تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: سقوط الرمادي يعيد رسم الأولويات: واشنطن تدعم «الحشد».. وعمّان تترقب النتائج!!

مصدر الصورة
SNS

        أعادت سيطرة تنظيم «داعش» على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، الأردن إلى المشهد الأمني العراقي، بالرغم من الخطوات التي حاولت الحكومة العراقية اتخاذها لاحتواء الانهيار الأمني السريع والمتراكم في المحافظة الحدودية مع الأردن والسعودية وسوريا. وأعادت وحدات من «الحشد الشعبي»، أمس، انتشارها في المناطق التي تعد أبرز الثغرات الأمنية التي تربط بغداد وكربلاء مع الانبار، بالإضافة إلى تعزيز مواقعها في الرمادي.

ويأتي ذلك، في ظل موقف لافت من البيت الأبيض، الذي قال إن «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة سيدعم «القوة البرية المتعددة الطوائف في العراق» في جهودها لاستعادة مدينة الرمادي، مشدداً على أنه من المهم «أن تكون القوة تحت سيطرة وقيادة العراق»، في أول موقف أميركي يؤيد عمل قوات «الحشد الشعبي» ومساندتها في المعارك. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض إن «التحالف بقيادة أميركا سيدعم قوة حشد شعبي متعددة الطوائف في العراق سعيا لاستعادة الرمادي».

وواصل وزير الدفاع الإيراني حسن دهقان جولته العراقية بعدد من اللقاءات كان أبرزها مع رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، حيث أعاد المسؤول الإيراني التأكيد على موقف بلاده برفض تقسيم العراق، في وقت تحدث رئيس المجلس الأعلى الاسلامي في العراق عمار الحكيم عن ضرورة «التعقّل وعدم المزايدة» عراقيا لأن «دول المنطقة تتغير» والعراق سيكون من أكثر «المتأثرين» من هذه المتغيرات.

وطبقاً للسفير، وصلت تعزيزات من مقاتلي «الحشد الشعبي» إلى محافظة الكرمة التي تبعد حوالي 50 كيلومترا عن بغداد، والتي نجح تنظيم «داعش»، أمس، في السيطرة على قرى عدة فيها. كما انتشرت وحدات «الحشد» في منطقة النخيب التي كانت قد انسحبت منها سابقا تحت ضغط قوى سياسية في محافظة الأنبار. وتعد النخيب ثغرة أمنية قد تُمَكِّن تنظيم «داعش» من الوصول إلى مدينة كربلاء التي تتواجد فيها مقامات دينية عدة كان عناصر التنظيم قد توعدوا بتدميرها في أحد تسجيلاتهم من داخل الرمادي، بالإضافة إلى أنها تشكل عقدة استراتيجية بين الحدود العراقية مع الأردن والسعودية. كما تعد كرمة الفلوجة خاصرة ضعيفة لحزام بغداد، خصوصا أن مدينة الفلوجة القريبة منها هي المعقل الرئيسي للتنظيم المتشدد في الأنبار.

وأوضحت السفير انّ الوضع في الأنبار الحدودية مع الأردن فرض على القوات الأردنية، أمس، تكثيف دورياتها الحدودية مع العراق، وأظهرت صور ومقاطع فيديو بثتها هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» في تقرير لها من الحدود العراقية الأردنية، انتشارا كثيفا لضباط وجنود «لواء الصحراء» الذي شكلته الحكومة الأردنية مؤخراً «من أجل التصدي للجهاديين الساعين إلى السيطرة الكاملة على محافظة الأنبار الجارة في العراق» بحسب مراسل الهيئة.

وبحسب التقرير، فإن مسلحي «داعش» وصلوا في السابق إلى نقاط قريبة داخل المناطق الصحراوية التي تفصل العراق عن الأردن، كما شدد المراسل على أن السلطات الأردنية ضاعفت من ترتيباتها الأمنية على طول الشريط الحدودي مع العراق. وفي حديث لـ «بي بي سي» أكد مسؤول الأمن العام في الأردن الجنرال توفيق الطوالبة أن لدى القوات الأردنية خططا واستراتيجيات جيدة لمحاربة الإرهاب ولمواجهة كل التهديدات.

وبدأ احتواء تمدد «داعش» في الأنبار مع إرسال وزارة الدفاع أرتالا من المدرعات والدبابات إلى قاعدة الحبانية، تزامناً مع إعادة تجميع القوات فيها وتمركز وحدات «الحشد الشعبي» في القاعدة بشكل رئيسي. وأكدت مصادر من محافظة الأنبار أن القوات العراقية التي أعادت انتشارها لا تبعد سوى كيلومتر واحد عن «بوابة الرمادي».

ويقول الباحث في «معهد واشنطن» للدراسات مايكل نايتس إن «الحكومتين الأميركية والعراقية تبدوان على الموجة نفسها بضرورة شن هجوم مضاد على الرمادي قبل ان يعزز التنظيم» دفاعاته في داخلها. بدوره، قال قائد شرطة الرمادي اللواء الركن كاظم الفهداوي إن القوات العراقية تتجمع في منطقة حصيبة (7 كيلومتر شرق الرمادي)، موضحا أن المنطقة «ستكون نقطة انطلاق لعمليات عسكرية لتحرير مدن الانبار».

وعنونت الحياة: «الحشد الشعبي» في الأنبار لحماية كربلاء وبغداد. وأوضحت انّ التأكيدات الأميركية طول معركة الأنبار وتحرير الرمادي تزيد سكان المدينة والنازحين منها يأساً، فوزارة الدفاع تعلن أن «المعركة التي يقودها التحالف الدولي بطيئة تتطلب سنوات»، والخارجية تؤكد أن «طلب الحكومة المحلية وقادة العشائر مشاركة الحشد الشعبي في المعركة ضد داعش خطوة مهمة... فالمعركة طويلة الأمد». وإلى التصريحات الأميركية تمكن إضافة تصريحات وتوقعات عراقية ترى أن مهمة «الحشد الشعبي والجيش حماية كربلاء وبغداد وليس تحرير الأنبار». ووفقا للحياة، لم يقتنع سكان الرمادي الذين بدأوا أكبر عملية نزوح في تاريخها في 19 نيسان الماضي، مع أولى بوادر هجوم «داعش»، بتأكيدات رسمية لاستعادة الأمن في المدينة، وإرسال تعزيزات عسكرية إليها، وقد سقطت كلها في يد التنظيم بعد قرابة شهر من تلك التأكيدات.

وعنونت صحيفة الأخبار: العبادي أخيراً: تصرفات أميركية تستفزني. وذكرت أنّ حيدر العبادي خرج عن صمته قليلاً وأبدى امتعاضه من بعض التصرفات الأميركية في ما يتعلق بالحرب ضد «داعش»، وهي تصرفات دفعته، كما يقول، إلى توكيل مهمة تحرير الرمادي هذه المرة لـ«الحشد الشعبي»، الذي حصل أمس على دعم من مجلس الوزراء لمشاركته في معارك الأنبار. واوضحت الصحيفة انه في الوقت الذي قررت فيه الحكومة العراقية خلال اجتماعها الأسبوعي الاعتيادي، يوم أمس، دعم قرار رئيسها حيدر العبادي إدخال قوات «الحشد الشعبي» إلى محافظة الأنبار للمشاركة في عمليات التحرير، أفادت الصحيفة أن العبادي قرر «مبدئياً» تسليم قيادة العمليات العسكرية في المحافظة لإحدى الفصائل البارزة في «الحشد»، وذلك خلال اجتماع خاص.  في المقابل، نفى مصدر حكومي مقرب من العبادي علمه بتلك المعلومات، ولكنه أكد أن جميع الفصائل في «الحشد الشعبي» تعمل تحت إمرة رئيس الحكومة بصفته قائداً عاماً للقوات المسلحة... «إذا كان قد حدث مثل هذا الأمر، فإنه متروك للقيادات العسكرية والميدانية».

كل ذلك يجري في وقت أخفق فيه مجلس النواب العراقي، خلال جلسته أمس أيضاً، في التصويت على مشروع قرار يعطي الغطاء الشرعي والقانوني لدخول قوات «الحشد الشعبي» في معارك الأنبار.

وفي الرأي الأردنية، اعتبر محمد خروب  أنه وبصرف النظر عما اذا كانت تمنيات مسعود البرزاني التي قالها لمراسل القناة الثانية الاسرائيلية، تندرج في اطار الكلام الدبلوماسي أو الحاجة الى دعم اسرائيلي في دوائر صنع القرار الاميركي والاوروبي... فإن ما ادلى به ابن شقيقه الجنرال سيروان، يزيد من الثقة بأن الهوة شاسعة بين قراءة المسؤولين الكرد لملف الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وبين ارتكابات اسرائيل وعدوانها ومذابحها ضد الشعب الفلسطيني, على نحو لا يجد فيه الجنرال الكردي اي غضاضة في اعتبار ان من يصف اسرائيل بأنها عدو، انما يغسل دماغ شعبه ويمنعه من الانكشاف على الديمقراطية... يُخطئ المسؤولون الكرد كثيراً, اذا ما ظنوا ان اسرائيل يمكن أن تكون بديلاً عن محيطهم الاقليمي وبخاصة العربي، الذي هو في غالبيته ليس معاديا لهم او متنكرا لطموحاتهم القومية, واذا ما ارادوا دعماً شعبياً عربياً لهذه المطالب المشروعة, فإن عليهم الا يتنكّروا للحقوق الفلسطينية ويسلّموا بالرواية الاسرائيلية الاستعمارية, فضلا عن اهمية النظر الى المصالح المشتركة بنزاهة وخصوصا بواقعية ومسؤولية.

ورأت كلمة الرياض أن الرفض والسخط الذي تبديه حكومة العبادي من الحديث حول تسليح سنة وأكراد العراق غير مبرر في ظل عجز حكومته دفع خطر "داعش" عن أهم المدن العراقية، كما أن موافقة مجلس محافظة الأنبار دخول الحشد الشعبي لتحرير الرمادي هي موافقة "المستجير من الرمضاء بالنار"، وأن على الحكومة العراقية وواشنطن تحمّل مسؤوليات تهوّر هذه الميليشيات، المدعوم جزء كبير منها من طهران، وأن عودتها إلى ممارستها الطائشة والوحشية والطائفية من شأنه اتساع رقعة الصراع وتحوّله إلى حرب أهلية يوقد فتنة لا قدرة لأحد على احتوائها.

واعتبرت افتتاحية الوطن السعودية أنّ الفوضى والصراعات الطائفية لم تنجح في بلد مثل ما نجحت في العراق. أرض السواد أنموذج حي للحروب بالوكالة، وللإرهاب بشتى أشكاله. العراق لا يعاني فحسب من تيارات أصولية متطرفة، وأحزاب سياسية طائفية، ودولة كإيران ترعى هذا المشهد الفوضوي، وحكومة عاجزة، ودولة متهالكة، بل يعاني انقساما اجتماعيا حادا، إثنيا وطائفيا، له تراكماته التاريخية التي انفجرت بقوة هائلة بعيد الاحتلال الأميركي في 2003.... العراق في طريقه إلى التقسيم، لأن الواقع العراقي يفرض هذه المعادلة... ونجح إرهابيو تنظيم داعش لمدى معرفتهم بالقابلية للاحتلال والاقتتال باسم الطائفة، ولعلمهم أن حكومة العراق لا تمتلك مشروعا وطنيا مؤثرا تستطيع أن تجمع من خلاله كل الأطياف العراقية المتباينة. المبادئ الوطنية لدى مؤسسات الدولة العراقية تلاشت مع صعود المد الطائفي. هذه هي المشكلة... أزمة العراق، أيضا، رهينة بالأزمات المحيطة به، خصوصا من إيران وسورية، وبالتأكيد سيستمر هذا الصراع حتى تحين فرصة التقسيم. حينها سيتخلص العراقيون من كل الأدواء الطائفية، أو على الأقل، من كل الصراعات الناتجة عنها.

ورأت افتتاحية الخليج أنه ليس هكذا تتم مواجهة «داعش»؛ فالحرب الجارية الآن على «داعش» في محافظة الأنبار وفي الرقة والتي امتدت حالياً حول مدينة تدمر ومناطق أخرى في سوريا، تفتقد في الحقيقة إلى الجدية وتبدو قاصرة ومبتسرة، رغم الغارات الجوية المكثفة التي تقوم بها طائرات التحالف والتي تستهدف مقار ومواقع لقيادات «داعشية»... نحن أمام معركة مركبة يقتضي خوضها والانتصار فيها جدية وصدقاً في التعامل مع هذا التنظيم الإرهابي، وبأنه يشكل خطراً داهماً على كل المنطقة والعالم، والمماطلة والتسويف والازدواجية والمراوغة وخوض نصف حرب معه لن يزيده إلا قوة. صحيح أن «داعش» ظاهرة لن تعيش لأنها ضد منطق التاريخ والحياة والإسلام والحضارة والإنسانية.. إلا أن مواجهتها كما هو الحال الآن يطيل من عمرها ويزيد من خطرها.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.