقات مع أنقرة. وقال لاميرت لصحيفة «سودويتشي تسايتونغ» إن تصرف الرئيس التركي «يندرج ويا للأسف في إطار استمرارية مجموعة كاملة من الأحداث التي تحمل تركيا على الابتعاد الدائم عن المبادئ التي تنظم الديموقراطية في رأينا».

لكن الحكومة الألمانية تحاول، منذ أسابيع، مراعاة الحساسيات التركية، لأن أنقرة هي الشريك الأساسي لاتفاق الهجرة المثير للجدل مع الاتحاد الأوروبي. ومن المنتظر أن تتوجه المستشارة الألمانية، الأحد والاثنين، إلى تركيا للمشاركة في قمة إنسانية عالمية. في هذه الأثناء، يرتقب الاتحاد الأوروبي ما ستقوم به الحكومة التركية الجديدة بخصوص قانون مكافحة الإرهاب، وفق ما تنقل وكالة «رويترز» عن مصادر دبلوماسية.  وقد تم تأجيل إلغاء تأشيرات الدخول الذي كان مقرراً بنهاية حزيران، إلى الخريف المقبل على الأرجح، وفق ما ذكرت مصادر في بروكسل، أمس، على خلفية رفض أنقرة تعديل القانون. ويقول الاتحاد الأوروبي إن على تركيا تقليص مفهومها حول الإرهاب، الذي يؤدي إلى اتخاذ إجراءات قاسية ضد مفكرين وصحافيين وأكاديميين.

وأبرزت السفير: تركيا: بن علي يلديريم لخلافة داود أوغلو. وبحسب المراقبين، ستكون المهمة الرئيسية لرئيس الحكومة التركية المقبل بحسب المراقبين اتمام مشروع التغيير الدستوري الذي يريده أردوغان لنقل البلاد من نظام برلماني الى رئاسي يتسلم بموجبه القسم الاكبر من صلاحيات رئيس الحكومة. وفي سياق متصل، قال محللون ان برات البيرق، صهر اردوغان ووزير الطاقة الحالي، قد يتسلم حقيبة الاقتصاد المهمة. واعتبر مدير مجموعة الابحاث «مركز اسطنبول للسياسة» فؤاد كيمان إنه «مساء الاحد، ستتغير مهام رئيس الوزراء»، مضيفاً: «سيصبح الرئيس رئيساً للسلطة التنفيذية. اما رئيس الوزراء فسيصبح الآلة العملانية للسلطة التنفيذية. سيعمل مع الرئيس ومن أجله». وأبرزت الحياة: أردوغان يكلّف «الباش مهندس» رئاسة الحزب والحكومة.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.