تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: السعودية: عهد الحساب العسير.. سلمان ينقلب على عبد الله؟!

مصدر الصورة
SNS

          نشرت صحيفة الأخبار ملفاً بعنوان: سلمان ينقلب على عبد الله. واعتبر فؤاد إبراهيم أنّ الملك الجديد ينتقم من سلفه. عبارة تختصر ما جرى في السعودية تحت جنح الظلام أول من أمس. عودة قوية للجناح السديري الذي يعمل على استعادة قوته وتصفية تركة الملك الراحل عبد الله، الذي ووري الثرى أمس، مخلفاً ابنه متعب على رأس جناح يظلله ولي العهد الجديد مقرن، الذي يبدو ضعيفا بلا سند لا داخلي ولا خارجي.

أريد لخبر وفاة الملك عبد الله أن يمر بهدوء والناس نيام وفي ساعة ميّتة من الليل، فكان توقيتاً إعلامياً بامتياز. لم ينل رحيل الملك حظّه من التغطية الصحافية كما جرت العادة، وكان إيقاع التغييرات سريعاً أكثر مما يتوقعه المراقبون؛ فما أصدره الملك الجديد من مراسيم ملكية أذهل كثيرين عن الحدث نفسه، ولربما كان الوقوف على رحيل عبد الله عابراً. هل في ذلك إشارة ما من الملك الجديد؟ ربما.

وأوضح تقرير الصحيفة أنّ أجندة الملك سلمان كانت مليئة ومثيرة للانتباه، فقد دشّن وعلى الفور حساباً له على «تويتر» تحت اسم خادم الحرمين الشريفين، وأطلق أولى تغريداته وسأل الله أن يوفقه لخدمة شعبه وتحقيق آماله. وقبل أن يوارى جثمان سلفه الثرى، أصدر، وفي حالة غير مسبوقة، سلسلة أوامر ملكية بتعيين ابنه محمد وزيراً للدفاع ورئيساً للديوان الملكي، وابن أخيه محمد بن نايف، وليا لولي العهد، الى جانب منصبه وزيراً للداخلية، وبإعفاء خالد التويجري من رئاسة الديوان الملكي والحرس الملكي، في انتظار المزيد من الاعفاءات والتعيينات في الأيام المقبلة.

بطبيعة الحال، لم تكن قرارات الملك الجديد وليدة اللحظة، فقد كانت جاهزة بانتظار موت عبدالله، فصدرت تباعاً ما كشف عن خلاف عميق بين الجناحين الحاكمين (جناح عبد الله والجناح السديري) لم يكن الكشف عنه ممكناً الا بأوامر مضادة، كتلك التي كان يصدرها الملك عبد الله طيلة عقد من الزمان في سياق تقويضه للعصبة السديرية. اليوم، يحاول الملك الجديد ترميم التصدّعات التي أصابت بنية الجناح السديري عن طريق أوامر ملكية جديدة تقوم على الضم والإزاحة.

وأضافت الصحيفة: بدأ سلمان عهده بتصفية تركة عبدالله، والمؤشرات الأوليّة تكشف عن أنه يمارس دوراً تدميرياً ولكن سريعاً حتى يفرض سيطرته على زمام الدولة دون متاعب ولا ضغوط ويحيلها سديرية مطلقة، وسلمانية إن تطلب الأمر. هي أشبه بلعبة شطرنج ولكن بإيقاع سريع، فقد اختزن الملك الجديد حزمة خصومات مع الملك عبد الله حد الاحتقان بانتظار هذه اللحظة والانقضاض سريعاً. بدا طبق الانتقام لدى سلمان ساخناً ومبكراً ولافتاً، ولم ينتظر حتى انتهاء مراسم دفن سلفه، فقد أعلنها تصفية حساب سريع ضد جناح الملك عبد الله.

ومن الضروري لفت الانتباه إلى أن سلمان لم يحد قيد أنملة عن عبد الله في اعتماد قواعد الاشتباك ذاتها التي كانت في عهد سلفه. وبناءً عليه يمكن القول إن سلمان لا ينتمي الى عصر ما قبل الملك عبد الله، بل هو الوريث الفعلي له في سياسته وفي أدوات صراعه، ولم يختلف عنه حتى في نهجه في التعاطي مع الخصوم. ما يلفت أن الملك الجديد يتوسّل الآليات نفسها التي ابتكرها الملك السابق في إقصاء منافسيه.. وقد يلجأ الى (هيئة البيعة) التي أنشأها الملك عبد الله لتفادي تعيين الأمير محمد بن نايف في منصب نائب ثانٍ (قبل الاتفاق معه في وقت لاحق ضمن عملية تقاسم مناصب بينهما) لإعادة تشكيل السلطة، وقد يؤول الى اقصاء مقرن بن عبد العزيز، ولي العهد الجديد، وإعادة أحمد بن عبد العزيز (وزير الداخلية السابق) عبرالآلية نفسها. وقد يتطلب بناء تحالفات جديدة وهنا يبرز دور الأجنحة المهمّشة التي تكتسب أهمية أكبر بفعل حاجة الجناحين (جناح الملك والجناح السديري) اليها في معركة التجاذب على السلطة الآن وفي المستقبل. على أي حال، فإن الملك الجديد أمام تركة ثقيلة من الخلافات والتغييرات، وسوف يضطلع بمهمة تصفية هذه التركة بصورة سريعة وحاسمة.

وتابعت الأخبار: قرارات الملك الجديد أكّدت بما لا يدع مجالاً للشك أن صراع الاجنحة داخل الاسرة المالكة ليس هامشياً ولا عابراً، ولعل تصريح الأمير طلال بن عبد العزيز بالأمس يكشف عن جانب خطير منه حين رأى أن الخلافات داخل الأسرة قد تكون سبباً للانهيار. وبخلاف ما جاء في مرسوم تعيين محمد بن نايف في منصب ولي ولي العهد، الذي ورد فيه «بعد الاطلاع على ما عرض على أعضاء هيئة البيعة حيال اختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آلسعود ولياً لولي العهد، وتأييد ذلك بالأغلبية..»، فإن الأمير طلال صرّح بأن الهيئة لم تُدع للبيعة، وأن مجلس العائلة لم يجتمع منذ أشهر.

أمراء آخرون تداولوا على مواقع التواصل الاجتماعي خلافات الأسرة المالكة، ولأول مرة في تاريخ السعودية يخرج أمراء من ال سعود الى الاعلام ويتحدثون عن خلافاتهم بشفافية. ولذلك، بدا التصويب على مستشار الملك عبد الله، الشيخ خالد التويجري، مجرد الغطاء المضلل للتمويه على أصل الخلاف داخل قصور الأمراء. قبل وفاة الملك عبد الله، كان حديث الخلافات داخل ال سعود متداولاً في عالم الصحافة والعالم الافتراضي، وحالما أُعلن خبر وفاة الملك وتالياً قرارات التعيين والإعفاء الصادرة عن الملك الجديد بتنا وكأننا أمام معركة مفتوحة من الخلافات بين الأجنحة، لا يعلم حتى الآن أحد مداها.

ردود الفعل على أوامر الملك الجديد تنطوي على مؤشرات سلبية بالنسبة إلى الجناح السديري، فهناك من أبناء الملك عبد العزيز من لا يزال على قيد الحياة، وهو الأجدر بمنصب ولي ولي العهد، بحسب التقليد المعمول به في انتقال السلطة، وسوف يترك تأثيره على علاقة الملك الجديد بإخوته الذين يتعرضون لعملية إقصاء متعمدة في حياتهم دون حتى مجرد الحصول على قبولهم بالتعيينات الجديدة. فما كسبه الجناح السديري من تعاطف خلال الفترة الماضية نتيجة مراسيم ملكية أصدرها الملك عبد الله وصفت بكونها مجحفة بحق السديريين، يستنزفه الملك الجديد الآن بمراسيم مماثلة ما يجعله على قدم المساواة مع سلفه من حيث النزعة الاقصائية واستبعاد بقية الأمراء من الأجنحة الأخرى.

وأردفت الأخبار: من الواضح، أن المعركة على السلطة أخذت طابعاً ثنائياً (عبد الله وسلمان)، وأن بقية الأمراء ليسوا سوى مجرد فاعلين ثانويين أو منقسمين بين رابحين وخاسرين تبعاً لنوع المراسيم الملكية وطبيعتها.

على أي حال، سوف يبقى موقع مقرن في ولاية العهد مثار جدل مفتوح داخل السعودية لبعض الوقت، إذ من غير الممكن بقاؤه دون تحالف رصين في الأسرة، واعتماده على قوة الأمير متعب، وزير الحرس الوطني الحالي ليس كافياً من أجل مواجهة بقية الأجنحة بما فيها الجناح السديري الذي يقوده الملك سلمان....من الجدير بالإشارة أن علاقة الملك الجديد بولي عهده الأمير مقرن ليست وديّة، وثمة شعور لدى الأخير بأن سلمان يتعامل معه بقدر قليل من الاحترام، لأسباب عديدة منها كونه ابن جارية، ومنها استغلال جناح الملك عبد الله له لإيصال متعب بن عبد الله الى العرش. وبالنسبة إلى الأمير متعب، وزير الحرس الوطني منذ عام 2013، فإنه سوف يواجه تحديّات جديّة بعد عودة السديريين بقوة الى السلطة، وما مراسيم سلمان الا رسائل شديدة الوضوح والخطورة الى الجناح المنافس وبقية الأجنحة بأنه سوف يمارس سلطته الكاملة التي يمنحها إياه النظام الأساسي (المعلن في مارس 1992) والذي يمنح الملك صلاحيات مطلقة في التعيين والاعفاء.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ الأمير متعب جرّب بناء علاقة خاصة مع واشنطن بهدف تعزيز فرص وصوله الى السلطة، فكان يكثّف زياراته لعواصم الدول الحليفة للسعودية لناحية استدراج دعم له في مستقبل العرش. ولكن محمد بن نايف بدا الأوفر حظاً لدى واشنطن، لما يتمّتع به من صلات وثيقة مع صنّاع القرار في الولايات المتحدة، والتي عمل عليها في زمان والده من خلال الاتفاقيات الامنية مع واشنطن ومن بينها أربع اتفاقيات استراتيجية عام 2007 التي منحت الأميركيين نفوذاً غير مسبوق في تاريخ السعودية، بما يجعل الأخيرة خاضعة بصورة شبه كاملة للسيادة الأميركية من خلال أنظمة الرقابة والتعقّب التي تطاول كل المقيمين داخل أراضي المملكة..

قبل وفاة الملك عبد الله، كان يدور في الكواليس كلام حول زهد محمد بن نايف في العرش، ويرجع ذلك الى كونه بدون خلف من الذكور، ما يجعل سباقه الى السلطة مقطوعاً، ولكن تعيينه في منصب ولي ولي العهد يجعله وريثاً محتملاً للعرش..

 وتحت عنوان: «عته» القيادة السعودية يثير قلقاً أميركياً.. موت الملك عبدالله أتى في فترة من الريبة المستجدة بين أميركا والسعودية، اعتبرت نادين شلق في الأخبار أنه لا يمكن مواجهة انتقال «السلطة» السلس في السعودية، من دون تساؤلات غربية، وخصوصاً أميركية، عن تأثير العهد الملكي الجديد على العلاقة بين واشنطن والرياض، وبين هذه الأخيرة وجوارها

وأوضحت أنه بالنسبة إلى الأميركيين، وخصوصاً المراقبين المهتمين بالشأن السعودي، فإن مستقبل العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة، ليس أحجية، بل إن من المسلّمات أنه لن يتغيّر كثيراً. لكن الواقع الشرق أوسطي المتوتّر بالتوازي مع الوضع النفطي المستجد، يدفع إلى طرح تساؤلات كثيرة عن السلطة السعودية المقبلة وتأثيرها على السياسة الإقليمية ارتباطاً بالدور الأميركي أو خارجه، خصوصاً في ظل ما يرشح عن صحّة الملك الجديد، الذي يرى العديد من المراقبين، أنها لن تساعد في إدارة الملفات الداخلية أو الخارجية، بل قد تفتح على ما هو أخطر من ذلك، وهو تحدٍّ جديد سيواجهه تداول السلطة في المملكة.

ولفتت الكاتبة إلى أنه وقبل أيام، وتحديداً عند دخول الملك عبدالله إلى المستشفى، تساءل الباحث في «معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية»، أنطوني كوردسمان، عن تأثير الخلافة الملكية الجديدة على الأزمات التي يعيشها الشرق الأوسط، في ظل التقارير عن مرض الملك سلمان. ووصل إلى حد القول إنّ من الممكن أن تؤدّي التوتّرات ضمن الأسرة الحاكمة إلى أزمة داخلية أو خلافات، انطلاقاً من مخاوف من مواجهة السعودية أزمة سياسية كبيرة، ستؤدي بالعائلة المالكة إلى تدمير ذاتها.

وفي الفترة نفسها، كتب سيمون هندرسون في «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى»، أن ما يوحي به الزوّار الذين التقوا سلمان قبيل تسلّمه الحكم، هو أنه «مصاب بالعته الذهني»، ذلك أنه «بعد مرور بضع دقائق من الحديث معه، يبدأ بالتكلّم من دون تناسق». بناءً عليه، «سيكون هناك فراغ في السلطة في الرياض بعد وفاة العاهل السعودي»، أضاف هندرسون حينها: «وهذا الأمر سيؤدي إلى تنامي القلق في العواصم الدولية بسبب أهمية السعودية كأكبر مصدّر للنفط في العالم». لكن ما يثير القلق أكثر، وفق الباحث المختص بالشأن السعودي، «هو تأثير ذلك على المملكة كمركز للزعامة في الدول العربية والدول ذات الغالبية المسلمة»، خصوصاً في ما يتعلق بالتعامل مع تهديد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام». خلص هندرسون بعد ذلك إلى القول إنه «مع احتمال اتجاه الأمور نحو انتقال فوضوي للسلطة، ستحتاج الولايات المتحدة إلى تأكيد أهمية مجيء قيادة تتمتع بالأهلية وتتسلّم مهمات السلطة على وجه السرعة، وإلى عدم الاعتماد على مجرّد الأمل في أن يتمكن بيت آل سعود من إيجاد الحلّ لذلك بنفسه».

وعاد هندرسون ليؤكد، قبل يومين، ما كان قد كتبه سابقاً. فقال في مقابلة مع صحيفة الواشنطن بوست، إن «السعودية متجهة إلى أوقات صعبة بوجود ملك يعاني من العته»، وهذا آخر ما يحتاجون إليه في هذه الأوقات. وانطلاقاً من اختيار مقرن كوليّ للعهد من قبل الملك عبدالله قبل وفاته، تبدأ المشكلة. فوفق هندرسون، رغم تمتّع هذا الأخير بعلاقات جيّدة مع أهم حليف للسعودية، أي الولايات المتحدة، إلا أن «ذلك لا ينفي أن اختياره أثار معارضة شرسة من قبل عدد من الأمراء المستبعدين، الذين اشتكوا من أن الملك عبدالله تحدى التقليد الذي يسمح لكل ملك باختيار خليفته»، ما يعني بالتالي أن انتقال السلطة مفتوح على المجهول في هذا البلد. إضافة إلى ما تقدّم، فإن ما يتسرب، حتى الآن، في الإعلام الأميركي هو القلق على مستوى رسمي من حقيقة أن موت الملك عبدالله «أتى في فترة من الريبة المستجدة في العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية». لذا، هل يمكن الملك السعودي الجديد أن يدير الشرق الأوسط المضطرب، بالتعاون مع أميركا، خصوصاً في ظل العلاقة المتوتّرة بين البلدين؟

جيرالد سيب وجاي سولمون أجابا عن هذا التساؤل في صحيفة وول ستريت جورنال، حيث اعتبرا أنه «على المدى القصير، فإن وفاة الملك قد تخفّف التوتر في العلاقة»، خصوصاً أن السعودية، التي تدخل في فترة انتقالية، «قد تشعر بأنها أكثر عرضة للتهديدات الخارجية، وبالتالي ستحرص على الظهور أمام العالم أنها لا تزال تملك التأييد القوي من قبل الولايات المتحدة». وعلى المدى الطويل، يضيف الكاتبان، «سيؤدي الانتقال إلى تساؤلات عن ماهية الرؤية التي ستحملها القيادة السعودية الجديدة لعلاقتها مع المنطقة والعالم». وهي على الأرجح ستكون «قيادة جماعية»، وفق ما يراها الدبلوماسي الأميركي المختص بشؤون الشرق الأوسط، دنيس روس، الذي ينقل عنه سيب وسولمون قوله إن القيادة السعودية «قد تصبح أكثر حذراً في اتخاذ القرارات».

وبناءً عليه، أشار الكاتبان إلى أن هذا الواقع قد «يقلّل من قدرة السعوديين على التحرك بنحو حاسم في ما يتعلق بالقضايا الصعبة والمثيرة للجدل، إن كان تجاه إيران أو العراق أو الدولة الإسلامية (داعش)، وكذلك بالنسبة إلى السياسات النفطية»، التي كانت الولايات المتحدة والسعودية قد حاولتا التعامل معها سوياً. أضف إلى ذلك أن واقع أن الملك الجديد، سلمان بن عبد العزيز، لا يعتبر زعيماً قوياً ولا يتمتّع بالصحة الجيدة، «يثير القلق بين مسؤولين أميركيين إضافة إلى تساؤلات يطرحونها بشأن السرعة التي سيتمكن من خلالها من توطيد سلطته»، وبالتالي سيسعون إلى «العمل بسرعة مع الحكام الجدد في المملكة العربية السعودية، لمعالجة الأزمات التي لا تعد ولا تحصى في المنطقة».

وتحت عنوان: محمد بن نايف الحفيد الملك، لفتت الأخبار في تقرير لها إلى أنه لم يطل الأمر كثيراً، حتى أعلن الملك السعودي الجديد، سلمان اسم وليّ وليّ العهد: محمد بن نايف ليكون بذلك أول أحفاد الملك المؤسس عبد العزيز من يتبوأ المنصب، وبالتالي حمل راية «آل سعود» في حكم السعودية مستقبلاً.... منصب وليّ وليّ العهد استحدثه الملك عبد الله في 27 آذار من العام الماضي، وعيّن أخاه غير الشقيق الأمير مقرن في هذا المنصب، على أن «يبايع ولياً للعهد في حال خلوّ ولاية العهد، ويبايع ملكاً للبلاد في حال خلوّ منصبي الملك ووليّ العهد في وقت واحد»... تعيين مقرن ألغى العمل وفق الآليات المعينة التي حددها نظام هيئة البيعة لتعيين وليّ العهد. وتنص المادة السابعة من نظام هيئة البيعة على أنه «يختار الملك بعد مبايعته، وبعد التشاور مع أعضاء الهيئة، واحداً، أو اثنين، أو ثلاثة، ممن يراه لولاية العهد ويعرض هذا الاختيار على الهيئة، وعليها بذل الجهد للوصول إلى ترشيح واحد من هؤلاء بالتوافق لتجري تسميته ولياً للعهد. وفي حالة عدم ترشيح الهيئة لأيٍّ من هؤلاء فعليها ترشيح من تراه ولياً للعهد».

وأوضحت الصحيفة أنّ الملك الجديد أبقى على خطوة أخيه عبد الله الذي كان قد ترك للملك القادم الحق في الإبقاء على الأمر الملكي القاضي بتعيين وليّ وليّ العهد من عدمه. ونص الأمر الملكي حينها على أنّ «للملك ـ مستقبلاً ـ في حال رغبته اختيار وليّ لوليّ العهد أن يعرض من يرشحه لذلك على أعضاء هيئة البيعة، ويصدر أمر ملكي باختياره بعد موافقة أغلبية أعضاء هيئة البيعة». وبتعيين محمد بن نايف، تكون الأسرة المالكة قد حسمت عملياً مسألة الانتقال إلى الجيل الثاني.

ويرى البعض أن وصول محمد بن نايف إلى منصب وليّ وليّ العهد يعني أن «الملك المقبل سيولي مهمة الأمن أولوية قصوى»، خصوصاً في ظل الأخطار الأمنية التي تواجه السعودية، وأهمها خطر تنظيم «داعش» على الحدود مع العراق، وفي ظل اشتراك السعودية في «التحالف الدولي» لمحاربة التنظيم. ويضيف أن «هذا يريح الشركاء الخارجيين وخاصة الولايات المتحدة»، وهو يعتبر صديقاً «مهماً» لواشنطن ورجلها «الأمين» بين أحفاد الملك المؤسس.

وأضافت الأخبار أنه وفي أسرة حاكمة توضع فيها السياسات الكبرى بتوافق الآراء ... قد تسهم آراء الأمير محمد في رسم السياسة الخارجية أيضاً.... إلا أن تركيزه على خطر ظهور موجة جديدة من المتشددين في الداخل أهم في رسم السياسة السعودية تجاه سوريا التي أتاحت تقديم المزيد من المساعدات الحكومية للمعارضة مع ثنيهم المواطنين عن التبرع أو السفر للقتال في بلاد الشام.

بدورها، نشرت السفير عدة مواد تتعلق بالحدث السعودي، ومنها: تساؤلات في الغرب: أي مستقبل للعائلة الحاكمة؟ وأفادت أنّ موت عبد الله أثار سلسلة من التساؤلات لدى عدد من الباحثين الغربيين الذين سعوا إلى شرح المتغيرات المحتملة التي قد تنجم عن موت عبد الله وتولي أخيه سلمان مقاليد الحكم، إلا أن معظم الاستنتاجات خلصت إلى عدم حصول تغيير في العلاقات الإستراتيجية للرياض، خصوصاً مع الولايات المتحدة، بينما طرحت أسئلة حول مستقبل الحكم في البلاد، خصوصاً مع قرب انتقال ولاية الحكم فيها إلى جيل جديد من أحفاد عبد العزيز بن سعود.

ونشرت ما كتبه الباحث سايمون هاندرسون من «معهد واشنطن» في مجلة «فورين بوليسي»، واعتباره أن غياب الملك السعودي عن الساحة السياسية يشكل تحديا كبيراً. بدوره اعتبر الكاتب في صحيفة «واشنطن بوست» دايفد ايغناسيوس أنه بعد عقد من الزمن مليء بالتساؤلات حول ما ستذهب إليه الأمور لجهة انتقال السلطة بعد عبد الله، وبعد الوصول إلى هذه المرحلة، فإن المرحلة تبدو غامضة أكثر من أي وقت مضى. وأكد ايغناسيوس أن وفاة عبد الله يفتتح مرحلة جديدة من التغيير على مستوى الجيل الحاكم في المملكة النفطية الذي قد يستمر لسنوات عدة، فالملك الجديد سلمان هو من كبار السن والعاجزين، كما هي الحال بالنسبة الى خليفته الأمير مقرن. وأضاف أن العائلة الملكية السعودية، التي أثبتت قدرتها على البقاء حتى الآن، ستعاني خلال الأيام والشهور المقبلة من مسألة تقرير الجيل الجديد الذي سيحكم فيها. واعتبر الكاتب أن على السعوديين القيام بمراجعة نقدية ذاتية، لأن «هذا الأمر هو خسارة للسنَّة وخصوصاً للقيادة السعودية لهذه الطائفة».

وبحسب ما ذكرت صحيفة دايلي بيست، فإن الاستحقاق الخارجي القريب بالنسبة للسعودية، والذي قد يشكل تحدياً بالنسبة للرياض، لما له من أهمية لدى الولايات المتحدة، سيكون كيفية تفاعل سلمان مع الجهود التي تبذلها واشنطن للتوصل الى اتفاق مع إيران. ويقول الباحث المختص في شؤون الشرق الأوسط، وليم كواندت، للصحيفة إن التغيير في السعودية يأتي «في وقت حساس لأننا قد نكون على وشك انفتاح أميركي تجاه إيران، وهو الأمر الذي لطالما ارتاب السعوديون بشأنه، فإذا أرادت القيادة الجديدة إعطاء هذا الأمر فرصة، فإنه من الممكن أن يؤثر في المنطقة بطريقة هامة».

وقدمت السلطات الإيرانية، أمس، تعازيها إلى الشعب والحكومة السعوديين، وأعلنت أن وزير خارجيتها محمد جواد ظريف سيتوجه إلى الرياض اليوم للتعزية بوفاة الملك عبد الله.

وتحت عنوان: السعودية.. أزمة نظام أم نهايته، اعتبر منير الخطيب، في السفير أنه يسجّل للنظام الملكي السعودي أنه أتاح انتقالاً هادئاً وسلساً للسلطة، لا يحصل عادة في أنظمة حكم مماثلة. صحيح أن أروقة القصر الملكي وباقي القصور، شهدت حراكاً وتسويات بقيت طيّ الكتمان، إلا أنّ القرارات الملكية الصادرة بعد ساعات على رحيل الملك، وقبل دفنه، كشفت حجم المداولات بين الأمراء وخطورتها. وكشف سرعة صدورها حساسية العلاقات المذكورة، وبدا أنها صدرت في مرحلة دقيقة للغاية، لا تسمح بتأخير، ولو حتى للحظة واحدة. انحصر السباق إلى كرسي الملك بين أبناء عبد الله من جهة، ومحمد بن نايف من جهة أخرى.

وأضاف الكاتب: مركزا القوة في السعودية متعب بن عبدالله ومحمد بن نايف، الأول يستند على الحرس الوطني وأشقائه، والثاني يستند على وزارة الداخلية وأولاد عمومته السديريين، وهو بات أقرب الى الحكم من متعب بعد قرار سلمان الأخير. الصراع بينهما مفتوح على كافة الاحتمالات، أبعدها توافقهما على تقاسم السلطة. الصراع على المُلْكْ فُتح على مصراعيه، وبالتأكيد لن نشهد انتقالاً سلساً للسلطة بعد اليوم في المملكة. ولتفادي تلك الأزمة، أعلنت الرياض عن ثلاثة ملوك دفعة واحدة بعد رحيل عبدالله. كم ملك سيعلن عنه لاحقاً؟ نظام الحكم السعودي كما نعرفه، منذ نحو 80 عاماً، يتغيّر، وربّما يكون سلمان بن عبد العزيز آخر ملوكه. والمشكلة مع السعودية أنّ أزماتها الداخلية هي أزمات عربية وعالمية ونفطية وتعني الجميع، إنّها كالمرأة لا تسطيع العيش معها ولا من دونها، وهي الآن مشغولة بشؤون بيتها الداخلية، فليسترح الإقليم.

وتساءل زياد حيدر في السفير أيضاً: الرياض ودمشق: هل تحصل وقفة مع النفس؟ وذكر بأن العلاقات السعودية ــ السورية لم تكن يوماً نموذجا للعلاقات العربية المأمولة، على الأقل بالنسبة إلى دمشق، والحزب الحاكم فيها، «حزب البعث العربي الاشتراكي». واستعرض الكاتب تاريخ العلاقات في السنوات الأخيرة مشيراً إلى موضوعين، لم يستطع الجانبان الاتفاق عليهما أبداً، ولا يبدو قريباً أنهما سيفعلان. الأول هو لبنان، وطرق إدارة الشؤون الإقليمية فيه وعبره. والثاني العلاقة مع إيران وامتداداتها الإقليمية هي الأخرى.. وربما يكون لمصر يوما من الأيام دور في تقليص حالة العداء القائمة. وربما يكون رحيل الملك فرصة لذلك. إلا ان أفضل ما يخدم العلاقة المحتملة بين البلدين الآن، هو وجود عدو مشترك اسمه جماعة «الإخوان المسلمين»، من دون الإشارة إلى «الإسلام التكفيري» الذي ينظر للمملكة باعتبارها، هي الأخرى، هدفاً له.

بالمقابل، عنونت الحياة: السعودية تبايع القيادة الجديدة.. وانتقال سلس للسلطة. وأفادت أنّ المواطنين السعوديين بايعوا بعد صلاة العشاء أمس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملكاً للبلاد، والأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولياً للعهد، والأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد، بعد بضع ساعات من وداع مهيب وتشييع الملك عبدالله إلى مثواه الأخير في مقبرة العود بالرياض.

وشدد مراقبون للشأن السعودي أمس على أن انتقال السلطة في السعودية تم بشكل سلس. وقرر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بموجب أمر ملكي أمس، استمرار جميع الوزراء في مناصبهم.. وأكد مسؤول في الخارجية الأميركية أن واشنطن «تتطلع قدماً الى استمرار الشراكة بين الولايات المتحدة والسعودية تحت قيادة الملك سلمان بن عبد العزيز». وأضاف «ان علاقتنا قوية ومحصنة وعلى أسس متينة وكل جهودنا ستستمر». ولفت الى «تطلع الإدارة قدماً للتعاون مع الملك سلمان الذي عملنا عن كثب معه في السنوات الماضية كولي عهد ووزير للدفاع». وأعلن البيت الأبيض ليل أمس ان الرئيس باراك أوباما سيتصل مع الملك سلمان في الايام القليلة المقبلة.

وأبرزت القدس العربي: العاهل السعودي يستهل عهده بترتيب انتقال الحكم للجيل الثاني من الأسرة.. فاجأ الجميع بتعيين الأمير محمد بن نايف وليا لولي العهد متجاوزا العمل بنظام هيئة البيعة. وكتبت أنّ العاهل السعودي الملك سلمان بدأ عهده، يوم امس، بترتيب أمور مستقبل الحكم السعودي من أجل تجنب أي خلافات قد تحدث بين أبناء الجيل الثاني على السلطة، حيث عيّن الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية ـ وهو من أمراء الجيل الثاني ـ وليا لولي عهده الأمير مقرن بن عبد العزيز. وبقرار تعيين الأمير محمد وليا لولي العهد ونائبا ثانيا لرئيس الوزراء يضع العاهل السعودي الجديد حدا للكلام الذي كان يثار قبل وفاة الملك عبد الله بأن الأمير متعب بن عبدالله سيتولى منصب ولي ولي العهد الجديد. ويضع حدا لأي خلافات قد تنشأ بين أمراء الجيل الثاني حول ولاية العهد وتولي الملك بعد ذلك.

ويرى مراقبون أن قرار تعيين وزير الداخلية وليا لولي العهد دون الرجوع لهيئة البيعة ـ رغم الحصول على موافقة معظم الأمراء الكبار ـ يعني وقف العمل بنظام هيئة البيعة الذي وضعه الملك الراحل، الذي ايضا كان أول من أوجد منصب ولي ولي العهد.

وعين الملك سلمان بن عبد العزيز نجله الأمير محمد بن سلمان رئيسا للديوان الملكي خلفا لرئيسه السابق خالد التويجري. وتعيين الأمير محمد رئيسا للديوان يعني أنه سيكون المسؤول المباشر عن جميع الملفات والأوراق وحتى القرارات التي ستعرض على الملك. والشيء الملفت للنظر أن العاهل السعودي الجديد عين نجله الأمير محمد أيضا وزيرا للدفاع، بالإضافة إلى منصبه كرئيس للديوان، الأمر الذي سيعني أن الملك سلمان، الذي كان وزيرا للدفاع بالإضافة لولاية العهد، يريد استمرار إشرافه الشخصي والمباشر على المؤسسة العسكرية.

ولا يتوقع أن يتغير موقف السعودية الداعم لقوى المعارضة للرئيس بشار الأسد ونظامه.

ورأت افتتاحية القدس العربي: سلمان والعرش السعودي.. ميراث ثقيل من التحديات، أنه وعلى الصعيد الداخلي، فان سلمان يتسلم أوضاعا لا ينقصها التوتر، في ظل استنكار دولي للحكم بجلد الناشط رائف بدوي، وانتهاكات أخرى لحقوق الانسان. وحتى اذا كانت البرقية الامريكية التي كشف عنها ويكيليكس في العام 2007 دقيقة في قولها ان «الامير سلمان لا يعتقد ان الحكم الديمقراطي يناسب السعودية»، فان هذا لا ينفي الحاجة الملحة إلى اجراء اصلاحات واسعة تتعلق بحرية التعبير وخاصة بين الشباب، وحقوق المرأة والاقليات الدينية. أما على الصعيد الاقليمي، فان سلمان يجد على مكتبه ملفات ساخنة بل متفجرة، تحتاج إلى قرارات حاسمة، بينها اليمن الذي دخل مرحلة من الفوضى قبل ساعات قليلة من توليه العرش باستقالة الرئيس هادي وحكومته، وانفصال محافظات الجنوب، وشبح الحرب الاهلية- المذهبية التي قد تتجاوز الحدود إلى الشمال. ولا يقل التهديد الذي يطل عبر الحدود العراقية خطورة، وإن كان يأتي ضمن تحد استراتيجي اوسع تقوده إيران. ولم تستبعد الصحيفة إمكانية اعتماده مقاربات جديدة اكثر واقعية، لكنها تصبح اقل صعوبة في ظل وجود قيادات جديدة، في ملفات مزمنة في تعقيدها، كالازمة السورية، او الحرب الباردة مع إيران او مكافحة الإرهاب.

ورأت الصحيفة المقربة من قطر أنه سيتعين علينا الانتظار لنعرف ان كانت التغييرات الواسعة في القيادة السعودية ستنتج اعادة للنظر في تناول قضية انخفاض اسعارالنفط، بسبب ما ترتبط به من توازنات داخل الحكومة، خاصة في ظل تراجع متوقع في نفوذ الامير سعود الفيصل، الذي كان يستند إلى دعم مباشر من الملك الراحل في الهيمنة على وزارات أخرى بينها النفط. وعلى اي حال فان التجديد في القيادة السعودية قد يكون مجرد «اول الغيث» في منطقة عانت من الجمود والديكتاتورية عقودا طويلة، وهو وضع لم يعد ممكنا استمراره بعد ان هبت عليها رياح التغيير.

ورأى عبد الرحمن الراشد في الشرق الأوسط أنّ السعودية حسمت القلق. واعتبر أنه بدعوته لمبايعة الأمير مقرن وليا للعهد، واختياره الأمير محمد بن نايف وليا لولي العهد، يكون الملك سلمان قد أرسل رسالة تطمئن السعوديين والأجيال الصغيرة. فالدولة السعودية عمرها منذ بداية توحيدها أكثر من قرن، وتقف اليوم قوية، في وقت تهاوت فيه الكثير من الممالك والدول المجاورة. وقد أصبح الاستقرار كلمة مهمة في حياة إنسان المنطقة، يريد أن يرى نظاما قويا، ثابتا، مستمرا، قادرا على التنمية والتطور. والعالم كله يحتاج إلى أن يرى في منطقتنا المضطربة دولا مستقرة، بأنظمة مستمرة، تتحمل مسؤولياتها الاجتماعية، ولم يعد مثلها في منطقتنا الكثير، بكل أسف.

واعتبر غسان شربل في افتتاحية الحياة أنّ شعور الخسارة بفقدان الملك الراحل عوّضه شعور الثقة بالضمانة التي يوفرها نهج من آلت إليه الأمانة. فما شهدته الرياض من قفزات في العقود الماضية كان بفعل سهر أميرها الذي استعان دائماً بسلاح الثقة المتبادلة مع أبنائها.. يتولى الملك سلمان بن عبدالعزيز مهامه فيما تتلوى المنطقة على دوي العواصف والتوترات العابرة الحدود. اليمن. والعراق. وسورية. وليبيا. وأماكن أخرى. لكن الانتقال السلس الذي شهدته السعودية أمس يُجدد الرهان على دورها الكبير في ترسيخ نهج الاعتدال ولغة الحوار والتعايش والتعاون. فاستقرار السعودية ضرورة سعودية وخليجية وعربية وإسلامية ودولية. ولدى الملك الجديد رصيد واسع من الخبرة والثقة والصدقية وهي ما يصنع سلاح الملك.

وعنونت افتتاحية الأهرام: فقيد الأمة العربية، معتبرة أنّ الملك عبدالله لم يكن مجرد قائد لدولة عربية، وإنما كان زعيما أمينا وحريصا على المصالح العليا للأمة العربية جمعاء... و«الأهرام» يتقدم بخالص العزاء إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة شعبا وقيادة، وإلى الأمة العربية جمعاء في فقيدها الكبير، ونحن على ثقة أن الملك سلمان وولى العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز سيواصلان المسيرة على الدرب نفسه.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.