رسمت ولاية إنديانا أمس الأول، معالم معركة الرئاسة الأميركية المرتقبة في تشرين الثاني المقبل، بشكل أكثر وضوحاً، حيث بات من المرجح أن تكون المواجهة في الخريف المقبل بين «الجمهوري المبتدئ» دونالد ترامب والديموقراطية هيلاري كلينتون اللذين يتجهان للفوز بترشيح حزبيهما في الصيف. وإذا لم تحصل أي مفاجآت، كتوجه «الجمهوريين» إلى مؤتمر في كليفلاند يستثني الفائز في الانتخابات التمهيدية، فإن المعركة بين السيدة الأميركية الأولى السابقة والملياردير المثير للجدل، ستكون شرسة وقاسية، برغم ارتفاع حظوظ كلينتون في استطلاعات الرأي، وهي حظوظ لم يحصل عليها الرئيس أوباما خلال هذه المرحلة من حملتيه السابقتين. ويكمن تحدي المتنافسين «المفترضين» على الرئاسة الأميركية في محاولة كل منهما استقطاب الشريحة التي لم تصوت له في الانتخابات التمهيدية، وهي فئة الشباب بالنسبة لكلينتون، والأقليات والنخبة الجمهورية الأكثر تعلماً بالنسبة لترامب. لكن التحدي الأكبر بالنسبة للملياردير الأميركي يتمثل في محاولة استقطاب جمهوريي «أبداً لترامب»، الذين يرفضون التصويت له، ودفعهم إلى التوحد حوله لمنافسة وزيرة الخارجية السابقة.
وذكرت شبكة «إن بي سي» أمس أن جون كاسيك، المنافس الأخير لترامب في الانتخابات التمهيدية سيعلن انسحابه من السباق، ما يمهد نهائياً لحصول ترامب بحكم الأمر الواقع على ترشيح حزبه، إذا لم يقرر الجمهوريون الذهاب إلى مؤتمر للحزب يختارون فيه مرشحهم بغض النظر عن نتائج الانتخابات التمهيدية. وفي المعسكر الديموقراطي، يبدو الترشيح الرسمي محسوماً لكلينتون برغم الهزيمة التي منيت بها الثلاثاء في مواجهة سناتور فيرمونت بيرني ساندرز الذي فاز بحوالى 53 في المئة من الأصوات في إنديانا، طبقاً للسفير.
وتساءلت افتتاحية القدس العربي: هل نستعد لانتخاب ترامب رئيساً لأمريكا؟ وقالت: بعد رئيس كاثوليكي مثل جون كينيدي، وممثل متواضع مهووس بإعداد العالم لمعركة نهائية بين الخير والشر مثل رونالد ريغان، ورئيس أسود ومن أب مسلم مثل باراك أوباما، فإن التحدي الأمريكي الكبير الآن هو على ما يظهر، اختيار أول امرأة رئيسة لأمريكا، أو انتخاب شخص يجمع العديد من التناقضات الغريبة مثل ترامب. وبعد كل الأداء المذهل لترامب والاستجابة الشعبية الأمريكية له فالأفضل أن نتحسب لحدث انتخابه منذ الآن.
