أكدت مصادر سياسية أردنية لـصحيفة العرب أن زيارة وليّ وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز للأردن التي بدأت أمس الاثنين مكملة للزيارة التي قام بها والده الملك سلمان لمصر واستغرقت خمسة أيّام. وقالت إن التركيز في الزيارة سيكون على أمن البحر الأحمر الذي يعتبر الأردن جزءا لا يتجزّأ منه من جهة وعلى العلاقات الأردنية ـ السعودية من جهة أخرى. وأوضحت هذه المصادر أنه كان ملفتا وصول ن سلمان إلى عمّان، فيما كان والده الملك سلمان يستعدّ لمغادرة القاهرة مختتما زيارة الدولة التي قام بها لمصر. وكان دعم الأمن العربي ودعم مصر محور زيارة سلمان ومحادثاته مع السيسي. ووفقاً للعرب، تعكس زيارة بن سلمان رغبة واضحة في أن تكون المملكة الأردنية الهاشمية طرفا في الترتيبات التي تشمل البحر الأحمر، كما أنّها إشارة إلى أنّ للأردن دورا لا يمكن تجاهله على صعيد الأمن الخليجي، خصوصا أن هناك اتفاقات في هذا المجال بين دول مجلس التعاون وكل من الأردن والمغرب.
ولم تستبعد مصادر خليجية أن تشمل محادثات بن سلمان مع الملك عبدالله الثاني موضوع مساعدة الأردن في تجاوز الصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها، خصوصا في ظل خفض قيمة المساعدات التي كانت تحصل عليها في الماضي من دول مجلس التعاون.
وطبقاً للشرق الأوسط السعودية، اتفقت السعودية والأردن أمس على تأسيس صندوق استثماري مشترك. جاء ذلك خلال زيارة بن سلمان للأردن٬ حيث التقى الملك عبد الله الثاني. وصدر بيان مشترك في ختام الزيارة شدد فيه الجانبان على «أهمية السعي لتعزيز التعاون القائم في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب والتطرف». كما أكدا على «أهمية المشاركة في الجهود الدولية القائمة في مجال مكافحة الإرهاب من خلال التحالف الدولي والتحالف العسكري». وعبر الجانبان عن رفضهما «سياسة التدخل التي تنتهجها إيران في المنطقة٬ التي تشعل الفتن الطائفية وتنمي الإرهاب»٬ وحذرا إيران من «استمرار نهجها الحالي الذي يعمق النزاعات والصراعات في المنطقة ويستهدف استقرارها». إلى ذلك وصل ولي ولي العهد السعودي إلى أبوظبي مساء أمس٬ واجتمع مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي٬ وناقشا العلاقات الأخوية بين البلدين وسبل تعزيزها والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك.
وفي الرأي الأردنية، اعتبر صالح القلاب، أنّ الأردن يحمي الآن الخاصرة الشمالية للسعودية ودول الخليج العربي كلها والخاصرة الشرقية لمصر المستهدفة من قبل الإرهاب ومن قبل التنظيم الذي بعدما خسر الحكم تحول إلى منظمة إرهابية.. وهذا يعني أنه كان حاضراً خلال زيارة سلمان إلى أرض الكنانة وأنه كان حاضراً خلال النقاشات التي دارت والاتفاقات التي أبرمت وعلى أساس أنه لا بد من مثلث لهذه الإنطلاقة المباركة وأن الأردن هو الضلع الثالث لهذا المثلث الذي ستنطلق منه النهضة المرجوة للأمة العربية في القرن الحادي والعشرين.
