تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الحوثيون يُجهضون «معركة تقسـيم» اليمن؟!

            يومٌ قاسٍ عاشته صنعاء أمس. عشر ساعات متواصلة من الاشتباكات بين «الحرس الرئاسي» و«اللجان الشعبية» في جنوب العاصمة اليمنية، انتهت إلى اتفاق وقف إطلاق نار، بعد محادثات يرجّح أن تفتح حواراً جديداً لحلّ أزمة الدستور الذي يرسي تقسيم اليمن.

ووفقاً للأخبار، يمكن القول إن الحوثيين خاضوا يوم أمس «معركة التقسيم». ما فرضته جماعة «أنصار الله» (الحوثيون) في الميدان طوال الأشهر الأربعة الماضية، أرادت جهات داخلية وإقليمية انتزاعه منها بواسطة السياسة. إقرار تقسيم اليمن إلى 6 أقاليم في الدستور الجديد، هو آخر المحطات التي تحاول الجهات نفسها، إرساءها لحرمان الحوثيين الشراكة ولإعادتهم إلى ما قبل أيلول الماضي تاريخ ما يعتزون بكونه «ثورة» انتصرت للإرادة الوطنية اليمنية، في بلدٍ تتآكله القوى الإقليمية بنفوذها وأموالها. ويوم أمس، شهدت صنعاء معركةً خاطفة بين قوات الحرس الرئاسي و«اللجان الشعبية» التابعة لجماعة «أنصار الله»، دارت في محيط دار الرئاسة ووصلت إلى داخلها، لتنتهي بسيطرة «اللجان الشعبية» على القصر الرئاسي، أعلى مؤسسات الدولة، وإسقاط أهم جهازين أمنيين، هما الأمن القومي والأمن السياسي، في وقتٍ كثر فيه الحديث خلال الاشتباكات عن نية الجماعة إطاحة الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي أفاد البعض بأنه «في مكان آمن». وفي وقت متأخر من مساء أمس، ذكرت وكالة «الأناضول» نقلاً عن مصدر رئاسي، أن الحوثيين أطلقوا سراح أحمد عوض بن مبارك، مدير مكتب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

وأبرزت الحياة: الحوثي يحاول فرض مجلس عسكري لحكم اليمن. وأفادت أنّ الأحداث تسارعت في صنعاء أمس على نحو دراماتيكي على خلفية تصعيد جماعة الحوثيين للانقلاب على الرئاسة اليمنية، وشهد محيط القصر الرئاسي اشتباكات عنيفة بين قوات الحماية الرئاسية ومسلحي الجماعة وسط أنباء عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، فيما نجا رئيس الوزراء خالد بحاح من محاولة اغتيال وأفشلت الجماعة اتفاقاً مع الرئيس عبدربه منصور هادي لوقف إطلاق النار قبل أن تؤكد وزارة الداخلية بدء سريانه. ويتوقع مراقبون أن تشهد الساعات المقبلة مزيداً من التطورات الدراماتيكية، في ظل تسريبات عن مساع حوثية لإطاحة هادي وفرض مجلس عسكري خاضع للجماعة يتولى إدارة شؤون البلاد بالتنسيق مع حزب الرئيس السابق علي صالح. واتهم مراقبون نظام علي صالح بتأجيج الأوضاع بين هادي والحوثيين، وهو ما سارع صالح إلى نفيه في تصريح صادر عن مكتبه داعياً «كل الأطراف إلى تغليب صوت العقل والحكمة اليمانية على صوت الرصاص والبندقية».

ووفقاً للسفير، عاشت العاصمة اليمنية صنعاء أمس، يوماً عصيباً يرسّخ ضبابية المشهد الأمني والسياسي بعد المعارك الشرسة التي اندلعت بين الحوثيين ووحدات من الجيش تخللها قصف مدفعي قرب القصر الرئاسي، ما دفع الحكومة إلى اتهام حركة «أنصار الله» بمحاولة تنفيذ انقلاب، انتهى باتفاق على وقف إطلاق النار.

ورأت كلمة الرياض أنّ اليمن مهم أمنياً لدول الخليج العربي، ولكنه بأزماته وحروبه وحتى مدّ ثورته الاشتراكية بقي دون مخاطر كبيرة، ومع ذلك لابد من خطوات خليجية لحل الأزمة قبل أن يغرق بما هو أسوأ من الحاضر.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.