تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: تقسيم اليمن أولوية سعودية...!!

مصدر الصورة
SNS

         أفادت صحيفة الأخبار أنّ المنطقة نحو تصعيد جديد، كمّاً ونوعاً. لم يعد الأمر مجرد تحليلات مبنية على مؤشرات متناثرة. وقائع الميدان، اليمني خصوصاً، وأحاديث الغرف المغلقة تتوالى داعمة لاستنتاج كهذا. الاتجاه نحو إعادة صياغة التحالفات في المنطقة بات جلياً. محور الاعتدال، كما يسمى، الذي انقسم فسطاطين خلال السنوات الماضية، يسعى لاستعادة لحمته. تركيا وقطر و«الإخوان» من جهة، والسعودية والإمارات والأردن من الثانية. جهود كثيرة تبذل لتوحيده مجدداً. لا شك في أن الحضور المتزامن لأردوغان والسيسي الى السعودية يقع ضمن هذا السياق الذي يتجاوز البعد السياسي والتنسيق الإقليمي، ويعكس إعادة تحديد للأولويات والمخاطر حيث تحتل إيران رأس اللائحة.

على الأقل هذا ما تؤكده مصادر عربية قريبة من العرش السعودي. تتحدث عن جهود حثيثة تبذلها الرياض لتشكيل قوات إسلامية مهمتها الانتشار في بؤر التوتر، من ليبيا إلى سوريا والعراق واليمن. تقول إن الحكاية بدأت مع الملك الأردني عبدالله الثاني الذي يؤدي دوراً أساسياً في ترتيب الأوضاع الإقليمية، لإيجاد مخرج للسيسي يسمح له بإرسال قوات مصرية إلى مناطق النزاعات تحقيقاً لمقولته «مسافة السكة» ومبدأ «أمن الخليج من أمن مصر». وقتها جرى الحديث عن نيات لإرسال قوات مصرية إلى العراق لتحرير المناطق الغربية منه من سيطرة «داعش» وعن نشر وحدات منها على الحدود السعودية مع العراق. المشكلة التي ظهرت في ذلك الحين مرتبطة بمدى استعداد الجيش المصري لتحمّل أعباء من هذا النوع وحده، في الوقت الذي يواجه فيه أخطاراً أكثر إلحاحاً، سواء في سيناء أو من الجانب الليبي، فضلاً عن عبء الاستقرار الأمني في البر المصري. كانت فتوى عبدالله الثاني، بحسب المصادر نفسها، تشكيل قوات عربية من 20 إلى 40 ألف مقاتل، نواتها مصرية وأردنية وإماراتية وسعودية، سارع السيسي الى تبنّيها. اقتراح ووجه بمعارضة السعودية، رفضاً على ما يبدو لحقيقة أن قوات من هذا النوع ستكون القيادة والتحكم فيها بيد مصر. فكان أن تقدمت الرياض باقتراح بديل، يقوم على مبدأ تشكيل قوات إسلامية، تضم، إلى جانب المشاركة العربية، قوات من تركيا وباكستان. سبب إضافي دفع السعودية لمد اليد إلى هذين البلدين، ألا هو محاصرة إيران التي تتشارك معهما بحدود طويلة.

ووفقاً للأخبار، يأتي ذلك بالتزامن مع محاولات استيعاب «الإخوان» المسلمين في أطر وطنية. والمعنى تحويل هذا التنظيم إلى تشكيلات كيانية بلا مرشد وبلا تنظيم دولي للجماعة. أولى بوادر بدء تطبيق هذا التوجه ظهر في الأردن، مع تقديم جماعة منشقة عن «الإخوان» طلب ترخيص في هذا الإطار، الذي سبق وحدد سياقه وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في تصريح لافت قبل أسابيع. يبقى ما يحصل في اليمن، الذي يبدو أنه سيكون الساحة الأولى لتعبير المحور الجديد ــ القديم عن توجهاته. المصادر السالفة الذكر تتحدث عن قرار سعودي اتخذ لتقسيم هذا البلد. الفكرة، بالنسبة إلى الرياض، هي أن يكون اليمن «إما كله لنا أو فليقسم». اتجاه يترافق مع جهود سعودية حثيثة لتحويل الصراع هناك إلى اقتتال مذهبي شافعي ــ زيدي. الضغوط التي مورست على أحزاب اللقاء المشترك ــ التجمع اليمني للإصلاح (إخوان) والاشتراكي اليمني والوحدوي الناصري واتحاد القوى الشعبية ــ ورؤساؤها جميعهم شافعيون، لمقاطعة الحوار مع الحوثيين، ليس سوى أحد تجليات هذا التوجه الذي يرمي إلى «عزل الزيود». توزيع العطايا على الوفود اليمنية، الحزبية والعشائرية، التي تتدفق على الرياض، بطلب من هذه الأخيرة، معطى إضافي. تأكيد المصادر استقبال مطار عدن يومياً لأربع طائرات تنقل مقاتلين تكفيريين من كل أنحاء العالم، يكمل الصورة. كل هذا يأتي في وقت باتت فيه النيات التركية التدخل عسكرياً في الشمال السوري والعراق واضحة للعيان. استعراض نقل رفاة سليمان شاه بالغ الدلالة. كذلك تأكيد أثيل النجيفي، حليف أنقرة، قرار الأخيرة المشاركة عسكرياً في معركة تحرير الموصل.

وأوضح سامي كليب في الأخبار أنه وبعد أسابيع قليلة على توليه العرش، رسَّخ الملك سلمان الفكرة الرائجة عنه بأنه أكثر تشدداً وحزماً من معظم أسلافه في الملفات الداخلية والخارجية. رتّب سريعاً البيت الداخلي. طمأن حلفاءه الاميركيين حيال هذا الترتيب الذي مهَّد الطريق للجيل الجديد. عيَّن في ولايتي العهد وبعض الادارة من يقودون حملة ضد الارهاب، وفي مقدمهم ولي ولي العهد الامير محمد بن نايف. قلًّص دوائر استشارية كثيرة في العرش. وها هو الآن يتفرَّغ لمواجهة ما تسميه السعودية «التمدد الايراني السافر» في المحيط السعودي وفي الدول العربية. وأضاف كليب: منذ رفضه قدوم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح للمشاركة في جنازة الملك عبدالله، أعطى الملك سلمان الاشارة الاولى في اتجاه اليمن وأنصار الله الحوثيين. السعودية لم ولن تستسيغ المساعدة الكبيرة التي قدمها صالح للحوثيين. وبنقله سفارة السعودية الى عدن، وما تبعها من نقل لسفارات خليجية اخرى، رفع الملك سلمان مستوى المواجهة الى درجة الضوء الاحمر مع الحوثيين وايران.

جاءت الرسالة السعودية الثانية صوب مصر. أوحى الملك سلمان بالرغبة في كبح بعض جماح الاندفاعة السياسية والمالية التي انتهجها الملك عبدالله حيال القاهرة. لا ترغب السعودية في انهيار الوضع في مصر، لكنها لن تقبل ان تنهض مصر أكثر مما ينبغي، لأن في النهوض الكبير استعادة للدور العربي الاول.... انزعاج سعودي آخر من مصر لم يُعلن كثيرا، لكنه بقي تحت الرماد. يتعلق الأمر بالمعارضة السورية. صحيح أن القاهرة استضافت مؤتمرا لجمع المعارضة، لكنها تعمدَّت تهميش الائتلاف، ولم تجب حتى الآن على طلب زيارة من رئيسه خالد الخوجة. كذلك يحكى عن حرص الجيش المصري على الحفاظ على صلابة الجيش السوري، وعن رغبة مصرية في اعادة سوريا الى مقعد الجامعة العربية. مثل هذه الخطوات ترفضها السعودية، ولعلها تلوّح بسيف المساعدات المالية لمنعها، لكنّ السيسي وجد قاسماً مشتركاً، فتحدث عشية وصوله الى الرياض عن «حل سياسي، ووحدة الاراضي السورية ومكافحة الارهاب»، متجنباً اكثر من سؤال عن مستقبل الرئيس السوري في هذا الحل.

ولفت كليب إلى أنّ السعودية تحتاج إلى مصر وتركيا في مشروع مواجهة ايران. الحاجة سياسية وعسكرية. العلاقة مع القاهرة مستقرة حتى لو شهدت تغييرات... صعب ان نرى اردوغان والسيسي يتصافحان طالما بقي الرئيس المصري يطارد الاخوان. جل مشروع تركيا في الشرق الاوسط مبني على هذا الحصان الاخواني. ولكن رغم هذا التنافر المصري ـالتركي، فان السعودية تسعى لأن تصبح الساحة الاولى للتحرك الاقليمي ضد الطوق الايراني الذي ترتفع حرارته من العراق الى اليمن وصولا الى التغييرات العسكرية اللافتة على جبهتي الشمال والجنوب في سوريا. أين ستكون الانعكاسات الاولى لهذه الحركة السعودية؟ وأجاب كليب: لنراقب اليمن عن قرب (فالجنوب نفسه قد ينقسم على نفسه حيال الحضور الخليجي). ولنراقب أيضاً الجبهات السورية، ذلك أن العراق بات مرصوداً غربيا لمواجهة الارهاب، ومن الصعب السماح للاعبين الاقليميين بتغيير قواعد اللعبة فيه حالياً.

من جانب آخر، أفادت صحيفة الأخبار أنه وفي محاولةٍ لرسم واقعٍ مختلف عن الذي يريده الخليج والغرب في اليمن، وفي ترجمة عملية لإعلان زعيم «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، انتهاج سياسية «البدائل» في العلاقات الإقليمية والدولية، بدأت الجماعة باتخاذ خطواتٍ مهمة تكرّس مكانها في قلب الصراع الدائر في المنطقة. وفدٌ حوثيّ برئاسة رئيس المجلس السياسي في الجماعة، صالح الصماد، في طهران، ووفدٌ آخر في موسكو. خطواتٌ كافية لتحدّي مشيئة دول الخليج وبلورة آلياتٍ لمواجهتها، بعدما كان أداء تلك الدول إزاء التطورّات اليمنية، في الأسبوعين الأخيرين، كأنه يقول ضمنياً: «الوصاية الخليجية أو الخراب»... أراد الغرب والخليج تصوير صنعاء في حالة عزلةٍ دولية. فجاء الردّ في اليومين الماضيين بأوضح صوره، أولاً عبر إبرام السلطة في صنعاء (اللجنة الثورية العليا) اتفاقية تعيد الرحلات الجوية بين طهران وصنعاء، وثانياً عبر زيارة وفدين من الجماعة لطهران وموسكو في الوقت نفسه.

وأبرزت السفير أيضاً: الحوثيون يردّون على «العزلة» بتعزيز التعاون مع إيران. ووفقاً للصحيفة، رد الحوثيون أمس، على المحاولات الدولية لفرض عزلة عليهم، والتي تبدّت خصوصاً في محاولة نقل العاصمة السياسية والديبلوماسية لليمن من صنعاء إلى عدن، فحطت أول طائرة إيرانية في العاصمة صنعاء، غداة توقيع اتفاقية بين طهران ومسؤولين في الطيران المدني اليمني لتسيير رحلات مكثفة بين العاصمتين. وفي هذه الأثناء، شن الرئيس اليمني المتراجع عن استقالته عبد ربه منصور هادي من عدن، هجوماً لاذعاً على الحوثيين، معتبراً أنهم نفذوا «انقلاباً مكتمل الأركان» في صنعاء.

وعنونت الحياة: هادي: صنعاء محتلة والاتفاق الجوي مع إيران باطل. وأوردت أنّ الرئيس هادي اعتبر صنعاء «عاصمة محتلة» من قبل جماعة الحوثيين، نافياً أن يكون انتقاله إلى عدن من أجل السعي إلى انفصال الجنوب. وأعلن أن اتفاق النقل الجوي بين طهران وصنعاء غير شرعي متعهداً محاسبة الذين وقّعوه. 

واعتبر عبد الرحمن الراشد في الشرق الأوسط أنه وفي أجواء المعارك، التي لا دخان لها بين الجارتين السعودية وإيران، تتشكل المنطقة بهدوء من أحلاف، وفي هذا الإطار تعيد كل القوى تقييم قدراتها العسكرية وتعزيزها في سباق تسلح محموم. ودون أن تتوقف إيران عن التوغل في عمق شرق الخليج وما وراءه، وما لم تقبل بحلول للنزاعات الضخمة مثل سوريا، فإننا سنرى ارتفاعا في المواجهات عددًا وحدة، وسيرتفع التوتر بدرجة لن يكون سهلا معها السيطرة على الخلافات ومخلفاتها لاحقا. أما لماذا نطلب من إيران أن تتوقف، وليست السعودية؟ فالسبب هو أن نظام طهران دائما في حالة هجوم، والرياض في حالة دفاع، كما حدث في مصر، ويحدث اليوم في اليمن.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.