تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: قمة مصرية صينية.. ووثيقة شراكة استراتيجية:

            وصل إلى بكين أمس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام تلبية لدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ. وسيعقد الرئيسان قمة، تعقبها جلسة المباحثات بين الرئيسين بحضور وفدي البلدين، ثم مراسم التوقيع على وثيقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وكذا الكثير من الاتفاقيات بين البلدين في عدة مجالات مختلفة.

وتشمل الاتفاقات ومذكرات التفاهم المزمع توقيعها الكثير من المجالات، التي تتضمن التعاون الاقتصادي والطاقة والكهرباء والنقل وتوريد المعدات الطبية والطيران المدني والتعليم والبيئة. كما يعقد السيسي عدة لقاءات مع كل من رئيس الوزراء الصيني، ورئيس البرلمان، ووزير التجارة، ورئيس دائرة العلاقات الخارجية بالحزب الشيوعي الصيني، لاستعراض سبل تعزيز العلاقات الثنائية، ولا سيما في شقها الاقتصادي، على الصعيدين التجاري والاستثماري.

وعلى الصعيد الإقليمي، ستشهد المباحثات بين البلدين تبادل وجهات النظر إزاء عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والتي يأتي في مقدمتها مكافحة الإرهاب وضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي لمواجهته، وتطورات الأوضاع في عدد من دول منطقة الشرق الأوسط، وبحث سبل التعاون والتنسيق لمكافحة الفكر المتطرف والحيلولة دون انتشاره.

ويعقد السيسي خلال زيارته للصين لقاءين مع ممثلي القطاع الخاص الصيني، الأول مع رؤساء أكبر 20 مجموعة اقتصادية صينية متعددة الأنشطة تعمل في جميع المجالات السياحية والزراعية والتكنولوجيا والبنية التحتية والبترول والاتصالات، ومن بينها شركات لها استثمارات في مصر وترغب في التوسع. والثاني مع ممثلي 100 شركة كبرى، إلى جانب لقاء خاص مع أكبر 20 شركة متخصصة في مجال السياحة ولقاء مع رؤساء الجامعات الصينية. كما يتم خلال الزيارة إطلاق مجلس الأعمال المصري الصيني، طبقاً للشرق الأوسط.

وفي الشأن المصري أيضاً، ووفقاً للنهار اللبنانية، أعلنت قناة الجزيرة القطرية انها ستوقف "مؤقتا" بث قناة "الجزيرة مباشر مصر" التي اتهمت بالانحياز الى جماعة "الاخوان المسلمين" المحظورة، بعد يوم من تعهد قطر بدعم مصر. ويبدو ان قرار اغلاق القناة التلفزيونية هو نتيجة مباشرة لتحسن العلاقات بين الدوحة والقاهرة بعد يومين من لقاء السيسي بالموفد القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عقب وساطة سعودية. وأصدرت محكمة مصرية احكاما بالسجن تصل الى سبعة اعوام على ثلاثة من صحافيي "الجزيرة" بعد اتهامهم بتأييد جماعة الاخوان المسلمين.

وفي الرأي الأردنية، اعتبر سميح المعايطة أنه إذا سارت أمور المصالحة المصرية القطرية سيراً حسناً ووصلت إلى نهايات حقيقية وعادت الأمور إلى ما كانت عليه من علاقات مثلما كان الأمر في فترة حكم الرئيس الإخواني محمد مرسي، فان الأمر سيتجاوز كونها مصالحة إلى ما يمكن وصفه بإعادة رسم شكل تحالفات ومحاور المنطقة. وأوضح: المبادرة السعودية تتجاوز في أهدافها إجراء مصالحة مثل كثير من المصالحات تخلو من المضمون، بل هدفها دعم استقرار مصر والوقوف معها في مواجهة الارهاب والتطرف وعمليات الاستهداف المنهجي لأمنها ومؤسساتها وجيشها، وهذا يحتاج إلى تجفيف منابع الخلاف مع كل الأطراف وتحديدا العربية ومع قطر بشكل خاص حيث وصلت العلاقات بين البلدين خلال العشرين شهرا الأخيرة إلى أدنى المستويات. وختم الكاتب بالقول: كما كانت خطوة الأشقاء في السعودية كبيرة في دعم مصر في إعادتها لمسارها العربي فإن المبادرة السعودية للمصالحة خطوة أخرى لترتيب أوراق المنطقة ودعم مصر، وكلنا نتمنى لهذه المصالحة أن تقوم على أسس عملية تمنع تحولها إلى حالة مؤقتة.

ورأت افتتاحية الأهرام أنّ مصر التي قطعت الطريق على جزء معتبر من السيناريوهات الغامضة، فتحته لإنهاء عهد ظواهر سلبية سادت على الساحة الدولية، درج أصحابها ومن وقفوا خلفها، على الإمساك بزمام كثير من الأمور، لتصورات تتعلق بمصالح عدد محدود من القوى المسيطرة، بل مهدت مصر الفضاء لتكريس صعود قوى أخرى، نجحت في أن تخترق الصفوف خلال فترة وجيزة، لكنها لم تتمكن من المشاركة بفاعلية مطلقة في التوازنات الدولية. وتبدو الفرصة الآن مهيأة لممارسة دورها المنتظر. ولعل الزيارة التي يقوم بها الرئيس السيسي للصين، وتلك التي من المتوقع أن يقوم بها الرئيس بوتين للقاهرة الشهر المقبل، تصبان في هذا الاتجاه، لتؤكدا بوضوح أن مصر التي قهرت العدوان الثلاثي من قبل، وفتحت المجال لوقف زحف صوره القديمة، تستطيع ممارسة أدوار مؤثرة، بالتعاون مع القوى الصاعدة، وتعديل دفة كثير من المعادلات، التي أدى اختلالها إلى نكبات كثيرة في المنطقة العربية.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.