تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: القمة الأولى بين السيسي وسلمان: تركيا وباكستان في المشهد؟!!

      في زيارته للرياض، أمس، عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اجتماعًا مغلقًا مع الملك سلمان، بحثا خلاله الأوضاع الإقليمية، والعلاقات المشتركة، والقمة العربية التي ستعقد في شرم الشيخ في نهاية آذار المقبل. الزيارة هي الأولى التي يقوم بها السيسي للسعودية بعد رحيل الملك عبد الله وتولي الملك سلمان الحكم، إذا ما استثنينا زيارة العزاء التي قام بها الرئيس المصري للمملكة النفطية بعد الإعلان عن وفاة الملك السابق.

ووفقاً للسفير، تأتي الزيارة بعد ملابسات شابت العلاقات بين مصر والسعودية، حيث ترقب الجميع التوجهات الجديدة للمملكة بعد تولي سلمان الحكم، وإحلاله رجاله محل رجال عبد الله، ما فُسِّر على أنه انقلاب على المنظومة التي رسخها الملك الراحل، وما صاحب ذلك من توقعات معلنة من قبل مقربين من الحكم في السعودية بتخلي المملكة عن دعم نظام السيسي وتوجهها إلى عقد مصالحة مع «الإخوان المسلمين». وجاءت الزيارة عقب إطلاق السيسي دعوة إلى تشكيل «قوة عريية مشتركة» تتولى مهمات الأمن في المنطقة العربية، وحمايتها من خطر الإرهاب، وهي القوة التي رُشِّح للانضمام إليها كل من مصر والسعودية والإمارات والكويت والأردن.

ولفتت السفير إلى أنّ استقبال سلمان للرئيس المصري في مطار الرياض، أمس، حمل رسالة واضحة في ما يتعلق بالجدل الدائر بشأن ارتباك العلاقات المصرية السعودية وتحول سياسات الملك الجديد عن سياسات الراحل. والزيارة التي استغرقت ساعات معدودة جاءت في لحظة معقدة تتزاحم فيها التوقعات بمستقبل الإقليم، وترتبك فيها علاقات الدول الرئيسية بالمنطقة، في ما يشبه إعادة هيكلة وتوزيعا جديدا للأدوار الإقليمية. وما زاد التوقعات حول زيارة السيسي، وجود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الرياض، تزامنًا مع تواجد الرئيس المصري، ما فتح باب التكهنات باحتمال تدخل السعودية لإنجاز مصالحة بين مصر وتركيا وقطر، لتجنب الانقسامات في مواجهة مخاطر عدّة، منها خطر الإرهاب الذي يضرب المنطقة في عدد من مراكزها الحيوية، وتصاعد النفوذ الإيراني، وبلوغه اليمن، في ما يهدد النفوذ السعودي.

وأضافت السفير: جود الرئيس التركي لم يكن وحده ما أثار التوقعات بشأن زيارة السيسي، فقبله كان أمير قطر تميم يزور السعودية، ثم يتجه إلى الولايات المتحدة، ليتحدث في جامعة جورج تاون عن أهمية دعم الحكومة المصرية والحفاظ على استقرارها، حتى مع وجود خلافات معها، ليخرج بعدها السيسي مؤكدا أنه أرسل اعتذارا للشيخة موزة عن تجاوز الإعلام المصري بحقها، رافضا أي إساءة إلى امرأة عربية، في ما بدا توجهًا من الطرفين لتهدئة الأزمة بينهما. كما أن زيارة ملك الأردن لمصر بعد زيارته للسعودية، عشية زيارة السيسي للمملكة، أوحت بأن ترتيبات يجري إنجازها بخطوات متسارعة.

هذا الاحتمال يؤكده مدير وحدة دراسات الخليج العربي في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية معتز سلامة، الذي يقول: «نحن الآن إزاء ما يشبه الإقدام على صفقة إقليمية كبرى. السعودية تسعى فيها لتحقيق مكاسب لمختلف الأطراف لكي تتم. ومنذ فترة، دعا ملك المغرب إلى تحالف بين الدول السنية في المنطقة بما فيها تركيا. وقد يكون هذا ما يجري اليوم».  ويضيف سلامة: «هناك أحاديث متكررة عن دمج الإخوان في المنطقة مع احترامهم للقواعد والقوانين. كما أن احتمالات المصالحة بين مصر وقطر تتزايد، فضلًا عن أن هناك اتجاهًا لتخفيف التوتر بين مصر وتركيا». ويتابع: «قد نشهد ولادة تحالف جديد، وقد يتضمن تغييرات عن السابق».

ويقول: «مصر قد لا تكون مهتمة بامتدادات الإخوان الإقليمية، ويمكنها التجاوز عنها في ليبيا واليمن وسوريا. ولكن الأمر سيكون مختلفًا عند الحديث عن الإخوان في الداخل المصري. وأعتقد أن مصر ستكون قادرة على إقناع السعودية بأن قضية الإخوان في مصر شأن داخلي».

وتابعت السفير: كلما تزايدت التوقعات بالمصالحة بين مصر وقطر وتركيا، والحديث عن وجود تسوية محتملة مع «الإخوان المسلمين»، ظهرت توقعات أخرى تناقضها بالكامل، وهي توقعات لا ترى وجود أي احتمال للتسوية والتقارب مع قطر وتركيا إلا بتوقفهما بالكامل عن دعم «الإخوان». وزير الخارجية المصري الأسبق محمد العرابي لا يرى أن احتمالات التقارب بين مصر وقطر وتركيا قد زادت بأي درجة، إذ يقول إن «الزيارة التي قام بها السيسي للرياض أعادت التأكيد على العلاقات الاستراتيجية بين السعودية ومصر، وأكدت أهمية تحالف البلدين في مواجهة الأخطار التي تحيط بالمنطقة، وكان ضروريًّا أن يلتقي الزعيمان قبل القمة العربية المقبلة». ويتابع العرابي: «بالنسبة إلى العلاقات المصرية القطرية، والعلاقات المصرية التركية، فلا أتوقع أن يحدث فيها أي تقدم في المرحلة المقبلة. ووجود الرئيس التركي في الرياض أمس ليست له دلالة خاصة. كل ما في الأمر أن السعودية تسعى إلى إقامة علاقات متوازنة مع الجميع، وهذا أمر يحسب لها».

وختمت السفير تقريرها بالقول: نشاط محموم في المنطقة يحاول كل طرف تفسيره بحسب ميله. ولكن ما أصبح مؤكدًا للأطراف الرئيسية، أن الأخطار الآتية من كل اتجاه أكبر من قدرة أي طرف منفرد، وأن صراعات الداخل لا يمكن أن تتقدم على أزمة المنطقة بالكامل، وأنه عندما تكون كل الأطراف مهددة بالخسارة، فإن أي طرف لن يتمكن من تحقيق مكسب منفرد.

وأبرزت صحيفة الأخبار: السيسي لم يلتق أردوغان: سلامة اليمن وسورية الدولة. وأفادت أنّ السعودية حضنت أمس الأضداد على أراضيها من دون أن تجمعهما في مكان واحد. «العدوّان»، السيسي وأردوغان حلّا ضيفين على الرياض في يوم واحد من دون أن يلتقيا. ففيما أنهى السيسي زيارته أمس بعد لقاءاته مع المسؤولين السعوديين، يبدأ أردوغان، الذي وصل السبت السعودية حيث أدى مناسك العمرة وزار المدينة المنورة، جدول أعماله الرسمي فعلياً اليوم بلقاء مع الملك سلمان. وعلى الصعيد السوري، أوضح السيسي أن «اهتمام مصر ينصرف إلى الحفاظ على الدولة السورية ذاتها وحماية مؤسساتها من الانهيار، مؤكداً أهمية التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة ينهي معاناة الشعب السوري، ويحفظ وحدة الأراضي السورية وسلامتها ويحول دون امتداد أعمال العنف والإرهاب إلى دول الجوار السوري».

ورداً على سؤال حول تزامن زيارته للسعودية مع زيارة رسمية للرئيس التركي، وعلاقتها بالحديث الدائر عن وساطة سعودية بين أنقرة والقاهرة، قال السيسي: «هي صدفة... المملكة دولة تمارس علاقاتها مع العالم كله». وحول وجود ممانعة مصرية لأي وساطة للتقريب مع تركيا، أوضح السيسي أن «من يرى مصر خلال الـ18 شهراً الماضية، مصر كان لها خط ثابت لعدم التصعيد مع أحد، السؤال عندما يوجّه لي أقول: اسألوا الآخرين».

وتحت عنوان: السيسي؛ كتلة الوسط بين الرياض وطهران، اعتبر ناهض حتر في الأخبار أنه لكيلا يكون هناك أي التباس، حصّن القضاء المصري السيسي، قبيل زيارته إلى السعودية، من سوء الفهم أو الإغواء. فقد صدرت أحكام مشدّدة على قيادات إخوانية، وتم الإعلان عن «حماس» وجناحها العسكري بوصفهما منظمتين «إرهابيتين»، ونفت الرئاسة المصرية، قطعياً، أن تكون هناك أي مبادرة لتعويم شخصيات معتدلة من الإخوان المسلمين. على هذا اعتبر أردوغان، أن السؤال عن امكانية لقائه بالسيسي في السعودية، مجرد «مزاح». في الواقع، لم يكن اللقاء على الأجندة المصرية، أصلاً.

وتابع حتر: يتمتع نظام الجنرالات في مصر الآن، بتراكم قوى وامكانات، لم تكن متاحة لأي نظام مصري منذ الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. هذا لا يعني التماثل، بل يشير إلى التشابه النسبي في القدرة على الاستقلالية السياسية واتساع هامش المناورة. وأضاف: استقلالية السياسة المصرية ــــ ولو النسبية ــــ هي ربح صافٍ لمحور المقاومة؛ وأبسط ذلك الربح أن الكتلة المصرية الوازنة هي التي تحول دون تكوين حلف مذهبي طائفي في المنطقة، تحت قيادة الولايات المتحدة، وبالتواطؤ مع إسرائيل. وختم حتر بالقول: بسبب تجريمها لحركة حماس بالإرهاب، ستتعرّض مصر لهجمة سياسية ــــ اعلامية، هي، بالنسبة إليها، أشبه بزوبعة في فنجان. فالوطنية المصرية في حالة صعود، بحيث أنها لن تصغي لصرخات حماس، كما أن الطلب على الدور الإقليمي لمصر، يحرّرها من الضغوط في تعاملها مع الشأن الفلسطيني، خصوصا أن القاهرة التي أدانت حماس بالإرهاب، فتحت ذراعيها لاستقبال حركة الجهاد الإسلامي، رسميا، لـ «البحث في العلاقات الفلسطينية ــــ المصرية». إنها رسالة ودية، وشديدة الوضوح، موجهة، بالذات، إلى محور المقاومة: نحن أو حماس.

ونقلت الحياة تأكيد سلمان والسيسي خلال اجتماعهما في الرياض أمس، عمق العلاقات الإستراتيجية بين بلديهما، والحرص على تعزيزها في المجالات كافة. وأفادت وكالة الأنباء السعودية بأن الملك سلمان والسيسي «عرضا أوجه التعاون، وبحثا في تطورات المنطقة والعالم». وتشهد الرياض نشاطاً مكثفاً اليوم وغداً، إذ يجري الملك سلمان محادثات مع أردوغان الذي وصل إلى الرياض أمس. وسيلتقي سلمان غداً رئيس وزراء باكستان نواز شريف، ويبحث معه في الأوضاع الإقليمية، ومكافحة الإرهاب. كما سيصل إلى الرياض هذا الأسبوع وزير الخارجية الأميركي جون كيري.ولفتت الصحيفة إلى أنه وبمغادرة السيسي، بعد مأدبة غداء أقامها له الملك سلمان بن عبدالعزيز، تبين أن ما تردد سابقاً عن لقاء محتمل يجمعه وأردوغان كان محض تكهنات.

واعتبر جورج سمعان في الحياة، أنّ الرئيسين المصري والتركي سمعا من السعودية أصداء المناورات البحرية لإيران في الخليج. ولكن، من المبكر أن يلتقيا معاً. يمكن الرياض أن تشكل عامل تنسيق في المرحلة الحالية بين كل الأطراف التي يقلقها التوسع الإيراني، وما قد يترتب على اتفاقها مع الولايات المتحدة بعد الاتفاق على تسوية ملفها النووي، والتي يقلقها أيضاً انتشار حركات الإرهاب «الداعشي» و«القاعدي»، من العراق وسورية إلى اليمن وسيناء وليبيا... لن يكون سهلاً أن تدير السعودية سياسة تقوم على ترسيخ التحالف مع مصر وإعادة الحرارة وبناء علاقات متينة مع تركيا. فالصراع القائم بين القاهرة وأنقرة يحتاج إلى جهود جبارة لإطفاء حريقه. لكن الرياض التي عرفت لعقود كيف تهندس العلاقات بين مصر وسورية على رغم تصادم سياساتهما في كثير من الملفات، يمكنها أن تكرر التجربة بين السيسي وأردوغان. يمكن الرياض أن تجـــمع بين القطبين السنّيين الكبيرين في المنطـــقة على رغم ما بينهما من فـــروقات... إذا كان هدف الدول الثلاث الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في أية تغييرات سيخلفها الاتفـــاق المتوقع بين إيران والولايات المتحدة، وما قد تسفر عنه الحرب على الإرهاب التي لا يبدو أن أميركا راغبة في الرمي بثقلها لتغيير المعادلة على الأرض. بل هناك دوائر في واشنطن وعواصم غربية عدة ترى إلى الصراع المذهبي في الإقليم حرباً داخلية بين المسلمين، فلماذا تتدخل؟ يأتي التدخل بعد أن يرتفع صوت المتصارعين على أنقاض ما يبقى من خريطة المنطقة!

وفي كلمة الرياض، اعتبر يوسف الكويليت أنّ محور مصر - السعودية ليس مجال شكوك، فهناك مسار واحد، ولا أحد ينكر أنهما ميزان القوة في المنطقة، والملفات المهمة مفتوحة ولم تغلق، فهناك حالة الاضطراب التي تشمل معظم دول المشرق العربي؛ العراق، سورية، اليمن، ومعهم الوجود الإيراني الواضح، والذي يهمه تصدير إرهاب التقاطع المذهبي، وليس بالضرورة الانتصار وإحكام السيطرة على تلك البلدان، وإنما تخريبها وإحاطتها بأزمات متلاحقة تريدها أوراق ضغط على دول عربية أخرى، وهو تصرف قد ينعكس سلباً عليها، لأن موازين القوة لدى الإيرانيين عجزت أن تغطي احتياجات شعبها الذي وجد عبثاً سياسياً وأيدلوجياً في تبذير موارده، وخلق نسب عليا تتصاعد كل يوم تحت خط الفقر، بما في ذلك من يعطي إنذارات لتحرك شعبي قد يعصف بالمؤسسة الحكومية كلها..

ورأت افتتاحية الوطن السعودية أنّ لقاء سلمان مع السيسي، واليوم مع أردوغان، يأتيان ليؤكدا أن المملكة مصممة على متابعة الطريق من أجل حل الأزمات العالقة في المنطقة، فمصر وتركيا دولتان محوريتان في المنطقة، والتعاون الإيجابي معهما بما يلبي تطلعات شعوب المنطقة ضرورة تقتضيها مصالح الجميع.... المملكة تعرف أن لتركيا دورا ضروريا في حل الأزمة السورية وتحجيم الجماعات الإرهابية وتعطيل مرور عناصرها إلى مناطق النزاع العربية في كل من العراق وسورية، وعندما يكون التنسيق على مستوى رفيع، فالنتائج ستكون إيجابية... لقاء سلمان بأردوغان، وإن انصب جزء منه على العلاقات الثنائية، فإنه سيتخطى ذلك لبحث أفضل السبل لتخليص شعوب المنطقة من الكوارث التي تحيق بها، وتضافر الجهود كفيل بوضع مخرج لكل حالة وأزمة مستعصية.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.