تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: غارات «التحالف» تدمّر مطار صنعاء.. والتوتر السعودي ـ الإيراني يتصاعد!!

      لا يزال التوتر السعودي ـ الإيراني يسير على منحى تصاعدي، تجاوز يوم أمس نقطة التصعيد الكلامي بين الطرفين، لينتقل إلى أرض اليمن، بعدما اختارت الرياض الردّ على التصريحات النارية الصادرة من المسؤولين في طهران، برسائل ميدانية، من شأنها أن تقود إلى مزيد من توتير الأجواء الإقليمية، وهو ما تبدّى في قيام التحالف الذي تقوده المملكة النفطية بتدمير مطار صنعاء الدولي، غداة منع طائرة ايرانية من الهبوط على مدرجاته، في تطوّر سبقه قيام الطائرات السعودية بإلقاء مناشير من أجواء اليمن تحذّر مما وصفته بـ «المد الفارسي»، ما استدعى رداً ايرانياً وصف التصرّف السعودي بعبارات من قبيل «المتهوّر» و«المتخلّف».

وذكرت السفير أنه وفي خضمّ التوترات الناتجة عن الحرب ضدّ اليمن، اعترضت البحرية الإيرانية، أمس، سفينة تجاريّة أميركية قرب مضيق هرمز، في تطوّر طرح تساؤلات كثيرة، سواء في توقيته أو في ترافقه مع تطوّرات أخرى في العلاقات الايرانية ـ الاميركية، بالرغم من أن ايران وضعت الواقعة في إطار اجراء قانوني وإداري وليس عسكرياً أو سياسياً.

وفي معرض تفسيرها لهذه الواقعة، اشارت وكالات الانباء الايرانية، الى ان القوات البحرية اعترضت السفينة الاميركية واقتادتها الى أحد الموانئ الايرانية، مشيرة الى ان ذلك حصل على خلفية مخالفات مالية للسفينة مع دائرة الموانئ الايرانية.

من جهتها، سارعت وزارة الدفاع الأميركية إلى الإعلان أنّ البحرية الإيرانية أرغمت السفينة «مايرسك تيغريس»، التي ترفع علم جزر مارشال، على التوجه إلى جزيرة لاراك الإيرانية، بعدما أطلقت باتجاهها طلقات تحذيرية. وقال المتحدث باسم البنتاغون إنّ السفينة «رضخت للطلب الإيراني ودخلت المياه قبالة الجزيرة»، مضيفاً «للوهلة الأولى يبدو الأمر عملاً استفزازياً.. ولكن ليست لدينا كل الحقائق بعد».

ونفی مصدر في شركة الموانیء الإيرانية، طبقاً للحياة، أن تكون هناك دوافع سياسية أو عسكرية وراء احتجاز السفينة، قائلاً إن القضية «ترتبط باستحقاقات مالية علی شركة ميرسك المالكة لهذه السفينة، وإن احتجازها تم استناداً إلى أمر قضائي نفذته البحرية الإيرانية». وأكدت هذا الأمر أيضاً وكالة «تسنيم» الايرانية.

وذكرت السفير أنّ هذا الحادث تزامن مع تصاعد التوتّر بين إيران والسعودية على خلفيّة مناشير ألقتها طائرات «التحالف»، على مدى أسبوعين، وتضمّنت الفقرة التالية: «أخي في اليمن، إن الهدف الحقيقي للتحالف هو دعم الشعب اليمني ضدّ المدّ الفارسيّ»، مذيّلة بتوقيع «القيادة المشتركة لقوّات عاصفة الحزم»، الأمر الذي دفع الأمين العام لمجلس الأمن القومي الايراني علي شمخاني إلى الردّ، متهماً السعودية باستخدام تكتيكات «فترة الحرب الباردة» في اليمن، ومعتبراً أنّ «السعودية قامت بهذا الإجراء بشكل متهوّر». وفيما إذا كانت إيران ستقوم بالرد على التصرف السعودي، أكّد أنّ «الوقت لم ينقض بعد للرد». وأشار إلى أنّ السعودية «تجاوزت كل المعايير الأخلاقية والإسلامية بعدوانها على اليمن»، مؤكداً أنّ الشعب اليمني «أصبح أكثر تماسكاً ووحدة جراء العدوان وسيوجه صفعة قوية للمعتدين».

وأكد شمخاني أنّ «طهران دمّرت مجموعات إرهابية تكفيرية مدعومة من السعودية والإمارات في مهدها قبل أن تتمكن من تنفيذ أيّ عمليات»، مضيفاً «أرسلنا رسائل إيجابية للسعودية وضبطنا الإعلام، لكن للأسف الردّ كان سيئاً جداً من خلال سلوكهم».

أما رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء حسن فيروز آبادي، فذهب في تصريحاته أبعد من ذلك، إذ اعتبر أنّ «جرائم آل سعود ضدّ الشعب اليمني المسلم والثوري والمظلوم، مروعة وتستحق عقاباً قاسياً»، مضيفاً أنّهم «كما الصهاينة يمنعون وصول المساعدات الإنسانية من خلال قيام طائرة حربية باعتراض طائرة نقل تجارية».

وفي ما يعكس تصاعد التوتر، منعت السعودية مجدداً طائرة ايرانية من نقل مساعدات الى اليمن، لكن المملكة النفطية لم تكتف هذا المرّة باعتراض الطائرة تنفيذاً لقرار المنع، كما فعلت خلال المرات السابقة، بل اقدمت على قصف مدرج مطار صنعاء، ما أدى إلى تدمير المطار بشكل كامل، واستهداف طائرة تملكها شركة طيران داخلي. وكانت غارات جوية عنيفة قد استهدفت، أمس، قاعدة الديلمي العسكرية، المحاذية لمطار صنعاء، بالإضافة إلى المطار المدني الذي يستهدف بشكل مباشر، للمرة الأولى، منذ بدء «عاصفة الحزم».

هذا «الإنجاز» الجديد، تكلّم عنه المتحدث باسم «التحالف» أحمد عسيري، مشيراً إلى أنّ «الطائرة لم تنسق مع سلطات التحالف والطيار تجاهل تحذيراً طالبه بالعودة». وأضاف عسيري أنّ قصف المدرج جعله غير قابل للاستخدام من جانب الرحلات الجوية لنقل المساعدات.

وطالبت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد باتخاذ خطوات مؤثرة من شأنها وقف العمليات العسكرية التي تستهدف البلاد، واصفة الغارات الجوية بـ «الخطأ الكبير الذي تم التخطيط له بشكل سيئ».

وفيما تستمر حرب الشوارع في عدن، حيث تسيطر «أنصار الله» على الجزء الأكبر من المدينة، قتل، أمس، 64 شخصاً على الأقل بينهم مدنيون في مواجهات جديدة بين اللجان الشعبية والجيش من جهة، والميليشيات التابعة لعبد ربه منصور هادي من جهة ثانية، وذلك في وقت تستمر الاشتباكات العنيفة في محافظتي مأرب وتعز. ودمرت الطائرات، أمس، منزلي قياديين في جماعة «أنصار الله» في صنعاء، هما القائد الميداني والعسكري عبد الله يحيى الحكيم وقائد اللجان الثورية محمد الحوثي، ذكرت السفير.

ووفقاً للحياة، اقتربت المعارك في اليمن من مدينة مأرب، وتوغّلت جماعة الحوثيين مجدداً في أحياء مدينة عدن، فيما شنّ طيران التحالف غارات مكثفة في مناطق عدة طاولت مواقع للحوثيين، وقَصَفَ مدرّجاً في مطار صنعاء. ونقلت قناة العربية عن الناطق باسم التحالف العميد أحمد عسيري، أن استهداف المطار هدفه منع هبوط طائرة إيرانية مدنية تحدّت الحظر الجوي. وفي حين شهدت مدينة تعز حرب شوارع، عُلم أن «أمير تنظيم القاعدة» في مدينة المكلا أصرّ على رفض الخروج منها مع عناصر التنظيم، واعداً بصرف رواتب لموظفي القطاع المدني.

وتزداد الأوضاع الإنسانية تدهوراً في معظم المدن والقرى اليمنية، نتيجة اختفاء الوقود وانقطاع الكهرباء وتدنّي الخدمات الصحية وارتفاع أسعار المواد الغذائية، إلى جانب صعوبة التنقل والنزوح إلى أماكن آمنة. إلى ذلك قدر مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، عدد اليمنيين الذين أرغموا على مغادرة منازلهم بسبب القتال بحوالى 300 ألف شخص.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.