تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

لقاءات القاهرة: صراع إقليمي على المعارضة السورية:

            دخلت المعارضة السورية في القاهرة، أمس، في مخاض جديد يهدف إلى استيلاد هيئة قابلة لأي مشروع مفاوضات، في حراك فرضته التغيرات الإقليمية ودمشق. ووفقاً لصحيفة الأخبار، انطلق من القاهرة أمس ما يشبه الصراع الإقليمي المتجدد للإمساك بقرار المعارضة السورية، في وقت تترقب فيه موسكو، ومن خلفها دمشق، النتائج الديبلوماسية التي سترشح. بصورة أوضح، دفعت الرياض بحليفتها المستجدة القاهرة نحو مسار محاولة إعادة تشكيل هيئة معارضة جديدة، يمكن الاعتماد عليها في أي مفاوضات مقبلة، باتت محتملة أكثر من أي وقت مضى، خصوصاً بعد القبول الأميركي الضمني بمساعي «الحل السياسي» التي تقودها روسيا التي ستستضيف اجتماعاً سورياً بين 26-29 من الشهر الحالي.

وبدا واضحاً في الأشهر الماضية أن السعودية تعتمد على القاهرة، بحكمها الجديد، كركيزة إقليمية أساسية في مواجهة الحلف القطري ــ التركي الداعم للإخوان المسلمين. هذه المواجهة المفتوحة بين الطرفين انتقلت أمس إلى ميدان المعارضة السورية، في حراك يهدف أولاً إلى تشكيل هيئة معارضة لا تطغى عليها وجوه مقربة من قطر أو تركيا.

ووفقاً للأخبار، تبدو القاهرة في ظل حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي ورقة رابحة تستطيع تسويق أي مشروع جديد في هذا الصدد. فهو من جهة أعاد العلاقات مع روسيا إلى مستوى متقدم، سياسياً واقتصادياً، وكذلك في جوانب التسليح، ومن جهة أخرى لا يستفز دمشق. وقبل يومين قال السيسي، من الإمارات، في رسالة واضحة: «لدينا ثوابت لا نحيد عنها، هي أن نحافظ على بلداننا وعلى الأمن القومي العربي. وفي ما يتعلَّق بسوريا، مهم جداً بالنسبة إلى مصر أن نحافظ على أمن سوريا ووحدتها، وأن لا نسمح بأي انقسام وتقسيم لهذا الجزء المهم من جسد الأمة العربية... ما يحدث في سوريا اليوم ليس من مصلحتنا أبداً، ويجب أن يكون هناك عمل جاد من أجل إنهاء الأزمة هُناك، ولا بد من موقف واضح من الجماعات الإرهابية والميليشيات التي تسبب تفاقم الأزمة السورية».

في السياق ذاته، أكد مصدر رفيع في الخارجية المصرية، أمس، أن «وجود الائتلاف السوري (شخصيات منه) في المؤتمر يعبّر عن نجاح الخارجية المصرية في إنهاء سيطرة تركيا على الملف بشكل أحادي»، مشيراً إلى أن «القاهرة ستكون عاملاً مهما للوصول إلى تسوية نهائية للأزمة السورية، وذلك في ظل التوجه المصري الجديد الداعم لإنهاء الصراع مع الحفاظ على وحدة الأراضي السورية».

ولدى سؤاله عما أعلنه وزير الخارجية وليد المعلم، من أنه «لا يقيم وزناً» لاجتماع القاهرة على اعتبار أن الحكومة السورية لم تدع إليه، قال إن هذه التصريحات «تعبر عن موقف سوري طبيعي من المعارضة السورية»، موضحاً أن مفاوضات «المعارضة السورية سيتم عرضها على دمشق عبر موسكو فور الانتهاء منها وحال الوصول إلى رؤية توافقية يكون بعد ذلك موقف مصري رسمي».

وأوضحت الأخبار أنه ضمن هذه القواعد، بدأت أعمال اللقاء التشاوري للمعارضة السورية في القاهرة، أمس، بمشاركة 33 شخصية سورية معارضة، من الداخل والخارج، وجهت لهم دعوات شخصية من طرف «المجلس المصري للعلاقات الخارجية»، في ظل غياب ملحوظ لعدة شخصيات معارضة من أحزاب وقوى سياسية سورية عديدة.

وفي حين أعلن «الائتلاف» المعارض أنه لم يحضر بشكل رسمي بل عبر شخصيات منه، قال عضو «الائتلاف» المقيم في القاهرة، بسام الملك، إن من بين الحاضرين حسن عبد العظيم، المنسق العام لـ«هيئة التنسيق»، وحضر كذلك كل من هيثم مناع، وحسين العودات، وعارف دليلة، وآصف دعبول، وماجد حسين، وصفوان عكاش. وحضر عن «الائتلاف» كل من أحمد الجربا، رئيسه الأسبق، وقاسم خطيب، وأحمد عوض، وفايز سارة، وغابت عن الاجتماع شخصيات مثل ميشال كيلو وجورج صبرا، كما لم تحضره شخصيات من «مجموعة عمل قرطبة» و«إعلان دمشق»، و«جماعة الإخوان المسلمين» في سوريا. وجود شخصيات من الائتلاف يعبّر عن نجاح الخارجية المصرية في إنهاء سيطرة تركيا.

بدوره، قال رئيس «المجلس المصري للعلاقات الخارجية»، السفير محمد إبراهيم شاكر، في الجلسة الافتتاحية، إن «الاجتماع يضم كوكبة من الشخصيات الوطنية السورية، املا في فتح المجال أمامهم للتوافق حول رؤية وطنية بشكل مستقل وبعيداً عن أي ضغوط، يمكنهم من طرح مشروع سياسي وطني لمستقبل سوريا». واستغرقت الجلسة الافتتاحية نحو عشر دقائق وستتبعها جلسات مغلقة اليوم وغداً في مقر المجلس المصري.

وقال رئيس ما يسمى «الحكومة السورية المؤقتة»، أحمد طعمة، إن عملية بدء تدريب «مقاتلي المعارضة المسلحة» ستكون الشهر المقبل، مع وصول 400 مدرب من الولايات المتحدة مؤخراً، ولقاء «قيادة الائتلاف» و«الحكومة المؤقتة» مع الجنرال الأميركي المكلف بهذا الملف.

وعنونت الحياة: حوار السوريين في القاهرة يغرق في الخلافات. وأفادت أنه وقبل أيام من انعقاد «منتدى موسكو» الذي يُفترض أن يجمع معارضين سوريين بممثلين عن نظام الرئيس بشار الأسد، جمعت القاهرة أمس شخصيات سورية تمثل تيارات المعارضة المختلفة في لقاء يُتوقع أن ينتهي، في حال نجاحه، بإعداد وثيقة تتضمن تصور المعارضة لـ«خريطة طريق» لمستقبل سورية. وغرق المجتمعون في الخلافات وفي مناقشة التفاصيل، وإذا كان أعضاء «الائتلاف الوطني» قد حضروا في شكل «رسمي» أو «رمزي». وأضافت الحياة أنّ أروقة المجلس في ضاحية المعادي شهدت جدلاً وخلافات حول الجهات والشخصيات المشاركة وطبيعة الدعوة التي وجهت إليها. وأصر مشاركون من «الائتلاف» على أنهم يحضرون بصفتهم الشخصية.

وكان متوقعاً أن تستضيف لندن اجتماعاً أمس لـ «النواة الصلبة» لمجموعة أصدقاء الشعب السوري (11 دولة)، على هامش المؤتمر الدولي الذي بحث التصدي لتنظيم (داعش) في كل من العراق وسورية. لكن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند اكتفى بالإشارة، في المؤتمر الصحافي الختامي للمؤتمر، إلى أن بلاده تنسق في مجال الاستخبارات مع أجهزة الأمن في رومانيا وبلغاريا، بوصفهما محطتين أساسيتين يسلكهما المتطوعون الأجانب الذين يلتحقون بتنظيم «داعش» في سورية عبر الأراضي التركية. أما وزير الخارجية الأميركي جون كيري فقال رداً على سؤال إن بلاده ليس لديها «أي مشكلة» في امتناع بريطانيا عن المشاركة في ضربات التحالف ضد «داعش» في سورية، لافتاً إلى أن هذا التحالف يضم خمس دول عربية تشارك كلها في الحملة.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.