حملت زيارة رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي إلى تركيا، أمس الأول، طلباً عراقياً صريحاً من أنقرة بزيادة مستوى التنسيق الأمني والاستخباراتي والعسكري وهو ما عبر عنه المسؤول العراقي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي أحمد داوود أوغلو في أنقرة.
ووفقاً للسفير، يأتي الطلب العراقي في ظل تزايد التحضيرات الميدانية لشن هجوم على مدينة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» مع ما رشح مؤخراً من حشد القوات الأميركية لعدد كبير من الآليات المدرعة في الكويت تمهيداً لإشراكها في عملية برية على الأراضي العراقية، ما ينبئ باحتمال مشاركة قوات برية أميركية في هذه العملية، ما دامت تخضع صلاحية تحريك هذه الآلة العسكرية للقادة العسكريين الأميركيين في العراق.
يأتي ذلك، تزامناً مع ارتفاع منسوب الضربات الجوية الأميركية المزعومة على مواقع تنظيم «داعش» حيث تم الإعلان، يوم أمس، عن تنفيذ 15 غارة على أهداف للتنظيم قرب عين الأسد وسنجار والموصل والقائم وبيجي وكركوك وتلعفر، وقد دمرت، بحسب بيان صدر عن القيادة المشتركة الأميركية «نظاماً صاروخياً» و«عربات عسكرية» فضلاً عن «استهداف وحدات تكتيكية ومواقع قتالية».
وذكرت السفير أنه في موازاة الاستعدادت لمعركة الموصل، كشف موقع «يو اس نيوز» الإخباري الأميركي عن قيام الجيش الأميركي بتكديس كميات كبيرة من المعدات العسكرية والآليات المدرعة في الكويت استعداداً لشحنها إلى العراق. وأوضح مسؤولون أميركيون أن كبار القادة العسكريين الأميركيين في العراق سيقررون ما سيحتاجونه من هذه المعدات خلال الأشهر المقبلة، مؤكدين أن «بروز» ما أسموه «تهديد تنظيم داعش» أجبر القيادة الأميركية على تغيير مسار هذه المعدات بعدما كانت تعمل على تدميرها أو بيعها.
ونقل الموقع عن مسؤولين في البنتاغون أن «مستودعات وساحات المنشأة الكويتية تحوي الآن ما يقرب من 3100 آلية، غالبيتها من طراز «ماراب» المدرعة المقاومة للألغام والعبوات، بالإضافة إلى «معَدّات الكترونية وتجهيزات أخرى»..
داخلياً، دعا ممثل المرجع الديني السيد علي السيستاني في خطبة الجمعة، أمس، إلى عدم إعطاء أيّة فرصة لـ «الإرهابيين» للعودة إلى «المناطق المحررة» في «منطقتي سنجار ومطار تلعفر وغيرها»، مثمّناً الانتصارات التي حققتها «قوات الجيش والبشمركة» في هذه المناطق، وداعياً إلى «فتح موارد أخرى في مجال الصناعة والزراعة والسياحة وغيرها لتكون مورداً للبلاد وعدم الاعتماد على النفط فقط».
من جانب آخر، ذكرت مستشارة رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، أنه ناقش مع السيناتور الأميركي جون ماكين مسألة «تسليح العشائر السنية» من أجل «مواجهة تنظيم داعش». وأوضحت وحدة الجميلي أن الجبوري بحث مع ماكين، الذي بدأ، أمس، زيارة مفاجئة إلى العراق، من دون تحديد مدتها، الوضع «الأمني والسياسي» في البلاد و«التحديات التي تواجه المحافظات الشمالية والغربية». وتأتي زيارة ماكين إلى العراق في وقت تطالب بعض «العشائر السنية» غرب البلاد بتزويدها بالسلاح بمعزل عن الحكومة العراقية من أجل قتال تنظيم «داعش»، وفقاً للسفير.
