تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: الحوار اليمني كرة نار يتقاذفها الجميع.. والغارات تتواصل!!

               في ضوء عدم وجود مؤشّرات لحلّ سياسيّ قريب، سعى الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، يوم أمس، إلى طرح نفسه كجزء من الحلّ، بعد دعوته جماعة «أنصار الله» إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي والانسحاب من جميع المحافظات، في وقتٍ لا يبدو واضحاً كيف ستترجم هذه الخطوة على الأرض، خصوصاً أنّ السعودية تواصل غاراتها على اليمن في إطار ما تسميه «إعادة الأمل». وبينما ترفض سلطة الرئيس عبد ربه هادي منصور، المقيم في الرياض، الحوار مع علي عبدالله صالح وتطالب جماعة «أنصار الله» بتسليم أسلحتها، تقول «أنصار الله» إن هادي فقد شرعيته، ولن تذهب الى حوار في ظل استمرار الحرب السعودية.

وافادت السفير أنه وفي مؤشّر خطير، نشر تنظيم «داعش»، الذي ظهر في اليمن بعد تبنيه تفجيرات مسجدي بدر والحشوش في العاصمة صنعاء في آذار الماضي، لقطات فيديو بعنوان «ولاية صنعاء»، قال إنّها في اليمن، تُظهر مقاتلين تابعين للتنظيم، يقومون بتدريبات عسكرية، ويتعهدون بمهاجمة الحوثيين. ويبدو أنّ التنظيم، وكما كان متوقعاً، تمكّن من الاستفادة من الفوضى التي خلقتها الحرب ليوسّع نشاطاته في البلاد.

وفيما يحظى احتمال إجراء حوار ـ بإشراف أمميّ ـ لإنهاء الأزمة في اليمن، بترحيب من قبل جميع الأطراف، لا يوجد أيّ اتّفاق بشأن كيفية إجراء تلك المفاوضات، في ظلّ استمرار الضربات الجوية السعودية في إطار المرحلة الثانية من الحرب بعنوان «إعادة الأمل». وجرى في الأيام الماضية تداول اقتراح نُسب إلى سلطنة عُمان، يشترط أن يظلّ عبد ربه منصور هادي وحكومته في مناصبهم. وينص الاقتراح على الطلب من جميع الأطراف الاستعداد لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في وقت قريب، فيما تُعالَج الأزمة الاقتصادية والإنسانية في اليمن، من خلال المساعدات الدولية والاستثمارات.

وفي وقت تؤكّد فيه الحكومة «الشرعية»، أنّها لن تجري محادثات، إلّا بعد انسحاب «أنصار الله» من المدن التي سيطرت عليها، تقول الجماعة إنّها لن تجري محادثات إلّا إذا توقفت الضربات الجوية بالكامل.

ولفتت السفير إلى أنّ دعوة علي عبد الله صالح الحوثيين إلى القبول بقرارات مجلس الأمن والانسحاب من جميع المحافظات في اليمن، لا تختلف في الشكل عن دعوة هادي وأنصاره، إلّا أنّ الرئيس السابق، يحاول طرح نفسه كجزء من الحل لضمان مقعد له في أيّ تسوية مقبلة، خصوصاً أنّه دعا إلى حوار يمني ـ سعودي، برعاية الأمم المتحدة.

ولكن الحكومة اليمنية التي تتخذ من الرياض مقراً لها، صعّدت خطابها، يوم أمس، إذ اعتبرت أنّ دور الجماعة وأنصار الرئيس السابق، قد انتهى. وقال وزير خارجية هادي رياض ياسين، خلال مؤتمر صحافي في مطار البحرين، «لا أعتقد أنّه بعد كل ما فعلته جماعة الحوثي وجماعة صالح في اليمن وشعبه، أن يكون لهم دور في الحوار اليمني». وأضاف «ما تقوم به ميليشيات جماعة الحوثي جريمة كبيرة في حق الشعب اليمني بجميع مكوناته، ونتوقع أن تبدأ جلسات الحوار عندما تلتزم تلك المليشيات بقرارات مجلس الأمن وتسليم جميع الأسلحة واستقرار الأوضاع الداخلية في اليمن». روهاجم ياسين، إيران قائلاً، إنّها «تقوم بمحاولات بائسة لاختراق الحصار البحري على اليمن»، ووصف ما يحدث في اليمن بأنّه «اعتداء على جميع اليمنيين وفقاً لمخطّط إيراني بتنفيذ من المليشيات الحوثية».

من جهته، توعّد عضو المكتب السياسي في جماعة «أنصار الله» محمد البخيتي بتوجيه «رد حاسم» من قبل الجماعة في حال استمرت الغارات التي يشنها «التحالف» في اليمن، مشدداً على أنه «لا دور» لهادي في المرحلة المقبلة. ونفى، في حديث تلفزيوني، أن تكون العمليات العسكرية السعودية «قضت على قدرة أنصار الله العسكرية»، معتبراً أن «التخبط في الموقف السعودي سببه خلافات داخلية وشعور بالإحباط واليأس». وأوضح البخيتي أنّ «السعودية علمت باقتراب موعد ردّ أنصار الله، فأعلنت وقف العدوان»، مضيفاً «نوجّه رسالة إلى السعودية بمراجعة حساباتها لأنّ ردَّنا سيكون حاسماً... في مواجهة السعودية، لن نحتاج إلى صواريخ».

وخلال استقباله سفير سلطنة عمان في موسكو يوسف الزدجالي، أمس، أكّد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أنّ الوضع في اليمن وصل إلى منعطفات خطيرة للغاية. وشدد الطرفان على ضرورة التوصل السريع إلى تسوية سياسية من خلال الحوار الوطني الشامل.

وفي تصريحات لوكالة فرانس برس، أكّد مسؤول باكستاني أن وفد بلاده، برئاسة رئيس الحكومة نواز شريف، الذي زار السعودية، أمس الأول، أكّد للملك السعودي سلمان تضامن إسلام أباد مع الرياض. وقال المسؤول إن قرار البرلمان الباكستاني، رفض المشاركة ضمن «التحالف»، لا «يشكّل مطلقاً» نقطة خلاف بين البلدين اللذين يقيمان شكلاً من «أشكال العلاقات القوية. والسعوديون يتفهمون موقف البرلمان».

ولليوم الثاني على التوالي، منعت الطائرات السعودية، التي تسيطر على الأجواء اليمنية، هبوط طائرة مساعدات إيرانية في مطار العاصمة صنعاء. وكانت الطائرات السعودية قد منعت، أمس الأول، طائرة نقل إيرانية كانت متجهة إلى صنعاء من الدخول إلى الأجواء اليمنية. وعلى أثر ذلك، استدعت الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال السعودي وأبلغته احتجاجها على إجبار طائرات مساعدات إنسانية تحمل نساءً وأطفالاً يمنيين ومساعدات طبية وإنسانية إيرانية، من دخول أجواء اليمن. وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أمس، أنّ «115 طفلاً على الأقل قتلوا و172 آخرين أصيبوا بتشوهات». لكنها قالت إنّ الحصيلة الحقيقية للضحايا من الأطفال أكبر من ذلك في الواقع، لأن عمليات التدقيق ما زالت جارية.

وذكرت «أنصار الله» أنّ القصف المدفعي والصاروخي السعودي تركّز، أمس، على مناطق رازح وساقين ومُنّبِه وسحار في محافظة صعدة، شمال اليمن، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من المدنيين، فيما تواصلت الغارات في محافظة عدن، مستهدفة أحياء خور مكسر وكريتر والمعلا.

وأرسلت الجماعة تعزيزات إلى الجنوب، حيث لا تزال مدينة عدن، التي تتواجد فيها ميليشيات مسلحة تابعة لهادي، خارج سيطرة الحوثيين.

وعنونت الأخبار: جنوب اليمن يحبط آل سعود. وأوجزت: الحوار السياسي لا يتقدم... وبيان صالح لا يغير المعادلة. وأوضحت أنّ جولات جديدة وحامية من المعارك تتوقعها أطراف يمنية كثيرة، فيما يحاول الجنوب لملمة أشتاته وتوحيد صوته في ظل مشاورات مع «أنصار الله» لتحديد أفق إدارة المناطق التي بدأت الأخيرة تركها. على الصعيد السياسي ثمة حراك بطيء لعل بيان علي عبد الله صالح ألقى في مياهه الراكدة حجرا، ولكنه لن يغير المسار الداخلي. واضافت الصحيفة: 25 غارة جوية وصليات متواصلة من صواريخ البوارج الحربية، لم تمكّن مجموعات المسلحين التابعين للرئيس الفار، عبد ربه منصور هادي، وتنظيم «القاعدة»، من الإمساك بآخر المواقع التي كانت تحت سيطرتهم في الأحياء الساحلية من مدينة عدن جنوبا، في الوقت الذي تقدمت فيه قوات الجيش واللجان الشعبية (التابعة لحركة أنصار الله)، نحو مركز محافظة مأرب، وسط البلاد.

في غضون ذلك، لاحظت مصادر مطلعة في عدن أن تركيزا جديدا من جانب قوى العدوان يجري على مناطق حضرموت والمهر الواقعة بمحاذاة سلطنة عمان، وهي مناطق شاسعة، وإن كانت صحراوية بغالبيتها، فإنها تمثل أكثر من 45% من مساحة اليمن، كما جاء إعلان تنظيم «داعش»، يوم أمس، عن وجوده هناك ضمن مقدمة لعمل ما من جانب قوى العدوان، ربما يرمي إلى الدخول إليها والتمركز فيها وإعلانها «منطقة آمنة تتبع للسلطة الشرعية»، في أمل لتحويلها بديلاً عن عدن. ووفق ناشطين من مدينة المكلا، فإن تظاهرات خرجت ضد «القاعدة»، وكذلك فإن عدة مدن في المحافظة بدأت التحرك رافضة سيطرة هؤلاء، بل تدعو إلى تحييد محافظتهم عن المعارك القائمة، مع الإشارة إلى أن أبرز قيادات «الحراك الجنوبي»، ويدعى حسن الباعوم، لا يزال هناك.

وتابعت الأخبار انه ورغم أن التطورات العسكرية الميدانية تظهر استمرار العدوان السعودي، فإنها لم تحجب المتابعات البعيدة عن الأضواء لمناقشة مبادرة أعدتها سلطنة عمان. يقول مصدر مطلع إن مسقط تحرص على سرية المبادرة، مشيرا إلى أن ما يجري تداوله في الإعلام حول بنود لمبادرة عمانية غير دقيق، وأن هناك صعوبات ناجمة عن الشروط الإضافية التي تضعها الرياض. وفي الوقت نفسه، تتواصل، من جهة أخرى، الاتصالات بين «أنصار الله» وشخصيات وقبائل جنوبية من أجل بلورة تفاهم يستند إلى ما أعلنه زعيم «أنصار الله»، السيد عيد الملك الحوثي، حول إدارة أهل الجنوب لشؤون مناطقهم بأنفسهم، وذلك في سياق لا يحقق الانفصال، ولكن، يبدو أن المعركة بين قوى «الحراك الجنوبي» قاسية حول هذا الموضوع، بعدما ارتفعت أصوات جنوبية ترفض ما سمته «توريطهم في معركة خلفيتها وأهدافها تتصل بالسعودية»، ولا تحقق لهم الانفصال، «بل تؤدي إلى تدمير مدن الجنوب». وبانتظار جلسة مجلس الأمن، الإثنين المقبل، لتسليم المندوب الأممي الجديد إلى اليمن، توقعت المصادر اشتداد المعارك في بعض مناطق الجنوب، ولفتت إلى أن طائرات قوى العدوان رمت أمس مناشير فوق بعض أحياء عدن داعية المواطنين إلى الابتعاد تمهيدا لجولة جديدة من الغارات.

وبينما سارع داعمو العدوان إلى اعتبار موقف على صالح «بداية انشقاق» في الجبهة اليمنية، ذكرت مصادر يمنية مطلعة أن موقف الرئيس السابق يحتاج إلى مراجعة وقراءة خلفياته وأبعاده، ولكنها لم تهمل في الوقت نفسه أن يكون صالح يعمل على تحييد نفسه في محاولة لتجنب العقوبات التي يهدد بها مع عائلته في الخارج.

وأكد المتحدث باسم البنتاغون، أن إبحار قافلة السفن الإيرانية بعيداً عن السواحل اليمنية «ساعد على تهدئة مخاوف واشنطن».

وفي تقرير بعنوان: مثلث عدن ــ أبين ــ مأرب: إحباط الغزو البري، أفادت الأخبار أنّ عدن لن تسقط بيد السعودية وأدواتها. هدف معلن لمعارك باتت تمتد من محور عدن ــ أبين جنوباً (الواقع تحت مرمى بوارج غير محددة)، وصولاً إلى مأرب في الشمال الشرقي. المطلوب: إقفال الأبواب، جنوباً، أمام فرض واقع سياسي يريده فريق الرياض... يبدو بأي ثمن. واضافت الصحيفة أنه في وقتٍ أصبح فيه الجيش و«اللجان الشعبية» يسيطران بصورةٍ شبه كاملة على محافظتي عدن ومأرب، يحاول العدوان تأخير الحسم ولا سيما في عدن، التي يعوّل عليها في عمليةٍ برّية محتملة.

ويبدو واضحاً أن استمرار غارات العدوان السعودي، وتركيزها على المناطق الجنوبية والسواحل الغربية والجنوبية، يرميان إلى تقطيع أوصال وجود الجيش و«اللجان الشعبية» في تلك المناطق وعزلها عن العمق اليمني وعن بعضها بعضا كذلك، في سياق تهيئة مكان ما لغزو بري أو بحري لإعادة الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي وحكومته، في ما يبدو متسقاً مع الأنباء عن قرب إنشاء مجلس عسكري في عدن ينظم جبهة المقاتلين من أنصار هادي تمهيداً لعودته. الأمر الذي يعده خبراء عسكريون غير واقعي في ظلّ سيطرة الجيش و«اللجان الشعبية» شبه الكاملة على عدن، مع بقاء حضرموت التي تخضع لسيطرة «القاعدة» حالياً خياراً أكثر واقعية لإعادته، في محاولة أخيرة للسعودية لتبدو بمظهر «المنتصر».

بالمقابل، أفادت الحياة، أن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، سيلتقي مجدداً خلال أيام تسعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي العام» الذي يتزعمه الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، للبحث في إيجاد حل للأزمة، في وقت دعت منظمة التعاون الإسلامي إلى عقد لقاء وزاري الشهر المقبل أيار في السعودية لمناقشة التطورات اليمنية. وأكد مسؤول حضر الاجتماع الأول للأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني مع الأطراف اليمنية في الرياض، أن قيادات الحزب أكدوا أنه «لا مكان لصالح في العمل السياسي في اليمن مجدداً»، وأشار إلى أن بياناً سيصدره الأعضاء بعد اختتام لقاءاتهم، يؤكدون فيه «تأييدهم الكامل لخطوات حماية الشرعية الممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي».  من جانب آخر، ذكرت الحياة أن السلطات السعودية أوقفت خروج مواطنيها إلى اليمن عبر المنافذ كافة، خصوصاً البرية، نتيجة الخشية من تعرض المواطنين إلى الاستهداف بعد دخولهم الأراضي اليمنية.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.