تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

سيناء في قلب الخطر «الداعشي»!!

        يوماً بعد يوم، تتخذ الحرب المفتوحة بين الدولة المصرية والتكفيريين في سيناء مساراً اكثر تعقيداً. المواجهة ضد التكفيريين في شبه الجزيرة، التي لاحت في الافق قبل عشر سنوات، واتخذت منحى تصاعدياً منذ «ثورة 25 يناير»، باتت جزءاً من الحرب الشاملة التي يخوضها تنظيم «داعش»، خصوصاً بعد اعلان «انصار بيت المقدس»، اكثر الجماعات التكفيرية خطورة في مصر، البيعة لأبي بكر البغدادي، متخذة اسماً جديداً هو «ولاية سيناء» في «دولة الخلافة».

كل ذلك أتى على حساب السيناويين، الذين توقعوا، بعد اربعين عاماً من قتالهم الى جانب قواتهم المسلحة المصرية ضد الاحتلال الاسرائيلي، أن يلاقوا تقديراً يضمن ابسط حقوقهم كمواطنين، بعد عقود من التهميش والإهمال على كافة المستويات، بما في ذلك رفض تجنيدهم في الجيش المصري لدواع أمنية، تبدو متصلة بـ «تشكيك» تاريخي في وطنيتهم! ولا يخرج عن اسباب شعور السيناويين بالإحباط الوعود التي تطلقها الحكومات المصرية المتعاقبة بتنفيذ مشاريع تنموية، سرعان ما يكتشف انها «وهمية».

واعتبر تقرير في السفير أنّ هذا الاحباط، الذي يصل الى درجة اليأس والغضب، كان السبب في جنوح بعض السيناويين، وبشكل خاص من جيل الشباب، الى اتخاذ موقف سلبي وصل الى درجة «العداء» مع الدولة المصرية بكافة مؤسساتها، ما هيأ التربة الخصبة لتغلغل الأفكار المتشددة والتنظيمات الجهادية المتطرفة، التي باشرت نشاطها في شبه الجزيرة المصرية قبل اكثر من عقدين، إلى أن قررت الانتقال بأفكارها إلى مرحلة التطبيق العملي، بداية بتفجيرات طابا ورأس الشيطان ونويبع ودهب وشرم الشيخ في العام 2004، مروراً بالهجمات المباشرة ضد القوات المسلحة وعمليات تفجير انبوب تصدير الغاز ابان «ثورة 25 يناير»، وصولاً الى إعلان الحرب المفتوحة. وتضيف السفير: ويبدو أن هذه التطورات الخطيرة لم تدفع الدولة المصرية، بقيادتها السياسية الجديدة، نحو ارادة حقيقية لتدارك أخطاء الماضي ومعالجة ما نتج عنها من تداعيات، بل ظلت اجهزة الأمن تسير على سياسات الأنظمة السابقة التي أصرّت على إبعاد السيناويين عن أي معادلة لمعالجة الأوضاع في شبه الجزيرة المصرية.

وفيما تتخذ الحرب «الداعشية» اشكالاً جديدة، سواء في العراق وسوريا أو في اليمن وليبيا، ابعاداً جديداً، يبدو ان سيناء قد باتت في قلب تلك التعقيدات، لتصبح شبه الجزيرة المصرية، او بوابة مصر من الشرق، في دائرة استهداف شبح التقسيم الذي يطل برأسه على امتداد الوطن العربي، ليضاف كل ذلك الى دائرة استهداف متقاطعة، تمثلها مخططات اسرائيل، التي من المؤكد انها لا تزال تتربص شراً بـ «ارض الفيروز».

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.