تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: العراق: واشنطن تعتبر دور إيران في تكريت «إيجابياً»

        اعتبرت الولايات المتحدة أمس، أن الدور الذي تلعبه إيران في عملية تحرير مدينة تكريت العراقية «إيجابي»، نافية في الوقت نفيه أن تكون في صدد التنسيق مع طهران ميدانياً، في الوقت الذي رد فيه وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي على التصريحات الأميركية في ما يتعلق بمعركة الموصل، مؤكداً أنها «عراقية القرار». وقال العبيدي أمس، إن بغداد وحدها هي التي ستقرر توقيت ونطاق أي هجوم لاستعادة الموصل، بعدما بعث المسؤولون الأميركيون إشارات متضاربة عن الهجوم.

وأضاف العبيدي، في مؤتمر صحافي مشترك في بغداد مع نظيره التركي عصمت يلمظ أن «معركة تحرير مدينة الموصل ستكون عراقية التخطيط والتوقيت والتنفيذ»، مضيفاً أن «العراق لن يستعين بأي قوات أخرى خلال تلك المعركة». وأشار وزير الدفاع العراقي إلى أن المعركة هي معركة الجيش العراقي وأن دور التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة سيقتصر على الدعم الجوي و«هذا أمر متفق عليه».

وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قال أمس، إن أنقرة أرسلت طائرتين إلى بغداد هذا الأسبوع محملتين بالمساعدات العسكرية التي طلبها العراق. وأكد وزير دفاعه أن تركيا مستعدة لتقديم المزيد من الدعم. ونقلت محطة «أن. تي. في» عن يلمظ قوله: «نقف إلى جانب العراق في أي عملية ينفذها في الموصل. تركيا مستعدة لتقديم كل أنواع الدعم الاستخباري واللوجيستي للعراق في إطار مكافحته الإرهاب».

وأعلن رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي أن دور إيران في الهجوم الذي تشنه القوات العراقية لاستعادة مدينة تكريت من تنظيم «داعش» يمكن أن يكون «إيجابياً». وقال ديمبسي، أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ أمس الأول، إن المساعدة الإيرانية للمجموعات المسلحة ليست جديدة، لكنها تتم بشكل علني أكثر هذا الأسبوع مع إطلاق هجوم القوات العراقية لاستعادة تكريت. وأضاف أن الهجوم الذي بدأ الاثنين الماضي، يمثل التدخل الإيراني «الأكثر وضوحاً» في العراق منذ العام 2004 «مع مدفعية ووسائل أخرى».

غير أن قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال لويد اوستن، نفى أن تكون الولايات المتحدة بصدد «التواصل» أو «التنسيق» مع الإيرانيين. بدوره، أعرب وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر عن أمله في «ألا يؤدي الهجوم على تكريت إلى إيقاظ شبح الفتنة الطائفية في العراق»، قائلاً إنه «مع تقدم عملية استعادة الحكومة العراقية الأراضي، علينا أن نتأكد من أن هذه الحملة تتم بطريقة غير طائفية». وفي هذا الوقت، أعلنت وزارة الداخلية العراقية أمس، تحرير 97 قضاءً وناحية وحياً في محافظة صلاح الدين من تنظيم «داعش»، مشيرة إلى أنه «تم قتل العشرات من الإرهابيين والانتحاريين»، طبقاً للسفير.

وعنونت الأخبار: الموصل: بوابة النفوذ التركي. وأوضحت: قد لا تكون تركيا سيّدة قرارها العسكري بين الشمال السوري والشمال العراقي، وذلك بالنظر إلى ارتباطاتها الغربية وعضويتها في حلف شمال الأطلسي. لكن في المقابل، لدى أنقرة ما يكفي من أدوات تستخدمها لإبراز نفوذها وتعزيزه ضمن هاتين المساحتين. "تحرير الموصل" كان عنوانها الجديد للدخول الفعلي في الميدان العراقي، هذا ما أثبتته زيارة وزير دفاعها لبغداد أمس.

ووفقاً للصحيفة، تتقن تركيا ــ أردوغان إعادة إنتاج أدوارها في منطقة الشرق الأوسط وتظهير نفوذها في مساحات تعتبر أنها تمثّل عمقاً استراتيجياً لها. فمن الشمال السوري وعاصمته حلب، امتداداً إلى الشمال العراقي وعاصمته الموصل، يبدو أنّ قرار أنقرة واحد: النفوذ الأول لنا وإن اختلفت عناوين الصراعات، وأدواتها. رسالة يبدو أنّ عصمت يلماز، قد نجح في إعلانها من بغداد، أمس، أمام كل المعنيين بالشأن العراقي، المحوري.

عموماً، إن كانت مدينة الموصل ومحيطها في الشمال العراقي يمثّلان بالمعطى الجغرافي والسياسي عمقاً استراتيجياً لتركيا، إلا أنّ مجمل الحديث ــ الإقليمي والدولي ــ عن قرب العملية العسكرية لاستعادتها من تنظيم «داعش» بات يشير إلى سباق مخططات يدور حول الغرب العراقي والشمال، محافظة نينوى تحديداً، على اعتبار أنّ استعادة السيطرة هناك تكتنفه أبعاد مهمة، أبرزها: ارتباط المنطقة الجغرافي بالشرق السوري؛ تحديد هوية القوى المحلية التي ستنتشر هناك بعد عمليات «التحرير» وتأثير ذلك على محافظة الأنبار المحاذية؛ إضافة إلى عنصر رمزي يتمثّل بإسقاط ما يصفه البعض بعاصمة «دولة الخلافة» (الموصل). وقد تكون مجمل هذه العناصر دفعت راهناً باتجاه رفع مستوى الحديث التركي عن دور معيّن حيال عملية الموصل وحيال العراق عموماً، وذلك برغم أنّ كلام المسؤولين الأتراك لم يشر إلى دور تركي أحادي..

ووفقاً للأخبار، جاءت زيارة يلماز للعراق خلال ظرف إقليمي شهد تنامي دور أنقرة ضمن «التحالف الدولي» بعد التوقيع، أخيراً، مع واشنطن على اتفاق بشأن تدريب عناصر من «المعارضة السورية المعتدلة». كذلك، أتت الزيارة خلال المرحلة التي يبدو فيها أنّ الديبلوماسية التركية تكتسب هامشاً جديداً للتحرك في الشرق الأوسط بفعل ما بدأ يظهر من تقارب، محدود حتى الساعة، مع الإدارة السعودية الجديدة. ويؤمن هذان المعطيان (التحالف والرياض) حرية أكبر لأنقرة في الشمال العراقي وغربه، نظراً إلى نفوذ الطرفان هناك.

من جانب آخر، وفي هجومٍ يكاد يكون الأول من نوعه على تنظيم (داعش)، قال الرئيس التركي أردوغان، إن التنظيم «يحاول تدمير حضارتنا وثقافتنا الإسلامية». أردوغان الذي تجنّب الهجوم المباشر على «داعش» طيلة الفترة الماضية، اتخذ من إحراق التنظيم لمكتبة الموصل في العراق، منصةً للقيام بتشبية تاريخي بين انتهاكات «داعش» وممارسات الجيش المغولي الذي أحرق مكتبات بغداد بعد غزوها في القرن الثالث عشر. تصريحات أردوغان اللافتة برغم أنها لم تخرج عن سياقٍ تاريخي حضاري محدود، أعقبها إعلان الرئيس التركي اعتزام أنقرة إنشاء متحف كبير «يضم آثاراً إسلامية»، إضافة إلى الانتهاء من تجهيز مشروع مكتبةٍ ضخمة.

وأبرزت الحياة: قلق أميركي من «فتنة طائفية» في تكريت. وأفادت أنّ تنظيم «داعش» نشر صوراً لأرتال عسكرية في بلدة العلم قرب تكريت، التي تشهد معارك منذ ثلاثة أيام، مؤكداً أنها إمدادات وصلت إلى مسلحيه لمواجهة هجوم القوات العراقية التي أعلنت أمس تحرير 97 بلدة وقرية منذ بدء القتال هناك. وفيما أعلن مارتن ديمسي، أن دور إيران في الهجوم على «داعش» في تكريت، يمكن أن يكون «إيجابياً» إذا لم يؤد إلى توتر مذهبي مع السنّة، دعا رئيس اللجنة المركزية التابعة لقوات التعبئة الشعبية الإيرانية (الباسيج) مهدي طالب، الشعب الإيراني إلى «التضحية بلقمة العيش لدعم المقاتلين في سورية والعراق ولبنان واليمن».

وعنونت الشرق الأوسط: تفاهم أميركي ـ إيراني ضد «داعش» في تكريت واستثناء الأنبار والموصل. وكشفت مصادر سياسية عراقية مطلعة عن وجود نوع من التفاهم بين الولايات المتحدة وإيران فيما يتعلق بالمعارك الجارية حاليا لتحرير مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، من سيطرة تنظيم داعش. وأوضح مصدر سياسي أن «إيران رغبت في أن تكون معركة صلاح الدين من حصتها وهي جزء من تفاهم خاص مع الأميركيين بعلم بغداد التي لم تطلب مشاركة أميركا جوا رغم الحاجة الفنية إليها»، موضحا أن وجود مستشارين إيرانيين كبار من أمثال قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني «لا ينسجم مع مشاركة أميركية في هذه الصفحة من الحرب، خصوصا أن إيران لن يكون لها حضور في معركتي نينوى والأنبار لأسباب مهمة في المقدمة منها أن إيران لم تنجح ولا يبدو أنها ستنجح في تعميم تجربة الحشد الشعبي في الموصل التي هي ذات غالبية سنية - كردية مطلقة والأنبار التي هي سنية بالكامل».

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.