تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

السبسي رئيساً وتونس تعود «علمانية»:

          أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس رسمياً أمس، فوز الباجي قائد السبسي بالرئاسة، غداة جولة انتخابية ثانية شهدت تنافساً حاداً بينه وبين الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي.

وبذلك أصبح السبسي العلماني أول رئيس للجمهورية الثانية في تونس، والتي يسيطر حزبه «نداء تونس» على برلمانها ويتوقع أن يسمي رئيس حكومتها. وفور الإعلان، بادر المرزوقي إلى تهنئة خصمه، فيما أحرق إسلاميون مقراً لـ «نداء تونس» في مدينة تطاوين الجنوبية بعدما نظموا احتجاجات منذ ليل الأحد في مسقط رأس زعيم «النهضة» راشد الغنوشي ومدن أخرى جنوب البلاد اعتراضاً على فوز السبسي.

وأعلن رئيس الهيئة العليا للانتخابات شفيق صرصار في مؤتمر صحافي أمس، إن السبسي فاز بنسبة 55,68 في المئة (أكثر من 1,7 مليون صوت) في مقابل 44,4 في المئة (1,3 مليون صوت) للمرزوقي. وأشار صرصار إلى «حق المرشحَين في الطعن بالنتائج أمام القضاء»، طبقاً للحياة.

ووفقاً لصحيفة الأخبار، هنأ الرئيس أوباما، قائد السبسي بالفوز وتعهد بالعمل معه في الفترة المقبلة، مشيداً «بنجاح الانتخابات» التي قال إنها مرحلة هامة في «إنهاء الانتقال الديموقراطي التاريخي». بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في بيان، «لقد ضربت تونس لمنطقتها وللعالم بأسره مثالاً مشرقاً لما يمكن تحقيقه من خلال التفاني من أجل الديموقراطية والتوافق واتباع عملية سياسية حاضنة لكل الأطراف». وأضاف «ستواصل الولايات المتحدة دعم تونس وهي تنضم إلى الدول الديموقراطية في العالم». وهنأ الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، السبسي وتمنى له «النجاح الكامل في مهمته في خدمة الشعب التونسي»، وأشاد «بحس المسؤولية لديه». بدورها، قالت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، في برقية تهنئة للسبسي، إن «الاتحاد الأوروبي متمسك بالعمل مع السلطات التونسية الجديدة لدعم العملية الديموقراطية». كذلك، كانت لافتة التهنئة القطرية الموجهة إلى الرئيس التونسي الجديد. وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن الأمير تميم بعث برقية تهنئة إلى قائد السبسي لمناسبة فوزه... متمنياً له التوفيق والنجاح.

ورأت افتتاحية الوطن السعودية: تونس العرب: أول نجاح ديموقراطي، أنّ ما حدث في تونس هو ضوء يبعث الأمل في بقية بلدان الربيع العربي. حصانة ضد التطرف ووعي عام شعبي، ومؤسسات مجتمع مدني، ونخب لا يمكنها أن تساوم على شيء للوصول إلى السلطة إلا على الديموقراطية، بالفعل لا بالشعارات وتعبئة الجماهير.

واعتبرت افتتاحية الخليج أنه مع انتخاب رئيس "شرعي" للجمهورية، تستكمل الثورة التونسية اختيار مؤسساتها الدستورية، وتضع المداميك الأولى لمرحلة جديدة من حياتها لن تكون سهلة، لأنها تحتاج إلى جهد كثير وتضحيات كبرى لمواجهة قضايا اجتماعية واقتصادية وأمنية شائكة ومعقدة؛ فهناك مسألة البطالة وخصوصاً في صفوف الشباب والمتعلمين والتي بلغت نسبتها أرقاماً فلكية، ثم تأتي قضية مواجهة الإرهاب الذي يهدد أمن واستقرار تونس، ووحدتها الوطنية.. ثورة الياسمين لن تكون طريقها مفروشة بالياسمين، إلا أنها قادرة على تجاوز كل المصاعب، ما دام الشعب التونسي امتلك زمام حريته وقراره.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.