تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: الملك سلمان يخاطب مجلس الشعب المصري اليوم:

مصدر الصورة
sns

هيمن ملف التصدي للفكر المتطرف على اليوم الثالث لزيارة سلمان، الذي تفقد أمس الجامع الأزهر، ووضع الحجر الأساس لمدينة جديدة للبعوث الإسلامية (الطلاب الوافدين) تقام على مساحة 170 فداناً بتمويل سعودي، بعدما كان الملك سلمان وجه رسالة تسامح خلال لقائه أول من أمس مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وبطريرك الأقباط في مصر تواضروس الثاني، فيما كان للجانب الاقتصادي حيز مهم، إذ شهد العاهل السعودي مساء أمس التوقيع على اتفاقات استثمارية على هامش عشاء أقامه له الرئيس السيسي في قصر عابدين. ومن المقرر أن يزور العاهل السعودي ظهر اليوم مقر البرلمان المصري كأول زعيم عربي يُلقي كلمة داخله، كما يزور جامعة القاهرة التي ستمنحه الدكتوراه الفخرية تقديراً لإسهاماته.

وكان سلمان وصل ظهر أمس إلى الجامع الأزهر، حيث كان في استقباله شيخ الأزهر، ومفتي الديار المصرية شوقي علام وكبار قادة الأزهر الشريف. وأفيد بأنه تم خلال اللقاء مناقشة «سبل دعم التعاون وتنسيق الجهود بين الأزهر الشريف والسعودية في نشر الفكر الوسطي ومحاربة التطرف والإرهاب وإرساء دعائم السلام في المنطقة والعالم أجمع».

وعقد وزيرا الخارجية السعودي عادل الجبير والمصري سامح شكري محادثات في القاهرة أمس، قال بعدها شكري إنه جرى تبادل الرؤى حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن التنسيق الوثيق بين البلدين لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، طبقاً للحياة.

وتناولت افتتاحية الأهرام، تشييد جسر برى يربط بين غرب السعودية وشبه جزيرة سيناء، والذي سيربط بين قارتي آسيا وإفريقيا، معتبرة أنّ أهمية هذا الجسر تكمن في أنه سيحقق العديد من الفوائد للدولتين، ليس على المستوى الإستراتيجي فحسب بل على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ايضا.

وطبقاً للسفير، تصدرت زيارة الملك السعودي اهتمامات الصحف المصرية صباح أمس. وعنونت صحيفة "الأهرام" المملوكة للدولة: "السيسي وسلمان يدشنان شراكة استراتيجية بين مصر والسعودية"، مشيرة الى توقيع 17 اتفاقاً في جميع المجالات، فيما تصدر "الجسر البري" بين البلدين العنوان الرئيسي في صحيفتي الشروق والمصري اليوم المستقلتين. وأفردت معظم الصحف صفحات داخلية كثيرة للحديث عن أهمية الاستثمارات السعودية والدلالة السياسية للزيارة. وتتبنى القاهرة والرياض مواقف متقاربة عموماً من الملفات والنزاعات الاقليمية. وقالت المحللة في "المركز الاقليمي للدراسات الاستراتيجية" ايمان زهران لـ"فرانس برس"، إن "الزيارة تؤكد استمرار الدعم السعودي للسيسي رغم هذه الاختلافات السياسية الاقليمية وأن هذه الزيارة ما هي الا امتداد لسياسة التقارب والإخاء بين البلدين".

وفي الدستور الأردنية، تحدث عريب الرنتاوي عن جهود سعودية للتوسط بين أنقرة والقاهرة، توازيها أنباء تركية «متفائلة» عن قرب استعادة العلاقات التركية – الإسرائيلية لألقها الإستراتيجي القديم، بيد أن النبرة في إسرائيل ما زالت «متشائلة» حيال مستقبل العلاقات وفرص المصالحة مع تركيا في ظل زعامة أردوغان، وفي القلب من هذه «الأضلاع الإقليمية» الأربعة، تقع حركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين... وثمة ما يشي، بأن الرياض التي استعادت علاقاتها مع جماعة الإخوان بعد فترة قصيرة من القطيعة، أدرجت خلالها الجماعة على لوائحها السوداء، لم تعد تبدي الاهتمام الكبير بإصلاح ذات البين بين نظام السيسي وجماعة الإخوان، بعد أن أدركت أنه خلاف غير القابل للجسر في المدى المنظور... لكنها مع ذلك، لم تتوقف عن بذل «مساعيها الحميدة» لإتمام المصالحة بين القاهرة وأنقرة، ومشروع المملكة في مواجهة إيران وهلالها الشيعي، لن يحلق عالياً، إن لم تتناغم القاهرة مع انقرة؛ هنا قد تكتفي المملكة بعلاقاتها المستعادة مع «التجمع اليمني للإصلاح» في الجماعة اليمن في سياق الحرب على الحوثيين، ويمكن لها أن تبقي المنظمة الأم، نهباً للترك والنسيان، هكذا تتصرف الدول حين يتصل الأمر، بأهم مصالحها.

في المقابل، لم تتوقف أنقرة عن «التبشير» بقرب استئناف علاقاتها الطبيعية الكاملة مع إسرائيل، العلاقات بين الجانبين لم تنقطع على مستويات عديدة، انقرة المحشورة في زاويا العزلة، و"صفر أصدقاء"، في حالة «استعجال» لاستئناف التطبيع مع إسرائيل، وهي التي خبرت من قبل حقيقة أن طريقها إلى عواصم الغرب، تمر حكما بتل أبيب، تعاود سلوك الطريق ذاتها... لكن الأخيرة، تبدو أكثر حذراً عند مقاربة هذا الملف، ولديها في ذلك هواجسها الخاصة، منها «حالة عدم الارتياح» التي تهيمن على مؤسسات صنع القرار السياسي والأمني في إسرائيل من العلاقات «المتميزة» بين تركيا وحماس، ومنها أيضاً، أن أي اقتراب «فوق العادة» مع أنقرة، قد يغضب القاهرة، خصوصاً إنْ استجابت تل أبيب لرغبات أردوغان، في «لعب دور ما» في قطاع غزة.

وأضاف الكاتب أنّ إسرائيل ليست بوارد التفريط أو المقامرة بعلاقاتها مع مصر، سيما في هذه المرحلة، التي تشهد تطوراً ملحوظاً.. السعودية، ومن ضمن أولويات سياستها الخارجية المتغيرة، واحتلال إيران موقع «العدو الأول» في استراتيجياتها الدفاعية والأمنية، لم تعد تولي الملف الفلسطيني اهتماماً كبيرا، وثمة ارتياح ظاهر في إسرائيل لانفتاح دول خليجية على تل أبيب؛ «إيران هي العدو الأول»، وهذا يفتح الباب لتطبيع تلقائي في العلاقات مع إسرائيل، وهذا يلاقي علاقات كل من القاهرة وأنقرة الحسنة أو الآخذة في التحسن، مع الدولة العبرية.

وتابع الكاتب أنّ التقارب بين أطراف المربع المصري - السعودي– التركي - الإسرائيلي، يعني شيئاً واحداً بالنسبة لحماس والجماعة: انكماش هوامش المناورة وحرية الحركة، سيما إن صحت التكهنات بأن أنقرة، حليف حماس والإخوان الإقليمي الأبرز، بصدد «التراجع» عن شرطها الثالث للتطبيع مع إسرائيل: رفع الحصار عن غزة، مكتفية بالشرطين الأولين: الاعتذار وتعويضات عوائل شهداء «مافي مرمرة».. وهو «تراجع» قابل لإعادة الإنتاج في حال تقدمت الجهود السعودية لمصالحة مصر وتركيا، فمن سيضمن لإخوان مصر وغيرهم، بقاء «الحضن التركي الدافئ» والملاذ الأردوغاني الآمن؟

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.