تصادف يوم غد الأربعاء الموافق 22 نيسان 2015 الذكرى السنوية الثانية الأليمة جداً لحادثة اختطاف الحبرين الجليلين مُطراني حلب للسريان الأرثوذكس يوحنا ابراهيم وللروم الأرثوذكس بولس اليازجي. ومنذ سنتين وحتى يومنا هذا لم تعرف الجهة التي قامت بالاختطاف مع أنها حتماً ارهابية وتكفيرية، ولم يعرف بعد مصيرهما، هل هما على قيد الحياة (وهذا ما نتمناه)، وما هي ظروف عزلهما وأحوالهما الصحية.. حتى ان الاشارة الى حادثة اختطافهما في وسائل الاعلام وعلى ألسنة المسؤولين أصبحت نادرة، مما يعني أن العالم يتساهل مع هذه الحادثة ويسكت عليها، ولا يفعل شيئاً جدياً لمتابعة هذا الملف وحله، وتحريرهما من الاختطاف والعزل عن العالم.
لقد تم اختطافهما أثناء تأدية عمل انساني اذ كانا مُسلحين بمحبتهما للبشر وايمانهما الكبير والعظيم بالله عز وجل القادر على كل شيء. وجاءت هذه العملية الاجرامية بحق المطرانين نظراً لمواقفهما الوطنية والقومية، ودفاعهما عن الوحدة الوطنية، ومحاربتهما للفتنة، والمطران يوحنا ابراهيم من مناصري القضية الفلسطينية، وكان عضواً فعالاً في اللجنة الشعبية السورية لدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني في منطقة حلب التي انطلقت في أواخر أيلول عام 2000
يعرف عن المطرانين بانهما محبوبان ويحظيان بشعبية كبيرة نظراً لما قدماه من خدمات كبيرة وجليلة وبكل تواضع لأبناء كنيستيهما ولأبناء المجتمع، ويعرفا بأنهما من أنصار الوحدة الوطنية، ويعملان على تعزيزها وتقويتها ومنع المساس بها.
إننا ومن قلب القدس العربية، عاصمة الديار المقدسة، وعاصمة الديانات السماوية نناشد ونطالب وندعو الى اطلاق سراحهما فوراً دون أي مماطلة. ونُحمّل الجهات الخاطفة والمساندة لها وللارهاب بشكل خاص مسؤولية هذه الجريمة النكراء وتعريض حياتيهما للخطر، ونُطالب المسؤولين في العديد من الدول الداعمة لهذه الجهات أو التي هي على اتصال مع هذه المجموعات الارهابية بالعمل على اطلاق سراحهما في أسرع وقت ممكن.
ونُحمل العالم بأسره، وخاصة ما يُسمى بـ المجتمع الدولي، مسؤولية عدم حل هذا الملف من خلال عدم الاهتمام به ومتابعته كما تم الاهتمام بملفات اختطاف عديدة جرت عبر السنوات الماضية، وندين هذا الصمت الدولي الكبير على هذه العملية الاجرامية الدنيئة بحق هذين المطرانين، ونطالب بأن يحل مكانه عمل فعّال وجاد لاطلاق سراحهما، وان يكون ملف اختطافهما مفتوحاً طوال فترة غيابهما، وان يبذل كل مسؤول وصاحب شأن في هذا العالم الجهد المطلوب من أجل انهاء هذا الملف، أي تحريرهما من الأسر.
لن ننسى المطرانين، ولن نسكت عن اختطافهما ولن نرتاح إلا بعد أن يحصلا على حريتهما ويعودا الى كرسيهما سالمين ليواصلا العطاء المميز في خدمة أبناء حلب، وأبناء سورية، وأبناء الكنيسة في كل أنحاء العالم.
21 نيسان 2015 اللجنة السريانية الأرثوذكسية
المناهضة للفساد في الديار المقدسة