تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أوروبا: هجوم باريس «غيَّر العالم».. إلا الحرب على سورية!

       أفادت السفير أنّ زحمة ضيوف عرب صاحبت اجتماع وزراء الخارجية الاوروبيين. كان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي يغادر، بينما المُعارض السوري معاذ الخطيب يدخل من باب آخر. لكن كل الأبواب كانت تؤدي إلى طريق واحد: زيادة التصلب تجاه النظام السوري، والتشديد على أن تقدم أولوية مكافحة الإرهاب لا يغير ذلك.

ووفقاً للصحيفة، فإن حالة الاستنفار التي خلقها هجوم باريس جعلت الأوروبيين يضعون مكافحة الارهاب أولوية في مقاربة أزمات المنطقة، لذلك يؤكدون على أهمية إيقاف توليدها لمزيد من الإرهاب. وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير قال إن هجوم باريس كان يومًا «لم يغير فقط أوروبا، ولكن العالم بأجمعه». لذلك قدم الوزراء الحل السياسي بوصفه حاجة لمواجهة الآفة العالمية. لكن ذلك لم يمنع تأكيد الخصومة مع حكام دمشق. ترجمة ذلك جاءت أيضا عبر فتور واضح تجاه اجتماع موسكو المزمع، بين ممثلي النظام وشخصيات معارضة.

ولفتت السفير إلى أنّ تجاهلُ الأوروبيين للقاء موسكو يأتي وسط أجواء من التوتر المتصاعد الآن معها، على خلفية تجدد الاشتباكات بين أطراف الأزمة الأوكرانية. الخارجية الأوروبية تحدثت بلهجة حادة هذه المرة، مؤكدة أنه «لا تطبيع» مع روسيا ما دامت الأوضاع مستمرة على هذا المنوال.

من جانب آخر، ووفقاً للسفير، قدمت موسكو، أمس، أوضح دعم لخطة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لـ «تجميد القتال» في حلب، مشيرة إلى أن «التجميدات الموضعية» تطبق بنجاح في مناطق في غوطة دمشق، فيما أعلن الجيش السوري والمسلحون الأكراد عن هدنة مؤقتة بينهما في الحسكة.

وذكرت الخارجية الروسية، في بيان، إن «روسيا تؤيد أفكار دي ميستورا، حول حل الصراع المسلح في سوريا، وفق مبدأ من الأصغر إلى الأكبر، ومن خلال ما يعرف بالتجميدات الموضعية». وأضافت «روسيا تؤيد بقوة هذه البدايات، المرتكزة بشكل أساسي على محاولات حل الوضع في مدينة حلب الكبيرة. ونحن ننطلق من أن هذه الجهود تهدف لوقف العنف، وتخفيف معاناة السكان المدنيين، وعودة الناس للحياة الطبيعية». وأشارت إلى أن «مهمة دي ميستورا الرئيسية تبقى محصورة بأفكار التوصل إلى حل الصراع الداخلي المسلح في سوريا، وفق مبدأ من الأصغر نحو الأكبر، من خلال ما يعرف بمبدأ التجميدات الموضعية». واعتبرت وزارة الخارجية أن «الإعلان عن التوصل لهدنة 10 أيام في ضواحي مدينة كبيرة أخرى ثانية، هي حمص، يستحق الاهتمام الكبير»، مضيفة إن «السلطات السورية وعددا من قادة المجموعات المسلحة المعارضة يأملون من خلال وقف إطلاق النار، التوصل إلى شروط تجميد الصراع بشكل دائم في منطقة الوعر، المنطقة الأخيرة المتبقية تحت سيطرة المعارضة المسلحة في المدينة، والمهم كذلك أن منطقة الوعر بدأت بتلقي المواد الغذائية من خلال وكالات الأمم المتحدة».

وذكرت بأن «مبدأ تنفيذ التجميد الموضعي يطبق بنجاح في منطقة الغوطة الشرقية لمدينة دمشق، حيث تمكنت السلطات من إبعاد حوالي ألفي شخص عن مناطق الأعمال العسكرية، وتنظيم وضع حوالي 450 شخصا من أفراد المجموعات المسلحة المعارضة، الذين اتخذوا قراراً بالتخلي عن الممارسات المسلحة». وتابعت «نرى أن التجربة التي ستتراكم نتيجة مثل هذه التجميدات، ستكون مفيدة جداً، والطرق المستخدمة لحل أوضاع صعبة بهدف وقف العنف، يمكن أن يتم استخدامها في حلب».

وذكرت الحياة أن مسؤولاً فرنسياً سيزور موسكو بعد أيام لإجراء محادثات مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف حول مساعي عقد «منتدى موسكو» بين ممثلي النظام السوري والمعارضة بين ٢٦ و٢٩ الجاري.

وأفادت الأخبار أنه وفي مطلع الشهر الماضي كاد طوق حلب يستكمل، وحصار نبل والزهراء أن يفك، قبل أن تُجمّد جغرافية المعارك وتنحصر في نطاقات محددة. مؤشراتٌ عدّة تؤكد اتصال الأمر بمعطيات سياسية، عادة ما تفرض نفسها قبل المنعطفات الميدانية البارزة، فيما تؤكد مصادر ميدانية أن الجيش السوري قادر على استكمال الطوق في الوقت المناسب.

واعتبرت الصحيفة أنه لا يمكن في حال من الأحوال فصل مستجدات المشهد الميداني في الصراع السوري عن نظيره السياسي.. يبدو لافتاً أن حالة حلب وتداخل السياسي بالعسكري فيها يبدو تكراراً لحالة حمص ــ جنيف. في العام الماضي، وفي مثل هذا التوقيت، كانت مفاوضات «جنيف 2» تتصدر المشهد السياسي، وحضرت حمص فيها بقوّة. وكما بات معروفاً، لم يصل «جنيف 2» إلى نتيجة ملموسة. ولاحقاً لذلك، وفي نيسان تحديداً، خرج المسلحون من حمص القديمة. ليس بالضرورة أن يكرر التاريخ نفسه طبعاً، لكنّ عقد المقارنات بين الحالتين ربّما كان مفيداً.

من جانب آخر، أفادت الأخبار أنّ تطورات جديدة شهدتها دمشق خلال الساعات الأخيرة في ملف خطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بشأن مدينة حلب. مساعد دي ميستورا، رمزي عزالدين رمزي، زار دمشق، أول من أمس، والتقى نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، حاملا معه نسخة جديدة، في الشكل وفي المضمون، من خطة تجميد القتال في حلب. وبحسب مصادر قريبة من المفاوضات، فإن دي ميستورا تخلى في النسخة الجديدة من مقترحه عن فكرة تجميد القتال في ريف حلب، حاصرا الامر بالمدينة. كذلك اوضح دي ميستورا للحكومة السورية بأن حديثه عن الحفاظ على خطوط التماس لا يعني أبدا قبوله تقسيم الاراضي السورية، متحدثا عن ضرورة الحفاظ على وحدة التراب السوري، لكن عزالدين لم يقدّم بعد اجابات عن سؤالين مركزيين: هل سيضمن المبعوث الأممي وقف دعم المجموعات المسلحة في حلب؟ وكيف سيتعامل مع «جبهة النصرة» والتنظيمات الاخرى المرتبطة بـ «القاعدة»، وخاصة انه لا يزال يتحدّث عن ان الطرف المقابل للحكومة السورية في خطته يقتصر على «الفصائل المعتدلة».

وأوجزت الأخبار أنّ خلاصة زيارة رمزي عزالدين في يوميها الأولين «خطة جديدة» في الشكل والمضمون، لكن أهداف كل من دمشق والمبعوث الأممي لا تزال متباعدة. الحكومة تريد تكرار سيناريو حمص القديمة في حلب: أمام المسلحين ثلاثة خيارات، إما الانسحاب من المدينة، او تسليم أنفسهم، او الانضمام الى الشرطة. أما دي ميستورا، فيحمل في حقيبته المطالب الغربية والتركية والسعودية: الحؤول دون تلقي المعارضة ضربة موجعة في الشمال، من خلال فرض الجيش السوري حصاره على الاحياء التي تحتلها في حلب.

واستكمل سركيس نعوم في النهار، تعداد أسباب تحسُّن وضع الأسد وضعف مُعارضيه. وقال: الأسباب الأخرى التي تجعل وضع نظام الأسد أفضل من وضع أعدائه داخل سوريا يلخصها المتابعون الأميركيون أنفسهم: شعور السعودية بالارتباك جرّاء مرض مليكها عبدالله بن عبد العزيز، واحتمال وقوعها في نوع من الضياع في حال غيابه عن هذه الدنيا لا قدّر الله؛ المأزق المتصاعد لتركيا في المحيط الاقليمي وفي علاقتها مع أوروبا وأميركا؛ إمكان إفادة نظام الأسد وحلفائه من مشاعر القلق والإرباك بل الخوف التي أثارها أخيراً في أوروبا "الإرهاب الإسلامي"، ولاسيما بعد التأكد من أن عدد المقاتلين الأوروبيين في صفوف تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" كبير جداً؛ تبدو خطة المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا تجميد القتال في حلب مهددة بالفشل جرّاء المذكور أعلاه كله، وجرَّاء التطورات التي ستحصل خلال السنوات المقبلة القليلة. 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.