تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: مصر: السيسي يدعو لثورة تجدد الخطاب الديني ضد التطرف؛ ماذا عن تركيا؟!

        بينما طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال احتفال وزارة الأوقاف بالمولد النبوي في قاعة مؤتمرات الأزهر بمدينة نصر (شرق القاهرة) أمس «الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء بسرعة الانتهاء من عناصر الخطاب الديني الذي يصحح المفاهيم.. وأن يكون هذا التجديد واعيا ويحفظ قيم الإسلام ويقضي على الاستقطاب الطائفي والمذهبي ويعالج التطرف والتشدد»، قال وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة إن وزارته "تجهز لمؤتمرها الدولي الرابع والعشرين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في الأسبوع الأخير من شباط المقبل، بعنوان: (عظمة الإسلام وأخطاء بعض المنتسبين إليه.. طريق التصحيح)"، والذي يتضمن في أحد محاوره تصحيح أخطاء المنتسبين للإسلام ويناقش الأخطاء الفكرية والسلوكية وأخطاء الجماعات المحسوبة ظلما على الإسلام»، مؤكدا أن «المؤتمر سوف يصحح المفاهيم المغلوطة لدى الشباب المغرر بهم، لعودتهم إلى رشدهم وسماحة دينهم وانتمائهم لوطنهم».

من جهته، قال الدكتور عبد الحليم منصور، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر، إن "تجديد الخطاب الديني أصبح ضرورة ماسة، خاصة في ظل الأجواء المفعمة بالغلو في الدين والتشدد ومحاولة حمل الناس على المغالاة في كل شيء، والخروج بهم من روح الشريعة التي تسع الجميع إلى نفق التشدد المظلم"، طبقاً للشرق الأوسط.

ورأت افتتاحية الأهرام: المعركة الحقيقية ضد التطرف، أنّ الإرهاب يمثل التحدي الأخطر، لذلك فإن مواجهته باتت تحتل أولوية قصوى لدى أجهزة الدولة، وفي مقدمتها الأجهزة الأمنية من قوات مسلحة وشرطة. لكن خطر الإرهاب لا يقتصر فقط على المجموعات المسلحة التي تعمل على الأرض.. وهناك شبه إجماع على أن المواجهة لابد أن تمتد إلى الأفكار المتطرفة التي تشكل اللبنة الأولى فى «تكوين الإرهابي»، فالمعركة ضد الإرهاب لها عناصر عديدة أمنية وتقوم بها القوات المسلحة والشرطة، واقتصادية لتجفيف منابع تمويله، وتقوم بها الأجهزة المعنية، وفكرية وتلك هي النقطة الأهم، حتى يتم القضاء على الإرهاب ومحاصرته ومنع امتداده وانتشاره، وتجفيف منابعه الحقيقة.... وهنا يتجلى دور الأزهر الشريف بكل مؤسساته وعناصره التي تملك الحجة الدينية القوية ضد الأفكار المتطرفة والبعيدة كل البعد عن الإسلام الوسطى الحقيقي، كما أنزله رب العالمين على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأضافت الأهرام: المواجهة لا تقتصر على الأزهر الشريف، فالواقع يطالبنا بدور فاعل لكل المؤسسات الإعلامية والثقافية والفكرية سواء كانت حكومية أو أهلية، بل ربما الدور الرئيسي في هذه المعركة يمتد إلى دور العلم «المدارس» حيث تتسلل بعض الأفكار إلى عقول وقلوب النشء... لذلك فإن دور المدارس والجامعات هو دور حيوي وأساسي في هذه المواجهة، إذا أردنا بالفعل تحقيق النصر الكامل في معركتنا، واجتثاث الإرهاب من جذوره.

وفي الخليج الإماراتية، اعتبر محمد نورالدين في مقاله: مصر وتركيا وشروط التطبيع، أنّ التدخل التركي السافر في الشأن المصري بدأ منذ اللحظة الأولى لثورة 25 يناير، ولم ينته حتى الآن. غير أن مصر أكبر من كل من حكموها عبر التاريخ، وأكبر من أي دولة تحاول بلعها أو وضع اليد عليها مباشرة أو بطريقة غير مباشرة . فكانت ثورة 30 يونيو التي توجت بانحياز الجيش إلى الجماهير وإطاحة حكم الإخوان المسلمين، قناع النفوذ التركي في مصر والمنطقة.

وأوضح الكاتب: لقد فشلت تركيا أولاً في سوريا، ومن ثم فشلت في مصر. فكان الانهيار المزدوج والكامل للمشروع التركي، حيث استكمل بتصفية فلوله في تونس، أما في ليبيا فلا تزال تركيا تلعب دوراً فتنوياً في الوقوف بجانب فصائل مسلحة ضد أخرى. لقد انتقلت سياسة تركيا الخارجية من دور العلاقة بين بلد وبلد في مرحلة ما قبل 2002 إلى التدخل المباشر في الشؤون الداخلية لكل بلد بعد وصول أردوغان إلى السلطة. واليوم تنقل الأنباء عن وساطة قطرية لحل الخلاف التركي - المصري. لا أحد يريد استمرار أي خلاف بين بلدين عربيين أو مسلمين. لكن وزير الخارجية التركية إن تركيا مستعدة لتطبيع العلاقات مع مصر، شرط أن يعيد السيسي الديمقراطية والحريات إلى مصر. وبلغة الشارع "شحاذ ومشارط" ، أي أن من ينتهك الحريات ويقمعها في بلاده يطالب غيره باحترامها وعلى قاعدة طبيب يداوي الناس وهو عليل. وإذا كان من مفتاح لعودة التطبيع مع تركيا فهذا رهن بـ:

اعتذار أردوغان من الشعب المصري على اعتباره ثورة 30 يونيو انقلاباً عسكرياً؛ اعتذار أردوغان من شيخ الأزهر على إهانته له وبالتالي لكل المسلمين؛ تعهد خطي من قادة حزب العدالة والتنمية بعدم التدخل بالشأن الداخلي المصري؛ وقف تقديم أي دعم لجماعة الإخوان المسلمين وبالتالي لأي حركة معارضة داخلية؛ التعامل مع تركيا على قاعدة الند للند والمصالح المصرية الصافية.

وختم الكاتب بأن مصر هي التي تفرض شروطها وليس تركيا، معتبراً انّ مصر مطالبة بلعب دورها القومي والحقيقي الذي يحول دون أن يحاول البعض إعادتها إلى تاريخ مضى فكيف إذا كان تحت يافطة "العثمللي"؟

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.