تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: ملايين اليمنيين على شفير الهاوية..

              باتت الحرب التي تقودها السعودية على اليمن منذ أكثر من شهر، تهدّد حياة ملايين اليمنيين بشكل لم يسبق له مثيل منذ بداية حرب «عاصفة الحزم»، في ظل تفاقم المعاناة من نفاد المواد الغذائية والمياه النظيفة والأدوية والوقود، فضلاً عن الانهيار غير المسبوق في النظام الصحي، مع استمرار الحصار المطبق جواً وبحراً وبراً.

وفيما أكدت الرياض مقتل أربعة من جنودها على الحدود الجنوبية، كان مجلس التعاون الخليجي يشترط رعاية أيّ مفاوضات من شأنها تسوية الأزمة في اليمن، على أن تحضرها المكونات المساندة لـ «الشرعية»، في حين برز تطور في توقيت بالغ الخطورة، تمثّل ببثّ فيديو لإعدام 15 جندياً يمنياً على أيدي «داعش» في محافظة شبوة شرقاً.

وجاء اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الست في قاعدة الرياض الجوية يوم أمس، لبحث التطورات في اليمن، والعملية العسكرية التي تشارك فيها خمس دول خليجية عدا سلطنة عُمان. واشترط المجتمعون أن تُنظّم أيّ مفاوضات محتملة لتسوية الأزمة اليمنية في الرياض تحت مظلّة مجلس التعاون، ما يعني، عملياً، رفض الدعوات لإجراء المباحثات تحت إشراف الأمم المتحدة.

ويأتي الاجتماع الوزاري الذي استمر ثلاث ساعات في العاصمة السعودية، حيث ترأس الوفد السعودي نائب وزير الخارجية «المعفى من منصبه» عبد العزيز بن عبدالله، قبل قمّة تشاورية لدول المجلس ستعقد الثلاثاء المقبل في الرياض، تحضيراً لقمة كامب ديفيد في 14 أيار المقبل مع الرئيس الاميركي باراك اوباما.

وفي وقت ترفض فيه جماعة «أنصار الله» المشاركة في مفاوضات ترعاها أطراف الحرب، صرح الأمين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني أنّ الوزراء «أكدوا دعمهم للجهود الحثيثة التي تقوم بها الحكومة الشرعية للجمهورية اليمنية لعقد مؤتمر تحت مظلة الأمانة العامة لمجلس التعاون في الرياض، تحضره جميع الأطراف والمكونات اليمنية المساندة للشرعية وأمن اليمن واستقراره»، مثمناً صدور قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2216 تحت الفصل السابع.

وخلال افتتاح اجتماع وزراء الخارجية، أشار وزير الخارجية القطري خالد العطية ـ رئيس الدورة الحالية ـ إلى أنّ عمليّتي «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» ليستا موجّهتين ضدّ أحد، ما استدعى رداً من الجماعة على لسان عضو المكتب السياسي محمد البخيتي الذي اعتبر أن «الكلام الخليجي بأن الحرب ليست ضد أحد هو موجه لإيران».

وفي آخر مؤشّر على زيادة التوترات بين إيران والسعودية، استدعت طهران للمرة الرابعة خلال الشهر الحالي، القائم بالأعمال السعودي لديها للاحتجاج على تدخّل الطائرات الحربية السعودية الثلاثاء الماضي، لمنع طائرة إيرانية محملة بالمساعدات من الوصول إلى مطار صنعاء.

وأعلن قائد البحرية الإيرانية العميد حبيب الله سياري أنّ مدمرتين إيرانيتين أرسلتا إلى خليج عدن لحماية السفن التجارية، وهما متمركزتان حالياً عند مدخل مضيق باب المندب الاستراتيجي، مؤكداً «نحن في خليج عدن بموجب القوانين الدولية من أجل حماية السفن التجارية لبلادنا من تهديد القراصنة».

على المستوى الانساني، يواجه النظام الصحي في اليمن، بعد مرور أكثر من شهر على بدء الحرب، صعوبات في التكيف مع الظروف، فضلاً عن النقص الحاد في المواد الغذائية والوقود. ومع تردّي الأوضاع ازدادت القيود المفروضة على الاستيراد، إذ اضطر الفريق الجراحي التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر وجميع الموظفين والمرضى إلى مغادرة مستشفى «الجمهورية» في عدن، بعدما أصبح مبنى المستشفى جبهة للقتال بين ميليشيات مسلحة تابعة لعبد ربه منصور هادي من جهة، واللجان الشعبية التابعة لـ «أنصار الله» والجيش اليمني من جهة أخرى. وتشهد العاصمة صنعاء كل صباح طوابير طويلة أمام محطات الوقود، ولا يختلف الوضع في باقي المحافظات، ويضاف إلى ذلك نقص في إمدادات المياه والكهرباء. ووفقاً لمنظمة «سياج» اليمنية لحماية الطفولة، فإنّ أكثر من ثمانية ملايين طفل يمني مهددون بالموت والأمراض، بسبب نقص الاغذية ومياه الشرب. وأعلن «برنامج الأغذية العالمي»، أمس، الوقف التدريجي لتوزيع المواد الغذائية في اليمن بسبب نقص الوقود، داعياً الأطراف اليمنية إلى السماح بالاستيراد، أفادت السفير.

وأبرزت الأخبار: عدن تشتعل قبل أيام من قمة خليجية الثلاثاء.. واشنطن تطلب مساعدة طهران: نحو حوار سياسي في أقرب وقت. ولفتت الحصيفة إلى حراك ميداني لافت في الجنوب اليمني، تميّز بتصعيد غير مسبوق للمعارك في عدن وتكثيف للغارات على مأرب والحديدة وتعز، قبل أيام من قمة خليجية تستهدف تقييم مجريات العدوان وإعادة توجيهه. وعلى وقع اشتداد المعارك في عدن، التي شهدت أمس أعنف اشتباكات منذ بدء العدوان وتكثيف الغارات على أكثر من محافظة يمنية، يواصل الجيش و«أنصار الله» تحقيق الانجازات الميدانية على طريق تأمين المحافظات الجنوبية من أي محاولة استثمارٍ سياسي تسعى إليه الرياض وحلفاؤها، الذين يعدّون لقمّة خليجية في الخامس من أيار الجاري، ترمي إلى إعادة تأطير الحرب على اليمن، بعدما غرقت في تخبّط وعشوائية ظاهرين للعيان، وذلك في وقت قتل فيه جنديان سعوديان في جازان، بعد تعرّض دورية لنيران قرب الحدود مع اليمن.

ووفقاً للصحيفة، فإن محاولة «لملمة» العملية العسكرية التي تقوم الرياض اليوم بدفعها إلى مراحل أخرى عبر تسليح القبائل وتدريبها، لزجّ اليمن في صراع داخلي غير محّدد الأجل، تسبق اجتماع الزعماء الخليجيين بالرئيس أوباما في كامب دايفيد، منتصف الشهر، إذ يعلم هؤلاء أن ذهابهم إلى هذا اللقاء «التاريخي» خالي الوفاض من معركتهم في اليمن، أمرٌ لا يحبّذه الأميركيون، لا سيما بعد الدفع الأميركي الجليّ باتجاه وقف العمليات العسكرية والبحث جدياً عن حلٍّ سياسي.

من جهةٍ أخرى، كشف مسؤول أميركي أن واشنطن «طلبت عون طهران في إقناع الأطراف اليمنية المتنازعة بالمشاركة في محادثات سياسية»، وذلك في اللقاء الذي جمع ظريف بنظيره الأميركي جون كيري. وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية أكدت أن المسؤولين تطرقا إلى ضرورة الانتقال إلى حوار سياسي (بين اليمنيين) وبأسرع وقت ممكن».

وعنونت الحياة: «كارثة» عدن قتال ضارٍ وجثث في الشوارع والمدنيون محاصرون. ووفقاً للصحيفة، سيطر مسلحو المقاومة من أنصار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وعناصر "الحراك الجنوبي" على أجزاء من مطار عدن، بعد معارك عنيفة مع مسلحي جماعة الحوثيين وقوات الجيش الموالية لهم، فيما واصلت طائرات التحالف العربي غاراتها على مواقع للجماعة ومعسكرات ومخازن للذخيرة في صنعاء ومأرب والحديدة وتعز وعدن وصعدة، وذلك لتدمير عتادها وإجبارها على إلقاء السلاح والاعتراف بشرعية هادي والعودة إلى طاولة الحوار. ووفقاً للحياة، أعلن قائد البحرية في الجيش الإيراني الأميرال حبيب الله سياري أن السفن الحربية لبلاده «لن تدخل المياه الإقليمية لدول أخرى»، ملمحاً بذلك إلى انها ستتجنب المياه الإقليمية لليمن.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.