تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: اليمن: السعودية تدرّب القبائل لمواجهة «أنصار الله».. لماذا تخلفت الباكستان!!

 تبدو المرحلة المقبلة من الحرب على اليمن أشدّ خطورة من سابقاتها، بعد ورود معلومات عن مساعي السعودية لتوحيد جبهة قبلية في مواجهة «أنصار الله»، في ما يبدو أنّها محاولة أخيرة للسيطرة على الأرض، عبر وكلائها، في ظلّ تعذّر احتمال شنّ حملة برية، وهو ما ينذر باقتتال طويل الأمد بين اليمنيين.

وذكرت السفير أنه وفي خطوة أخرى من شأنها تعزيز القبضة السعودية على اليمن، أعلن المتحدث باسم الحكومة المستقيلة راجح بادي أنّ السلطات «الشرعية» الموجودة في الرياض، ستطلب الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي، مضيفاً «سنتقدّم بخطة في السعودية الشهر المقبل، تعد اليمن للانضمام لمجلس التعاون الخليجي».

وتقول المؤشرات على الأرض إنّ الحرب بدأت تأخذ أشكالاً جديدة، فإلى جانب تقدّم «الحرس الوطني» السعودي براً نحو الحدود اليمنية، وتمركزه على مقربة من منفذ الطوال اليمني في محافظة حجة الشمالية، تتزايد المخاوف من حلف قبلي ترعاه السعودية من أجل تفجير الحرب في العاصمة صنعاء. وتجنباً لدخول العاصمة في حرب شوارع، بادرت الجماعة إلى نصب نقاط تفتيش جديدة وتشييد متاريس ترابية في شوارع صنعاء، وخصوصاً بعد انشقاق الزعيم القبلي محمد الشائف عن حزب «المؤتمر» وانضمامه إلى جبهة المؤيدين لـ«عاصفة الحزم».

وفي تطور يطرح تساؤلات بشأن شكل المرحلة المقبلة من الحرب السعودية، أفادت مصادر مطّلعة بأنّ السعودية بدأت تدريبات عسكرية للمئات من رجال القبائل اليمنية لقتال جماعة «أنصار الله». ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر عسكري موجود في الدوحة قوله إنّه «لا يمكن الانتصار في حرب ضدّ الحوثيين من الجو... هناك حاجة إلى إدخال قوات برية، وهناك الآن برنامج لتدريب المقاتلين القبليين على الحدود»، فيما ذكر مصدر سعودي أنّ هناك «خطة لتعزيز القوات اليمنية في مختلف أنحاء البلاد، لأنّ السكان المحليين على دراية أفضل بطبيعة الأرض بالمقارنة مع السعوديين». ووفقاً لمصدر يمني رسمي فإنّ «300 مقاتل قبلي تدرّبوا في السعودية، عادوا إلى موطنهم في منطقة صرواح» في محافظة مأرب لمحاربة الجماعة، مشيراً إلى أنّ «المشكلة هي أن عدد المقاتلين القبليين الذين يتم تدريبهم صغير جداً وليس كافياً». وأضاف أنّ التدريب يشمل تزويدهم بالأسلحة الخفيفة والنصائح التكتيكية.

ولفتت السفير إلى أنّ السعودية دعت زعماء القبائل الى حضور اجتماع في الرياض في محاولة لتشكيل جبهة قبلية موحدة في مواجهة الحوثيين، بحسب مصادر يمنية أكّدت أنّ «هناك شعوراً بأنّه ليس هناك أمل كبير في تحقيق هذا». وذكرت مصادر مطلعة أنّ هدف زيارة نائب «الرئيس» اليمني خالد بحاح إلى الدوحة هو مناقشة سُبل إعادة تأسيس سلطة حكومة اليمن في المنفى. ويشمل النقاش مع الدول الخليجية عدة خيارات من بينها كيفية طرد عناصر تنظيم «القاعدة» من مدينة سيئون في محافظة حضرموت، والتي يمكن أن تصبح قاعدة محتملة للحكومة بعد الفشل في السيطرة على عدن.

على المستوى السياسي، يبدو أن الحل السياسي ما زال بعيداً، برغم الدعوات إلى الحوار. وفي هذا الإطار، جدّدت إيران دعوتها إلى حوار بين اليمنيين برعاية الأمم المتحدة لإنهاء القتال. وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف «يجب أن يشارك الجميع في اليمن في حوار من دون شروط مسبقة، ولا أعتقد أن ذلك يمكن أن يجري في الامارات، لأن الإمارات للأسف أصبحت طرفاً في النزاع». ودعا مساعد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان، خلال استقباله المدير العام الإقليمي للصليب الأحمر روبرت مارديني، إلى «وقف العدوان وفتح طريق آمن لإيصال المساعدات الإنسانية الى اليمن»، معرباً عن قلقه من «الجرائم اللاإنسانية التي تُرتكب في هذا البلد». وتعليقاً على تدمير مطار صنعاء غداة منع طائرة مساعدات إيرانية من الهبوط على مدرجاته، وصفت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية قصف المطار بأنه عمل «غير إنساني وينم عن الحقد»، معتبرة أن الهدف هو «ممارسة المزيد من الضغوط على الشعب اليمني الأعزل».

وبعد ساعة على إعلان هيئة الطيران المدني اليمنية أنّ مطار الحديدة أصبح بديلاً لمطار صنعاء لهبوط الطائرات المدنية والإغاثية، قامت طائرات «التحالف» بقصفه. وفيما لا يزال الوضع الإنساني في اليمن كارثياً، تمكنت الجماعة من التقدّم في عدن، فيما كانت طائرات «التحالف» تلقي، للمرة الأولى، أسلحة من الجو لرجال قبائل ومسلّحين إسلاميين في تعز الجنوبية.

وفي الأخبار وتحت عنوان: لهذه الأسباب رفضت باكستان المشاركة في العدوان، أنّ باكستان نبّهت السعودية، قبل تصويت البرلمان الباكستاني على رفض المشاركة في العدوان على اليمن، من نتائج كارثية تترتب على المملكة نفسها جراء الحرب. وحذّرت إسلام آباد الرياض من أن تكرار دعم الجماعات التكفيرية سيرتد على الداخل السعودي، وحمّلت المخابرات السعودية وبندر بن سلطان مسؤولية تنامي المجموعات الإرهابية التكفيرية التي باتت تشكل خطراً على مستقبل كل الدول الإسلامية.

وكشف تقرير دبلوماسي غربي أن رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف أبلغ الملك سلمان رفض بلاده المشاركة في «عاصفة الحزم»، وذلك في زيارة سرية للرياض، في الرابع من نيسان الجاري، بعد أيام على بدء العدوان السعودي على اليمن، وقبل تصويت برلمان بلاده على رفض المشاركة في الحرب (10 نيسان). وأشار التقرير الى أن شريف «كان واضحاً»، وأبلغ سلمان أن بلاده تقدّر المساعدات المالية التي قدمتها لها المملكة، «لكننا لا نستطيع أن نفرّط بالأمن الوطني والقومي الباكستاني، في وقت نخوض فيه معركة مع الإرهاب الذي يهدّد أمن بلادنا ووحدتها»، مشيراً الى أن المشاركة في العدوان ستعطي الجماعات التكفيرية في أفغانستان وباكستان شعوراً بالقوة لإعادة تنظيم صفوفها، لإعادة سيطرتها على الحكم في الأولى والعمل على قلب موازين السلطة في الثانية. وأشار التقرير الى أن إسلام آباد أبلغت عواصم القرار أنها نصحت السعودية بعدم القيام بعدوانها على اليمن لأنه سيجر نتائج كارثية على السعودية لا قدرة لها على تحمّلها، «إذ إن اليمن دولة كبيرة وشعبها مقاتل ولن يتهاون مع العدوان على بلاده، كذلك فإن للشعب اليمني تأثيراً مباشراً على الداخل السعودي». وأوضح الباكستانيون أن بلادهم «عانت في العقدين الأخيرين من تنامي الحركات الأصولية المدعوم معظمها من السعودية، والتي باتت تهدد المجتمع الباكستاني بالانهيار. والمخابرات الباكستانية والمصرية والأميركية ارتكبت خطأً كبيراً لا نزال ندفع ثمنه في دعم تنظيم القاعدة وحركة طالبان...». وبحسب التقرير، «كان الباكستانيون واضحين في تحميل المخابرات السعودية، وخصوصاً رئيسها السابق الأمير بندر بن سلطان، المسؤولية عن تنامي خطر المجموعات الإرهابية الخطيرة التي باتت تشكل خطراً على مستقبل كل الدول الإسلامية من دون استثناء». وهم «حذّروا السعودية من الاستمرار في دعم هذه المجموعات، لأن ذلك قد يرتد على الداخل السعودي الذي لن يكون في منأى عن التغيير في المنطقة، خصوصاً أن لهذه الجماعات بيئة حاضنة واسعة وداعمة داخل المملكة».

من جانب آخر، نقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة إن الرئيس اليمني الاسبق علي ناصر محمد يقوم بتحرك من أجل التوصل الى حل سياسي ينهي العدوان السعودي على اليمن. وأوضحت المصادر أن محمد زار لهذه الغاية كلاً من مسقط وطهران والقاهرة وبيروت حيث سمع تشجيعاً لتحركه، خصوصاً من القاهرة التي تشعر بالإحراج بسبب الضغط السعودي عليها للمشاركة في العدوان. وأبلغ المسؤولون المصريون الرئيس السابق تغطيتهم التامة لتحركه.

وعنونت الحياة: الحوثيون يتقدّمون في عدن والقبائل توقفهم أمام مأرب. ووفقاً للصحيفة، استعاد المسلحون الحوثيون والقوات الموالية لهم أمس، السيطرة على مديرية خور مكسر في مدينة عدن، في ظل اشتباكات عنيفة وقصف متبادل مع مسلحي المقاومة الجنوبية من أنصار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي و «الحراك الجنوبي». في الوقت ذاته، شنت طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية، غارات كثيفة على مواقع لجماعة الحوثيين في عدن وصنعاء ومأرب والبيضاء، وزوّدت مسلحي المقاومة في تعز كميات من الأسلحة عبر إنزال مظلي. ووفقاً للصحيفة، ويراهن الحوثيون على حسم المعارك في مأرب وتعز والمناطق الجنوبية، ويرفضون وقف القتال والعودة إلى الحوار في ظل شرعية هادي وحكومته، في حين يميل علي صالح وحزبه (المؤتمر الشعبي) إلى وقف العنف والعمليات العسكرية لقوات التحالف، لكنهما يعتبران أن الأمر رهن بإرادة الجماعة التي سيطرت على السلطة والجيش وقوات الأمن.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.