لفتت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، الى إن "السعودية غير مستعدة لغاية الآن لإنهاء الحظر الوحيد في العالم الذي يتمثل بمنع النساء من قيادة السيارة". وأشارت الى انه "بالرغم من جميع التحركات لإعطاء السعوديات المزيد من الحقوق في ظل الملك السعودي الراحل عبد الله، إلا أن ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان صرح بأن المجتمع السعودي ليس مقتنعاً بفكرة قيادة المرأة للسيارة". ولفتت الى ان "بن سلمان يرى أن قيادة المرأة للسيارة ليست أمراً دينياً، بل مسألة تتعلق بالمجتمع نفسه الذي لا يتقبلها بل يرفضها". واشارت الى ان "وكالة الاستخبارات الألمانية نشرت كتاباً ورد فيه أن "بن سلمان يركز على نقل سلطة البلاد إليه في ظل حكم والده".
وأجمل أسعد أبو خليل في صحيفة الأخبار، المعضلات محمد التي بن سلمان بأنها؛ الأولى، رغبة محمد بن سلمان في الوصول إلى العرش قبل وفاة والده لأن الفرصة تزول في اللحظة التي يموت فيها الملك. إن إطاحة مقرن بن عبد العزيز كانت أسهل من إطاحة محمد بن نايف لأن مقرن لا ينتمي إلى جناح قوي في العائلة، كما أن لمحمد بن نايف قاعدة في الجهاز الأمني داخل المملكة، وله حلفاء في الأجهزة الأمنيّة ــ الاستخباريّة في دول الغرب... لكن هناك معضلة متلازمة لهذه المعضلة: كلّما تمهّل محمد بن سلمان في الإقدام على خطوته، أعطى غريمه محمد بن نايف فرصة لضربة استباقيّة. المعضلة الثانية هي معضلة الإصلاح. من الواضح أن الأمير الشاب يحاول أن يبني شعبيّة خاصّة به لأنه يفتقر إلى شعبيّة في داخل الأسرة، حيث ينظر أفرادها إليه بعين الريبة لما له من صفات غير مألوفة. ويستعرض الكاتب أيضاً المشاكل التي ستواجه الإصلاح. المعضلة الثالثة هي التناقض في داخل جسم العائلة المالكة. يحتاج هذا بن سلمان إلى دعم العائلة المالكة حتى لو تحقّق له حلم العرش. لكن مشروعه يتضارب مع مصالح العائلة المالكة، إلا إذا كان المشروع صوَرَيّاً، وهذا هو الأرجح طبعاً. المعضلة الرابعة هي معضلة الإقدام. يريد هذا الأمير أن يعكس الأداء السياسي التقليدي لآل سعود الذي يتسم بالتحفّظ والسريّة والمداهنة والنفاق والحذر والنطق بلسانين والتردّد البطيء.... ومشاريع محمد بن سلمان في سوريا وفي مصر وفي صدّ إيران كلّها تعثّرت... إن الفترة القصيرة لحكم بن سلمان مليئة بالوعود وبالفشل الذريع وخالية من الإنجازات الحقيقيّة، إلا إذا عددنا الجهر بالتحالف مع العدوّ الإسرائيلي من الإنجازات. ومجلّة «بلومبرغ» روت كيف أن بن سلمان يروي لأعضاء الكونغرس الزائرين عن التصوّر المشترك للنظام السعودي ولإسرائيل عن الوضع في المنطقة.
المعضلة الخامسة هي ضرورة إرضاء أميركا. تحاول الحكومة السعوديّة الجديدة إرضاء أميركا بشتّى الطرق، وهي عبّرت في «الرؤية» عن قرارها بتنظيم التعليم (وفق مشيئة الكونغرس الأميركي و«رؤية» اللوبي الصهيوني)، لكن إرضاء أميركا يتناقض مع أساسيّات ليس فقط في المبادئ العامّة التي لا يزال الرأي العام العربي يؤمن بها؛ إذ يتناقض الإرضاء أيضاً مع الأسس الوهابيّة التي بُنيَ النظام السعودي عليها. المعضلة السادسة حول الوعد بالمحاسبة والتطوير والحداثة. هذه معضلة عويصة أمام الأمير الشاب. يعد بن سلمان بتطوير المملكة وبالمحاسبة والشفافية والحَوْكمة. المعضلة السابعة هي «أرامكو» التي ستُعرض في اكتتاب عام.
وأوجز الكاتب: يعاني محمد بن سلمان من تسرّع في طلب العرش. ليس أمامه متسع من الوقت. في غضون أشهر قليلة، سيتقرّر ما إذا كان هذا الرجل سيحكم المملكة، أم أنه سيعاني في منفاه ما يعانيه عبد العزيز آل سعود الذي لم تلق حكاياته على «تويتر» عن محاولة لتسميمه تجاوباً وتعاطفاً، بل هي أدّت كالعادة إلى تلقّيه طلبات للمال من سعوديّين. لكن شخصيّة محمد بن سلمان مقامرة، وفي هذا اختلاف عن نهج أولاد عبد العزيز. إن خسارة محمد بن سلمان ــ وإن تربّع على العرش ــ قد تعجّل في نهاية محتومة لمملكة القهر. هذه المملكة تتناقض مع القرن الواحد والعشرين، وهي لا يمكن أن تستمر من دون المال الوفير. كان دونالد ترامب يقول ما يدور في خلد الكثيرين عندما تحدّى آل سعود بالقول إنه لولا الحماية الأميركيّة لما استمرّت العائلة في الحكم... أبواق الأمير في الإعلام العربي والغربي يقارنون الأمير محمد بن سلمان بغورباتشوف. قد تكون المقارنة صائبة في معنى واحد: غورباتشوف قاد الاتحاد السوفياتي إلى التهلكة، وعسى أن يقود بن سلمان النظام السعودي إلى التهلكة. وفي هذا نفعٌ لنا جميعاً.
