تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

روسيا: بوتين أكبر من «زعيمٍ للأمة».. !!

مصدر الصورة
SNS

             أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه لا يتفق مع مقولة أن روسيا "فقدت أوكرانيا"، قائلا إن نظرة أوكرانيا إلى روسيا ستكون جيدة بعد انتهاء الأزمة. وقال لافروف في مقابلة مع قناة روسيا إنه لا يتفق مع أن الرأي القائل بأن روسيا فقدت اوكرانيا، وأضاف "ربما هذه المقولة مهمة للأمريكيين لتعزيز موقفهم الرائد في العالم، إلا أنه لا يمكن حدوث انشقاق بين روسيا وأوكرانيا، لأن التاريخ يربطنا على مدى قرون". وأكد الوزير الروسي أن "فكرة سعي أوكرانيا للانضمام إلى الناتو بحد ذاتها خطرة على الشعب الأوكراني والأمن الأوروبي"، مضيفا أن بعض الدول الأوروبية تريد الحفاظ على المواجهة. وأشار لافروف إلى أن بعض الشركاء الغربيين يقولون في اتصالات شخصية إنهم يفهمون ما يجري، لكنهم مجبرون على التمسك بقواعد حلف الناتو.

من جهة أخرى، ووفقاً لقناة روسيا اليوم، فقد أكد المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أن توسع حلف شمال الأطلسي شرقا سيدفع روسيا إلى الرد المناسب. وقال الدبلوماسي الروسي للصحفيين: "تعرفون جيدا موقف روسيا المبدئي بشأن نهج كييف الهادف إلى الانضمام إلى حلف الناتو". وأضاف "أؤكد أن التوسع المحتمل للحلف شرقا سيؤدي حتما إلى تغيير سياسي وعسكري خطير جدا ليس فقط في أوروبا بل وفي العالم ككل وسيمس مباشرة مصالح الأمن الوطني الروسي وسيدفع بلادنا إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة". وتابع القول: "يتولد انطباع بأن القيادة الأوكرانية الحالية تعتبر التقارب مع حلف شمال الأطلسي بديلا لتطوير العلاقات الطبيعية مع روسيا"، مشيرا إلى ذلك يمكن أن يزيد في تعقيد العلاقات بين روسيا وأوكرانيا. وأكد أن "التركيز الأوروأطلسي في سياسة أوكرانيا لن يساعد على الأرجح في خروج البلاد من الأزمة الاقتصادية الاجتماعية العميقة". وأضاف أن طموحات الناتو ستزيد من تعقيد المهمة التي تواجهها الدولة الأوكرانية والتي تتمثل في البحث عن الوفاق الوطني. وأكد لوكاشيفيتش أهمية استمرار الحوار في مفاوضات مينسك، قائلا "الأهم أن الحوار مستمر وتوجد أسس كافية للاعتقاد بأنه سيستأنف في أقرب وقت".

وأوضحت الحياة في تقرير لها أنّ الروس يودّعون عام 2014 الأصعب منذ سنوات، وهم أقرب إلى التفاؤل بأن الآتي أفضل. والأحاديث التي لا تنقطع عن الغلاء الفاحش والصعوبات المعيشية المتزايدة، لم تنعكس على صعود «الروح الوطنية» و «الاستعداد لمواجهة المؤامرة على روسيا والانتصار عليها». وفي مقدِّم المشهد حال تُعتبر سابقة لمعدلات الالتفاف الواسع حول سياسات الرئيس فلاديمير بوتين الذي بات لدى نحو 80 في المئة من الروس أكبر من «زعيمٍ للأمة» في مرحلة صعبة.

هو «قلب روسيا» النابض، وفق حملة ترويجية واسعة، تدخل في إطار المعركة الداخلية لرص الصفوف ورفع المعنويات في مواجهة العقوبات و «العدوان الغربي». و«قلب روسيا» هو الاسم التجاري لشبكة واسعة من محال بيع القمصان التي ظهرت فجأة في المجمعات التجارية الكبرى في موسكو. وتبدو صُوَر الزعيم الروسي المطبوعة على القمصان في أوضاع مختلفة، مستوحاة كلها من روح المواجهة الحالية في أوكرانيا. وليست شبكة «قلب روسيا» الوحيدة التي تروّج بقوة للزعيم الروسي، إذ تحوّلت صُوره مادة واسعة الانتشار في محال بيع الهدايا والتذكارات.

وأضافت تقرير الحياة أنّ المثير أن «قلب روسيا» لم ينسَ الترويج أيضاً لثعلب الديبلوماسية سيرغي لافروف، فظهرت صُوَره على أحد القمصان المعروضة، وعليها عبارة رُكِّبَت حروفها لتعبّر عن الهدف المرجو: We loveROV. قد تكون هذه المرة الأولى التي يتحول فيها وزير خارجية روسي إلى بطل شعبي، فالعادة ألّا يحظى رئيس الديبلوماسية بحضور داخلي بارز، والاستثناء الوحيد كان يفغيني بريماكوف الذي اكتسب حضوراً شعبياً واسعاً حين ألغى وهو على متن طائرته زيارة كانت مقررة لواشنطن، بعد إبلاغه ببدء الحرب على يوغوسلافيا، وأمر الطيار بتغيير المسار فوق المحيط والعودة إلى موسكو.

وأوضحت الحياة: هكذا، تبدو انعكاسات المواجهة مع الغرب في موسكو، أما الظروف المعيشية القاسية وتحذيرات مسؤولين بارزين من ازدياد معدلات الفقر، وشكاوى معارضين من التضييق على الحريات بذريعة مواجهة المؤامرة الخارجية، فكلها لم تنعكس على المزاج الشعبي الذي بدا راضياً بالتقشف وتقليص الموازنات، في سبيل هدف أعلى.

وأظهر استطلاع حديث أعدّه مركز دراسات الرأي العام أن 73 في المئة من الروس يعتبرون «استقرار البلاد أهم من الحريات»، ويؤيدون التدابير الهادفة إلى تحصين البيت الداخلي. وهذه النسبة قريبة جداً من نِسَب التأييد الثابتة الآن للرئيس بوتين.

وأضافت الحياة أنه قبل الاستطلاع مباشرة، طلبت «بي بي سي» من مؤسسة «غلوبال سكان» إجراء بحث في روسيا ضمن دراسة واسعة أُعدّت في 11 بلداً في الغرب والشرق، حول نظرة المجتمع إلى حرية الكلمة والتعبير. وكانت مفاجأة البحث أن نحو نصف الروس يؤيد التضييق على حرية الكلمة في مقابل ضمان الاستقرار، واعتبر نحو 46 في المئة أن روسيا لا تعاني أصلاً من نقص في حرية التعبير، بينما شكا 18 في المئة فقط من انتهاكات في هذا المجال.

الطريف أن المؤسسة صاحبة البحث خلصت إلى أن لدى الروس «نظرة آسيوية» إلى مسألة الحريات، باعتبار أن تلك النِّسَب كانت متقاربة مع نتائج البحث في بلدان آسيوية شملها الاستطلاع.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.