تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: القاهرة: لسنا بندقية للإيجار.. ولا للأصدقاء!!

          رفضٌ أميركي لعمل عسكري مصري في ليبيا، فوقه انتقاد خليجي لانتقاد مصري لقطر، تزيد عليه التحديات الداخلية.. جزء من كوابح كثيرة منعت القاهرة من المضي بعيداً، بل دفعها إلى تخفيف ضرباتها الجوية. وذكرت صحيفة الأخبار أنّ جملة الردود الدولية أوقفت أخيراً الاندفاعة المصرية نحو ليبيا، التي يثبت يوماً بعد يوم أن أزماتها صارت جزءاً من الأمن القومي لمصر. كل ذلك يتقاطع مع تهدئة على صعيد الدبلوماسية المصرية ـ الخليجية تسعى إليها القاهرة أولاً، والرياض ثانياً، وقد يكون للدوحة رأي مشابه، إذ إن اختلاف المصالح ما بين بنغازي وطرابلس، لا يجب أن يجرّ ـ وفق كثيرين ـ الويلات على المستوى السياسي العربي المهترئ أصلاً.

فعلى وقع التأكيدات الدولية المتتالية منذ نحو أسبوع، والقاضية بأن لا حل عسكرياً في ليبيا تقوده مصر، شددت مصادر دبلوماسية مصرية على أن القيادة المصرية لم تكن منذ البداية قد قررت أي تورط في حرب برية غرباً، موضحة أن بلادها «لم تأخذ خيار الحرب، وإنما ألزمت نفسها الردّ على همجية الإرهاب، لأنه ليس وارداً أن تسمح بقتل أبنائها ولا تفعل شيئاً».

وأضافت الأخبار: لعل ما تناقلته المصادر الليبية والدولية عن سقوط مدنيين في الغارات المصرية قد جعل القاهرة في مقاربة صعبة واجهت دمشق قبلها، وهو العامل الذي أسهم في تخفيف الضربات الجوية، مع أن المصادر الدبلوماسية نفسها أكدت مراراً أن «الجيش لم يستهدف مدنيين، بناءً على أن المراكز المستهدفة محددة بدقة عبر مراقبة استخبارية طويلة بالتعاون مع الحكومة الشرعية في ليبيا (حكومة طبرق) التي جربت الضربات بالتنسيق معها». هذا الحديث عن التنسيق مع حكومة عبد الله الثني يضعف قيمة ما أخرج في اليومين الماضيين من تسريبات «تفضح التدخل المصري في الشأن الليبي»، إذ إن الإفصاح في أكثر من تصريح رسمي مصري عن التنسيق المسبق يعني بالضرورة وجود «علاقة قوية».

وتؤكد المصادر أن «مصر ليست بندقية للإيجار، وهي أيضاً ليست بندقية للأصدقاء، فالعقيدة القتالية لجيشنا تركز على حماية الوطن فقط». وبشأن الحديث عن التدخل السعودي في صوغ سياسات البلاد الخارجية، قالت: «الكلام عن استعمال الرياض للقاهرة لا يعبّر عن فهم حقيقي لواقع العلاقات المصرية ـ الخليجية، فبغض النظر عمّا يشاع وبعض ما يتمناه الخليجيون، لكن بلادنا ليست في وارد الانقياد إلى رغبات الآخرين».

وبشأن الزوبعة التي أثارها بيان مجلس التعاون الخليجي تعليقاً على تصريحات مصرية ضد الدوحة، نقلت وكالة الأناضول عن مسؤول دبلوماسي مصري، أن اتصالات دبلوماسية مكثفة جرت بين القاهرة ودول مجلس التعاون، خلال الساعات الماضية، لاحتواء الأزمة. وأكد المسؤول، أمس، أن «الاتصالات أدت إلى تغير موقف مجلس التعاون من العملية المصرية ضد الجماعات المسلحة في ليبيا، من التحفظ إلى التأييد». ولفت إلى استمرار «الوساطة الخليجية بين مصر وقطر لإتمام بنود المصالحة بينهما». وأعلن الأمين العام لمجلس التعاون، عبد اللطيف الزياني، أمس، أن «دول مجلس التعاون تؤيد كل ما تتخذه مصر من إجراءات عسكرية ضد الجماعات الإرهابية في ليبيا».

        من جانب آخر، أفادت الأخبار أنّ اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية تثبت يوم بعد الآخر ارتباطها على نحو وثيق بالشأن السياسي والتحالفات والأحزاب السياسية، فبعدما كان مقررا أن يُغلَق باب الترشح نهائياً مساء الخميس قررت اللجنة مد فتح تلقي الأوراق الناقصة للترشح لمدة يومين تختتم مساء اليوم. وأوضحت الصحيفة أنه وعلى عكس ما جرى في الانتخابات الرئاسية التي أغلق فيها الكشف الطبي قبل إغلاق باب الترشح بيومين، قررت اللجنة مد تلقي الفحوص الطبية بسبب تأخر الأحزاب في إعلان القوائم وتقدم أوراق المرشحين في الساعات الأخيرة قبل إغلاق باب الاقتراع، حيث كانت عدة أحزاب وقوائم انتخابية مهددة بالخروج من السباق على نحو نهائي بسبب عدم الاستقرار على المرشحين نظراً إلى الخلافات حول محاصصة الأحزاب في التحالفات. ووفقا للمعطيات الحالية بتدخل الدولة في تأليف ودعم قائمة « في حب مصر»، التي تضم عددا من الوزراء السابقين والمدعومين من الدولة... فإن القائمة التي تتنافس على جميع مقاعد القوائم البالغة 120 يتوقع أن تحصدها في جميع الدوائر.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ العملية الانتخابية ستشهد منافسة مالية حامية، بين الفلول المسيطرين على معظم القوائم، وكذلك في نظام الانتخاب الفردي، بينما نسبة التيار الاسلامي ليست كبيرة مقارنة بالانتخابات الماضية الذي سيطر الإسلاميون عليها.

وفي الحياة، اعتبر جمال خاشقجي أنّ مجلس الأمن والمجتمع الدولي أنقذا مصر من الوقوع في فخ نصبه تنظيم «داعش» لها ولجيشها، عندما رفضا دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى تدخل عسكري دولي في ليبيا، ففي غمرة الغضب والرغبة في الثأر بعد جريمة ذبح 21 مصرياً على يد فرع تنظيم «الدولة الإسلامية» بليبيا، تدافع كبار المسؤوليين والإعلام المصري يتنادون «الحرب... الحرب». كما اعتبر الكاتب السعودي أنّ الموقف الخليجي الأخير والموحد، الذي أعلن صراحة رفض اتهامات الحكومة المصرية لدولة قطر بدعم الإرهاب، لأن الأخيرة رفضت الحماسة المصرية للحرب في ليبيا، هو موقف محبّ لمصر ومدرك لواقعها السياسي وقدراتها العسكرية، ولا بد لمحبّي مصر أن يمنعوها من الوقوع في فخ «داعش» وجرّها إلى حرب في ليبيا، فالتنظيم يتمنى الحرب وهو غير حريص على الانتصار والخروج بأقل الخسائر مثل أي جيش متحضر ومسؤول.

ورأى الكاتب أنّ المصالحة الليبية هي الخطوة الأولى في الحرب على «داعش»، أما تأجيج الحرب فكفيل بدفع بعضهم إلى حضن «داعش».. ولدى مصر ما يكفيها من المشكلات، ومحبة مصر أن نبعدها وننصحها بعدم الوقوع في «نكسة» أخرى.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.