تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: إيران وحسابات الاتفاق النووي..!!

            أظهر استطلاع للرأي نشر، أمس، أن غالبية كبرى من الأميركيين تؤيد الاتفاق-الإطار بشأن الملف النووي الإيراني، الذي أبرم في 2 نيسان في لوزان. وافاد الاستطلاع، الذي اجرته جامعة كوينيبياك بأن 58 في المئة من الأشخاص الذين استطلعت آراؤهم يدعمون هذا الاتفاق مقابل 33 في المئة يعارضونه. من جانب آخر، أعلن 77 في المئة من الأشخاص أنهم يفضلون اتفاقاً متفاوضاً عليه مع إيران، حول برنامجها النووي، بدلاً من تدخل عسكري، طبقاً للأخبار.

وأبرزت الحياة: مصر ترى في «الاتفاق النووي» مكون توازن للقوى في المنطقة. ونقلت قول وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن الاتفاق في حال التوصل إليه «ربما يعزز إقامة منطقة» خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط. ونفى شكري أن تكون الولايات المتحدة طلبت من مصر العمل على إرجاء الدول العربية تقديم مشروع قرار في مجلس الأمن يتعلق بتحديد إطار زمني للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية الى حين إبرام الاتفاق النووي مع إيران.

وأوضح أمين قمورية في النهار اللبنانية أنّه صحيح ان ايران تعد نفسها بفوز عظيم بعد الاتفاق... ولكن أي ايران ستكسب؟ هل تبقى هي هي أم تظهر ايران جديدة؟ وذكر الكاتب أنّ إيران تريد الاتفاق بقوة.. ولكن ليس بأي ثمن. ثمن الشفافية الذي تطلبه ايران يستحق التضحيات في زمن تحكم المال والمصالح المادية برقاب العباد والبلاد، زمن قياس مقامات الدول بعائداتها وبناتجها القومي ومستوى دخل الفرد فيها لا بتاريخها ولا بارثها الثقافي. فالمال يشتري كل شيء: الشركات، الجامعات، المصانع، الطائرات، الاعلام وحتى القنابل النووية... واشنطن بعيدة مسافات عن طهران، وموازنتها العسكرية تتجاوز الـ600 مليار دولار في مقابل 30 ملياراً فقط تخصصها ايران للعسكرة والامن، وتالياً فان الجمهورية الاسلامية لا تخيف "البنتاغون" حتى لو امتلكت القنبلة النووية، فهو قادر على تدميرها قبل اخراجها من المخزن. لكن البيت الابيض يريد ايضاً الاتفاق، وحتماً ليس بأي ثمن. ولفت الكاتب إلى أنه عندما تتناقض المنافع مع المبادىء في الدول الثورية يشتد الصراع في الداخل وتتغير الاولويات، هكذا تفكك الاتحاد السوفياتي، وهكذا تتخبط الصين بين اشتراكيتها الاسمية ورأسماليتها الفعلية. وهكذا يتوقع البعض لإيران.

ورأت جويس كرم في الحياة، أنّ رهان أوباما على صفقة نووية مع إيران قد يتوج باتفاق شامل هذا الصيف، لكن مصيره وتنفيذه معلقان بإجراءات الكونغرس وتركة الادارة الحالية للرئيس المقبل. فلا هيلاري كلينتون عن الديموقراطيين، ولا جيب بوش أو ماركو روبيو أو راند بول عن الجمهوريين، راغبون في الامساك بكرة ملتهبة في المنطقة في 2016، وسيلتفون لاستعادة استقرار نسبي وتوازن حقيقي يتعاطى مع الامتداد الايراني الذي يشكل التهديد  الأكبر للمصالح الاميركية، وفق هنري كيسنجر وقائد القيادة الوسطى الجنرال جايمس ماتيس.

وتساءل توماس فريدمان في نيويورك تايمز: هل سيكون هناك اتفاق أم لا؟ وأوضح أنّ جهود فريق أوباما في المفاوضات الدائرة مع إيران للتوصل لاتفاق قد يحول بين الإيرانيين وتطوير سلاح نووي لمدة 10 سنوات على الأقل، تدخل مرحلتها الحاسمة والنهائية، وفيما يلي أهم التحديات: الاتفاق، بالنسبة لنا، يمثل اتفاقية للحد من التسلح، لكن بالنسبة لإيران فهو يمثل «أزمة هوية»؛ التحدي الماثل أمام أوباما هو ما إذا كان في مقدوره التوصل لاتفاق مع إيران «لا يغير من الشخصية ولكن يغير السلوك فقط»؛ أما التحدي الأخير فهو على المستوى الإقليمي، فإيران بسكانها الذين بلغ تعدادهم 80 مليونا، تعد ببساطة أكثر قوة وديناميكية كدولة، في وقتنا الحالي، من معظم الدول العربية السنية الواقعة في غربها والتي انهار نصفها. فإيران، حتى لو كانت حسنة النية فإنها لا تملك سوى أن تظهر بمظهر الدولة القوية في نظر الدول الواقعة إلى الغرب منها؛ نتيجة الفراغ وهشاشة الأوضاع اللذين تعانيهما تلك الدول.

وأوضح الكاتب: ينتاب حلفاءنا في الخليج قلق عميق إزاء ذلك ويوجهون أنظارهم صوب الولايات المتحدة بحثًا عن الحماية والمزيد من الأسلحة الأكثر تطورًا.  أتفهم ذلك ولكن ما لم نتمكن من إيجاد طريقة نخفف بها من التوترات بين إيران والعرب، فإننا سنجد أنفسنا مطلقين العنان لإيران بينما نقوم بتعبئة ترسانات العرب بالأسلحة في الوقت ذاته. لن يكون الحفاظ على هذا التوازن بالأمر الهين ولكن كل ما ذكر لا يجب النظر إليه باعتباره أسبابا لرفض الاتفاق ولكنها أسباب تدعو إلى إتمامه بإحكام.

وفي الأهرام، لفت د‏.‏ محمد السعيد إدريس إلى أنّ أشباح الاستقطابات الإقليمية عادت مجددا إلى إقليم الشرق الأوسط بعد أن توارت عقب انتهاء الحرب الباردة، لكن خطورة هذه العودة الجديدة ترجع إلى أنها تتفجر بسبب تنافس قوى إقليمية طامعة في الهيمنة والسيطرة على إقليم الشرق الأوسط وفى القلب منه وطننا العربي. إسرائيل هي الطرف الأبرز فى تغذية هذه الاستقطابات المتداخلة التي تلعب فيها كل من إسرائيل وإيران إضافة إلى الولايات المتحدة وروسيا الأدوار الأساسية المتنافسة وبالتحديد على رقعة «وطن العرب»... فإسرائيل تراهن على أن يدفع الاتفاق النووي الإيراني إلى إعادة صياغة تحالفات بينها وبين العديد من الدول العربية وعلى رأسها السعودية، انطلاقاً من وحدة الرؤية والموقف والأهداف على قاعدة «التهديد الإيرانى» المشترك. وإذا كانت إسرائيل هى أبرز من يغذى هذه الاستقطابات فإن إيران هى المستفيد الأول منها. فهى تراقب أخطاء دول عربية عديدة ضد المكون الشيعي لشعبها وهى أخطاء تجعل من إيران الظهير والسند الأساسي لتوفير الحماية والأمن لهذه المكونات. هذه الأخطاء تغذى الاستقطاب السُنى الشيعى، الذى تتلقفه إسرائيل وتغذيه لتحويله إلى صراع إيراني إسرائيلي بين «عرب سنة» و«عرب شيعة». أين نحن من هذا كله؟

وفي الخليج، اعتبر حافظ البرغوثي أنّ الوضع العربي الآن أكثر وضوحاً والعمل على الجبهة العراقية هو الذي سيحدد مسارات المستقبل فإن جرى لجم النفوذ الإيراني والدفع باتجاه عراق ديمقراطي واحد موحد بلا ميلشيات وبلا تمييز طائفي أمكن سد البوابة الشرقية ورياحها الإيرانية وإن جرى تجاهل هذه البوابة فإن الجهد الإيراني سيتضاعف في العراق وسوريا ولبنان لتمتين هذا المحور بعد انهيار النفوذ الحوثي في اليمن. وعلى أية حال العزف على الوتر الطائفي المذهبي يبقى الخطر الداهم وأسوأ الكوابيس للمنطقة، فهل هناك جهود حقيقية لتدارك ذلك، أم أن هذه الفتن الشيطانية ستواصل اجتياح المنطقة العربية؟

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.