تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير لـsns: واشنطن تتحسب من «غرق» السعودية في اليمن:

مصدر الصورة
SNS

            أفادت السفير أنه في تصريحات هي الأولى من نوعها، أعلن مسؤولون أميركيون عن تزايد المخاوف لدى الإدارة الأميركية بشأن الأهداف السعودية المبتغاة من الحرب التي تقودها على اليمن، وهو ما دفع واشنطن إلى توسيع دورها في الحملة العسكرية، عبر تحديد الأهداف لطائرات «التحالف»، إلى جانب تعزيز وجودها في المياه الدولية. وبينما تستمر الحرب على اليمن، وتحاول دول عدّة، إيجاد مخرج سياسي للأزمة اليمنية، يسعى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى إقامة سلطة «شرعية» تعمل من مقر إقامته في الرياض.

وجرت في السفارة اليمنية في الرياض، أمس، مراسم تعيين رئيس الوزراء في الحكومة المستقيلة خالد بحاح نائباً لهادي، الأمر الذي رفضته جماعة «أنصار الله»، مؤكدةً على لسان المتحدث باسمها محمد عبد السلام أنّ «أيّ شيء يتعلّق بالوضع السياسي في اليمن، يجب أن يتحدّد من خلال حوار داخل البلاد»، بينما كان أول المرحبين بخطوة تعيين بحاح، مجلس التعاون الخليجي الذي أكّد أنها «خطوة مهمة لتعزيز الجهود التي يبذلها فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي لإعادة الأمن والاستقرار الى اليمن الشقيق».

وأضافت السفير أنه برغم توسيع مشاركتها في الحرب التي تقودها السعودية على اليمن، تتزايد مخاوف الولايات المتحدة بشأن أهداف حليفتها من هذه الحملة العسكرية، وفق ما صرح مسؤولون أميركيون وعرب لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.

وأعرب مسؤولون أميركيون عن قلقهم من أن يؤدّي الارتفاع في عدد الضحايا المدنيين إلى تقويض الدعم الذي تحظى به «عاصفة الحزم» في اليمن، وغيرها من دول المنطقة، إذ إن الغارات الجوية لم تستثن المستشفيات والمدارس ومخيمات النزوح، وأدت إلى مقتل ما يزيد على 648 مدنياً، بحسب مسؤولين في الأمم المتحدة. إلّا أن المتحدث باسم «التحالف» أحمد عسيري، جدّد روايته التي تقول إنّ الحوثيين «عمدوا إلى استخدام المدارس والمستشفيات والملاعب الرياضية والفنادق لتخزين المعدات والآليات والأسلحة»، مؤكداً «حرص قوات التحالف على المحافظة على البنية التحتية في اليمن».

وأوضحت السفير أنه وفي وقت لا يوجد أرقام دقيقة لأعداد الضحايا الذين سقطوا جراء الغارات، أوضح المتحدث باسم القوات المسلحة التابعة للحوثيين العميد الركن شرف غالب لقمان، خلال مؤتمر صحافي في صنعاء، أمس، أنّ «2571 مدنيًا بينهم 381 طفلاً وطفلة و214 امرأة سقطوا منذ بدء العدوان» على اليمن، فيما «بلغ عدد الجرحى 3897»، مشيراً إلى أنّ طائرات «التحالف» استهدفت «334 تجمعاً سكانياً و2265 منزلاً منها 91 منزلاً تم تدميرها على قاطنيها، في حين بلغ عدد النازحين 40 ألف أسرة».

وكشف المسؤولون الأميركيون لوول ستريت جورنال عن تشكيك لدى إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بفعالية الغارات الجوية في وقف تقدّم «أنصار الله». ويخشى المسؤولون من أهداف بعض القادة السعوديين الذين يسعون، من خلال الضربات الجوية، إلى إعادة الحوثيين إلى معقلهم في صعدة شمالاً، ووفق هذا السيناريو قد تستغرق الحرب أكثر من سنة، وفقاً لتقديرات الاستخبارات الأميركية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عرب وأميركيين قولهم إنّ البيت الأبيض نصح السعودية بالتمسّك بمجموعة محددة من الأهداف العسكرية والسياسية، لتجنب الغرق في حملة مفتوحة.

ووفقاً للمسؤولين الأميركيين فإن هذه الحملة ربما تؤدّي إلى حرب بالوكالة بين السعودية وإيران، ما قد يضع إدارة أوباما في مأزق كبير، خصوصاً بعد التوصل إلى الاتفاق - الإطار بين إيران ومجموعة «5+1» حول برنامج طهران النووي. غير أنّ وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، أكد، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس في الرياض، أمس الأول، أنّ بلاده ليست «في حرب مع إيران»، ولكنه طالب طهران بـ «الامتناع عن دعم النشاطات الإجرامية للحوثيين ضد حكومة اليمن الشرعية».

وتوسع الولايات المتحدة دورها في تلك الحرب، حيث دعمت البحرية الأميركية الحصار الذي يفرضه «التحالف» على الموانئ اليمنية، عبر تكثفت البحث عن أسلحة في عرض البحر قرب سواحل اليمن، «لأن إيران تحاول تزويد الحوثيين بصواريخ أرض – جو»، وفقاً لوزارة الدفاع الأميركية. وقبل أسبوع على بدء الحملة، سلم السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير القائمة السعودية الأولية للأهداف ذات الأولوية العالية في اليمن، إلى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) جون برينان، وفقاً لمسؤولين أميركيين أكدوا أنّ الجبير طالب مراجعة الولايات المتحدة لأكثر من 100 هدف. وكان على الإدارة الأميركية، وقتها، اتخاذ قرار بشأن مدى المساعدة التي تريد الولايات المتحدة تقديمها للحملة الجوية السعودية، إلّا أن البيت الأبيض أذِنَ لمخططي الحرب في وزارة الدفاع التحقق من الأهداف السعودية لإبلاغها بالضربات الأولية، وهو ما فعله البنتاغون، فيما يؤكّد المسؤولون السعوديون أنّهم أخذوا تلك التوصيات بالاعتبار.

وفيما يسعى المسؤولون الأميركيون إلى إيجاد مخرج ديبلوماسي لوقف القتال بأسرع وقت ممكن، رفض الجبير التعليق على اتصالاته مع برينان، معتبراً أن «الهدف النهائي للعملية العسكرية هو فتح الباب أمام عملية سياسية لحلّ الأزمة اليمنية».

وذكرت السفير أنه وخلال الجولة الأولى من الضربات السعودية، حدّت الولايات المتحدة من تبادل المعلومات الاستخبارية مع السعودية، ولكنها استمرت في تأمين صور عبر الأقمار الاصطناعية. إلا أنه وفي الأيام الأخيرة، زادت واشنطن من تعاونها الاستخباري مع الرياض عبر توفير أهداف محددة للطائرات، وفقاً لمسؤولين أميركيين. وبموجب هذا الترتيب الجديد، يختار السعوديون أهدافهم، قبل أن يقدموها للمراجعة من قبل البنتاغون في مركز العمليات المشترك.

وعلى المستوى الديبلوماسي، جددت إيران دعوتها، أمس، إلى تشكيل حكومة جديدة في اليمن وعرضت المساعدة في انتقال سياسي. وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في خطاب ألقاه أثناء زيارة إلى كازاخستان «حظيت بشرف المشاركة في مؤتمر بون (2001) عندما شكلنا الحكومة الأفغانية. وفي الواقع لم نشكلها نحن بل الأفغان.. يمكننا أن نفعل هذا في اليمن أيضا».

من جهته، اعتبر نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أنّ «أعداء المنطقة يحاولون تقسيم وإضعاف السعودية، والاعتداء على اليمن وتبعاته نقطة بداية لهذه الخطة المشؤومة»، مطالباً أميركا بالتخلّي عن ازدواجية المعايير في المنطقة. وفيما أوصى السعودية بعدم المراهنة على المساعدات الأميركية في اليمن، أشار عبد اللهيان إلى أنّ الوقت ليس في مصلحة الرياض «التي جعلت الأمن الإقليمي ألعوبة في يدها من خلال عدوانها على اليمن».

وفي باكستان، أكد رئيس الوزراء نواز شريف أنّ بلاده «ستكثف» جهودها، بالتشاور مع السعودية، لإيجاد حلّ ديبلوماسي للأزمة في اليمن. كما سعى شريف إلى التقليل من أهمية الخلاف مع الإمارات بعدما انتقد وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش باكستان بسبب قرار برلمانها عدم المشاركة في «التحالف»، واصفاً مواقف إسلام أباد بأنها «متناقضة وملتبسة»، ومتهماً باكستان بالتحيز لإيران. وأكّد أنّ تضامن باكستان مع دول الخليج غير قابل للشكّ، مضيفاً أنّ الخلاف مع الإمارات كان نتيجة «سوء تفسير» على ما يبدو لقرار البرلمان.

وفي اليوم التاسع عشر على بدء الحرب، قصفت السعودية بالمدفعية الثقيلة من منطقة جازان مواقع للحوثيين، بحجّة أنّها تلقّت معلومات بأنّهم يعتزمون التحرك صوب حدود المملكة. كما استهدفت الغارات قصر الرئاسة في منطقة المعاشيق في عدن.

وأبرزت الأخبار: مبادرة إسلامية لحل يمني.. هادي: إذا لم يتم إيقاف الحوثيين فسيصبحون «حزب الله» آخر. ووفقاً للصحيفة، فشل العدوان السعودي على اليمن في تحقيق أي نتائج سياسية أو عسكرية، أفسح المجال أمام جهود إقليمية بحثاً عن حل سياسي، من دون أن تتراجع العمليات العسكرية وسط محاولة الرياض استدراج «أنصار الله» إلى هجوم في الأراضي السعودية يحيي آمالها في تورط عسكري مصري باكستاني بات واضحاً أنه بعيد المنال.

وأوضحت الأخبار أنّ الضربة الجوية استنفدت أهدافها، أو تكاد. وحتى اللحظة، ليس هناك انجاز سوى قتل وتشريد مئات آلاف المدنيين. وفي الموازاة، عجز النظام السعودي عن توريط باكستان ومصر وتركيا في غزو بري، في مقابل تقدم مستمر لقوات الجيش اليمني و«انصار الله» في مسيرة السيطرة على كامل محافظات اليمن. الدول الإقليمية والدولية انشغلت في التدقيق بالنتائج المباشرة وآثار الحرب القائمة. والتركيز الآن في البحث عن مبادرة دبلوماسية تحفظ ماء وجه الرياض، ويقبل بها تنظيم «أنصار الله»، في وقت كان فيه الرئيس الفارّ عبد ربه منصور هادي يعيد ترتيب بيته الداخلي بتعيين رئيس الحكومة المستقيلة خالد البحاح نائباً للرئيس.

وقالت مصادر إقليمية معنية باليمن، إن فشل المساعي التي قامت بها الجزائر وسلطنة عمان، كشفت عن ميل عربي، ولاسيما مصري، بالتوجه صوب القوى الاسلامية الاقليمية المعنية بالأزمة. وعلم أن اتصالات تجرى الآن بين إيران وتركيا وباكستان، للبحث في صيغة حل، تدعمه الجامعة العربية وتؤيده العواصم العالمية، ويكون مخرجاً للأزمة التي تواجه حكومة آل سعود.

وحسب المصادر، فإن الحديث هو عن مبادرة تقوم على أساس حوار يمني - يمني تستضيفه دولة محايدة، يقود إلى مخرج سياسي يوقف الحرب القائمة، ويعيد جميع القوى الى العاصمة اليمنية لعقد مجلس وطني من ممثلين لجميع القوى القبائل (على شاكلة اللوياجيرغا الأفغاني) ويضم أعضاء مجلس النواب وممثلين عن القوى والأحزاب السياسية والقبائل. ويقوم هذا المجلس بتشكيل مجلس رئاسي يكون الرئيس الفار احد اعضائه، مع حكومة انتقالية بصلاحيات واسعة لإدارة البلاد، ويترافق ذلك مع قيام لجنة وطنية بعملية «إصلاح الدستور». ومن ثم يجري التحضير لانتخابات برلمانية ورئاسية تنبثق منهما سلطة دائمة.

في السياق، قال دبلوماسي جزائري إن بلاده تعمل بدورها على صياغة مبادرة جديدة أهم بند فيها «حوار مباشر بين الطرفين الأساسيين في الأزمة اليمنية»، وهما حكومة عبد ربه هادي و«أنصار الله».. وفي هذا السياق، تشهد العاصمة الايرانية اجتماعات غير معلنة بين اطراف معنيين بالأزمة اليمنية، كذلك ابلغت القاهرة زائرين بأنها تدعم استمرار التواصل مع ايران وحتى مع حزب الله في لبنان اذا كان في ذلك ما يساعد على انتاج مبادرة.

وواصل هادي بدعم من النظام السعودي حملة التسويق لنفسه، ونشر مقالاً في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية بعنوان «يجب إيقاف الحوثيين»، محذراً من أنه إن لم يتم ايقاف الحوثيين، «فسيصبحون حزب الله آخر، بحيث تستخدمهم إيران لتهديد الشعب في المنطقة وخارجها».

ووفقاً لصحيفة الأخبار، يبدو أنّ تداعيات كبيرة نشأت جراء موقف البرلمان الباكستاني الأخير بالتزام الحياد في الحرب على اليمن، ليكون هذا الموقف محركاً لمجمل التحركات الدبلوماسية الإقليمية في الساعات الأخيرة، ولتكون كلمة رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، أمس، بمثابة الحد الذي تريد أن ترسمه إسلام آباد.  وقال سفير إيران السابق لدى إسلام آباد، ماشاءالله شاكري، إنّه بعد الاتصالات الإقليمية التي أجراها الملك السعودي، سلمان، بعد تسلمه السلطة أشار «المراقبون والمحللون بعد هذه الدعوات والزيارات إلى احتمالية بروز حدث هام في المنطقة»، مضيفاً أنه «بعد عودة نواز شريف من الرياض بدأ يدور الحديث عن ضرورة تعزيز العلاقات وترسيخها مع السعودية فيما كان يعتقد بعض الباكستانيين أن العلاقات مع الرياض أدت الى الطائفية والخلافات الإثنية وانتشار المدارس الدينية المتطرفة». ولفت شاكري إلى أنّ «الوحدة الترابية للسعودية لم تتعرض للخطر، غير أنها شنت حرباً غير قانونية على اليمن... (و) قد دخلت مستنقعاً من الصعب الخروج منه».

إلى ذلك، ووفقاً للأخبار أيضاً، تسود تلميحات عديدة في الأردن إلى أن المشاركة في الحرب على اليمن لن تكون كحال التحالف الدولي الذي شاركت فيه المملكة ضد تنظيم «داعش»، ولهذا أسباب داخلية وخارجية عديدة، أشار إلى بعضها الملك عبد الله الثاني، الذي تحدث قبل يومين عن أنه «لا بديل من الحل السياسي للأزمة في اليمن بما تتوافق عليه جميع مكونات الشعب اليمني». كلام عبد الله جاء عقب لقائه برلمانيين أردنيين، أوضح لهم أن مشاركة عمان في «التحالف العربي» تأتي استجابة «للطلب الرسمي للشرعية الدستورية في اليمن، وليس لأحد آخر».

وتقول المعلومات إن الأردن وجه نصائح إلى السعوديين والباكستانيين والمصريين بضرورة تجنب المزيد من التورط في اليمن، أو شن عمليات برية ستودي بحياة مئات الجنود، ونقلت مصادر أخرى أن ثمة قناعة أردنية بأن «الأميركيين سعوا إلى الإيقاع بالسعودية في مصيدة العمل العسكري والتورط في اليمن، تماماً كما جرى مع صدام حسين في الكويت». كذلك يرى مسؤولون في المملكة أن الأولوية الآن ترتبط بالأوضاع على الحدود مع العراق وسوريا، إذ بات الأردن «طرفاً عملياتياً» وفق قرارات دولية، على أن موقف الإماراتيين يلتقي في الجانب الحذر مع الأردنيين. على الصعيد السياسي، تتناقل وسائل إعلامية أنباء مفادها أن أحمد علي عبد الله صالح يجري مباحثات مع الحكومة الأردنية بغرض الاتفاق على مبادرة لحل الأزمة في بلاده. ويقدر الكاتب الصحافي المتابع لأخبار الديوان الملكي ورئاسة الوزراء، معاذ البطوش، أن الأردن مؤهل لأداء دور في مصالحة يمنية، إذ إن مشاركته العسكرية الحالية ليست بمستوى ما هي عليه في «الحرب على داعش»، وهو برأيه ما يعطي عمّان «موقعاً يجعلها مقبولة كوسيط بين غالبية الأطراف، وخاصة مع الانفتاح المرتقب في العلاقات الأردنية ــ الإيرانية».

وفي السياق، وفي الدستور الأردنية، لفت ماهر ابو طير إلى أنه في التقديرات غير المعلنة مخاوف من هجرات جديدة الى الاردن، خاصة من العراقيين واليمنيين، ولكل ملف من هؤلاء تصور لم يتم إشهاره. تقول التقديرات ان هناك احتمالا قريبا بهجرة اكثر من مليون عراقي الى الاردن، اغلبهم من العراقيين السنة... وفي ملف اليمنيين، لا يعرف كثيرون أن هناك أعدادا كبيرة منهم يعيشون في الاردن اساسا، وأعدادا موجودة وتقطعت بها السبل، وهؤلاء قد يبقون هنا في الاردن، وهم من بين أربعين جنسية هاربة من الموت في دول العالم... الاردن برضاه أو بغير رضاه، بات يدفع كلفة الصراعات في المنطقة... يدفع كلفة الصراعات المذهبية وليس الاحتلالات، فالهارب من الحوثيين في اليمن، يجد في الاردن ملاذا سنيا، والهارب من القتل في العراق وسورية لأسباب مذهبية، يجد في الاردن ملاذا سنيا. هذه توصيفات وظيفية جديدة لدور الاردن الوظيفي، تضاف الى توصيفاته المعروفة، غير أن السؤال المطروح يتعلق بقدرة الاردن الفعلية على ان يتحول حاضنة للسنة العرب الهاربين من اماكن متعددة.

من جانب آخر، وبالعودة إلى صحيفة الأخبار، فقد أفادت أنه وبعد أكثر من نصف قرن، تحدثت إسرائيل عن دورها العسكري واللوجستي في الحرب الأهلية اليمنية عام 1962، إلى جانب أصدقاء السعودية والأردن من الملكيين اليمنيين، ضد ثوار اليمن والتدخل العسكري المصري بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. فكم سيمرّ من وقت كي تكشف إسرائيل عن دور لها في الحرب الدائرة حالياً في اليمن؟ وبحسب صحيفة هآرتس، نقلاً عن الأرشيف المركزي الإسرائيلي، فإن المساعدة العسكرية لتل أبيب جاءت لخدمة نظام المملكة المتوكلية اليمنية، ضد الثوار الجمهوريين في اليمن وعبد الناصر، واستمرت سنوات، إلى أن جرى الاتفاق على وقف لإطلاق النار بين المتحاربين وإنهاء الحرب عام 1967. لكن ما لا شك فيه، بحسب الصحيفة، فإن ما قامت به تل أبيب تجاه اليمن وعبد الناصر ساهم بشكل فاعل ومؤثر في هزيمة العرب عام 1967، بعد أن أُنهك الجيش المصري في تلك البلاد، طوال سنوات سبقت الهزيمة.

وكشفت هآرتس أن التدخل العسكري لتل أبيب جاء نتيجة لقرار الحكومة الإسرائيلية، تلبية لطلب بريطاني خاص، بعد أن تلقت «موافقة من الدول المعتدلة في المنطقة»، التي وقفت في حينه في وجه التدخل العسكري المصري، في إشارة منها إلى السعودية والأردن.

واعتبر ناهض حتر في الأخبار أنّ آل سعود اصطدموا بالجدار اليمني؛ فالحملة الجوية السعودية ستتحول إلى هزيمة قاسية إذا توقفت من دون إحراز نجاح سياسي، اتضح أنه غير ممكن. هكذا يتسع بنك الأهداف اليمني، يوماً بعد آخر، ليتركز على البنى التحتية والمنشآت الخدمية والمدنية والسكنية، وعلى محاولات بثّ الرعب من خلال تدبير مجازر ضد المدنيين، ليس بالقنابل فقط، بل بتدمير دورة الحياة، ما يجعل البلد، وفق تحذير المنظمات الدولية، في مواجهة كارثة إنسانية. ولعل مستوى الحقد السعودي الممارس على الشعب اليمني الطيب والمسالم يذكّرنا بالحقد الصهيوني أثناء العدوان على لبنان وغزة... بعد ثلاثة أسابيع من انطلاقها، لم تحرز «عاصفة الحزم» أي تغيير في ميزان القوى على الأرض؛ فقوات الجيش والحوثيين واصلت التقدم في الجنوب، وبسط سيطرتها الميدانية التي تضمن الوحدة الجغرافية ـ السياسية للبلاد، وتعزز دفاعاتها. كذلك، أدى العدوان السعودي الوحشي إلى رصّ صفوف القوى الوطنية اليمنية، بدلاً من انجرارها إلى حرب أهلية كما كان يتوقع المعتدون؛ لم ينشق اليمنيون على أنفسهم، طائفياً أو جهوياً، ولم يركعوا، بل ولم ترتفع أصواتهم بالشكوى أو الولولة، ولم يشتموا العروبة، كيف وهم أصل العرب؟ الجهة الوحيدة التي استفادت من العدوان السعودي هي حليفها الداخلي، أي منظمة «القاعدة» الإرهابية التي تمكنت من توسيع نطاق سيطرتها في حضرموت.

وأضاف الكاتب أنّ الدعم الاستخباري واللوجستي الأميركي لـ«عاصفة الحزم» يترافق مع الغموض على الصعيد السياسي؛ فالرئيس أوباما لا يجد أن الخطر الفعلي على دول الخليج ناجم عن «التوسع الإيراني»، بل هو كامن داخل تلك الدول، ما يتطلب القيام بإصلاحات سوف تتم مناقشتها في قمة أميركية ـ خليجية، قريباً. وعلى الفور خضعت الرياض، فأعلن وزير خارجيتها سعود الفيصل: «لسنا في حالة حرب مع إيران، وإنما نقاتل بطلب من السلطة الشرعية في اليمن». وهو ما يعني الالتزام السعودي الكامل بالأهداف الأميركية في اليمن، وفي المنطقة: تبريد العداء لإيران، وإشعاله ضد حلفائها العرب، حيث تتطلع الاستراتيجية الأميركية إلى استغلال الحرب الأهلية العربية الناشبة، لتحقيق عدة أهداف، هي: أولاً، الحيلولة دون التأثير الإيجابي الممكن لتسوية الملف النووي الإيراني على تزايد نفوذ الجمهورية الإسلامية وحلفائها العرب. ثانياً، ضمان أمن إسرائيل التي لا تهددها طهران مباشرة. ثالثاً، فرض إصلاحات على أنظمة الخليج، تسمح بتسويغ دعمها أمام الرأي العام الغربي والعالمي، وضبط آليات صنع الإرهاب، وإخضاع السعودية كلياً أو تفكيكها.

ولفت حتر إلى أن الردّ الروسي على تصريحات سعود الفيصل لم يتأخّر؛ سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، نيكولاي باتروشيف، أعلن أن الرئيس المستقيل عبد ربه هادي «تجاوزته الأحداث»، داعياً إلى وقف القتال، وإلى الشروع في حوار بين الأفرقاء اليمنيين، في موسكو. في الواقع، تورّطت الرياض في التطاول على روسيا إلى حدّ لم تدرك عواقبه، بل من الواضح أنها لم تدرك، بعد، حجم التبدل في موازين القوى الدولية. يبلور مجلس الأمن القومي الروسي، الآن، استراتيجية خاصة باليمن، تتعدى رفض تغطية العدوان بقرار أممي إلى إفشاله... للروس مصلحة استراتيجية في وحدة اليمن، واستقلالها، وتطهيرها من الإرهابيين. وأردف الكاتب إلى أنّ أكبر مشاركة في «عاصفة الحزم» هي، المشاركة المصرية، المحصورة حتى الآن بالمشاركة في القصف الجوي والبحري. والسؤال، الآن، هو حول المدى الذي ستسير إليه القاهرة وراء الرياض.. ورغم أن عمّان أعلنت، تأييدها لـ«عاصفة الحزم».. فمن الواضح أنها فقدت الحماسة أو أنها لم تحزها أصلاً للحملة السعودية.

ورأت كلمة الرياض أنّ انطلاق عمل الحكومة الشرعية هو الاستحقاق الأهم بالنسبة لهذه الأزمة، وإن أدّى خالد بحاح القسم من مقر السفارة اليمنية في الرياض، فإنه لابد من صنعاء وإن طال السفر.

ورأت افتتاحية الوطن السعودية أن الطريق واضح إن سعت إيران لتعزيز الأمن؛ فإن كانت إيران مستعدة لأن تكون جزءا من أمن المنطقة، فالطريق إلى ذلك لا يحتاج دليلا، وإلا فاستمرار عبثها بالأمن الإقليمي سينعكس سلبا عليها في آخر المطاف.

وقالت افتتاحية الخليج إنه لطالما دعت دول الخليج العربي إلى التعاون، وبادرت إلى مد اليد باتجاه إيران لفتح صفحة جديدة تأخذ في الاعتبار مصالح الجانبين، وتزيل المخاوف القائمة الناجمة عن ممارسات سابقة ولاحقة أساءت إلى علاقات حسن الجوار، بل وأثارت الشكوك إزاء نوايا معلنة وغير معلنة تستهدف المنطقة.. نعم، هناك شكوك ومخاوف خليجية تجاه الممارسات الإيرانية في المنطقة، وهو حق مشروع طالما أن طهران تمد أصابعها إلى أكثر من مكان، ولا تقوم بأية مبادرة تدل على حسن نوايا وحسن جوار.. لعل إيران تدرك وتتدارك الآن، والمنطقة كلها تغلي والمخاطر تتعاظم، أن لا مصلحة لأحد بإشعال براميل البارود، أو تأجيج نار تشتعل في أكثر من مكان لأن النتائج ستكون كارثية على الجميع.

وفي النهار اللبنانية، اعتبر امين قمورية أنّ "الحزم" الجوي الخليجي في اليمن مهما عصف واشتد لن يحسم وحده الصراع الراهن على السلطة ولن يعيد الحوثيين الى قوقعتهم في صعدة ولن يردع علي عبد الله صالح عن مواصلة هوايته بالرقص على رؤوس الثعابين، ولن يوفر في المقابل الارضية المناسبة لبناء جبهة سياسية موازية متماسكة قادرة على فرض شروطها وخصوصاً في ظل عدم وجود رقعة جغرافية "نظيفة" يمكن الاتكاء عليها للانطلاق الى مناطق اخرى... لا بل منطق التصعيد والتصعيد المضاد لا يفتح أبواب الحوار ولا مسارات للتفاوض... التدخل السعودي لن يلجم التدخل الايراني بل سيمده بالمبررات لتكثيف دعمه السياسي والمادي والتسليحي للحوثيين وحلفائهم... المستفيد الابرز من صراع الهويات، كان ولا يزال الارهاب والتطرف. أما الخاسر الأكبر، فهو في اليمن كما في سوريا والعراق وليبيا أو حيثما حل صراع الهويات: فكرة الدولة الوطنية الجامعة والحديثة.... ثمة غالبية من اليمنيين ناضلت وبذلت التضحيات من اجل التغيير، ولا تزال تتمسّك بفكرة الدولة الوطنية الحديثة. لكن هذا الترياق لن يأتي حتماً لا من الرياض ولا من طهران!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.