تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: أردوغان والسيسي في الرياض: تحالف إقليمي جديد..!!

مصدر الصورة
sns

مصالحة مصرية ـ تركية بوساطة سعودية باتت قاب قوسين أو أدنى، تمهيداً لـ«لمّ الشمل» في إعادة هيكلة للتحالف الإقليمي ضد سوريا وإيران. يحلّ رجب طيب أردوغان ضيفاً على السعودية اليوم، فيما يصل عبد الفتاح السيسي غداً، ما يعزّز فرضية انتهاء القطيعة بين الدولتين، وسط حديث عن إمكانية الاتفاق على تشكيل قوات عربية «لمكافحة الإرهاب».

وأفاد تقرير في صحيفة الأخبار أنه في ظلّ الحديث المثار أخيراً عن صيغة جديدة لتحالف إقليمي ضد سوريا وإيران، بات احتمال حدوث المصالحة المصرية ـ التركية أقرب من أي وقت، خصوصاً أن أردوغان يصل اليوم إلى الرياض، فيما يحلّ الرئيس السيسي ضيفاً على المملكة يوم غد، في زيارةٍ رسمية، ما يعزّز المعلومات التي تشير إلى وساطة سعودية بين الزعيمين، في محاولةٍ جديدة من النظام السعودي للعودة إلى النقطة الصفر في الموقف ضد سوريا وحليفتها إيران، تحت مظلةٍ إقليمية أكبر هذه المرة.

هذه المواجهة تتطلّب لملمةً «للمعسكر السنّي»، بأعمدته الثلاثة الرئيسية: السعودية، مصر وتركيا. وهي تحتاج بالضرورة إلى مصالحة عاجلة بين السيسي وعدوّه اللدود أردوغان المعروف بموقفه من النظام المصري الحالي، ومما يصفه بـ«المنقلب» على الإخوان. وفي أي حال، هذه المصالحة لم تعد مستبعدة، تبعاً لبراغماتية أردوغان المشهورة في التعامل مع القضايا المهمة، خصوصاً إذا كان الوسطاء فيها الملوك والأمراء والمشايخ.

ولفت تقرير الأخبار إلى أنّ معطيات عدة تعزّز فرضية المصالحة أيضاً، من بينها لقاء أردوغان بالملك الأردني عبدالله، أول من أمس، بعد زيارة الأخير للرياض ثم لقائه بالسيسي في القاهرة. في هذا الوقت، كان أمير قطر، تميم بن حمد، مجتمعاً بقيادات اللوبي اليهودي في واشنطن بعد لقائه بالرئيس أوباما الذي نعت الدوحة بـ«الحليف المهم جداً في الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية» (داعش)، متجاهلاً الأدلة التي أكدت أن الدوحة هي من المموّلين الرئيسيين لـ«داعش»، كما لكل الجماعات المتطرّفة التي تقاتل في سوريا. من البيت الأبيض، قال تميم ما يمكن اعتباره إعلان حرب جديدة على الرئيس الأسد، حين قال إنه «أخطر من داعش»، فيما كان ولي ولي العهد السعودي، محمد بن نايف، في لندن يتحدّث إلى رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون عن مشاريعه المستقبلية سعودياً وإقليمياً، في محاولة جديدة منه ومن النظام الجديد في الرياض لإقناع الغرب بضرورة الابتعاد عن طهران، متقاطعاً في ذلك مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وتحدث تقرير الأخبار عن معلومات من مصادر متعددة أجمعت على أن واشنطن تُعدّ صياغة جديدة لجمع شمل التحالف الدولي/ العربي ضد «داعش»، وهو ما ينطوي أولاً على الاتفاق على أيديولوجيا إسلامية «معتدلة»، تساعد الجميع على التصدي لأيديولوجيا «داعش»، وثانياً الإعداد لأعمال عسكرية مشتركة على الأرض ضد التنظيم المتطرّف في العراق ثم سوريا ولاحقاً ليبيا.

وأضافت الصحيفة: تعاطف أردوغان وتلاقيه العقائدي مع «الإخوان المسلمين»، كانا كافيين للتورّط في سوريا بهذا الشكل، مع الحليفين «العقائديين»، قطر والسعودية وبصورةٍ أقل مع الأردن. هذه الدول الثلاث عادت من جديد للتآمر ضد سوريا. هذه المرة بصيغ جديدة تعدّها واشنطن التي تريد حسم قضية «داعش» بعد إقناع حلفائها العرب بخطر هذا التنظيم عليهم أيضاً. هذا الإقناع يتطلّب تنسيقاً عربياً ـ تركياً، الهدف منه إعادة «الإخوان المسلمين» إلى الساحة السياسية ولكن بشكل ومضمون جديدين، يحملان ترويض هذه الحركة وتطعيمها بـ«الإسلام التركي». تحقيق ذلك يتطلّب المزيد من التنسيق والتعاون بين مصر «مهد» الإخوان وأردوغان «حامي حماهم»، والسعودية «الأب المموّل» في جميع الأحوال والظروف، رغم إعلان الملك الراحل عبدالله «الاخوان» تنظيماً إرهابياً، حالهم حال «القاعدة» و«داعش» و«النصرة»، لأنه يعرف جيداً أنه لا فرق بينهم.

وهو الرأي الذي يوافق عليه بالضرورة الملك الحالي سلمان، وولي ولي العهد ووزير الداخلية، محمد نايف، ولكن من دون أن يرى فيه أكثر أهمية وأولوية من عدائه للرئيس الأسد وحليفيه إيران وحزب الله، ومن دون أن يهمل النظام السعودي الجديد حساباته في اليمن، حيث يحتاج أيضاً إلى «الإخوان» في حربه ضد الحوثيين مع تزايد الحديث عن حرب أهلية خطيرة تخطط لها الرياض مع حليفاتها الخليجية في اليمن.

ويعرف الجميع أن الأولوية في الحسابات الأميركية قد لا تتفق مع أولويات أنظمة المنطقة، خصوصاً الرياض والدوحة وعُمان وأنقرة التي ما زالت ترى في الأسد الهدف الأهم في مجمل مشاريعها وبرامجها الإقليمية، حتى لو اضطرها ذلك إلى حسم كل الخلافات في ما بينها والعودة إلى ساحة التآمر على سوريا والعراق. وهذه المرة يبدو أن هذه الدول استخلصت الدروس الكافية من تجارب السنوات الأربع الماضية التي لم تكن كافية لإسقاط النظام في دمشق والتخلّص من النفوذ الإيراني في سوريا والعراق ولبنان واليمن. هذه المرة، قد تحمل المخططات صوراً أوضح وأكثر حدّية لتدمير وتقسيم سوريا والعراق وبعدهما لبنان واليمن، وفق خرائط جديدة تساهم إسرائيل في رسمها، وتشجعها ما دامت ستحقق مقولة دايفيد بن غوريون الذي تحدّث أواسط الخمسينيات عن ضرورة تدمير سوريا والعراق ومصر كشرط أساسي لضمان قوة إسرائيل وعظمتها.

وقد أدت السعودية ومعها قطر وتركيا دور الوكيل لتحقيق هذا الحلم تحت شعارات «الديموقراطية والحريّة والإسلام»، فيما هي بذاتها بعيدة كل البعد عن هذه الشعارات والمقولات. يبقى الرهان في هذا المشروع، اليوم، على إمكانية إقناع السيسي عبر الإغراءات المادية والضغوط السياسية وحتى النفسية بضرورة العودة الى حضن المؤامرات التي بدأها الرئيس أنور السادات في كامب دايفيد، وسار على نهجها الرئيس السابق حسني مبارك. وفي هذا الإطار، تشير مصادر خاصة، طبقاً للأخبار، إلى أن من المقرر أن يبحث السيسي مع سلمان تشكيل «قوات عربية مشتركة» من 20 إلى 40 ألف جندي نواتها مصر والأردن والإمارات، على أن تنضم اليها دول أخرى، لمواجهة "الإرهاب" في المنطقة.

وعنونت الحياة: مصر لتشكيل قوة عربية مشتركة «بمن حضر». وطبقاً للصحيفة، كثفت الديبلوماسية المصرية من نشاطها لحشد الدعم العربي خلف اقتراح تشكيل قوة عسكرية عربية مشتـــــركة تــــوكل إليها مواجهة الإرهاب. وذكرت الحياة أن السيسي سيبحث خلال زيارته غداً إلى السعودية في تفاصيل الاقتراح، بعدما حصل على تأييد الحــــكومة الليبية، فيما سيكون الملف على رأس أجــــندة جـولة عربية يبدأها الأمين العام للجامعة العــــربية نبيل العربي الأسبوع الجاري في الكويت. لكن تلك الجهود تواجه معضلات. وكشف مسؤول مصري مطلع، أن الاقتراح الذي تتم بلورته في الأروقة لتشكيل القوة المشتركة «سيتم بناء على اتفاق الدفاع العربي المشترك، بحيث تعتمد في قوامها على القوات العسكرية المصرية، مع مشاركة رمزية من القوات عربية أخرى». وقال إن «القوات المقترحة ستتمركز في القاهرة، لكن ستكون لها تشكيلات تعتمد بالأساس على القوات الخاصة والتدخل السريع، وستكون لها قيادة مشتركة بما يشبه المجلس العسكري العربي الذي سيضم إضافة إلى عسكريين رجال استخبارات».

ورأت افتتاحية الأهرام أنه في ظل المخاطر والتحديات التي تواجه الأمة العربية تكتسب زيارة السيسي للسعودية غدا ولقاؤه الملك سلمان أهمية خاصة، وذلك لعدة اعتبارات، أولها: أنها تأتى في وقت تواجه فيه الدول العربية محاولات حثيثة لتقسيمها وتفتيتها على أسس عرقية ودينية، كما يحدث في سوريا والعراق من صراع طائفي ومذهبي بين سنة وشيعة وآشور وكلدان وأكراد وتركمان. كما تأتى الزيارة مع تزايد خطر الارهاب والفكر المتطرف وانتشار العناصر التكفيرية في العديد من البلاد العربية، الأمر الذى يوجب التنسيق والتعاون بين مصر والسعودية على أعلى المستويات بما لهما من قوة تأثير وعلاقات مع دول المنطقة والعالم وذلك لمواجهة هذا الخطر الداهم الذى لم يعد يهدد دول المنطقة فحسب، بل بات يهدد العالم بأسره.

واعتبرت الصحيفة أنّ الأمن القومي العربي لن يكون بعيدا عن طاولة المباحثات.. مع تدهور الأوضاع في اليمن وضرورة تدارك الأمر وتلافى آثاره السلبية على منطقة الخليج والبحر الأحمر. كما تؤكد الزيارة عمق ومتانة العلاقات المصرية ـ السعودية على المستويين الرسمي والشعبي وأن أي محاولات لتعكير صفوها ستبوء بالفشل الذريع.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.